سواليف:
2025-12-14@04:12:49 GMT

نتنياهو في غزة كيف يفكر وماذا يخطط

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

في ظلال #طوفان_الأقصى “70”

#نتنياهو في #غزة كيف يفكر وماذا يخطط

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

لم نكن نحن الفلسطينيين في حاجةٍ لانتظار ثمانية أشهرٍ من الحرب والعدوان الإسرائيلي الوحشي على شعبنا وقطاعنا الحبيب، أو انتظار كل هذه النتائج المأساوية وهذا القدر المهول من القتل والإبادة والمذابح والمجازر، والخراب والقصف والدمار، والحصار والتجويع والحرمان، لنعرف نوايا العدو الحقيقية، ونطلع على مخططاته الخبيثة وتطلعاته العنصرية، فنحن نعرفه جيداً وقد خبرناه كثيراً، ونفهمه جيداً وقد جربناه طويلاً.

مقالات ذات صلة اغتيال سياسي تتجنب إيران إعلانه 2024/05/22

ونعرف طبيعته العدوانية وسياسته العنصرية، وجبلته الخبيثة، وطباعه السيئة، وفطرته العفنة، وسجله الأسود، وماضيه الدموي، وغدره الدائم، وانقلابه على التفاهمات، ونكثه للعهود ونقضه للمعاهدات، وعدم وفائه بالوعود أو احترامه للالتزامات، ونكوله ونكوصه عند كل استحقاق، فلا تنطلي علينا حيله، ولا تمر علينا سياساته، ولا نصدقه إذا قال، ولا نأمن له إذا سكت، ولا نطمئن إليه إذا وعد، ولا نرجو منه خيراً، ولا نتوقع منه إلا سوءً، ولا نأمل منه غير الشرور والقتل والحروب.

ونعرف نتنياهو جيداً، الثعلب الخبيث المكار، الكذاب الأشر الغدار، منذ أن كان مندوباً لكيانه في الأمم المتحدة، حتى أصبح رئيساً للحكومة عدة مرات، وهو لا يريد سلاماً، ولا يفكر في إعادة الحقوق أو الالتزام بالعهود، فهو لا يرى في الأرض متسعاً لشعبين، ولا مكاناً لطرفين، وإنما يرى فلسطين كلها “أرض إسرائيل”، وممالكهم القديمة وأرضهم الموعودة، ولا يؤمن بجوار أحد أو مشاركة شعب، ولا يمانع أن تبقى أسنة الحراب مشرعة، والسيوف خارج أغمادها تقتل وتفتك، فغير اليهود في عقيدته لا يحق لهم الحياة، وإن هم أرادوا البقاء فليكونوا عبيداً تخدم أو حميراً ترُكب، وعلى هذا جاءت سياسته وانطلقت حكوماته، وعلى هذه المفاهيم يمضي ويخطط، ويرسم وينفذ.

قد يدعي نتنياهو أنه يريد استعادة جنوده وضباطه الأسرى واستنقاذهم من المقاومة الفلسطينية، ولهذا فهو يهاجم ويواصل القتال، ويرى أن السبيل الوحيد لتحقيق هدفه والوصول إلى غايته لا يتحقق إلا بالقوة، وبالمزيد من القوة والضغط العسكري، أملاً في استسلام المقاومة وخضوعها، ونزولها عن شروطها وقبولها بتسليم الأسرى طواعيةً دون وسيط، ومجاناً دون ثمنٍ، ولعله أكثر من يعلم استحالة تحقيق هدفه، فلا المقاومة تقبل ولا الشعب يوافق، وقد حاول ذلك على مدى ثمانية أشهرٍ ولم ينجح، ومن المؤكد أن المزيد من الوقت لن ينفعه، والإثخان في القتل لن ينقذه، ومواصلة العدوان والضغط العسكري لن يساعده.

الحقيقة أنه وأركان تطرفه الثلاثة، بن غفير وسموتريتش وأدرعي، لا يريد التفاوض، ولا يتطلع إلى إنهاء العدوان، ويريد للحرب أن تستمر، ولا يصغي إلى أي نداء، ولا يخضع إلى أي ضغط، ولا يكترث كثيراً بالشارع الإسرائيلي، ولا بالمظاهرات الشعبية التي تجوب شوارع المدن، وتطالب بإسقاطه وحكومته أو إبرام صفقة تبادلٍ للأسرى مع المقاومة، ولا يخشى أصوات الأحزاب المعارضة ولا تهديدات أقطابها الفاشلة، ويصر على مواصلة الحرب، لأنه يعلم أنه سينتهي بانتهائها، وستسقط حكومته وسينهار ائتلافه، وسيذهب هو ومن معه للمسائلة والمحاكمة، وسيكون اليوم التالي عليه وعلى أقطاب حكمه عسيراً قاسياً لن يقوى على احتماله، أو الصمود أمام تداعياته.

ويدعي كاذباً أنه يريد حماية المدنيين الفلسطينيين ويتجنب قتلهم أو تعريضهم للأذى، بينما يقوم عامداً وقد حشرهم في جنوب القطاع، بشن أوسع الغارات عليهم وأشدها وحشيةً وكأنه في بداية العدوان، ويجبرهم على ترك الأماكن التي لجأوا إليها ونصبوا فيها خيامهم، أملاً في النجاة من غاراته الجوية المجنونة، وقصفه المدفعي الأعمى، الذي يستهدف الأطفال والكبار، والشيوخ والرجال، والنساء وذوي الحاجات الخاصة، ولا يفرق بين أحدٍ من الفلسطينيين، أياً كان جنسه أو عمره، أو انتماؤه وهويته السياسية، حيث أنه في الحقيقة يريد قتلهم أو تهجيرهم، والضغط عليهم لقهرهم وإضعافهم، ويتطلع إلى ترويعهم وتخويفهم، وتيئيسهم وإحباطهم لضمان السيطرة عليهم وتطويعهم.

لهذا فهو يرى أن الصمود في الحرب أهون، وأن مواصلة القتال أسهل عليه وأضمن لمستقبله، وأن الأيام قد تخدمه والمستقبل قد ينفعه، وهو يراهن على أن يلعب الزمن لصالحه، خاصةً أنه مطمئنٌ إلى أن ائتلافه متماسكٌ، وأنه من القوة بما يمكنه من الصمود أمام التحديات، فهو يتكئ إلى أغلبية 64 صوتاً في الكنيست من ائتلافه المتطرف المتين، تضمن بقاءه في رئاسة الحكومة حتى نهاية عهده، والأحزاب المشاركة معه تعلم تماماً أنها لو تخلت عنه وانسحبت من حكومته، وعرضتها لحجب الثقة، فإنها لا محالة ستسقط، ولكنها لن تعود إلى الواجهة السياسية مرةً أخرى، ولن تتمكن من تجاوز نسبة الحسم أبداً للدخول إلى الكنيست مجدداً، والمساومة على المشاركة في أي حكومةٍ ائتلافية يمينية قادمة.

يقينا هو يخدع نفسه ومستوطنيه عندما يظن أنه يستطيع بسياسته العسكرية الهوجاء أن ينهك المقاومة ويتعبها، وأن يوهن الحاضنة ويضعفها، وأن يدفعهما إلى التنازل والاستسلام، والخضوع وإلقاء السلاح، ويظن أنه يستطيع من خلال مجموع النقاط عبر سياسة الإنهاك التي يتبعها، تحقيق النصر الذي عجز وما زال عن تحقيقه بالضربة القاضية، بعد أن أعيته المقاومة بضرباتها، وأوجعته بفخاخها، وصدمته بتكتيكاتها، وهي على ما يبدو ما زالت قادرة على إيذائه والإيقاع به، وتكبيده خسائرة جسيمة في أرواح جنوده وضباطه وآلياته العسكرية المختلفة، التي لم يعد يستطيع الإعلان عنها لضخامتها وجسامتها البشرية والمادية.

ذاك هو نتنياهو وهذا ما يفكر فيه، فلا تأملوا منه خيراً، ولا تراهنوا عليه كثيراً، إلا أن تكسره المقاومة بعملياتها النوعية وقدراتها المفاجئة، ويكيده شعبنا بصبره وثباته، وإصراره وعناده.

بيروت في 22/5/2024

[email protected]

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: طوفان الأقصى غزة

إقرأ أيضاً:

ترامب يخطط لتعيين جنرال أميركي لقيادة "القوة الدولية" في غزة

كشف موقع "أكسيوس"، الخميس، أن الرئيس دونالد ترامب يخطط لتعيين جنرال أميركي لقيادة قوة الاستقرار الدولية في قطاع غزة.

وقال مسؤولان إسرائيليان لـ"أكسيوس" إن سفير واشنطن في الأمم المتحدة مايك والتز، الذي زار إسرائيل هذا الأسبوع، أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين أن إدارة ترامب ستتولى قيادة قوة الأمن الخاصة في غزة من خلال تعيين لواء أميركي برتبة نجمتين قائدا لها.

وأوضح أحد المسؤولين الإسرائيليين: "بل إن والتز قال إنه يعرف الجنرال شخصيا، وأكد أنه شخص جاد للغاية".

وأكد مسؤولان أميركيان أن الخطة تقضي بتعيين جنرال أميركي لقيادة قوة الاستقرار الدولية.

لكن مسؤولا في البيت الأبيض أبرز أنه "لم تُتخذ أي قرارات نهائية أو تُعلن".

ويشير "أكسيوس" إلى أن تعيين جنرال أميركي سيزيد من مسؤولية الولايات المتحدة في تأمين وإعادة إعمار غزة، التي قد تتحول إلى أكبر مشروع سياسي-مدني-عسكري أميركي في الشرق الأوسط منذ أكثر من عقدين.

تفاصيل المشروع

أنشأت الولايات المتحدة مقرا مدنيا-عسكريا في إسرائيل لمراقبة وقف إطلاق النار وتنسيق المساعدات الإنسانية. تقود الولايات المتحدة جهود التخطيط لإعادة إعمار غزة. من المتوقع أن يترأس ترامب مجلس السلام في غزة، وسيكون كبار مستشاريه أعضاء في مجلس تنفيذي دولي. بذلك، ستتولى الولايات المتحدة قيادة قوات الأمن في القطاع. في المقابل، يؤكد مسؤولو البيت الأبيض أنه لن يكون هناك أي وجود عسكري أميركي على الأراضي في غزة.

مقالات مشابهة

  • كيف يفكر الأهلي في تدعيم خط الهجوم بعد إصابة يزن النعيمات .. وسر التردد فى الصفقة الجديدة
  • فليك يصدم تير شتيغن وبرشلونة يريد التخلّص منه
  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • أرتيتا: أرسنال لا يفكر في بيع مهاجمه
  • تقرير إسرائيلي: نتنياهو يخطط لزيارة القاهرة ولقاء السيسي
  • ترامب يخطط لتعيين جنرال أميركي لقيادة "القوة الدولية" في غزة
  • أكسيوس: ترامب يخطط لتعيين جنرال أميركي لقيادة قوة الأمن الخاصة بغزة
  • ترامب يخطط لتعيين جنرال أميركي لقيادة قوة الاستقرار بغزة
  • ترامب يخطط لتعيين جنرال أميركي لقيادة "القوة الدولية" في غزة
  • ترامب يخطط لتعيين جنرال أمريكي لقيادة قوة الاستقرار الدولية في غزة