بوابة الوفد:
2025-06-06@15:21:29 GMT

حلم مصر الزراعى وتوطين التنمية (٢)

تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT

تناولنا فى المقال السابق كيف استطاعت القيادة السياسية أن تدرك مبكرًا أن ارتفاع معدلات التضخم، لم يأت إلا عقب الأزمة الروسية الأوكرانية تحديدًا، وهو أمر مرتبط بعوامل أخرى مركبة أهمها الزيادة السكانية، وانحسار الأراضى الزراعية، الأمر يصعب معه تحقيق الأمن القومى الغذائى، لذا جاء مشروع مستقبل مصر للزراعة المستدامة، كقاطرة لمستقبل مصر الزراعى، لتحقيق الاكتفاء الذاتى وتصدير الفائض.

ومع المزايا العديدة لهذا المشروع، لكن الأكثر أهمية هو أن هذا المشروع سوف يساعد الدولة المصرية على إحداث ثورة زراعية نضاعف بها ما نعيش عليه من أراض زراعية من مئات السنين، كما قد نرى ما عجزنا على تحقيقه منذ عشرات السنوات وهو تحقيق الاكتفاء الذاتى فى مختلف القطاعات، فتحقيق الاكتفاء الذاتى أصبح مطلبًا جوهريًا وملحًا لجميع الدول، وتكمن أهميته فى توفير الأمن الغذائى للسكان، وتحصينهم من الأزمات التى تحدث أحيانًا، والأهم من وجهة نظرنا أنه يعد سبيلًا إلى الاعتماد على النفس وتطوير الإمكانات الذاتية، والتقليل فى المقابل من الاعتماد على الخارج. وهو أمر ويعزز استقلالية القرار السياسى والسيادى الوطنى أمام الدول الأجنبية، ويحد من الابتزاز الذى قد تمارسه الدول المصدرة لبعض الأغذية الإستراتيجية (القمح نموذجًا) فى إطار التفاوض حول مصالحها أو مصالح حلفائها، ومع استمرار العالم فى كفاحه ضد التداعيات الاقتصادية التى سببتها الحرب فى أوكرانيا على أسواق السلع العالمية، يتضح أن الدول الهشة هى الأكثر تأثرًا بانعدام الأمن الغذائى. ووفقًا لمنظمة التعاون والتنمية فى الميدان الاقتصادي، توجد 22 من أصل 26 بؤرة ساخنة للجوع فى الدول الهشة، وتتأثر 15 من هذه البؤر أيضًا بالنزاعات. وفى مثل هذه الأوضاع يكون التركيز على احتياجات السكان على المدى القصير، البديل الأفضل من إيجاد حلول طويلة الأجل لقضايا الأمن الغذائى تمكن من تحقيق النمو المستدام المرن للدول الهشة من خلال اتخاذ إجراءات لتحسين النظم الغذائية، مثل تعزيز القدرات المحلية، وتحسين البنية التحتية لتنمية القطاع الخاص، والاستثمار فى المهارات والإنتاج الزراعى. وبالتالى فإن ما نؤكده أن صناعة الوعى بأهمية تحقيق الاكتفاء الذاتى، يعتبر أهم خطوة نحو تدعيم استقلالية الجمهورية الجديدة، وإظهار قدرتها على رسم مستقبل أكثرًا أمانًا تستطيع من خلاله تحقيق الاكتفاء الذاتى فى مجال الغذاء والدواء على حد سواء، لتحقق أحد أهم أهداف التنمية المستدامة، وحتى يكون لنا قدم وساق فى زيادة الإعتماد على مصادرنا الطبيعية وثروتنا البشرية لخلق مشاريع اقتصادية منتجة. لذلك لم يكن مستغربًا أن تعلن القيادة السياسية فى مصر استمرار نهج مثلث الإصلاح الاقتصادى، والتركيز على الوتر منه، المتمثل فى الاستراتيجية الزراعية الجديدة والتى فى رأينا أنها يجب أن ترتكز على مجموعة عناصر منها تحقيق الاستدامة، والاعتماد على التقنيات الحديثة والابتكار فى القطاع الزراعى وزيادة الإنتاج الزراعى خلال فصل الصيف، من خلال تبنى تقنيات زراعية حديثة وبالتعاون ثم التعاون ثم التعاون مع دول رائدة فى هذا المجال. خاصة الصين فالضرورة الوطنية تجعل من الاعتماد على الذات بمثابة معركة تنموية جديدة لا بد من خوضها. ففكرة الاعتماد على الذات ليست مجرد فكرة فقط، فالتخطيط والتنفيذ ثم الاستمرار (وهو الأكبر وزنًا) هو الطريق الوحيد للوصول إلى هذا الحاضر المتقدم الذى ما كان ليتم لولا ألم الماضى.

 

رئيس المنتدى الإستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د علاء رزق توطين التنمية الأراضي الزراعية تحقیق الاکتفاء الذاتى الاعتماد على

إقرأ أيضاً:

ترامب يعيد سياسة الحظر: قيود صارمة على دخول مواطني 12 دولة بينها اليمن

شمسان بوست / خاص:

أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الأربعاء، أمراً تنفيذياً جديداً يُعيد بموجبه تفعيل قيود صارمة على دخول مواطني عدد من الدول إلى الأراضي الأميركية، وفي مقدمتها اليمن، ضمن ما وصفه البيت الأبيض بـ”خطوة لتعزيز الأمن القومي”.

ووفقاً لبيان رسمي صادر عن البيت الأبيض، فإن القرار يفرض حظراً كاملاً على دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة، من بينها اليمن، مستنداً إلى ما سماه “قصوراً في معايير التدقيق الأمني وتبادل المعلومات” في تلك الدول. وتشمل القائمة: اليمن، أفغانستان، ميانمار، تشاد، الكونغو، غينيا الاستوائية، إريتريا، هايتي، إيران، ليبيا، الصومال، والسودان.

وأشار البيان إلى أن هذه الدول “تمثل تهديداً جدياً للأمن الأميركي”، بسبب ضعف الأنظمة الأمنية فيها أو عدم تعاونها الكافي مع السلطات الأميركية.

كما شمل القرار فرض قيود جزئية على سبع دول إضافية، هي: بوروندي، كوبا، لاوس، سيراليون، توغو، تركمانستان، وفنزويلا، حيث ستخضع طلبات التأشيرة من مواطني هذه الدول لمزيد من الإجراءات الأمنية المشددة.

في السياق ذاته، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، أبيجيل جاكسون، في منشور عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا): “الرئيس ترامب يلتزم بوعده في حماية الأميركيين من أي تهديد خارجي محتمل”، مؤكدة أن القرار يندرج ضمن أولويات الأمن الوطني.

ويُعيد هذا الإعلان إلى الواجهة سياسة الحظر المثيرة للجدل التي طبّقها ترامب في عام 2017، والتي استهدفت آنذاك دولًا ذات أغلبية مسلمة، قبل أن تصادق عليها المحكمة العليا الأميركية في 2018. وقد ألغى خلفه، الرئيس جو بايدن، تلك السياسة فور توليه الرئاسة في 2021، واصفاً إياها بأنها “تمييز غير مقبول لا يليق بالقيم الأميركية”.

ويأتي القرار الجديد في وقت يُصعّد فيه ترامب من خطابه الأمني قبيل الانتخابات الرئاسية المرتقبة، إذ أصدر أيضاً في 20 يناير الماضي أمراً تنفيذياً يقضي بتوسيع إجراءات التدقيق على الأجانب المتقدمين لدخول الولايات المتحدة.

وقد أثار الإعلان الجديد موجة من القلق والرفض داخل الجاليات اليمنية والعربية في أميركا، حيث عبّر كثيرون عن خشيتهم من أن تؤدي هذه السياسات إلى فصل العائلات وتعطيل معاملات الهجرة واللجوء، لا سيما لأولئك الفارين من الحروب والنزاعات.

وتوقعت منظمات حقوقية ومدنية أن يُقابل القرار برفض واسع، واعتبرت أن الإجراءات الجديدة “تستهدف فئات بعينها بطريقة تمييزية، تحت ذريعة الأمن القومي”، محذّرة من تداعيات إنسانية واجتماعية جسيمة.

مقالات مشابهة

  • ترامب يعيد سياسة الحظر: قيود صارمة على دخول مواطني 12 دولة بينها اليمن
  • برلمانية: تطوير صناعة الغزل والنسيج خطوة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي
  • الجيل: مسيرة التنمية تعكس إيمان الرئيس السيسي برؤية الجمهورية الجديدة
  • مجلس الأمن يصوّت اليوم على قرار لوقف إطلاق النار في غزة
  • مشروع قرار بمجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات
  • عاجل | مصادر دبلوماسية للجزيرة: الدول العشر المنتخبة في مجلس الأمن تطلب التصويت اليوم على مشروع قرار إنساني بشأن غزة
  • بـ99.5% من الأصوات.. البحرين تفوز بالعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن
  • الزراعة: المشروع القومي للبتلو حجر الزاوية في تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء
  • الزراعة: تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل من الدواجن والألبان واللحوم الحمراء ترتفع لـ60%
  • الرئيس السيسي يشارك في الاجتماع التحضيري للمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية 2025