عربي21:
2025-06-01@10:46:34 GMT

ما الذي ينتظر الأتراك بعد أردوغان؟

تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT

في الانتخابات الرئاسية التركية الماضية شككت الأحزاب المعارضة في الصحة الجسدية للرئيس رجب طيب أردوغان، والتي كانت ربما إحدى حيل الانتخابات، وهو ما نفته الدوائر الرسمية في الدولة حينها. وكُللت الانتخابات بفوز أردوغان بالرئاسة، في ولاية هي الأخيرة وفق الدستور التركي، ووفق تصريحات لاحقة للرئيس نفسه، ثم كانت الانتخابات المحلية التركية، والتي شهدت خسارة هي الأولى منذ التأسيس لحزب العدالة والتنمية الحاكم أمام حزب الشعب الجمهوري، أكبر الأحزاب المعارضة في البلاد، وهو ما أثار التساؤلات حول ما الذي ينتظر الأتراك بعد أردوغان، أو بالأحرى ماذا إذا لم يتدارك حزب العدالة والتنمية أخطاءه ويستعد للانتخابات القادمة؟

تاريخ غير مستقر

خلال أكثر من مئة عام منذ تأسيس الجمهورية التركية الحديثة، لم تشهد تركيا حالة استقرار سياسي إلا خلال حكم حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان.



فمنذ تأسيس الجمهورية التركية في 29 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1923، على يد مصطفى كمال أتاتورك، كان عدم الاستقرار السياسي هو الغالب على معظم الحقب الزمنية، فكان الحكم الديكتاتوري هو الغالب في أكثر الأوقات، فمنذ التأسيس أُجبر المتدينون الأتراك على تغير نمط حياتهم الإسلامي لآخر علماني، في إطار عملية تغريب للدولة، كما قُمع الأكراد تحت وطأة القومية التي كانت كالعلمانية من مبادئ تأسيس الجمهورية التركية، كما شهدت تركيا قبل العدالة والتنمية أربعة انقلابات كانت جميعها ناجحة، وكان أعنفها انقلاب 1980، الذي قاده الجنرال كنعان أفرين.

أغلب الانقلابات العسكرية في تركيا، جاءت بذريعة عدم الاستقرار السياسي في البلاد، خاصة مع أعمال العنف التي يقوم بها اليساريون الأكراد أو من الإسلاميين أو حتى القوميون، بالإضافة للأوضاع الاقتصادية السيئة في البلاد.

في تلك الاضطرابات كان النظام البرلماني هو النظام السياسي السائد في تركيا، قبل أن يتحول لنظام رئاسي بموجب استفتاء شعبي عام 2017، كان للنظام البرلماني خصائصه المميزة بجمع الأحزاب الأيديولوجية المختلفة في حكومات ائتلافية، وهو ما يؤدي لتمثيل أكبر لطوائف الشعب المختلفة، لكنه كان أيضا نقمة بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي.

يتميز المجتمع التركي بالتعدد العرقي والديني والأيديولوجي ولكل فئة منهم حزب سياسي يمثلهم، فتقترب نسبة الأتراك من 70 إلى 78 في المئة، والأكراد المتواجدون في الشرق والجنوب الشرقي من تركيا بين 14 و20 في المئة من السكان، بالإضافة إلى أقليات من القوقاز والعرب والروم وغيرهم، وذلك وفق إحصائيات غير رسمية.

وعلى الرغم من أن الأتراك هم مسلمون بنسبة تتجاوز الـ99% إلا أن ما يقارب الـ20 في المئة منهم من المذهب الشيعي وخاصة العلوي.

كما تمثل الأحزاب السياسية في تركيا أيدولوجيات مختلفة ربما تكون متطرفة في بعضها، وتحمل عداء تاريخيا مع أحزاب أخرى أو طوائف من الشعب.

تقلص نفوذ حزب العدالة والتنمية أو الأحزاب المشابهة التي لا تملك عداء مع طوائف الشعب، قد يهدد السلم الاجتماعي في تركيا، وقد تدخل البلاد في مرحلة غير مستقرة، كما أن ارتباط الاستقرار البلاد بشخصية سياسية متميزة كالرئيس أردوغان، بما يتملكه من ذكاء وكاريزما، خاصة بعد تحول البلاد لنظام رئاسي، دون وجود بديل حقيقي على الساحة من الحزب أو خارجه ذي خلفية معتدلة، هي معضلة تجعل من المشهد أكثر صعوبة
الأحزاب القومية مثل حزب الحركة القومية وحزب الجيد لديها عداء تاريخي مع الأكراد، وعلى الجانب الآخر حزب المساواة والديمقراطية والذي يسوق نفسه كممثل للأكراد، لديه علاقات بمنظمات انفصالية تصنفها تركيا إرهابية كمنظمة البي كا كا، على الجانب الآخر حزب الشعب الجمهوري المعارض له موروث سيئ عند الإسلاميين الأتراك، بالإضافة للأكراد أنفسهم وإن تحالفوا معه في بعض الاستحقاقات الانتخابية مؤخرا.

هل الحل في الأحزاب المحافظة؟

مع وصول حزب العدالة والتنمية للحكم عام 2013، اتخذ نموذجا متصالحا مع طوائف الشعب التركي المختلفة دون عداء مع إحداها، وذلك من خلال مرجعيته الأقرب للوسط المحافظ، فلم يصطدم مع النظام العلماني التي أُسست عليه الدولة، وفي نفس الوقت أعاد للإسلاميين الأتراك حقوقهم في التعبد والملبس والتعليم وغيرها من الحقوق، كما حاول الوصول لتسوية سياسية مع حزب العمال الكردستاني عام 2015، وهو الذي أعطى للأكراد حقوقهم التاريخية والثقافية كغيرهم من المواطنين الأتراك، كما أولى اهتماما خاصة بالطائفة العلوية وسعى في إرضائها.

لذلك فإن تقلص نفوذ حزب العدالة والتنمية أو الأحزاب المشابهة التي لا تملك عداء مع طوائف الشعب، قد يهدد السلم الاجتماعي في تركيا، وقد تدخل البلاد في مرحلة غير مستقرة، كما أن ارتباط الاستقرار البلاد بشخصية سياسية متميزة كالرئيس أردوغان، بما يتملكه من ذكاء وكاريزما، خاصة بعد تحول البلاد لنظام رئاسي، دون وجود بديل حقيقي على الساحة من الحزب أو خارجه ذي خلفية معتدلة، هي معضلة تجعل من المشهد أكثر صعوبة، فهل يصحح حزب العدالة والتنمية من مساره في الفترة القدامة ويقدم بدائل، أو تخرج أحزاب أخرى تحمل أيديولوجية مقاربة كحزب الرفاه من جديد الذي يرأسه فاتح أربكان، أم تنجح المعارضة في الوصول للحكم من جديد؟!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الأحزاب أردوغان العدالة والتنمية تركيا تركيا أردوغان العدالة والتنمية أحزاب أيديولوجيا مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العدالة والتنمیة فی ترکیا

إقرأ أيضاً:

قائد قسد يكشف عن اتصال مباشر مع تركيا.. ماذا عن لقاء أردوغان؟

كشف قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، مظلوم عبدي، الجمعة، عن وجود اتصال مباشر بين تركيا وقواته، التي تسيطر على مساحات في شمال شرقي سوريا.

وقال قائد قسد"، التي تعتبرها تركيا امتدادا لحزب "العمال الكردستاني" في سوريا، إنه لا يعارض لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وتأتي تصريحات عبدي بعد يوم واحد من توجه الرئيس التركي اتهامات إلى "قسد" بشأن المماطلة في تنفيذ الاتفاق الموقع مع الحكومة السورية، والذي ينص على دمجها بمؤسسات الدولة.


وقال أردوغان للصحفيين على متن الطائرة خلال عودته من أذربيجان، "كنا قد أعربنا سابقا عن ترحيبنا بالاتفاق الذي تم التوصل إليه، لكننا نرى أن قوات سوريا الديمقراطية لا تزال تواصل أساليب المماطلة، ويتوجب عليها أن تتوقف عن ذلك".

وأضاف الرئيس التركي أن بلاده تتابع عن كثب تنفيذ القرارات المتخذة في هذا الصدد، مؤكدا أن الأساس هو تنفيذ التعهدات بما يتناسب مع الجدول الزمني المتفق عليه، حسب وكالة الأناضول.

وتعتبر تركيا قوات سوريا الديمقراطية، بما في ذلك وحدات حماية الشعب الكردية "YPG" التي تشكل عمودها الفقري، امتدادا لحزب "العمال الكردستاني" المدرج على قوائم الإرهاب لدى أنقرة.

وفي 10 آذار /مارس الماضي، وقع الرئيس السوري أحمد الشرع مع قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي، اتفاقا ينص على دمج مؤسسات الأخيرة المدنية والعسكرية في الدولة السورية الجديدة.

وجاء الاتفاق الذي وصف بالتاريخي في إطار مساعي الحكومة السورية الجديدة بقيادة الشرع لحل كافة الفصائل المسلحة وبسط سيطرتها على كافة التراب الوطني.

ونص الاتفاق المكون من 8 بنود على "ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة بناء على الكفاءة بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية".


كما نص على "دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز".

إلا أن الاتفاق الذي حدد له مدة عام لتنفيذه بشكل كامل يواجه العديد من التحديات، التي طفت إلى السطح بعد مؤتمر الحوار الكردي الذي عقد في نيسان /أبريل الماضي في مدينة القامشلي، داعيا إلى "اللا مركزية".

ودفعت مخرجات المؤتمر، الرئاسة السورية إلى تحذير قوات سوريا الديمقراطية "قسد" من السعي إلى تكريس الانفصال، أو الحكم الذاتي.

وشددت على رفض دمشق "بشكل واضح أي محاولات لفرض واقع تقسيمي أو إنشاء كيانات منفصلة تحت مسميات الفيدرالية أو الإدارة الذاتية دون توافق وطني شامل".

مقالات مشابهة

  • صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!
  • العدالة تعود بعد طول انتظار: سوريا تعيد حقوق الموظفين المفصولين في عهد الأسد
  • قائد قسد يكشف عن اتصال مباشر مع تركيا.. ماذا عن لقاء أردوغان؟
  • الانتهاكات في اليمن.. إرث ينتظر العدالة
  • العدالة والتنمية يطالب بكشف ملابسات “شهادات مزورة” بمدرسة المهندسين بوجدة
  • أردوغان يترأس لجنة الدستور الجديد في الحزب الحاكم
  • أردوغان: تركيا تحوّلت من دولة تنتظر على الأبواب إلى قوة يُطرق بابها
  • وزير الإدارة المحلية والبيئة في سوريا : دور دولة قطر في دعم الشعب السوري يمتد إلى سنوات طويلة في مجالي الإغاثة والتنمية
  • أحزاب إيطالية تنظم مظاهرة في روما الشهر المقبل تظامنا مع الشعب الفلسطيني
  • تركيا تتوصل لاتفاقية مع باكستان للتنقيب عن البترول