بوابة الوفد:
2025-07-31@01:45:39 GMT

حلم مصر الزراعى وتوطين التنمية (٢)

تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT

تناولنا فى المقال السابق كيف استطاعت القيادة السياسية أن تدرك مبكرًا أن ارتفاع معدلات التضخم، لم يأت إلا عقب الأزمة الروسية الأوكرانية تحديدًا، وهو أمر مرتبط بعوامل أخرى مركبة أهمها الزيادة السكانية، وانحسار الأراضى الزراعية، الأمر يصعب معه تحقيق الأمن القومى الغذائى، لذا جاء مشروع مستقبل مصر للزراعة المستدامة، كقاطرة لمستقبل مصر الزراعى، لتحقيق الاكتفاء الذاتى وتصدير الفائض.

ومع المزايا العديدة لهذا المشروع، لكن الأكثر أهمية هو أن هذا المشروع سوف يساعد الدولة المصرية على إحداث ثورة زراعية نضاعف بها ما نعيش عليه من أراض زراعية من مئات السنين، كما قد نرى ما عجزنا على تحقيقه منذ عشرات السنوات وهو تحقيق الاكتفاء الذاتى فى مختلف القطاعات، فتحقيق الاكتفاء الذاتى أصبح مطلبًا جوهريًا وملحًا لجميع الدول، وتكمن أهميته فى توفير الأمن الغذائى للسكان، وتحصينهم من الأزمات التى تحدث أحيانًا، والأهم من وجهة نظرنا أنه يعد سبيلًا إلى الاعتماد على النفس وتطوير الإمكانات الذاتية، والتقليل فى المقابل من الاعتماد على الخارج. وهو أمر ويعزز استقلالية القرار السياسى والسيادى الوطنى أمام الدول الأجنبية، ويحد من الابتزاز الذى قد تمارسه الدول المصدرة لبعض الأغذية الإستراتيجية (القمح نموذجًا) فى إطار التفاوض حول مصالحها أو مصالح حلفائها، ومع استمرار العالم فى كفاحه ضد التداعيات الاقتصادية التى سببتها الحرب فى أوكرانيا على أسواق السلع العالمية، يتضح أن الدول الهشة هى الأكثر تأثرًا بانعدام الأمن الغذائى. ووفقًا لمنظمة التعاون والتنمية فى الميدان الاقتصادي، توجد 22 من أصل 26 بؤرة ساخنة للجوع فى الدول الهشة، وتتأثر 15 من هذه البؤر أيضًا بالنزاعات. وفى مثل هذه الأوضاع يكون التركيز على احتياجات السكان على المدى القصير، البديل الأفضل من إيجاد حلول طويلة الأجل لقضايا الأمن الغذائى تمكن من تحقيق النمو المستدام المرن للدول الهشة من خلال اتخاذ إجراءات لتحسين النظم الغذائية، مثل تعزيز القدرات المحلية، وتحسين البنية التحتية لتنمية القطاع الخاص، والاستثمار فى المهارات والإنتاج الزراعى. وبالتالى فإن ما نؤكده أن صناعة الوعى بأهمية تحقيق الاكتفاء الذاتى، يعتبر أهم خطوة نحو تدعيم استقلالية الجمهورية الجديدة، وإظهار قدرتها على رسم مستقبل أكثرًا أمانًا تستطيع من خلاله تحقيق الاكتفاء الذاتى فى مجال الغذاء والدواء على حد سواء، لتحقق أحد أهم أهداف التنمية المستدامة، وحتى يكون لنا قدم وساق فى زيادة الإعتماد على مصادرنا الطبيعية وثروتنا البشرية لخلق مشاريع اقتصادية منتجة. لذلك لم يكن مستغربًا أن تعلن القيادة السياسية فى مصر استمرار نهج مثلث الإصلاح الاقتصادى، والتركيز على الوتر منه، المتمثل فى الاستراتيجية الزراعية الجديدة والتى فى رأينا أنها يجب أن ترتكز على مجموعة عناصر منها تحقيق الاستدامة، والاعتماد على التقنيات الحديثة والابتكار فى القطاع الزراعى وزيادة الإنتاج الزراعى خلال فصل الصيف، من خلال تبنى تقنيات زراعية حديثة وبالتعاون ثم التعاون ثم التعاون مع دول رائدة فى هذا المجال. خاصة الصين فالضرورة الوطنية تجعل من الاعتماد على الذات بمثابة معركة تنموية جديدة لا بد من خوضها. ففكرة الاعتماد على الذات ليست مجرد فكرة فقط، فالتخطيط والتنفيذ ثم الاستمرار (وهو الأكبر وزنًا) هو الطريق الوحيد للوصول إلى هذا الحاضر المتقدم الذى ما كان ليتم لولا ألم الماضى.

 

رئيس المنتدى الإستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د علاء رزق توطين التنمية الأراضي الزراعية تحقیق الاکتفاء الذاتى الاعتماد على

إقرأ أيضاً:

مجلس الاعتماد الأكاديمي يمنح برنامج الطب والجراحة بجامعة الحديدة الاعتماد البرامجي الكامل “الذهبي”

الثورة نت/ يحيى كرد

أصدر مجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم العالي القرار رقم (35) لسنة 1447هـ/2025م، القاضي بمنح برنامج الطب والجراحة بجامعة الحديدة الاعتماد الأكاديمي البرامجي الكامل “الذهبي”، وذلك بعد استيفاء البرنامج لكافة معايير ومتطلبات الجودة المعتمدة على المستوى الوطني.

و خلال فعالية إعلان القرار  ثمّن وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ حسن الصعدي بالجهود الحثيثة التي بذلتها قيادة الجامعة وكوادرها الأكاديمية والإدارية لتحقيق هذا الإنجاز النوعي، مؤكدًا أن نيل الاعتماد الذهبي يمثل محطة مفصلية في مسار تطوير التعليم الطبي في الجمهورية، ويجسّد توجه مؤسسات التعليم العالي نحو تحسين جودة المخرجات الأكاديمية بما يتواءم مع المعايير العالمية.

خلال الفعالية بحضور وكيل قطاع التعليم العالي بوزارة التعليم العالي  الدكتور إبراهيم لقمان، ورئيس جامعة الحديدة،  الدكتور محمد الأهدل،  عبّر رئيس مجلس الاعتماد الأكاديمي، الدكتور أحمد غالب الهبوب، عن فخره بهذا الإنجاز، مشيدًا بالتفاعل الإيجابي الذي أبدته الجامعة مع متطلبات الاعتماد، ومؤكدًا أن ما تحقق هو ثمرة عمل تكاملي متواصل من قبل فرق التقييم والمتابعة، ومحصّلة لرؤية استراتيجية تتبناها الجامعة لتعزيز معايير الجودة والاعتماد الأكاديمي وأضاف الهبوب أن المجلس سيواصل تقديم الدعم الفني والتقني للمؤسسات الأكاديمية الجادة، بما يسهم في ترسيخ ثقافة الجودة والاعتماد في منظومة التعليم العالي على المستوى الوطني.

ويُعد حصول برنامج الطب والجراحة بجامعة الحديدة على الاعتماد البرامجي الكامل “الذهبي” تتويجًا لمسيرة تطوير شاملة شهدها البرنامج خلال السنوات الماضية، ومؤشرًا دالًا على جودة بنيته الأكاديمية ومناهجه ومخرجاته العلمية، كما يُعزز من فرص خريجيه في التنافس محليًا وإقليميًا في سوق العمل، ويدعم توجه الجامعة نحو الريادة في مجال التعليم الطبي.

مقالات مشابهة

  • يوم علمي في كلية الزراعة بالحديدة لمناقشة أبحاث تخرج دفعة “طوفان الاكتفاء الذاتي”
  • إصدار أول اعتماد لإنشاء صندوق توظيف جماعي برأسمال المخاطر
  • الذكاء الاصطناعي.. أداة للتمكين أم بديل يُضعف التفكير؟
  • كلية الحقوق في جامعة البترا تحصل على الاعتماد الفرنسي من المجلس الأعلى لتقييم البحث العلمي والتعليم العالي (HCÉRÉ)
  • سر الخصوبة.. دراسات تكشف تأثير النظام الغذائي على الصحة الإنجابية للمرأة
  • مجلس الاعتماد الأكاديمي يمنح برنامج الطب والجراحة بجامعة الحديدة الاعتماد البرامجي الكامل “الذهبي”
  • إصابة 4 أشخاص بحادث تصادم سيارتى ميكروباص على الطريق الزراعى فى قليوب
  • وزير  الخارجية: تحقيق الأمن والسلام بالمنطقة يبدأ من إنصاف الشعب الفلسطيني
  • مجمع الشفاء الطبي ببورسعيد يحصل على شهادة الاعتماد «إيجاك EGAC»
  • نجاح عملية إكثار وتوطين النمور العربية في سلطنة عمان