أظهرت دراسة جديدة، أن قطع قرون وحيد القرن بشكل نظامي يؤدي إلى انخفاض كبير في الصيد الجائر، وهو ما يثير تساؤلات عن فعالية تقنيات مكافحة الصيد الجائر الباهظة الثمن المستخدمة لحماية الثدييات الأفريقية.

ووجدت الدراسة التي نُشرت في مجلة "ساينس" وسلّطت الضوء على سبل تحسين حماية الحيوانات من الصيادين غير الشرعيين، أن إزالة القرون قلّلت من الصيد الجائر بنسبة كبيرة بين عامي 2017 و2023.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ماذا يحدث للبيئة والبشر إذا اختفى النحل؟list 2 of 4كم عدد النمل على الأرض وما دوره البيئي؟list 3 of 4الحيتان.. عمالقة المحيط وسلاحه ضد تغير المناخlist 4 of 4أسياد الجليد في خطر.. معركة الدب القطبي مع تغير المناخend of list

وقال الدكتور تيم كويبر من جامعة نيلسون مانديلا، والباحث الرئيسي في الدراسة: "تبيّن أن إزالة قرون وحيد القرن للحد من حوافز الصيد الجائر قد حققت انخفاضا في الصيد الجائر بنسبة 78%، باستخدام 1.2% فقط من إجمالي ميزانية حماية وحيد القرن".

وأضاف: "قد نحتاج إلى إعادة النظر في أهدافنا. هل نكتفي بالقبض على الصيادين؟ لا يبدو أن هذا يُحدث فرقا كبيرا في الحد من الصيد الجائر لوحيد القرن".

وركزت الدراسة، التي أجريت بين يناير/كانون الثاني 2017 وديسمبر/كانون الأول 2023، على 11 محمية في منطقة "كروجر" بجنوب أفريقيا، وقارنت بيانات من 8 محميات قامت بإزالة قرون وحيد القرن لديها مع 3 محميات لم تفعل ذلك. كما قامت بتحليل البيانات من المحميات قبل وبعد إزالة قرون وحيد القرن.

إعلان

أظهرت الدراسة، أن إزالة قرون وحيد القرن قلّلت بشكل مستمر من الصيد الجائر، وفقًا لكويبر. ووجدت أن إزالة قرون أكثر من 2000 وحيد قرن أدت إلى انخفاض بنسبة 78% في الصيد الجائر في تلك المحميات الثماني، مما يؤكد أن هذا التدخل كان مجديا.

وتُعد منطقة كروجر الكبرى في جنوب أفريقيا موطنا لـ 25% من وحيد القرن في العالم، وهي معرضة بشكل خاص للصيد الجائر.

لا تُشكّل هذه العملية خطرا على الحيوان حسب العلماء بل تحميه من الصيد الجائر (غيتي)

شر لا بد منه
لإزالة قرون وحيد القرن، يقوم العمال بتخدير الحيوان، ووضع عصابة على عينيه وسدادات على أذنيه، ثم يقطعون قرنه بمنشار كهربائي. ينمو القرن تدريجيا، حيث يحتاج وحيد القرن العادي إلى إزالة قرونه كل عام ونصف إلى عامين، تُشكل هذه العملية خطرا ضئيلا جدا على الحيوان ولا تُسبب له أي أذى، وفق الدراسة.

وتُعتبر نتائج الدراسة التي استمرت 7 سنوات وانتهت في عام 2023 بمثابة دليل طال انتظاره على أن إزالة قرون وحيد القرن، والتي يجب القيام بها كل عام إلى عامين لأنها تنمو مرة أخرى، تساعدها على البقاء على قيد الحياة، حتى لو فقدت الحيوانات جزءا من تركيبتها.

ويدفع المهربون تجار السوق السوداء خصوصا في آسيا عشرات الآلاف من الدولارات مقابل هذه القرون، التي يُعتقد خطأ أنها فعالة في علاج الحمى والألم وانخفاض الرغبة الجنسية في الطب التقليدي.

وبينما تتوق الأسواق غير القانونية المربحة في أجزاء من جنوب شرق آسيا والصين إلى قرون وحيد القرن لاستخدامها في الطب التقليدي، تنهي إزالة قرون وحيد القرن ما يسعى إليه الصيادون غير الشرعيين، حسب تيم كويبر.

وقال كويبر: "يعدّ وجود قرن جزءا أساسيا من تكوين وحيد القرن. لذا، فإن إزالته شرٌ لا بدّ منه، إن صحّ التعبير. ولكنها فعالة للغاية، ولا شكّ في أنها أنقذت حياة مئات منه".

وشكل الصيد الجائر للقرون تهديدا كبيرا لـ 5 أنواع من وحيد القرن في العالم، حيث تُستخدم هذه المادة، التي تشبه تركيبتها أظافر الإنسان، بشكل شائع في الطب التقليدي في الصين وفيتنام ودول آسيوية أخرى.

وتضم جنوب أفريقيا أكبر عدد من وحيد القرن الأسود والأبيض. كما تضم ناميبيا وزيمبابوي وكينيا أعدادا كبيرة منه. ولم يتبق في العالم سوى نحو 17 ألفا و500 من وحيد القرن الأبيض و6500 من وحيد القرن الأسود، وفق الدراسات.

إعلان

وانخفضت أعداد وحيد القرن الأسود من 70 ألفا في عام 1970 إلى أقل من 2500 بحلول الوقت الذي وصل فيه الصيد الجائر إلى نقطة الأزمة في منتصف التسعينات، وفقا لمنظمة "أنقذوا وحيد القرن".

وفي جنوب أفريقيا، لا يزال الصيد الجائر لوحيد القرن مرتفعًا، حيث قُتل 103 منه في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025. وفي العام الماضي، فُقد منه 420.

الأبحاث أكدت أن إزلة القرون ليس لها تأثير على معدلات تكاثر وحيد القرن أو الوفيات(أسوشيتد برس)

حل مثير للجدل
بدأت عملية إزالة قرون وحيد القرن في جنوب أفريقيا منذ عام 1989. وأثار ذلك معارضة نشطاء حماية البيئة حقوق الحيوان، ولكن أيضا تساؤلات من جانب خبراء الحفاظ على البيئة عن مدى تأثير ذلك على صحة وحيد القرن، وكيف قد يبدو المستقبل مع وجود المزيد من وحيد القرن عديم القرون.

وأكدت فانيسا دوثي، باحثة في عالم وحيد القرن من جنوب أفريقيا -والتي لم تشارك في الدراسة-، أن وحيد القرن يستخدم قرونه للدفاع عن نفسه ضد الحيوانات المفترسة، وللتنافس على أراضيه، وفي حالة وحيد القرن الأسود للبحث عن الطعام، لكن هناك أدلة على أن وحيد القرن الذي جُردت قرونه بات يُعدّل حركته للعيش في مناطق أصغر.

وأضافت أن خبراء الحفاظ على البيئة لا يعرفون التأثيرات الكاملة لإزالة القرون، لكن الأبحاث وجدت أنه ليس لها تأثير سلبي على معدلات تكاثر وحيد القرن أو معدلات الوفيات. وقالت دوثي: "ما نعرفه هو أن فوائد إزالة القرون تفوق بكثير أي تكلفة بيئية ندركها اليوم".

ويتفق دعاة الحفاظ على البيئة على أن إزالة القرون وحدها لن تقضي على الصيد الجائر لوحيد القرن، حيث يعد ذلك حلا قصير ومتوسط الأمد، ولا بد من جهود أخرى أساسية، وأساليب تؤدي إلى إنفاذ القانون بفعالية أكبر، ودعم حراس الغابات في الخطوط الأمامية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات مبادرات بيئية وحید القرن الأسود من الصید الجائر من وحید القرن جنوب أفریقیا

إقرأ أيضاً:

دراسة: تناول ثمرة أفوكادو يوميًا يقلل التهابات الجسم ويحسن المناعة

كشفت دراسة طبية حديثة عن نتائج جديدة ومفاجِئة بشأن فوائد الأفوكادو، حيث أكد الباحثون أن تناول ثمرة واحدة يوميًا يمكن أن يساهم بشكل كبير في خفض مستويات الالتهابات في الجسم وتحسين أداء جهاز المناعة، بفضل تركيبتها الغنية بالعناصر الغذائية والدهون الصحية.

ليلة لن تتكرر.. كاتي بيري نجمة تتلألأ تحت أضواء الأهرامات في أولى حفلاتها بمصر دليل مرضى القلب لمواجهة فيروسات الشتاء والحفاظ على الصحة أبرز الأمراض التي تهدد مرضى القلب خلال فصل الشتاء مع دخول فصل الشتاء.. تحذير لمرضى القلب من مخاطر البرد "عاهة هتفضل معايا طول عمري".. رحمة حسن تنهار بعد خطأ طبي فادح (صور صادمة) بيصلي على كرسي.. أول ظهور لتامر حسني بعد استئصاله جزء من الكلى (صور) قائمة المشاركين ‏بمنصة الأفلام بمهرجان القاهرة الدولي للفيلم ‏القصير ‏ فيروس ماربورج.. تهديد وبائي جديد يلوّح في أفق جنوب إفريقيا وإثيوبيا بعد الهجوم عليها.. بدرية طلبة تتوعد المسيئين بالقانون حسام حبيب يحسم الجدل حول صورته مع شيراز.. "شائعات ارتباطنا غير صحيحة"

وأشارت الدراسة، التي أُجريت على مجموعة من البالغين تتراوح أعمارهم بين 25 و55 عامًا، إلى أن المشاركين الذين تناولوا ثمرة أفوكادو كاملة يوميًا لمدة ستة أسابيع متتالية، لاحظوا انخفاضًا واضحًا في مؤشرات الالتهاب، وخاصة بروتين "CRP" الذي يُعد أحد أهم المؤشرات على وجود التهابات في الجسم. كما سجلت الدراسة تحسنًا في مستويات مضادات الأكسدة الطبيعية، ما ساعد على تقوية المناعة وتقليل فرص الإصابة بالأمراض الشائعة.

 

وأوضح الباحثون أن الأفوكادو يحتوي على نسبة كبيرة من الدهون الأحادية غير المشبعة، وهي دهون مفيدة لصحة القلب وتساهم في تحسين امتصاص الجسم للفيتامينات الذائبة في الدهون مثل فيتامينات A وD وE وK. كما يحتوي على كميات ملحوظة من البوتاسيوم، الذي يساعد في تنظيم ضغط الدم، بالإضافة إلى الألياف الغذائية التي تدعم صحة الجهاز الهضمي وتحسن عملية الهضم.

 

وأشار الفريق البحثي إلى أن تأثير الأفوكادو لا يقتصر فقط على تقليل الالتهابات، بل يمتد ليشمل تحسين مستويات الطاقة طوال اليوم بفضل احتوائه على مزيج من الدهون الصحية والكربوهيدرات البسيطة التي تمنح الجسم إحساسًا بالشبع لفترات طويلة، مما يجعله خيارًا مناسبًا للأشخاص الذين يسعون للتحكم في وزنهم بشكل صحي.

 

كما أوصت الدراسة بضرورة دمج الأفوكادو في النظام الغذائي اليومي، سواء بإضافته إلى وجبات الإفطار مثل السلطة والساندويتشات أو تناوله بشكل مباشر، مع التأكيد على أهمية اختيار الثمار الناضجة للحصول على أفضل قيمة غذائية. وأكد الباحثون أن الانتظام في تناول هذا النوع من الفاكهة قد يساعد أيضًا في تحسين صحة الجلد بفضل مضادات الأكسدة، وتقليل الجفاف، وتعزيز نضارة البشرة.

 

وأشار الأطباء إلى أن استهلاك الأفوكادو يعد آمنًا لمعظم الأشخاص، باستثناء بعض الحالات التي قد تعاني من حساسية تجاه الفاكهة الدهنية أو تتبع أنظمة غذائية مقيدة، داعين إلى استشارة الطبيب في حال وجود أمراض مزمنة تتطلب نظامًا غذائيًا خاصًا.

مقالات مشابهة

  • الإفراط في تناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة.. دراسة تكشف السبب
  • إزالة الحشائش من معبد الكرنك لحمايته من الحرائق..صور
  • دراسة عمانية تناقش أثر بطاقة الأداء المتوازن في التطوير المؤسسي
  • دراسة: تغييرات جينية تمنح الدببة القطبية فرصة للتكيف مع تغير المناخ
  • دراسة: الإفراط في تناول الملح يوميًا يرفع خطر شيخوخة الخلايا
  • دراسة: تناول ثمرة أفوكادو يوميًا يقلل التهابات الجسم ويحسن المناعة
  • توقعات صادمة: دراسة تحذر من امتداد الصيف في أوروبا 42 يوماً إضافياً
  • دراسة تكشف: القلق والأرق يدمران جهاز المناعة
  • دراسة: الحسابات المزيفة على الإنترنت تحول المعلومات المضللة إلى سوق سوداء مزدهرة
  • هل يمكن للشوكولاتة الداكنة أن تبطئ الشيخوخة ؟ وكيف!