نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة تقريراً جديداً وصفت فيه "وحدة الكوموندوس" التابعة لـ"حزب الله" بـ"الخطر الواضح" بالنسبة لإسرائيل.
ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنَّ تلك الوحدة تضمُّ آلاف المقاتلين المهرة، ناهيك عن امتلاكهم أسلحة متقدمة وتلقيهم تدريباً مُكثفاً ومُركزاً، ويضيف: "كان الغزو واسع النطاق لإسرائيل هو الخطة الرئيسية التي تأسست من أجلها وحدة الكوموندوس التابعة لحزب الله والتي تُعرف ب"فرقة الرضوان".

مع هذا، فإنّ الهجوم المُفاجئ لحركة حماس يوم 7 تشرين الأول الماضي ضد إسرائيل انطلاقاً من غزة، وتبادل إطلاق النار المستمر بين حزب الله والجيش الإسرائيلي عند الحدود بين لبنان وإسرائيل، كلها عوامل ساهمت في تغيير خطط قوة الرضوان، لكن الهدف بقيَ كما هو، وكذلك التهديد".
يوضح التقرير أنّ القائد العسكريّ السابق لـ"حزب الله" الراحل عماد مغنية، هو الذي أسّس "وحدة النخبة" في "حزب الله"، مشيراً أنه في البداية كان يُطلق على تلك الوحدة إسم "قوات التدخل السريع"، وقد تم تحديد مهمة المنضوين تحتها بالإعداد لغزو شاملٍ لإسرائيل واحتلال مستوطنات في الجليل. 
ويتابع: "لقد تورّطت "قوة الرضوان" في عددٍ غير قليلٍ من الأحداث عند الحدود بين لبنان وإسرائيل، بما في ذلك اختطاف الجنديين إيهود جولدفاسر وإلداد ريجيف عام 2006، وهذه العملية أدّت إلى إندلاع حرب لبنان الثانية عام 2006".
ويُكمل: "في العام 2008، قُتل مغنية في إنفجار غامض بدمشق، وتقول تقارير أجنبية إن هذا الاستهداف جاء من خلال عملية مشتركة بين الموساد الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية الأميركية".
ويكشف التقرير أنهُ بعد تصفية مغنية، خضعت "قوة الرضوان" لتغييرات هيكلية كما جرى تغيير اسمها أيضاً لتحمل لقب مغنية الذي كان يُعرف بـ"الحاج رضوان". 
واعتبر التقرير أن القضاء على مغنية لم يتسبب في تباطؤ "حزب الله" بل على العكس تماماً، فبعد فترة وجيزة من إغتيال مغنية، قال أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله إن دماء مغنية ستمحو إسرائيل من الوجود وسيواصل إخوته طريقهم وسيُدرك العدو أنهُ ارتكب خطأ فادحاً".
ويكشف التقرير أنّ علي الطبطبائي هو الذي يتولى قيادة "وحدة الرضوان" حالياً، ويقولُ إن "منشورات أجنبيّة تشير إلى أن إسرائيل حاولت القضاء على الطبطبائي عام 2005 من خلال مهاجمة سيارتين لحزب الله في منطقة القنيطرة السورية".
تلفت "يديعوت أحرونوت" إلى أنَّ إجراءات القبول في "قوة الرضوان" ليست بسيطة، في حين أن المنتسبين إليها سيخضعون لتدريباتٍ خاصة واختبارات كثيرة وبالطبع هناك سرية تامة، وتضيف: "بحسب المنشورات، فإنّ العناصر الذين يتم قبولهم في قوة النخبة يخضعون لتدريبات على استخدام أسلحة وأدوات لا يعرفها باقي عناصر الحزب كما أنه ليس لديهم خبرة في استخدامها". 
ويكشف التقرير أن قادة من الحرس الثوري الإيراني يشاركون في تأهيل وتجهيز عناصر تلك القوة، ويضيف: "التدريب الذي يتم يشمل من بين أمور أخرى، كيفية استخدام القناصة، استخدام الصواريخ المُضادة للدروع، التدريب على القيادة العملياتية، كيفية التصرف في حال تم القبض عليهم من قبل العدو، تشغيل الطائرات من دون طيار لأغراض جمع المعلومات الاستخباراتية، وغيرها من الأمور". 
ومن أجل تعويد الناشطين على نشاط عسكري طويل ومتغير، توضح "يديعوت أحرونوت" أنهُ "تم إرسال أفراد القوة لمساعدة النظام السوري في الحرب الأهلية التي اندلعت هناك عما 2011"، وتُكمل: "لقد كانت "قوة الرضوان" قوة قتالية كبيرة في المعارك السورية، وقد حقق رجالها انتصارات في المناطق التي قاتلوا فيها".
وبحسب منشور لمعهد "ألما" الإسرائيليّ، فإنّ عناصر القوة ما زالوا منتشرين في مناطق مختلفة من سوريا ويعملون هناك مع القوات الموالية لإيران وكذلك مع "فيلق القدس" الإيراني.
التقرير يقول أيضاً إنَّ الخطة الرئيسية التي تدرب عليها عناصر القوة في الواقع، هي مصدر إلهام للهجوم المفاجئ الذي نفذته حماس في 7 تشرين الأول. وبحسب المنشورات، فإن هناك الوحدات القتالية لحزب الله ستكون المسؤولة عن الضربة الافتتاحية التي ستتضمن إطلاقاً كثيفاً للصواريخ وقذائف الهاون على طول الحدود، كما أن المقاتلين سيتولون مسؤولية تحييد وسائل المراقبة من خلال نيران القناصة والطائرات من دون طيار المتفجرة والطائرات الانتحارية من دون طيار والصواريخ المضادة للدروع.
وفي المرحلة الثانية، يبدأ أعضاء الوحدة الخاصة في العمل. وبحسب الخطة التي حللها تال باري – مدير قسم الأبحاث في مركز علما، من المتوقع أن يقوم عناصر "قوة الرضوان" في هذه المرحلة باقتحام كامل واختراق الحواجز. أما في المرحلة الثالثة، من المفترض أن يعبر النشطاء سيراً على الأقدام وعلى دراجات نارية ومركبات رباعية الدفع باتجاه المستوطنات والقواعد القريبة من الحدود.
أما الخطوتان الأخريان، بحسب باري، فهما احتلال المستوطنات والقواعد القريبة من الحدود ومحاولة اختطاف جنود إلى الأراضي اللبنانية. وبعد ذلك يخطط عناصر الرضوان لتحصين المكان والاستعداد لهجوم مضاد للجيش الإسرائيلي.
وبينما تدعي إسرائيل أنها دمرت الأنفاق عبر السياج التي حفرها حزب الله، يقترح باري الأخذ في الاعتبار احتمال وجود المزيد من هذه الأنفاق التي لم يتم تحديد موقعها.
وفي تحقيق نشرته صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية قبل نحو 3 أشهر، استند إلى تقرير لمعهد "ألما"، زعم أن حزب الله أنشأ شبكة من الأنفاق يبلغ مجموع أطوالها مئات الكيلومترات. وبحسب الصحيفة، فإن حفر الأنفاق بدأ في الثمانينات، وبعد حرب لبنان الثانية تسارعت عمليات الحفر تحت غطاء "شركات البناء والزراعة المدنية".
وفي الأشهر الأخيرة، حاول حزب الله تدمير القدرات والمعدات التقنية الإسرائيلية على الحدود اللبنانية دون توقف. 
وقبل أيام، قال باري إنه "حتى الآن، لم يضرب الجيش الإسرائيلي التشكيلات المهمة لحزب الله"، وأضاف: "تقييمنا هو أنه بدلاً من مئات الصواريخ والقذائف الصاروخية والأسلحة الدقيقة، يمتلك حزب الله الآلاف".
وعلى الرغم من اغتيالات كبار الضباط، فإن "ألما" يقدر أن كفاءة" قوة الرضوان" لم تتضرر، لأنها تعمل في قيادة مستمرة، وللإضرار بقدراتها، هناك حاجة إلى إجراءات أكثر أهمية. 
وفي السياق، يقول باري: "إن الرضوان لا يزال يمثل تحدياً وخطراً واضحاً وفورياً في سياق أي نوع من الغزو للأراضي الإسرائيلية. نحن نقدر أن قوة الرضوان، إذا أرادت ذلك، لا يزال بإمكانها تنفيذ خطة غزو في الشمال، والتي ستكون محدودة أكثر، بقوة تتألف من 100 إلى 200 عنصر وفي منطقة أصغر مما كانت مستعدة له قبل هجوم حماس".
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن "السبب الذي يجعل القوة قادرة على تنفيذ خطة محدودة ليس الضرر الذي لحق بالقدرة، بل غياب عنصر المفاجأة الذي سُرق بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: یدیعوت أحرونوت قوة الرضوان التقریر أن لحزب الله حزب الله

إقرأ أيضاً:

ما هو مسجد القبلتين الذي أمر خادم الحرمين بفتحه 24 ساعة؟

مئذنتان عاليتان لونهما أبيض بثوب المعتمرين والحجاج، يخرج منهما الأذان كل صلاة.. هنا مسجد القبلتين الذي يعلو ربوة من الحرة الغربية بالمدينة المنورة، أحد أهم المعالم الإسلامية والتاريخية المهمة ذات الارتباط الوثيق بسيرة الرسول المصطفى «صلى الله عليه وسلم».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); ذلك المسجد الشامخ العريق بٌني على يد بني سواد بن غنم بن كعب في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في العام الثاني للهجرة النبوية المباركة، ونزل الوحي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالتحول إلى قبلة الكعبة المشرفة بعد أن كانت القبلة هي بيت المقدس، وكان ذلك يوم 15 شعبان من العام الثاني للهجرة.
أخبار متعلقة الأرصاد: اعتدال الأجواء منتصف أكتوبر.. ولا تأثير للحالة المدارية "الأرصاد" ينبه من رياح شديدة على منطقة حائل حتى التاسعة مساءًفتح الأبواب 24 ساعة للصلاة
ووجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- اليوم الاثنين، بفتح مسجد القبلتين في المدينة المنورة على مدار (24) ساعة، تسهيلًا للمصلين من أداء الصلاة في جميع الأوقات.
موقع مسجد القبلتين ومكوناته
يقع مسجد القبلتين في المدينة المنورة، تحديدًا على طريق خالد بن الوليد، ويبعد قرابة أربعة كيلومترات عن المسجد النبوي الشريف.
شُيد المسجد في موقع مرتفع على إحدى هضاب حرة الوبرة، وكان يطلّ على جزء من وادي العقيق، أحد المعالم الطبيعية البارزة في المدينة.
تميز بناء المسجد في شكله القديم بتقسيمه إلى جزأين:
القسم الداخلي الذي يحتوي على محراب يتجه نحو الكعبة المشرفة، والقسم الخارجي الذي يضم محرابًا آخر يتجه نحو جهة الشام.
واستخدم في تشييد كلا القسمين الجير والحجارة المنحوتة، مما يعكس الطابع المعماري التقليدي الذي كان سائدًا في تلك الحقبة.
شطرا الصلاة
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزور أم بشر من بني سلمة معزيًا، فصنعت له طعامًا، وعند صلاة الظهر نهض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي، وبعد أن أتم ركعتين نزل عليه الوحي بالتحول إلى الكعبة المشرفة في الآية الكريمة "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره".
ومنذ ذلك التاريخ عُرف المسجد باسم "مسجد القبلتين" لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى فيه شطر صلاته قِبل المسجد الأقصى، والشطر الآخر قبل المسجد الحرام.
عناية فائقة
وتوالت على مر التاريخ الإسلامي عمارة وتوسعة مسجد القبلتين، ويحظى المسجد في هذا العهد الزاهر، بالاهتمام الكبير والعناية الفائقة، فقد جُدِّدَ وعُمِّرَ وفق أحدث التقنيات والتصاميم الهندسية، مع إضفاء اللمسة الهندسية المعمارية ذات الطابع الإسلامي.
ترميمات وإصلاحات مسجد القبلتين
شهد المسجد عدة ترميمات وإصلاحات على مر التاريخ، من أشهرها التي أنجزها عمر بن عبدالعزيز عام 87هـ/706م، عندما اهتم بإصلاح وتجديد المساجد التي صلى بها النبي صلى الله عليه وسلم، ومرّ على المسجد نحو 800 عام دون تجديدات حتى جدده شاهين الجمالي عام 893هـ/1488م، وتوالت بعد ذلك التوسعات.
وكانت أول توسعة لمسجد القبلتين في العهد السعودي توسعة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عام 1350هـ/1931م، عندما أمر بتجديد عمارة المسجد، وبناء سور حوله، ورفع مئذنة مخصصة له، ووسع مساحته لتصل إلى 425 م2.
وأعيد بناء المسجد في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود عام 1408هـ/1987م، ووصلت مساحته إلى نحو 3920م2،وشهد عدة إصلاحات وترميمات في عهدالملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود،إضافةً إلى التجديد والعناية التي مر بها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

مقالات مشابهة

  • شوبير يكشف موقف عماد النحاس من الجهاز الفني الجديد للأهلي
  • أبرز الشخصيات التي اغتالتها إسرائيل منذ 7 أكتوبر
  • تقرير الجيش فنّد العمليات في الجنوب والخروقات الإسرائيلية.. لجم تصعيد سلام بتعليق ترخيص رسالات
  • «خليفة التربوية»: المعلم المبدع ركيزة تميز منظومة التعليم
  • المعلم.. منارة العلم التي أطفأها الإهمال
  • تقرير: مشاورات داخل زد حول مستقبل محمد شوقي
  • عن سلاح حزب الله.. هذا ما أقرّ به تقريرٌ إسرائيلي
  • ما هو مسجد القبلتين الذي أمر خادم الحرمين بفتحه 24 ساعة؟
  • محمد حميد الله.. العالم الذي عاش للإسلام في صمت ورحل في صمت
  • تقرير إسرائيلي: عزلة دولية وعجز مالي هائل ينتظر إسرائيل إذا فشلت خطة ترامب في غزة