السوشيال ميديا وفضائح العصر الجديد
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لا شك أن السوشيال ميديا، أو ما يُطلق عليه "وسائل التواصل الاجتماعي" باتتْ بلا أدنى شك شريكا أساسيا في تكوين الوعي المجتمعي، فلا نستطيع أن نُغمض أعيُننَا، أو أن نصُم آذاننا عن تلك الحقيقة التي أصبحت أمرًا واقعًا ينبغي لنا التعامل معه، بالاستفادة من ميزاته وتجنُّب مساوئه وعيوبه.
هي مواقع ويب، أو عدة تطبيقات تُتيح لكل مستخدميها التواصل عن طريق وجودهم تحت مِظلة واحدة مُتشعِّبة عبر شبكة الإنترنت.
تلك الوسائل لا تَرُدُّ يَدَ طارق -كما يقال- يريد الدخول إليها، فلا قيودَ ولا شروط، فبإمكان الطفل الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره أن يُشاهد، ويُشارك، ويَلعب كما يحلو له، وبإمكان مَن تجاوز الثمانين أن يفعل مثل ذلك أيضًا، إذن هذه الوسائل لا تُفرق بين صبي أو شيخ، أو طفلة أو عجوز، بابُها مفتوح للجميع، الكل بإمكانه أن يُنشئ حسابًا خاصًّا به عبر بريد إلكتروني وَهْمي في كثير من الأحيان، أو ربما يكون بريدًا حقيقيًّا، لا فرْق بين هذا أو ذاك.
مغريات السوشيال ميدياتُغري وسائل التواصل الاجتماعي جميع الفئات العمرية، فهي تحتوي على مقاطع فيديو تناسب اهتمامات الجميع، ولا سيَّما الألعاب التي تأخذ بلُبِّ الأطفال حتى ينشئوا ويترعرعوا على حبها والشغف بها، فتتحول إلى ما يُشبه الإدمان الإلكتروني، ويصبح المستخدِم ألعوبة في أيدي مثل تلك الألعاب.
مزايا السوشيال ميدياتتميز مواقع التواصل الاجتماعي بأهم شيء يجذب إليها قاعدة عريضة من المستخدمين، إنه بلا شك "المجانية"، فمعظم مواقع الويب لا تُحمِّل مستخدميها أيَّ أعباء مالية إلا الاشتراك في باقة الإنترنت، كلُّ حسب استخدامه، فبإمكان أبنائنا الطلَبة أن يصلوا إلى عشرات أو مئات بل آلاف المعلمين المُتخصصين في كثير من المواد التعليمية، والاستفادة منهم كيفما يُريدون، وبإمكان المعلم أيضًا أن يبحث عن أفضل طريقة لشرح مادته؛ وذلك باستخدام تلك المواقع.
بإمكان الطبيب أن يستفيد من السوشيال ميديا في مجاله، كما يستطيع المهندس أن يُطوِّر من عمله كذلك بالبحث عن مقاطع تخُصُّ مجال الهندسة، بإمكان مَن ينظر إلى نصف الكوب الممتلئ أن يغتنم من تلك الوسائل أو الوسائط خاصةً والإنترنت عامةً المغانم والفوائد.
جرائم وفضائح السوشيال ميديالا يَخفى على ذي لُبٍّ أنَّ هذا الكمَّ الهائل الموجود عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون رقابة أو قيد يُتيح الفرصة لانتشار كثير من المعلومات المغلوطة، والأخبار التافهة؛ مما يؤدي إلى إهدار الوقت بلا فائدة، كما لا يخفى انتشار كثير من جرائم الإنترنت الموجودة بكثافة عبر معظم تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، ومن بين هذه الجرائم ما عُرِف مؤخرًا بـ الدارك ويب، الذي وقع ضحيته طفل شبرا الخيمة، بالإضافة إلى نشر الفِسق والفجور عبر فيديوهات تُعرض على مواقع "تيك توك"، و"فيسبوك"، أو حتى "يوتيوب".. رأينا مشاهد لا تليق بالأسرة المصرية؛ إذ استغلَّت بعض الفتيات مثل هذه المنصات في عرْض مفاتنها من أجل جَنْي المال ضاربةً بعُرْض الحائط قيمنا التي تربينا عليها في مجتمعنا الشرقي، بالإضافة إلى تجاوزات الألفاظ والأفعال والإيماءات التيطط لا ينبغي لنا أن نغُضَّ الطرف عنها، ما يجعل أمامنا تحديات كبرى نحو فرْض الرقابة فرضًا يحافظ لنا على ما تبقَّى من قِيَم ومبادئ.
السوشيال ميديا والعلاقات الاجتماعيةتلك هي النقطة الأهم، فمع انتشار الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تزعزعتْ أركان البيت، وتفكك الرباط الأُسري فنجد الأب والأم والأبناء، كل منهم يجلس بصحبة الهاتف أو الكمبيوتر أو الآيباد في رحلة عبر عالَم افتراضي يعزله عن الجميع، فلن تجد رحمًا موصولة أو أسرة يحفها الدفء والحنان كما كان في سالف العصر والأوان.
خلاصة القول
للسوشيال ميديا مزايا وعيوب، ولكن العَيِي الشقي التعيس هو مَن يترك هذه الوسائل أو الوسائط تتحكم فيه كيفما شاءت، والكيس العاقل هو مَن يحصل على ما يُفيده دون شغَف زائد قد يصرفه عن الصواب، ويجعله ألعوبة في يد هذه الوسائل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السوشيال ميديا وسائل التواصل الاجتماعي الدارك ويب وسائل التواصل الاجتماعی السوشیال میدیا کثیر من
إقرأ أيضاً:
"صحار الدولي" يحصد 3 جوائز في "قمة العصر الجديد للصيرفة"
مسقط- الرؤية
حصد صحار الدولي 3 جوائز ضمن جوائز عُمان للقطاع المصرفي والمالي، والتي أُقيمت على هامش النسخة العاشرة من قمة العصر الجديد للصيرفة 2025، وهي جائزة "أفضل مبادرة للتحول الرقمي"، و" مبادرة المسؤولية الاجتماعية الأكثر ابتكارًا"، و"البنك الأفضل نمواً".
وتُجسد هذه الجوائز قدرة البنك على مُواكبة التغيرات التي يشهدها القطاع المالي، مع مُواصلة تقديم قيمة مستدامة لكافة الأطراف ذات الصلة والمساهمة في تحقيق التطلعات الاجتماعية والاقتصادية في السلطنة.
وعُقدت القمة برعاية معالي أحمد بن جعفر المسلمـي محافظ البنك المركزي العماني، وبحضور معالي الشيخ سالم بن مستهيل المعشني، وبدعم من جمعية المصارف العمانية، كما شهد الحدث حضور نخبة من الأسماء القيادية في القطاع المالي وأصحاب القرار تحت شعار: "مستقبل الخدمات المصرفية: التعامل مع التغيرات الجذرية والاستدامة والابتكار المرتكز على الزبائن".
وقال عبدالواحد بن محمد المرشدي الرئيس التنفيذي لصحار الدولي: "تشكل هذه الجوائز انعكاسًا لقيمنا المشتركة، والتي تمزج بين استراتيجية النمو والتوسع التي ننتهجها والأثر المجتمعي بعيد المدى الذي نوليه في صحار الدولي جُل اهتمامنا، إلى جانب الابتكار والارتقاء بخدماتنا ومنتجاتنا، والاسهام في النمو الاقتصادي الذي تشهده السلطنة، وإحداث تأثيرات إيجابية تمتد إلى المجتمع بأكمله. لذا فإننا نواصل التزامنا بأن نكون مؤسسة تواكب التحولات المتسارعة من خلال استقطاب التقنيات المبتكرة، والاستراتيجيات المالية القائمة على الأداء، والمبادرات الاجتماعية الهادفة، لنبني مستقبلًا مشرقاً للأجيال القادمة."
وتُعد قمة العصر الجديد للصيرفة 2025 أكبر مؤتمر من نوعه في سلطنة عُمان، حيث استقطبت أكثر من 150 من كبار التنفيذيين وصناع القرار، يمثلون أكثر من 100 مؤسسة مصرفية وشركات التكنولوجيا المالية والتقنيات الحديثة. وقد حاز صحار الدولي على جائزة "أفضل مبادرة للتحول الرقمي" تقديرًا لنجاحه في توظيف المنصات الذكية وتبسيط العمليات لتقديم تجارب رقمية سلسة ومرتكزة على الزبائن، مما رسّخ مفاهيم المرونة وسرعة الاستجابة ضمن منظومته المتكاملة.
وامتد هذا التوجه الابتكاري إلى مجال الأثر الاجتماعي، حيث نال البنك جائزة "مبادرة المسؤولية الاجتماعية الأكثر ابتكارًا" عن حملته الرمضانية "لايكك صدقة"، التي حوّلت التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى تبرعات خيرية، محققة أكثر من 600,000 تفاعل ومترجمة التفاعل الرقمي إلى دعم ملموس للمبادرات الإنسانية في مختلف أنحاء السلطنة.
وفي تتويج لهذه الإنجازات، حصل البنك على جائزة "البنك الأفضل نمواً"، بعد أن تصدر مؤشرات النمو الرئيسية ضمن فئة البنوك الكبرى، وتشمل هذه المؤشرات: القروض الإجمالية، ودائع الزبائن، وإيرادات الرسوم، والأرباح التشغيلية، وصافي القيمة، مما يعكس انضباطًا استراتيجيًا وكفاءة في التنفيذ.
وجرى اختيار الفائزين بجوائز عُمان للقطاع المصرفي والمالي لهذا العام بناءً على دراسة شاملة أجرتها مجلة OER وشركة المتحدة للأوراق المالية، حيث تم تقييم البنوك والمؤسسات المالية غير المصرفية وفقًا لمؤشرات مالية رئيسية خلال الفترة من 2021 إلى 2024.
وشهدت القمة مناقشة عدد من المحاور المميزة، أهمها: دور الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في تعزيز الكفاءة التشغيلية وتفاعل الزبائن، وتسارع وتيرة التحول الرقمي، وتطور أطر الأمن السيبراني، والتكامل بين المصارف المفتوحة والتكنولوجيا المالية، إلى جانب تنامي أهمية مبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية (ESG) في صياغة استراتيجيات مالية مستدامة.