الجزيرة:
2024-09-22@11:00:05 GMT

معركة جباليا الأسباب والأهداف والنتائج

تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT

معركة جباليا الأسباب والأهداف والنتائج

بينما تتجه الأنظار نحو معركة رفح حسب تهديدات قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين، فإذا بقادة الاحتلال يحوّلون الأنظار إلى مناطق الشمال، بعد أن حركوا جزءًا من الحشد العسكري الإسرائيلي من جنوب القطاع إلى شماله بسرعة كبيرة ومفاجِئة، وإذا بجيش الاحتلال يعلن عن عمليّة عسكرية جديدة في مِنطقة جباليا، ومخيّم جباليا، في الشّمال الشرقيّ من القطاع، وكذلك في منطقة حيّ الزيتون جنوب مدينة غزّة.

وقد تزامنت هذه العملياتُ العسكريةُ مع بدْء عملية عسكرية محدودة بقيادة الفرقة (162) للسيطرة على معبر رفح؛ لإنهاء وتقويض سيادة وسيطرة حماس على هذا المعبر، وإيقاف تدفّق السلاح من خلال الأنفاق، علمًا بأن العملية العسكرية شملت التوغل باللواء المدرّع (401)، وكذلك اللواء (84) غفعاتي، في المناطق الشرقية من طريق صلاح الدين؛ أي في المناطق الموازية لمدينة رفح.

وقد جُوبه هذا التوغّل بمقاومة شديدة، وعمليات نوعية أدّت إلى خسائر كبيرة في جيش الاحتلال الذي يقول؛ إنه سوف يوسّع عملياته العسكرية خلال الفترة القادمة، بعد أن زجّ بلواء الكوماندوز (89) من الفرقة (98)، وكذلك اللواء (12) الذي يطلق عليه لواء النّقب من الفرقة (252)، والتي يطلق عليها فرقة سيناء، أي بمجموع أربعة ألوية.

نتنياهو والنصر المطلق

يقول المجرم "نتنياهو": إن تحقيق النصر المطلق في هذه الحرب معقودٌ بالدخول إلى مدينة رفح؛ لتدمير البنى التحتية لفصائل المقاومة، وخاصة كتائب "عزالدين القسام" التي ما زالت تحتفظ بأربع كتائب في هذه المنطقة، حسَب تقدير أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، بالإضافة إلى محاولة الوصول إلى قيادات المقاومة، وكذلك ملفّ الأسرى، باعتبار أن الدخول إلى هذه المدينة سيحقّق الأهداف الإستراتيجية لهذه الحرب، خصوصًا أنه تم التوغل في (80%) من مدن القطاع، ولم يتم تحقيق أيّ من هذه الأهداف الإستراتيجية، لا سيما أن القتال عاد ضاريًا في جباليا، ومخيم جباليا، وكذلك في حي الزيتون، ومحور نتساريم، ولم يتبقّ إلا مدينة رفح، لذا فهو يحاول تحقيق أحلامه من خلال هذه المعركة.

وهنا نسأل: ما هي الأسباب والدوافع التي جعلت قيادات الاحتلال تتوجّه من الجنوب إلى مدن شمال القطاع، في الوقت الذي يجب حشد القوة العسكرية لمعركة رفح، التي تكتسب أهمية كبيرة، حسَب الخُطة الإسرائيلية لتحقيق أهداف الحرب؟

ذرائع العودة إلى الشمال

للإجابة عن الأسئلة أعلاه، لا بد لنا من استعراض الموقف، وبيان بعض الحقائق التي حاول الجيش الإسرائيلي أن يسوّقها في ذلك، علمًا بأنّها ذرائع ومبررات غير مقنعة حول العملية العسكرية التي ينفذها في شمال شرق قطاع غزة، وبالتحديد في جباليا، ومخيم جباليا، ومن هذه الذرائع هو أنّ هناك صواريخ تطلق من هذه المنطقة باتّجاه المستوطنات في غلاف غزة، وعلى قوّات الجيش في محور نتساريم.

كما برّر ذلك بظهور مجاميع مسلّحة تابعة لحماس، تعيد تموضعها، وتشكيل قوتها وإدارتها من جديد في هذه المناطق، وأضافَ أنه لن يسمح بذلك على الإطلاق، باعتبار أنه قوّض قدرات حماس القتالية والإدارية والسياسية في هذه المناطق، ولن يسمح بعودتها.

علمًا بأنّ حماس وفصائل المقاومة قد عادت إلى جميع المناطق في الشمال، والوسط، والجنوب في خان يونس، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي الذي فشل في البقاء في هذه المناطق؛ لأسباب تتعلق بعدم القدرة على حمايتها، وارتفاع فاتورة الخسائر، وتعدّد جبهات المواجهة، ناهيك عن الانقسامات السياسية والخلافات الداخلية، ولم تتبقَّ له قوّات إلا الفرقة (99) في محور نتساريم بلواءَين، هما: اللواء المدرّع (679)، ويطلق عليه لواء يفتاح، وكذلك اللواء الثاني احتياط (مشاة)، الذي يطلق عليه لواء كرميلي.

الأسباب الحقيقية للهجوم

إنّ من يراقب مسرح العمليات، يجد أن الذرائع التي سوّقها قادة الاحتلال لعودة القتال في منطقة جباليا، ومخيم جباليا، وحي الزيتون، هي أسباب واهية وغير مقنعة، لأنّ من يطلق الصواريخ لن يبقى واقفًا في مكانه ينتظر جيش الاحتلال الإسرائيلي ليقوم بعملية عسكرية لقتله!

كما أنّ ظهور المسلحين في هذه المناطق، هو سبب غير مقنع، ولا يبرّر هذه العملية العسكرية على الأقلّ في هذا الوقت الحرج!، وهذه الأسباب غير مقنعة؛ لأننا نتكلم عن حرب العصابات التي لا يوجد فيها موضع ثابت لفصائل المقاومة، وإنما يتنقلون حسب تطور الموقف، وإمكانية التنقل، وتوفر الوسائل اللازمة للحماية والمواجهة.

وهنا نقول؛ إنّ الأسباب الحقيقية لعودة القتال إلى هذه المناطق، هو توفّر معلومات استخبارية بأن هناك قيادات للمقاومة وأعدادًا من الأسرى يتواجدون في هذه المناطق!، وهذا ما جعل قيادات الاحتلال تقوم بالطلب من هيئة الأركان بأن تصدر الموافقة على عملية عسكرية سريعة ومحدودة في هذه المناطق، وهذا يعني تشتيت الحشد العسكري لمعركة رفح، وتحويل جزء من القوّة إلى منطقة جباليا، ومخيم جباليا، ومنطقة حي الزيتون، مما يعني إضعاف القوة المهاجمة لكلتا العمليتين في الشمال والجنوب، لا سيما أن هذه العملية هي لتحقيق الأهداف الإستراتيجية لهذه الحرب، وليس كما يصوّرها جيش الاحتلال، الذي استخدم القصف المدفعي والجوي؛ تمهيدًا للدخول إلى هذه المناطق.

كما أنّه من الجدير بالذكر، أن هناك قراءة أخرى لهذه العملية العسكرية، وهي أن كتائب "عز الدين القسّام" تمتلك جهازًا استخباريًا رصينًا استطاع أن يواكب عمل الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، وأن ينجح في مواجهتها والتعمية عليها.

كما أثبت الجهاز أنّه يعرف كيف يدير معركته الاستخبارية في هذه الحرب من خلال خُطة مخادعة، نفّذها للإيقاع بجيش الاحتلال في هذه المناطق التي كانت مصيدة رهيبة لقوّاته المتوغلة، وهي كانت وما زالت عصيّة على جيش الاحتلال؛ بسبب الطبيعة الجغرافية التي تمتاز بضيق الشوارع والحارات، مما يجعلها بيئة ملائمة لحرب العصابات والمواجهات الخاصّة، وبسبب قوة المقاومة فيها، لا سيما أنها توصف بأنها مناطق مكتظّة بالسكان.

لذا فعملية المخادعة تطلّبت تسريب بعض المعلومات المهمة؛ لجعل جيش الاحتلال يقتنع بالعودة لهذه المناطق للعمل العسكري، خصوصًا أن أهداف العملية العسكرية ثمينة ووازنة وراجحة، علمًا بأن فصائل المقاومة وعلى رأسها كتائب "عز الدين القسام"، قد هيّأت مسرحَ عملياتٍ متكاملًا بإمكانات بسيطة، بحيث أصبحت هذه المناطق عبارة عن مناطق قتل منتخبة.

وبالفعل فقد استطاعت المقاومة أن توقع بقوات الفرقة (98) التي تقود العمليات العسكرية في هذه المناطق، خسائرَ كبيرة، بعد معارك ضارية وشرسة كبّدت الجيش الإسرائيلي أفدح الخسائر بالأرواح والمعدات، من خلال عمليات تفخيخ كثير من المنازل، وكذلك عمليات القنص، واستخدام قاذف الياسين (105) والعبوات الناسفة، وزرع الألغام، واستخدام القوة الصاروخية، ومدافع الهاون، لقصف مناطق الغلاف وتجمّعات الجيش الإسرائيلي في الداخل.

وكذلك عمليات الاشتباك القريب وجهًا لوجه، واستخدام الطائرات المسيّرة؛ لإلقاء قنابل على تجمّعات الأفراد والدبابات، وجميع هذه الفعاليات تنفّذ بتخطيط دقيق ومنظومة قيادة وسيطرة استطاعت أن تدير المعركة الدفاعية بنجاح، الأمر الذي أدّى إلى تعثّر العملية العسكرية التي توصف بأنّها صعبة ومعقّدة؛ بسبب طبيعة المنطقة وشدّة المقاومة.

تصفُ مصادر إعلام إسرائيلية المعارك الطاحنة التي تجري في جباليا بأنها الأعنف منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينما يقول الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي؛ إنهم يعملون في مناطق لم يتم العمل فيها سابقًا!، أي أنهم لم يستطيعوا الدخول فيها، وهذا يطرح تساؤلات كثيرةً عن العمليات العسكرية التي نُفذت في مناطق الشمال منذ الاجتياح البري وحتى 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما تم الاتفاق على هدنة لوقف القتال لمدة سبعة أيام لتبادل الأسرى بين الجانبين.

والسؤال: لماذا تم إنهاء العمليات العسكرية في مناطق الشمال، ما لم تتمكن القوات الإسرائيلية من الدخول إلى هذه المناطق؟، وكيف تحولت هذه المناطق إلى المرحلة الثالثة التي تكون أقل كثافة وأكثر تركيزًا، ولم تدخل بها القوات الإسرائيلية وتفتّشها؟، والتساؤل الأهم: ماذا كان يفعل الجيش الإسرائيلي طوال تلك المدة في شمال القطاع؟

ولكي نجيب عن هذه التساؤلات، نقول؛ إن هناك خللًا كبيرًا في التخطيط العملياتي لجيش الاحتلال، وهو دليل على التخبط، والارتباك، وقلة المعلومات الاستخبارية الدقيقة، علمًا بأن جيش الاحتلال، قد أعلن من قبلُ أنه تم استعادة أربعٍ من جثث الأسرى التي كانت لدى فصائل المقاومة.

وهنا نقول؛ هل يعتبر جيش الاحتلال استعادة الأسرى كجثث هامدة من خلال الضغط العسكري إنجازًا عسكريًا؟، وهل هذا يعني أنه تم تحقيق أهداف الحرب بهذه العملية؟، وهل يعدّ تكبد جيش الاحتلال هذه الخسائر التي وصلت إلى (100) آلية بين دبابة وجرافة ومدرعة مع سقوط عشرات القتلى والجرحى من قواته العسكرية، إنجازًا مقابل استعادة أربع جثث هامدة؟، خصوصًا أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي "هرتسي هاليفي" يقول واصفًا الحرب بأنها "عبثية"، علمًا بأنه قد أرسل رسالة واضحة إلى مجلس الحرب حذر فيها من عدم مناقشة البديل السياسي لحركة حماس، الأمر الذي سيؤدّي إلى تآكل الإنجازات التكتيكية؛ بسبب إصرار نتنياهو على رفض مناقشة اليوم التالي للحرب ما لم يتم القضاء على حماس.

غياب الإستراتيجية

لا شك أن جيش الاحتلال يعاني من غياب إستراتيجيةٍ لليوم التالي، وهذا يعني أنه يدور في حلقة مفرغة؛ بسبب التخبط والإرباك، نتيجة وضع أهداف إستراتيجية خارج قدرته على تحقيقها، خصوصًا أن حكومة الاحتلال تعاني من تحديات كثيرة وخطيرة، وعلى جميع المستويات: السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، والاجتماعية، ومنها قضية التجنيد، والمحكمة الجنائية الدولية، والوضع الاقتصادي المزري، والاستقالات التي بدأت تتوالى على مستوى القيادات العسكرية والأمنية، ومنها استقالة رئيس جهاز المخابرات العسكرية (أمان) "أهارون حاليفا"، وكذلك استقالة مسؤول الشؤون الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي "يورام حامو"؛ بسبب عدم اتخاذ قرارات حول اليوم التالي لهذه الحرب.

وهذا يعكسُ بصورة واضحة الخلافات الكبيرة بين قادة الاحتلال؛ بسبب عدم وجود رؤية سياسية لليوم التالي، فضلًا عن عدم وجود رؤية لنهاية هذه الحرب، يضاف إلى ذلك تصاعدُ العمل العسكري على الجبهة الشمالية مع لبنان، والتي بدأت تضغط بشكل كبير؛ لعدم قدرة إسرائيل على فتح جبهتين في آن واحد، كما يقول قائد سلاح البحرية السابق "إليعيز ماروم"، بينما يقول "إسحاق بريك" قائد سلاح المدرعات السابق؛ إن إسرائيل تسير نحو الهاوية على المستوى السياسي، والعسكري، والاقتصادي، علمًا بأن هناك اتهامات من وزراء الحرب لنتنياهو بتغليب مصالحه الشخصية على مصالح الأمن القومي الإسرائيلي.

وقد هدّد "بيني غانتس" بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية!، وحدّد مهلة لنتنياهو للموافقة على خطة ما بعد الحرب، وقد وصف "صفقة تبادل الأسرى بأنها متوازنة ويمكن تطويرها"، كما قال؛ إن على نتنياهو "أن يختار بين الفرقة والوحدة"، وأضاف أن "هناك خللًا في قرارات مصيرية لم يتمّ اتخاذها، وأن نتنياهو يقود سفينة إسرائيل إلى الدمار".

بينما انتقد وزير الدفاع "غالانت" سياسية نتنياهو بخصوص مستقبل الحرب، وطالبه بالإعلان أن إسرائيل لن تحكم قطاع غزة عسكريًا، ويجب خلق بديل سياسي لحماس، ومع هذا يصرّ نتنياهو واليمن المتطرف على إطالة أمد الحرب لأسباب سياسيّة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الجیش الإسرائیلی العملیة العسکریة فی هذه المناطق جیش الاحتلال ومخیم جبالیا هذه العملیة هذه الحرب علم ا بأن ة عسکریة إلى هذه من خلال لم یتم

إقرأ أيضاً:

ما هي خيارات “حزب الله” بعد التصعيد “الإسرائيلي”؟

#سواليف

قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إبراهيم المدهون، إن” #خيارات #المقاومة الإسلامية في #لبنان، بعد #العدوان_الصهيوني الأخير، باتت معقّدة، وخصوصاً أن العدو الصهيوني هو من بدأ #المعركة واختار توقيتها، وحكومة #الإحتلال الإسرائيلي بشخص رئيسها بنيامين #نتنياهو معنية بتوسعة العدوان على لبنان”.

وأضاف المدهون، في تصريح خاص لـ”قدس برس”، مساء اليوم الجمعة، أن حزب الله ومحور المقاومة باتوا الآن في مرحلة سيتم فيها دراسة كافّة الخيارات للمواجهة، بما فيها الردّ الموسّع”.

وتابع بالقول إن “ردّ الحزب على حادثة تفجير الأجهزة التي يحملها عناصره وكذلك إغتيال قادة الصفّ الأول في الحزب يستدعي ردّاً قويّاً ونوعيّاً ومؤثّراً من شأنه ردع الإحتلال الإسرائيلي، وإلا فإن الكيان سيتمادى في عدوانه على الأراضي اللبنانية”.

مقالات ذات صلة الدويري يرصد ثغرات وقع فيها حزب الله قبيل استهداف قادة الرضوان 2024/09/21

واعتبر أن “أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم، وفي هذه الحالة لا بد أن يكون الهجوم مؤثّراً ورادعاً ومحسوباً وأن يصيب عصب الإحتلال الإسرائيلي”.

وأشار إلى أنّ”المعادلة اليوم تغيّرت كليّاً، فكل المعادلات مفتوحة، وكل الخيارات متاحة أيضاً أمام المقاومة للردّ على عدوان الإحتلال الإسرائيلي، وليس بالضرورة ضرب تل أبيب في المرحلة الأولى من الردّ”.

ولفت إلى أن “المرحلة الحالية حسّاسة جداً وخَطِرة، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية ستدعم الكيان الصهيوني في حربه على لبنان ليس فقط بالسلاح، بل أيضاً في المواجهة المباشرة، وهو ما سيعقّد الحسابات في المنطقة”.

وأكد على أن بيننا وبين الحرب الشاملة شعرة، وهذا يكون عند هجوم اسرائيلي واسع، أو ضربات كبيرة على لبنان، وإما عن طريق ردّ قوي من قبل المقاومة في لبنان، أو عمليّة قويّة ونوعيّة تنفّذها المقاومة، والخيارات التي وضعتها حكومة الاحتلال واضح أنها مستعدة لها وعلى أكمل الإستعداد لها، ولكن الأمور لا زالت غير محسومة، وخاصةً أن كل طرف يريد أن يفاجئ الطرف الآخر”.

وتساءل عن “من سيبدأ بالمواجهة الواسعة الكبيرة المفاجئة، والذي بدوره هو من سيعلن بداية الحرب الشاملة الكبيرة؟”.

ورأى أن”العدو الصهيوني كسر جميع الخطوط الحمراء، وهو معني بهذه الحرب، وهي فرصة من أجل إكمال الحرب وخاصةً مع وجود دعم أميركي كامل في هذه المعركة”.

هذا وشنت طائرات الاحتلال الصهيوني، مساء الجمعة، غارة عنيفة على بناية في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية في بيروت.

وقالت وكالة الوطنية للإعلام (رسمية)، إن طائرات الاحتلال قصفت مبنى سكنيا في منطقة القائم في الضاحية الجنوبية من بيروت، ما أدى إلى دمار كبير وارتقاء عدد من الشهداء والجرحى.

وأفادت وزارة الصحة اللبنانية باستشهاد 14 شخص وإصابة 66 آخرين في الغارة الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.

وذكرت القناة /12/ العبرية، أن هدف الهجوم الإسرائيلي في بيروت هو القائد العسكري في “حزب الله” اللبناني، إبراهيم عقيل، ولم يصدر أي تعقيب عن الحزب حتى ساعة إعداد هذا الخبر.

يذكر أن القيادي إبراهيم عقيل معروف باسم الحاج تحسين، وكان هناك مكافأة أميركية مقدارها 7 مليون دولار للإبلاغ عنه بدعوى دوره في تفجير السفارة الأميركية في بيروت إبريل 1983 والذي أدى في حينه إلى مقتل 63 شخصًا.

ويشهد جنوب لبنان منذ الـ8 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تبادلا شبه يومي لإطلاق النيران، بين “حزب الله” اللبناني، بالتعاون مع “كتائب القسام – لبنان” الجناح العسكري لحركة “حماس”، و”سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، و”قوات الفجر” الجناح العسكري لـ “الجماعة الإسلامية” في لبنان (الإخوان المسلمين)، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ردا على عدوان الأخير على قطاع غزة.

وبالتزامن مع ذلك، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

مقالات مشابهة

  • الأسباب التي جعلت من ثورة 21 سبتمبر أهم حدث في المنطقة خلال القرنين الأخيرين معاً
  • حزب الله اللبناني يستهدف عددا من المواقع العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي
  • ما هي خيارات “حزب الله” بعد التصعيد “الإسرائيلي”؟
  • كاتب: هدف غارات الاحتلال على لبنان استعادة ثقة الرأي العام الإسرائيلي
  • الحكومة اللبنانية: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف المناطق المأهولة بالسكان
  • طبول الحرب تدق بين اسرائيل ولبنان
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يصدر تعليمات لسكان شمال الجولان والجليل الأعلى
  • الاحتلال الإسرائيلي يوجه رسالة إلى سكان شمال ووسط الجولان
  • معركة السطح في جباليا تتكرر بقباطية.. والاحتلال ينكل بالشهداء (شاهد
  • الاحتلال الإسرائيلي: هجماتنا تستهدف تدمير البنية التحتية العسكرية لحزب الله