تعتمد الصين بشكل كبير على قطاعها الصناعي بينما يُظهر انتعاشها الاقتصادي اختلالًا في التوازن مع ازدهار التصنيع مقابل تباطؤ النشاط الاستهلاكي، مما يجعل البلاد أكثر هشاشة أمام النزاعات التجارية الدولية، وفقا لما ذكرته وكالة بلومبيرغ.

ووفقا للوكالة فإن التحسن الاقتصادي في الصين يظهر اختلالا كبيرا في التوازن بين معدلات الاستهلاك في مقابل معدلات التصدير، حيث تباطأ نمو الإنفاق الاستهلاكي إلى 2.

3% فقط في أبريل/نيسان الماضي -وهو أدنى مستوى منذ عام 2022- بينما شهد الإنتاج الصناعي زيادة قوية، إذ ارتفع إلى نسبة غير متوقعة بلغت 6.7%.

وتعبر هذه الفجوة عن التعافي الذي يعتمد بشكل كبير على القطاع الصناعي والنمو القائم على التصدير، وهو القطاع الذي يواجه الآن مخاطر كبيرة بسبب التوترات التجارية المتزايدة، وخاصة مع الولايات المتحدة وأوروبا بكونه القطاع الأكثر عرضة للعقوبات.

بكين أعلنت عن إجراءات تحفيزية تهدف إلى تنشيط القطاع العقاري (الأوروبية) تصاعد حدة التوترات التجارية العالمية

وتفرض النزاعات المستمرة بشأن التجارة- والتي تفاقمت إثر فرض الرسوم الجمركية الأميركية على البضائع الصينية بما في ذلك التعريفة الجمركية بنسبة 100% على السيارات الكهربائية- ضغطا إضافيا على إستراتيجية التعافي الصينية المعتمدة على التصدير، وفقا لبلومبيرغ.

وقد أدى هذا التركيز الصيني على قطاع الصناعة والتصدير إلى خلاف دولي كبير، مع اتهامات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأن سياسات الصين تلحق الضرر بصناعاتهما المحلية.

استجابة الحكومة الصينية للتحديات الاقتصادية

وفي استجابة للتحديات الاقتصادية القائمة، قالت الوكالة إن الحكومة الصينية تتخذ خطوات استباقية، بما في ذلك إزالة الحد الأدنى لأسعار الرهن العقاري وتقديم نسب أقل للدفعة الأولى لمشتري المساكن.

علاوة على ذلك، يهدف إصدار سندات سيادية خاصة بقيمة تريليون يوان (141 مليار دولار) إلى تعزيز الإنفاق على البنية التحتية، وهو ما يمكن أن يحفز النمو الاقتصادي على نطاق أوسع، تقول الوكالة.

ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الجهود، لا تزال ثقة المستهلك هشة وفقا لبلومبيرغ. فعلى سبيل المثال، انخفضت مبيعات السيارات بنسبة 5.6%، وهو ما يمثل أكبر انخفاض منذ ما يقرب من عامين، وسط حرب أسعار بين شركات صناعة السيارات.

قطاع العقارات في محنة

ووسط تعثر سوق العقارات، أعلنت بكين عن إجراءات جديدة تهدف إلى تنشيطها.

وتشمل هذه الإجراءات -وفقا لبلومبيرغ- تخفيف القيود التنظيمية على المقترضين وتعهد الأموال العامة لشراء المنازل، الأمر الذي دفع أسهم العقارات الصينية للارتفاع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

خبراء صينيون لـ«الاتحاد»: الإمارات شريك استراتيجي

أحمد عاطف (القاهرة)

أخبار ذات صلة رئيس الدولة: شباب الإمارات ثروة الوطن الحقيقية خبراء لـ«الاتحاد»: زيارة رئيس الدولة «دفعة قوية» للعلاقات مع الصين

اعتبر خبراء ومحللون صينيون، أن العلاقات «الإماراتية - الصينية»، تشهد تميزاً بالتطور المستمر والشراكة الاستراتيجية في مختلف المجالات، لافتين إلى أنه منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1984، شهدت نمواً ملحوظاً في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، ما جعل الإمارات شريكاً رئيسياً للصين في الشرق الأوسط.
وقال المحلل السياسي الصيني نادر رونج، إن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين ارتقت في عام 2012، ووصلت لذروتها في عام 2018، حيث تم توقيع اتفاقية البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق في 2019، مما عزز التعاون الوثيق بين البلدين.
وأضاف رونج، في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن الإمارات تعتبر ثاني أكبر شريك تجاري للصين في الشرق الأوسط، وأكبر سوق للصادرات الصينية في المنطقة، مما يعكس التعاون المثمر بين البلدين.
وأشار إلى أهمية ما تم من فتح دورات لتعليم اللغة الصينية في 100 مدرسة في الإمارات، وكانت الصين ضيف شرف معرض أبوظبي للكتاب عام 2017 ومهرجان أبو ظبي الدولي للكتاب في 2024، فيما يتعاون البلدان في مجالات التنمية الخضراء، الذكاء الاصطناعي، الطيران، والفضاء مما يعزز العلاقات الثنائية.
ولفت رونج إلى أن الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط تحقق الإعفاء المتبادل للتأشيرة مع الصين منذ عام 2019، حيث تستثمر أكثر من ثمانية آلاف شركة صينية في الإمارات مع زيادة مستمرة في حجم الاستثمارات، مما يعكس الشراكة إلى تستند إلى المنفعة المتبادلة.
من جانبها، أوضحت الصحفية الصينية سعاد ياي شين هوا، أن الإمارات تتمتع بمكانة مهمة في إنتاج النفط وتصديره في غرب آسيا وشمال أفريقيا، وتُعد مركزاً إقليمياً ودولياً مهماً للتجارة، التمويل، نقل الطيران، والخدمات اللوجستية، وتحافظ الإمارات والصين على تبادل الزيارات الرفيعة المستوى مما يعزز العلاقات الثنائية ويتبادل وجهات النظر حول الشؤون الدولية ويدعمان بعضهما في المحافل الدولية، بما عزز الشراكة الاستراتيجية الشاملة منذ عام 2015.
وأشارت ياي شين، في تصريحات لـ «الاتحاد»، إلى أن الإمارات والصين يتميزان بالتكامل الاقتصادي، حيث تتمتع الإمارات بموارد طاقة متنوعة، وتمتلك الصين سوقاً كبيرة وبنية تحتية قوية، ويتعاون البلدان في مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة والنظيفة وتنفيذ مشاريع مشتركة في مجالات متنوعة.
وشددت الصحفية الصينية على التزام الصين بالسياسات السلمية، كما تدعو الإمارات إلى التنمية والسلام، وبما يعزز التعاون بين البلدين، وتحقيق تطلعات شعوب الشرق الأوسط للسلام والاستقرار، ويفيد في ضمان الأمن في المنطقة.
وأوضحت ياي شين أن الإمارات تلعب دوراً بناء في دفع التنمية الاقتصادية العالمية، كونها مركزاً دولياً للتجارة والنقل، حيث تسعى الإمارات للاندماج في الاقتصاد العالمي بقدراتها القوية وفكرها الإبداعي، مما يجعلها منصة لجذب الاستثمارات والتقنيات، وتسهم في استقرار سلاسل التوريد العالمية وانتعاش الاقتصاد.
في السياق ذاته، ذكر المحلل السياسي الصيني إلهام لي أن الإمارات تلعب دوراً مؤثراً في دعم الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة ملتزمة بقيم الإخاء والتسامح والتعايش، وتعد الصين أكبر شريك تجاري للإمارات، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية نحو 95 مليار دولار في 2023 ويتعاون البلدان بشكل شامل في مجالات الطاقة ويسعيان لتعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري.
وأضاف لي في تصريحات لـ «الاتحاد» أنه في ظل تعقيد الوضع الدولي، تعمل الإمارات والصين على تعزيز التعاون لبناء مجتمع دولي يقوم على الاحترام المتبادل والعدالة والتعاون، ومواجهة التحديات، وتحقيق الرخاء، ودفع العالم نحو مستقبل ينعم فيه بالسلام والأمن.

مقالات مشابهة

  • بسبب بيان بشأن جزر متنازع عليها مع الإمارات.. إيران تستدعي سفير الصين في طهران
  • بسبب بيان بشأن جزر متنازع عليها مع الإمارات.. إيران تستدعي السفير الصيني في طهران
  • التنافر الخطير الذي يعيب السياسة التجارية الأمريكية
  • خبراء صينيون لـ«الاتحاد»: الإمارات شريك استراتيجي
  • وزير الخارجية التركي يزور الصين في 3 يونيو
  • الصين وتونس تقيمان شراكة استراتيجية
  • الحرب الباردة للتكنولوجيا الخضراء: الصين ضد أمريكا بسباق السيارات الكهربائية
  • هل تُشكّل حادثة تعرّض مُعلّم للضرب إصابة عمل.؟!
  • وانغ يي وزير الخارجية الصيني يكتب: العرب والصين.. مستقبل مشترك نحو عصر جديد
  • دور الصين في الشرق الأوسط