الجزيرة:
2024-06-16@12:18:17 GMT

عائدة.. فيلم وثائقي يحقق حلم العودة إلى فلسطين

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

عائدة.. فيلم وثائقي يحقق حلم العودة إلى فلسطين

بيروت – بين ثنايا الذاكرة وحلم العودة، تروي المخرجة كارول منصور، قصة حياة والدتها عايدة عبود التي غادرت يافا وعمرها 21 عاما، وحملت معها الكثير من الذكريات والتفاصيل اليومية التي جسدتها في فيلم حمل عنوان "عائدة".

وتتمحور قصة الفيلم "عائدة" حول عودة رفات جسد الوالدة عايدة إلى يافا، وقد ترجمتها في لقطات مؤثرة قدمتها كارول الابنة، وتروي فيها الأسباب التي أجبرتها آنذاك على ترك يافا، مسقط رأسها، خلال نكبة فلسطين عام 1948، مع عائلتها، حيث انتقلت إلى برمانا في لبنان، قبل أن تفارق الحياة في مدينة مونتريال بكندا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم "زهايمر" احتفالا بميلاد عادل إمامدور السينما بمصر والخليج تُعيد ...list 2 of 2بعد فوزه بالأوسكار عن "الكتاب الأخضر".. فاريلي يعود للكوميديا مع "ريكي ستانيكي"بعد فوزه بالأوسكار عن "الكتاب ...end of list 3 مسارات سردية أساسية

اعتمدت المخرجة منصور 3 مسارات سردية أساسية:

المسار الأول في بيروت عام 2007، حيث نرى عايدة امرأة قوية تسرد ذكريات واضحة عن لحظات خروجها مع عائلتها من يافا متجهين نحو لبنان. وتخبر ابنتها تفاصيل حياتهم في لبنان وهاجس العودة الذي لم يفارقها. المسار الثاني في مونتريال – كندا بين عام 2012 و2015، حيث نرى عايدة امرأة كبيرة في السن تعاني من ألزهايمر، تبدأ ذاكرتها بالاختفاء تدريجا باستثناء ذكرياتها عن بحر يافا. وتسرد الكثير من قصص الطفولة وعن حيها القديم في يافا.

أما المسار الثالث فيرتبط بمرحلة ما بعد وفاة عايدة، ويشارك منصور في هذه الرحلة صديقتها المخرجة تانيا حبجوقة، وهي مصورة أردنية-أميركية مقيمة في القدس الشرقية، وتنضم إليها الناشطة والمسرحية الفلسطينية رائدة طه لإعادة رماد عايدة إلى الوطن، باحثتين عن مكان المنزل الذي تملكان إحداثياته من ذكريات عايدة فقط.

المخرجة كارول منصور (يسار) مع صديقتها المخرجة كارول تانيا حبجوقة (الجزيرة) توثيق قصص حياة "والدتي عايدة"

ورغم التحديات والعوائق في عملية التصوير والإخراج، يقدم الفيلم هذه المسارات الثلاثة بشكل متجانس بين المعلومات الضرورية، مع عناصر تشويق درامية وشحنات عاطفية، ضمن رؤية بصرية مليئة بالصور القديمة.

وتقول المخرجة منصور للجزيرة نت: "عندما بدأت في توثيق قصص حياة والدتي عايدة، كنت أوثق ذلك بشكل عفوي فقط، من أجل الاحتفاظ بذكرياتها بشكل شخصي؛ كابنة بدأت تشعر بخسارة والدتها التي تتصارع مع مرض ألزهايمر".

قمة التشويق لحظة عودة عايدة رمادا داخل كيس بلاستيكي مخصص للرفات لأول مرة منذ عام 1948، تخطو على تراب فلسطين، وتتجول في شوارعها حتى تصل إلى البلدة القديمة، حيث منزلها وموطن ذكرياتها الأولى. وقد تابعت منصور الوصول عبر مكالمات فيديو على هاتفها الخلوي.

وفي أحد المشاهد المشبعة بالمشاعر والحنين، تصف عايدة لابنتها منصور منزلهم الكبير، الذي يحاط بحديقة مليئة بالورود، بينما تجمع منصور بقايا صور الذكريات التي روتها والدتها قبل وفاتها، لتبدأ عملية البث عن منزل "آل عبود".

رحلة زمانية ومكانية مليئة بالعواطف، صاغتها المخرجة منصور لتنتصر على المستوى العاطفي لصراع الذاكرة الفلسطينية والهوية والانتماء، وتعكس أسلوب مقاومة ثقافية يتحدى ويحطم الحواجز والقيود نحو تحقيق حلمها وحلم كل فلسطيني بأن يدفن في أرضه.

وتقول منصور: "عندما بدأت بالتصوير لم يخطر في بالي أني أجهز مادة لفيلم، لكن عندما عدت من كندا وكان بحوزتي رماد عايدة، قررت صنع فيلم، لأن الموضوع لم يعد شأنا شخصيا فحسب، بل أصبح مسألة تتعلق بكل لاجئ يحلم بالعودة إلى وطنه المحتل".

المخرجة الفلسطينية كارول منصور: عندما بدأت التصوير لم يخطر ببالي أني أجهز لفيلم (الجزيرة) العودة إلى الوطن

تنغمس المخرجة الفلسطينية في سرد الحكاية، محاولة تسليط الضوء على مفاهيم الهوية، والحرية، والحياة، والذاكرة، والأحلام. لتشكل العودة إلى الوطن، سواء بالواقع أو بالاحتيال، كأساس جوهري للفيلم، الذي تدور أحداثه لمدة حوالي 75 دقيقة.

تقول منصور: "فوجئت عندما اختارت والدتها حرق جثتها". وتضيف: "أصعب المراحل كانت عندما ملأت كيسا برماد والدتي لتهريبه إلى فلسطين، ثم سلمته إلى صديقتي التي عادت به إلى فلسطين".

وتسرد قائلة: "تعاملت صديقتي مع رماد العائدة كما لو كانت تعود جسديا إلى أرض الوطن، بدءا من الاحتضان وحتى الحديث معها، وأخبرتها بفرح أنها عادت إلى الوطن. ومن خلال الفيلم، لم أحقق فقط حلم أمي بالعودة بل تجاوزت ذلك إلى تحقيق انتصار على العدو رغم كل شيء".

وأضافت بتأثر كبير: "حمل الفيلم شعورا جميلا وحزينا في الوقت نفسه، لا يمكنني الوصول إلى يافا رغم قربي من المكان. إنه شعور حزين أن أرافق رماد والدتي في رحلتها الأخيرة إلى يافا عبر مكالمة فيديو هاتفية".

وتابعت: "شاهدت كافة تفاصيل حياة والدتي، من منزلها إلى مدرستها، ومن ثم إلى الشوارع التي مرت بها في يافا. ثم استكملت حلمها، حيث طلبت أيضا أن ينثر رمادها في برمانا – لبنان. الجميل في الفيلم أنه كان نوعا من الحظ المساعد، حيث فقط اعتمدنا على تفاصيل كانت والدتي روتها عن منزلها، ومن هنا بدأنا بالاستفسار والبحث الدقيق حتى وصلنا إلى المنزل".

وأشارت منصور إلى أن "هناك دورا أيضا للصداقة في الفيلم، ليس فقط في الانتصار والعودة، بل إن أصدقائي خاطروا جدا وتحملوا مسؤولية كبيرة".

وشكّل فيلم "عائدة" نجاحا لافتا ودافعا للاستمرار. وتقول مخرجته: "بعد الفيلم، أطلقنا موقعا إلكترونيا لجمع اللاجئين الفلسطينيين في أي مكان بأرضهم ومدينتهم في فلسطين، عبر التواصل مع الأشخاص الذين يعيشون هناك. كما أطلقنا متحفا افتراضيا لجمع الممتلكات الفلسطينية، بهدف تأكيد وجود الفلسطينيين وحقهم في أرضهم".

وتهتم كارول منصور بفخر: "منذ بدأت في صناعة الأفلام، جعلتها وسيلة لنقل رسالة إلى العالم تحمل أهدافا عديدة، منها التعرف على فلسطين بشكل أكبر، وإثبات وجود الفلسطينيين وحقهم في أرضهم المحتلة. إنه أبعد من مجرد فيلم، فهو يمثل استمرار السردية الفلسطينية والحق والذاكرة التاريخية. نحن لا ننسى، وسنظل نروي قصتنا ونحقق الانتصارات".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات سينما کارول منصور العودة إلى إلى الوطن

إقرأ أيضاً:

خدمة ضيوف الرحمن.. شرف ومسيرة بدأها الكبار ويكملها الصغار

تواصل كل قطاعات المملكة، بحرص شديد، تقديم أفضل الخدمات لكل ضيوف الرحمن الوافدين إلى أراضيها لأداء مناسك الحج.
وتنفذ وزارة الحج والعمرة عدد كبير من المبادرات التطوعية بالشراكة مع قطاعات وجهات مختلفة، للدفع المستمر بمتطوعين يسهرون على خدمة حجاج بيت الله الحرام.أطفال المملكة في خدمة الحجاجوفي تقرير مصور نشرته الوزارة، يقول الطفل "عزام الثويبت"، متطوع في خدمة ضيوف الرحمن من مكة المكرمة: "أعطي ضيوف الرحمن السبح وزجاجات المياه، وأنوع من الخدمات في كل يوم، وأشعر الفرحة إذا كانوا فرحين".
أخبار متعلقة 273 متطوعاً يشاركون في خدمة الحجاج العابرين من منطقة الباحةأجواء روحانية.. المدينة المنورة تودّع الحجاج وتستقبل زوار عيد الأضحىوأضاف: "بدأت رحلتي بخدمة الحجاج منذ السنة الأولى بالدراسة، كنت أذهب مع والدتي، وهذه السنة الثالثة لي".

خدمة ضيوف الرحمن، شرف أمة، وثقافة مجتمع، ومسيرة بدأت بالكبار، وتستمر بالصغار.#لا_حج_بلا_تصريح#حج_1445هـ#يسر_وطمأنينة pic.twitter.com/Ycl6A8hvLi— وزارة الحج والعمرة (@HajMinistry) June 13, 2024
وتابع: "في السنة الأولى كنت أواجه صعوبة في خدمة الحجاج، ووكانت والدتي ترشد خطواتي في خدمتهم، في السنة التالية بدأت أتعلم كيف أخدم الحجاج".
وأكمل: "والدتي كانت تشجعني دائمًا لخدمة الحجاج، وتقول لي هيا نذهب من أجل الحجاج، وعندما نقدم لهم الهدايا نشعر بفرحتهم".
واختتم قائلًا: "شعارنا هو خدمة الحجاج شرف لنا".فرحة المتطوع من فرحة الحجاجأما أخته "إيلان الثويبت" فقالت: "شعور جميل جدًا، وأحس أن قلبي مرتاح لأني خدمت الحجاج واستقبلتهم، واتحمس أكثر لليوم الثاني لنسكنهم".
وتابعت: "أنا وأخي عندما نعود إلى البيت نتحدث عن كيف كانت الخدمة، وما هي الأشياء التي وزعناها لضيوف الرحمن".

مقالات مشابهة

  • موسى كاظم الحسيني.. شيخ القضية والأب الجليل للحركة الفلسطينية
  • الدفاع الحسني الجديدي يحقق العودة للقسم الأول من البطولة الإحترافية
  • «أثر» بثينة .. عندما يصبح «الشخصيّ» عامًّا
  • اتهام داعشية عائدة بارتكاب إبادة جماعية في العراق
  • الفنان الفلسطيني حسام أبو عيشة ينتهي من تصوير فيلم «كلهم من قبلك»
  • النائب علاء عابد يكتب: الرئيس السيسي.. مواقف تاريخية من أجل فلسطين
  • "السراة".. برنامج ذكي يدير رحلة الحاج من الوصول إلى العودة
  • دعم فلسطين هو المعيار.. مبادرات لمحاسبة ساسة بريطانيا في الانتخابات
  • خدمة ضيوف الرحمن.. شرف ومسيرة بدأها الكبار ويكملها الصغار
  • مصطفى بكري: مصر لن تفرط أبدًا في القضية الفلسطينية.. وشعبها لا يقهر ورايته مرفوعة (فيديو)