الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

قال الكاتبان الأمريكيان آدم راسغون وآرون بوكسرمان، في مقالٍ مشتركٍ بصحيفة (فورين بوليسي) إن مسيرة صعود حسين الشيخ، من فتى دخل سجون الاحتلال في فترة الانتفاضة الأولى في الثمانينيات، إلى رجل يصفه ضابط مخابرات إسرائيلي كبير بأنّه “رجلنا” في رام الله، تثير الكثير من التساؤلات حول قدرته على قيادة شعب لا يثق بقياداته.

وأشار الكاتبان في مقالهما إلى أنّ هناك العديد من المتنافسين لخلافة عباس البالغ من العمر 87 سنة، لكن لا أحد منهم واثقًا من أنّه سيصل إلى قمة السلطة، بيد أنّ الشيخ لديه حظوظ أوفر ليصبح الزعيم المقبل للسلطة، على الرغم من عدم اكتسابه شعبية واسعة لدى الفلسطينيين، وذلك بسبب العلاقات الوثيقة التي تربطه مع إسرائيل والولايات المتحدة.

ووفقًا لهما، اقتحم حسين الشيخ، السياسي الفلسطيني، غرفة اجتماعات محصنة تقع في المقر الشاهق لوزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب في شباط (فبراير) 2022؛ وهي المكتب الخاص بالجيش الإسرائيلي والذي دخله عدد قليل من الفلسطينيين، وبحسب ما ذكر الشيخ فقد “استقبله كبار ضباط الجيش وقيادة جهاز المخابرات السرية الشاباك”.

وتابعا: “يعمل الشيخ كوسيطٍ رئيسيٍّ للسلطة الفلسطينية مع إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة؛ حيث يتحدث الشيخ اللغة العبرية بطلاقة، ويرتدي بدلات أنيقة، ويحث على التعاون مع إسرائيل وليس التصادم معها. وأصبح من كان في جيل المراهقة ناشطًا تعرض للاعتقال على يد قوات الاحتلال في السابق، يرتدي ساعات رولكس الفخمة ويجوب العالم، ناهيك عن أنّه يعمل الآن خلف الأبواب المغلقة لمنع انهيار السلطة الفلسطينية، تحت قيادة عباس”.

وأوضح الكاتبان: “يميل أصحاب النفوذ الإسرائيليون إلى الشيخ باعتباره شريكًا براغماتيًّا يتمتع بقدرة خارقة على إيجاد أرضية مشتركة، حيث قال مسؤول أمني إسرائيلي كبير متقاعد طلب عدم ذكر اسمه بسبب دوره المستمر في المخابرات الإسرائيلية كجندي احتياطي: “إنّه رجلنا في رام الله”. ومع ذلك، يرى العديد من الفلسطينيين بأنّ نهجه لم يؤدِّ إلّا إلى تعزيز الوضع الراهن للصراع، الذي يتجلى في احتلال عسكري لا نهاية له وصل على ما يبدو إلى عقده السادس”.

إلى ذلك، تُواجِه السلطة الفلسطينيّة معركةً شاقةً في محاولتها لكبح العنف في الضفة الغربيّة، حيث تقوم حركتا (حماس) و(الجهاد الإسلامي) الفلسطينيتين بتجنيد الشبان الفقراء لتنفيذ هجمات، كما كشف ضابط كبير في جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية في اجتماع هذا الأسبوع، حسبما قال مصدر مطلع على الأمر لـ(تايمز أوف إسرائيل). وقال العميد حسن عصفور، الذي يشغل منصب مدير العمليات المركزية في جهاز الأمن الوقائي، لأفراد من الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة إنّ السلطة الفلسطينية كثفت اعتقالاتها لمقاتلي حماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية في الأشهر الأخيرة. وتابع: “خلال التحقيق مع هؤلاء المشتبه بهم، علم جهاز الأمن الوقائي أنّ العديد منهم ينتمون لأفقر شرائح المجتمع حيث “لا يوجد لديهم ما يأكلونه” ولا “يوجد لديهم ما يعيشون من أجله”، كما قال عصفور، بحسب المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن الوقت والموقع المحددين للقاء الذي عُقد في الولايات المتحدة لحماية هويته. عقد عصفور عدة اجتماعات أخيرة مع الجاليات الفلسطينية في الشتات في فرجينيا وشيكاغو ونشر صورًا من اللقاء الأخير يوم الأحد الأخير. وقال المصدر إنّ عصفور كشف عن أنّ المشتبه بهم الذين تقوم السلطة الفلسطينية باعتقالهم يحصلون في كثير من الأحيان على أموال لتنفيذ هجمات ضد المستوطنين والقوات الإسرائيلية. وقال عصفور، الذي يتولى جهازه للأمن الوقائي إلى حد كبير العمليات التي تستهدف كلتا الحركتين اللتين تُعتبران خصمي رام الله الرئيسيين في الضفة الغربية، إنّ “حماس والجهاد يريدان تدمير الضفة الغربية، ولا يريدان أنْ تكون السلطة الفلسطينية في الجوار”. وشدّدّت الصحيفة الإسرائيليّة في تقريرها على أنّ “مثل هذه التعليقات التفصيلية حول جهود السلطة الفلسطينية لمكافحة العنف والوضع المتدهور للفلسطينيين في الضفة الغربية لا يتم مشاركتها علنًا عادة من قبل المسؤولين الحكوميين. والأندر من ذلك هو أنْ يدلي عضو في جهاز المخابرات الداخلية بهذه التصريحات الصريحة للمغتربين الفلسطينيين.”  وقال عصفور إنّه بالإضافة إلى كونهم مدفوعين بالأموال التي تدفعها الحركتين، فقد أخبر بعض المشتبه بهم الذين اعتقلتهم السلطة الفلسطينية المحققين أنّ المشاكل العائلية دفعتهم إلى المشاركة في اشتباكات في الضفة الغربية. وقال: “مَنْ يدخل في شجار مع حبيبته أو أخته أو والدته يريد أن يهاجم مستوطنًا”، موضحًا أنّه يزور الولايات المتحدة لحضور اجتماعات وتدريب في وكالة المخابرات المركزية في منطقة واشنطن، وفقًا للمصدر.  وحثّ عصفور نظراءه الأمريكيين للضغط على إسرائيل لمحاربة عنف المستوطنين المتفشي والمصادقة على المزيد من التصاريح للفلسطينيين للعمل داخل إسرائيل حتى يكون للجيل الشاب الذي يعاني تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية “ما يعيش من أجله”، وفقا للمصدر.  متحدث باسم جهاز الأمن الوقائي قال إنّ عصفور التقى بالفعل مع أعضاء في الجالية الفلسطينية الأمريكية لكنّه نفى التصريحات التي نُسبت إليه في التقرير، في حين رفض متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التعليق.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة فی الضفة الغربیة الفلسطینیة فی رام الله

إقرأ أيضاً:

بخطوة نادرة.. مسؤول يكشف لـCNN: وزير الخارجية السعودي سيزور الضفة الغربية بأول زيارة من نوعها منذ 1967

(CNN)-- قال مسؤولون فلسطينيون إن المملكة العربية السعودية سترسل وزير خارجيتها إلى الضفة الغربية نهاية هذا الأسبوع، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ احتلال إسرائيل للمنطقة عام 1967.

وصرح نائب رئيس السلطة الفلسطينية، حسين الشيخ، لشبكة CNN أن وفدًا وزاريًا عربيًا برئاسة وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان سيصل إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية، الأحد، للقاء رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.

وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي يسعى فيه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، مع استمرار الحرب في غزة، وتراجع احتمالات التطبيع السعودي- الإسرائيلي.

وصرح السفير الفلسطيني لدى المملكة العربية السعودية، مازن غنيم، لقناة الإخبارية السعودية الحكومية بأن مصر والأردن و"دولًا أخرى" سترسل وزراء خارجيتها أيضًا.

ونقلت الإخبارية عن غنيم قوله: "الزيارة الوزارية... تُعتبر رسالة واضحة، القضية الفلسطينية قضية مركزية للعرب والمسلمين".

أكدت السلطة الفلسطينية انعقاد اجتماع لوزراء خارجية عرب، الأحد، لكنها لم تُحدد هوية الحضور، وتواصلت شبكة CNN مع حكومات المملكة العربية السعودية ومصر وقطر لتأكيد النبأ.

وقال مصدر إسرائيلي مطلع لشبكة CNN إن السلطات الإسرائيلية أُبلغت بالزيارة.

وعلمت شبكة CNN أن المملكة العربية السعودية تشعر بالإحباط من رفض إسرائيل إنهاء الحرب في غزة، وتبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة لإقناع الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتثق المملكة بأن فرنسا ستكون من بين الدول التي ستفعل ذلك في يونيو/ حزيران، كما تعمل الرياض على دعم السلطة الفلسطينية، إذ لا ترى بديلاً عمليًا لدورها كممثل سياسي للشعب الفلسطيني.

وفي يونيو/ حزيران، من المتوقع أن ترأس المملكة العربية السعودية بالاشتراك مع فرنسا مؤتمرًا رفيع المستوى في نيويورك حول حل الدولتين، الذي ينص على إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.

وفي حديثه في سنغافورة، الجمعة، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إن الاعتراف النهائي بدولة فلسطينية "ليس واجبًا أخلاقيًا فحسب، بل ضرورة سياسية أيضًا"، مضيفا: "ما نبنيه خلال الأسابيع المقبلة هو بلا شك استجابة سياسية للأزمة (في غزة). نعم، إنها ضرورة. لأنه اليوم، وفوق المأساة الإنسانية الحالية، أصبح مجرد إمكانية قيام دولة فلسطينية محل تساؤل".

وحذر من أن إسرائيل لديها "ساعات أو أيام" لتحسين الوضع الإنساني في غزة أو مواجهة موقف أوروبي "أكثر صرامة".

ويذكر أن الرياض عيّنت، نايف السديري، سفيرًا غير مقيم لدى الأراضي الفلسطينية عام 2023، قبل أسابيع من شن حماس هجومًا مميتًا على إسرائيل أسفر عن مقتل 1200 شخص وأشعل فتيل الحرب الدائرة في غزة.

وزار السديري الضفة الغربية في سبتمبر/ أيلول 2023 لتقديم أوراق اعتماده لعباس، في زيارة كانت الأرفع مستوىً بين الزيارات السعودية الرسمية منذ عقود.

تاريخيًا، زار ملكان سعوديان القدس، وهما الملك سعود عام 1954، والملك فيصل عام 1966.

وقال شاؤول أرييلي، رئيس مركز T-Politographyوهو مركز أبحاث يُعنى بدراسة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إن هذه أول زيارة لوفد رفيع المستوى للضفة الغربية المحتلة منذ احتلال إسرائيل للمنطقة عام 1967.

وأضاف لشبكة CNN أن الزيارة ستكون "غير مسبوقة"، وتُبرز تنامي الدعم السعودي للسلطة الفلسطينية الذي برز بعد بدء الحرب على غزة.

وتابع أرييلي: "إنه تغيير جذري"، فقد أوضح السعوديون منذ بدء الحرب أنهم "يدعمون حل الدولتين على أساس حدود عام 1967، ويدعمون إقامة عاصمة للدولة الفلسطينية في القدس الشرقية، وأنهم مستعدون لدعم ميزانية السلطة الفلسطينية".

إسرائيلالأردنالسعوديةقطرمصرالحكومة الإسرائيليةالحكومة السعوديةالسلطة الوطنية الفلسطينيةالضفة الغربيةحركة حماسحصريا على CNNرام اللهغزةمحمود عباسنشر الجمعة، 30 مايو / أيار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • فلسطين: منع إسرائيل وصول وزراء عرب إلى الضفة جوا “انتهاك فاضح”
  • بيان عربي يندد بإجهاض إسرائيل زيارة وفد وزاري رفيع للأراضي الفلسطينية
  • وزير الخارجية السعودي يرجئ زيارة للضفة الغربية بعد منع إسرائيلي
  • وسط تصعيد إسرائيلي ضد اجتماع وزاري عربي.. زيارة مرتقبة لبن فرحان إلى الضفة الغربية
  • بعد تصريحات مسؤول إسرائيلي.. مصدر سعودي يؤكد لـCNN سفر وزير الخارجية إلى الضفة الغربية الأحد
  • مصدر لـCNN: إسرائيل لن تتعاون مع السلطة بخطط استضافة وفد وزاري بقيادة سعودية لزيارة الضفة الغربية
  • “حماس”: نجري مشاورات مع القوى والفصائل الفلسطينية حول مقترح “ويتكوف”
  • إسرائيل تهدم منازل الفلسطينيين في نور شمس ومسيرة للمستوطنين برام الله
  • بخطوة نادرة.. مسؤول يكشف لـCNN: وزير الخارجية السعودي سيزور الضفة الغربية بأول زيارة من نوعها منذ 1967
  • مخابرات النمسا: إيران تقترب من القنبلة النووية… وطهران ترد “ادعاء كاذب”