في الوقت الذي تشهد فيه الساحة السياسية والأمنية الإسرائيلية حالة من الإرباك والتشويش حول ما باتت تعرف بـ"معضلة اليوم التالي" في غزة، فقد أصبح الساسة والجنرالات الاسرائيليون يطرحون ما لديهم من أفكار ومخططات تخص هذه المعضلة.

وكان آخر هؤلاء وزير الخارجية والحرب السابقين، أفيغدور ليبرمان، الذي دعا لإغلاق المعابر المؤدية لقطاع غزة، وإعلان وكالة الأونروا بأنها منظمة إرهابية، وإنشاء شريط أمني على طول الحدود، والسماح بحرية العمل الكاملة لقوات الاحتلال، والنظر بشكل إيجابي لدخول المجتمع الدولي للقطاع، دون أن يمتلك ضمانة أساسية بأنه بعد تنفيذ هذه الخطوات اللازمة، سيعيد الأمن لمستوطني الجنوب.



واعتبر ليبرمان في خطته الخاصة باليوم التالي في غزة أن "البند الأول يتعلق بفك الارتباط الكامل عن القطاع استكمالا لخطة 2005، رغم أنه كان عمليا فك ارتباط أحادي الجانب، حيث انسحب الاحتلال منه، لكنه واصل تزويد الفلسطينيين بالكهرباء والماء والوقود والبضائع التي تصل ميناء أسدود، وتدخل غزة عبر معبر كرم أبو سالم، ورغم معارضتي آنذاك لهذه الخطة، لكن لعله آن الأوان ليعلن الاحتلال أنه لا يمدّ القطاع أي شيء، وسيتم إغلاق جميع المعابر المؤدية إليه، بحيث يكون ميناء العريش المصري بديلا عن ميناء أسدود، وتدخل الكهرباء والماء والوقود للقطاع من مصر عبر معبر رفح".


وأضاف في مقال نشره موقع "ويللا" العبري، وترجمته "عربي21" أن "البند الثاني في خطته يتعلق بما أسماه حرية العمل العملياتية لقوات الاحتلال في قطاع غزة، كما هو الحال في الضفة الغربية، إذا اكتشفت تنظيمات مسلحة في جنين أو طولكرم، فإنها تعمل على الفور من خلال الغارات والطائرات لإحباطهم، هذه هي الطريقة التي ستعمل بها إسرائيل أيضًا في غزة، ولكن في ذروة قوتها، وبطريقة استباقية من أجل إحباط أي محاولة لإعادة إنشاء أنظمة إنتاج الصواريخ، أو حفر الأنفاق".

وأشار أن "البند الثالث يتعلق بالتشدد فيما يتعلق بالمحيط على طول الحدود مع غزة، وسيكون بعمق كيلومتر واحد على الأقل داخل أراضي القطاع، لمنع أي تسلل من خلاله الى مستوطنات غلاف غزة، وتكرار أحداث السابع من أكتوبر".

وذكر أن "البند الرابع يرتبط بتصنيف وكالة الأونروا لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين بأنها منظمة "إرهابية" وعدم السماح بتواجد أي عضو فيها، ولن تمر أي بضائع مخصصة لها، بالتزامن مع تقديم عضوة الكنيست يوليا مالينوفسكي مشروع قانون ينص على ذلك".


وأوضح أن "البند الخامس يؤكد على مسألة السيطرة على قطاع غزة، بعد أن خسرت السلطة الفلسطينية نفوذها فيه لصالح حماس في 2007، مما يستدعي عدم تكرار أخطاء الماضي، وعدم تحمل أي مسؤولية عن غزة في اليوم التالي، فقط المطلوب اهتمام الاحتلال بمصالحه الأمنية، وفي الوقت ذاته تحرك المجتمع الدولي ومصر والجامعة العربية ومنظمة الدول الإسلامية لتحمل مسؤولياتهم في إدارة شؤون القطاع، وهو تحرك سندرسه، وننظر إليه بإيجابية".

لم يُعد ليبرمان اختراع العجلة بهذه البنود الخمسة، لكنه يكشف عن عمق الأزمة الإسرائيلية الداخلية من الواقع القائم في قطاع غزة، رغم ما يمارسه الاحتلال من ضغوط عسكرية وسياسية هائلة على المقاومة، لكنه لم ينجح بعد بتحقيق أهدافه، بل إن ساحته الداخلية باتت تعيش خلافات داخلية حول مستقبل القطاع، الأمر الذي يؤكد أن ليبرمان وسواه من الساسة الإسرائيليين ممن أدمنوا على التسريبات والإعلانات والإحاطات التي يقدمونها لوسائل الإعلام، إنما يسعون لتسويق أنفسهم أمام الرأي العام الداخلي، دون ضمانهم لاستعادة الأمن لمستوطني الجنوب، حتى إن طبقوا هذه الخطوات الخمس وغيرها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة ليبرمان الاحتلال الفلسطينيين فلسطين غزة نتنياهو الاحتلال ليبرمان صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

غالانت: حتى لو انتهت الحرب لن نقبل بحكم حماس وسنفصل مناطق القطاع

قال وزير حرب الاحتلال، يؤآف غالانت، تعليقا على خطة الطريق التي عرضها الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف إطلاق النار وصفقة أسرى، إنهم سيفصلون بين مناطق قطاع غزة.

وأضاف غالانت: "حتى لو انتهت الحرب، فإننا لن نقبل بحكم حماس، وسنقوم بالفصل بين مناطق القطاع، وجلب إدارة جديدة لحكمه".

يشارك إلى أن محاولات الاحتلال، خلق بديل للتحكم في قطاع غزة، فشلت في أولى محاولاتها بمناطق شمال قطاع غزة، بعد السعي لتسليم الأمور لتجمعات عشائرية وعائلية لتكون بديلا عن حركة حماس.

وواجهت العشائر في شمال قطاع غزة الاحتلال، ورفضت التعاون معه، وأكد وقوفها مع الحكومة في القطاع والمقاومة، وأكدت أن إدخال المساعدات لن يتم إلا بالتنسيق مع الشرطة الفلسطينية الموجودة، وستكون العشائر عاملا مساعدا لها في تنظيم وتوزيع المساعدات.

وأدى رفض العشائر لإفشال مخطط للاحتلال، لزعزعة الأوضاع الداخلية شمال قطاع غزة، وخرجت العشائر في بيانات منددة ومحذرة لأي شخص من التواصل مع الاحتلال، باعتبار الأمر خيانة وطنية.

وكان غالانت، قال في تصريحات سابقة، لنظيره الأمريكي لويد أوستن، إن "إسرائيل لن تعترض على فتح المعبر، وأن عملية رفح مستمرة بسبب الرهائن هناك" على حد زعمه.



وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع أوستن الأربعاء، تم عرض الطلب الأمريكي فيه بإعادة فتح معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية.

وأوضح غالانت أن "إسرائيل لن تعترض على فتح المعبر، إلا أنها سترفض فتح المعبر إذا سيطر إرهابيون من منظمة حماس الإرهابية أو عناصر مرتبطة بالمنظمة الإرهابية على المعبر".

وأضاف أن "أهمية استمرار العمليات الإسرائيلية في رفح يأتي بسبب وجود معلومات محددة عن رهائن محتجزين هناك".

وكشفت وزارة الحرب الإسرائيلية في بيان أن "غالانت قدم عرضا مفصلا عن أنشطة في منطقة رفح حيث رُصد 20 نفقا إرهابيا، وفي عمليات الاجتياح الأخيرة جرى الكشف عن أنفاق تستغلها حماس في التهريب ونقل المقاتلين تحت الأرض، إضافة إلى كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات"، على حد زعم البيان.

والأربعاء، زعم الاحتلال الإسرائيلي العثور على أنفاق على محور فيلادلفيا تصل إلى شبه جزيرة سيناء في مصر.

مقالات مشابهة

  • 11 شهيداً جراء قصف الاحتلال منازل وسط وجنوب قطاع غزة
  • بنود جديدة لوقف إطلاق النار من بابدن والإعلام العبرى يشير لموافقة الحكومة
  • غالانت: حتى لو انتهت الحرب لن نقبل بحكم حماس وسنفصل مناطق القطاع
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل حربه على قطاع غزة لليوم الـ 240
  • حرب غزة في يومها الـ239: قصف مستمر على القطاع وبايدن يؤكد أن "الوقت قد حان لبدء اليوم التالي"
  • المجاعة تعود إلى غزة والشمال.. آلام متجددة وتحذيرات دون صدى
  • صحة غزة: الاحتلال يرتكب 5 مجازر جديدة في القطاع
  • المكتب الإعلامي في غزة: جرائم الاحتلال في جباليا تظهر سعيه لجعل قطاع غزة منطقة غير صالحة للحياة
  • الاحتلال يعلن مقتل اثنين من جنوده على يد المقاومة في قطاع غزة (شاهد)
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل 38 جنديا خلال شهر مايو