دراسة أمريكية تكشف عن أثر اللقاحات المتكررة ضد كورونا
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
بغداد اليوم- متابعة
كشفت دراسة أمريكية حديثة عن أثر اللقاحات المتكررة ضد فيروس كورونا (كوفيد 19) التي تؤدي إلى ظهور أجسام مضادة تعمل على تثبيط متحورات كورونا القديمة والجديدة وفيروسات أخرى.
وأجرى الدراسة باحثون من كلية الطب في جامعة واشنطن الأمريكية، ونُشرت في مايو/أيار الجاري بمجلة "نيتشر" (Nature) وكتب عنها موقع "يوريك ألرت" (EurekAlert).
لا تزال آثار جائحة كوفيد-19 واضحة حتى اليوم، رغم انتهاء الجائحة ما زال آلاف المرضى يزورون المستشفيات أسبوعيا بسبب معاناتهم من سلالات جديدة من فيروس كورونا ويعود هذا إلى قدرة الفيروس الفريدة على تغيير آلياته الدفاعية، مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى تحديث توصياتها بشأن لقاحات كوفيد-19 سنويا.
رغم ذلك، يشعر بعض العلماء بالقلق من أن النجاح الكبير الذي حققته لقاحات كوفيد-19 في البداية قد يكون له تأثير معاكس على فعالية الإصدارات الجديدة من اللقاح، مما قد يضعف فائدة برنامج التطعيم السنوي وهذا على غرار حملة اللقاح السنوي ضد الإنفلونزا التي تواجه مشكلة مشابهة، حيث يمكن أن تتداخل الاستجابة المناعية التي يوفرها لقاح الإنفلونزا عند الحصول عليه للمرة الأولى مع الاستجابات المناعية في السنوات اللاحقة، مما يقلل من فعالية هذه اللقاحات الجديدة.
غير أن نتائج الدراسة الحديثة تجيب على بعض التساؤلات المتعلقة بذلك فيما يتعلق بلقاحات كوفيد-19، حيث أظهرت هذه الدراسة أن المناعة السابقة ضد فيروس سارس كوف 2 (SARS-CoV-2)، الفيروس المسبب لكوفيد-19، لا تمنع استجابات اللقاح اللاحق مثل المناعة ضد فيروس الإنفلونزا، بل على العكس فهو يحفز تطوير أجسام مضادة مثبطة للفيروسات في نطاق واسع.
جرعات معززة
تظهر الدراسة أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم بشكل متكرر ضد كوفيد-19 والذين تلقوا في البداية جرعات تستهدف المتحور الأصلي، تليها جرعات معززة ولقاحات محدثة تستهدف المتحورات اللاحقة، أنتجوا أجساما مضادة قادرة على تثبيط مجموعة واسعة من متحورات فيروس SARS-CoV-2 بالإضافة إلى بعض الفيروسات التاجية بعيدة الصلة.
وتشير الدراسة إلى أن إعادة تلقي اللقاح دوريا ضد فيروس كورونا يؤدي إلى بناء مخزون تدريجي من الأجسام المضادة التي تعمل على تثبيط نطاق واسع من الفيروسات في جسم متلقي اللقاح التي تحميه من فيروس SARS-CoV-2 والمتحورين اللاحقين وبعض أنواع الفيروسات التاجية الأخرى، حتى تلك التي لم تظهر بعد لتصيب البشر.
يؤكد كبير الباحثين في فريق هذه الدراسة مايكل دايموند على ذلك، وهو أستاذ الطب في جامعة هربرت س. جاسر. ويقول دايموند: "إن اللقاح الأول الذي يتلقاه الفرد يحفز استجابة مناعية أولية قوية تشكل الاستجابات للعدوى واللقاحات، وهو تأثير يعرف باسم البصمة، من حيث المبدأ، يمكن أن تكون البصمة إيجابية أو سلبية أو محايدة. في لقاحات كوفيد-19، نرى بصمة قوية وإيجابية، ذلك لأن تكرار اللقاح يقوم بتطوير أجسام مضادة تثبط نطاقا واسعا من الفيروسات النشطة."
أما ما يقصده دايموند بالبصمة فهو الاستجابة الطبيعية لعمل الذاكرة المناعية، حيث يؤدي اللقاح الأول عند تلقيه إلى تطوير ذاكرة الخلايا المناعية في جسم الانسان. وعند تلقي الأشخاص لقاحا ثانيا مشابها للأول، يتم إعادة تنشيط خلايا الذاكرة التي تم تفعيلها بواسطة اللقاح الأول، مما يؤدي إلى هيمنة خلايا الذاكرة الأصلية على الاستجابة المناعية للقاح اللاحق.
في حالة لقاح الإنفلونزا يكون أثر البصمة سلبيا، حيث تزاحم خلايا الذاكرة القديمة المنتجة للأجسام المضادة الخلايا الجديدة، مما يؤدي إلى إنتاج عدد قليل نسبيا من الأجسام المضادة ضد السلالات الأحدث. ومع ذلك، توجد حالات يمكن أن يكون فيها تأثير بصمة لقاح الإنفلونزا إيجابيا، وذلك من خلال تعزيز تطوير الأجسام المضادة التي تثبط جميع السلالات في كل من اللقاحات الأولية واللاحقة.
وقام الباحثون باختبار مدى فعالية الأجسام المضادة المثبطة لمجموعة واسعة من الفيروسات التاجية، بما في ذلك:
- سلالتان مختلفتان من أوميكرون (SARS-CoV-2).
- فيروس كورونا المستخرج من حيوان آكل النمل.
- فيروس SARS-1 المسبب لوباء سارس 2002-2003.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الأجسام المضادة فیروس کورونا ضد فیروس کوفید 19
إقرأ أيضاً:
دراسة حديثة تحذر من تأثير منصات التواصل الاجتماعي على تركيز الأطفال
أظهرت النتائج أن الأطفال الذين يقضون وقتا طويلا على منصات التواصل الاجتماعي يظهرون أعراض تشتت الانتباه مع مرور الوقت. في المقابل، لم يتم تسجيل الارتباط ذاته لدى من يشاهدون التلفزيون أو يلعبون ألعاب الفيديو.
أظهرت دراسة حديثة أن الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي من قبل الأطفال قد يضعف قدرتهم على التركيز.
الدراسة شملت أكثر من 8 آلاف طفل أمريكي تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عامًا، حيث خلص الباحثون إلى تراجع تدريجي في مستوى الانتباه لدى من يقضون وقتًا طويلاً على منصات التواصل الاجتماعي.
وجاءت الدراسة بشراكة من باحثين من معهد كارولينسكا في السويد وجامعة العلوم الصحية في أوريغون بالولايات المتحدة بعد تسجيل ارتفاع في استخدام الوسائط الرقمية بالتزامن مع زيادة ملحوظة في تشخيص حالات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في السويد وعدد من الدول الأخرى.
واستندت الدراسة إلى تتبع 8،324 طفلاً أمريكيًا تتراوح أعمارهم بين 9 و10 سنوات على مدار 4 سنوات، من خلال رصد وتسجيل مدة استخدام هذه العينة لوسائل التواصل الاجتماعي ومشاهدة التلفزيون أو الفيديوهات ولعب ألعاب الفيديو، بينما قيّم الأهالي مستويات الانتباه وفرط الحركة والاندفاع لديهم.
Related دراسة باستخدام إضافة للمتصفح تكشف أن خوارزميات التواصل الاجتماعي تغيّر الآراء السياسيةهل يقلل الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي لمدة 1 أسبوع الاكتئاب والقلق؟الدنمارك تريد حظر وصول الأطفال دون ١٥ عاما إلى وسائل التواصل الاجتماعيوأظهرت النتائج أن الأطفال الذين يقضون وقتا طويلا على منصات التواصل الاجتماعي يظهرون أعراض تشتت الانتباه مع مرور الوقت. في المقابل، لم يتم تسجيل الارتباط ذاته لدى من يشاهدون التلفزيون أو يلعبون ألعاب الفيديو.
واعتبر توركل كلينغبرغ، أستاذ علم الأعصاب الإدراكي في معهد كارولينسكا، أن "وسائل التواصل الاجتماعي تتسبب في الإلهاء عبر الرسائل والإشعارات، وحتى التفكير في وصول رسالة جديدة قد يشكل إلهاءً ذهنيًا، وهذا ما من شأنه أن يؤثر على قدرة الطفل على التركيز".
وأكد أن "زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد تفسر جزءًا من الارتفاع المسجل في تشخيص حالات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه".
وأشار الباحثون إلى أن النتائج لا تعني بالضرورة أن كل طفل يستخدم وسائل التواصل سيعاني من مشكلات في التركيز، مؤكدين على ضرورة مناقشة حدود العمر المناسبة لاستخدامها ومراجعة تصميم هذه المنصات.
وأشارت الدراسة إلى ارتفاع متوسط وقت استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي من حوالي 30 دقيقة يوميًا بعمر 9 سنوات إلى حوالي ساعتين ونصف يوميا عند سن 13 عامًا، رغم فرض العديد من المنصات حد أدنى للعمر، وهو 13 سنة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة