أجاب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عن سؤال قد ورد إلية حول هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي، أم يجوزُ لي تأجيلُه؟

قائلا: الحَمْدُ لله، والصَّلاة والسَّلام عَلى سَيِّدنا ومَولَانا رَسُولِ الله، وعَلَى آله وصَحْبِه ومَن والَاه.

وبعد؛ فإن الحجّ ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة، التي قال فيها النبيّ ﷺ: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَان».

[متفق عليه]
ومن المقرّر شرعًا أن الاستطاعة شرطٌ لوجوب الحج سواء أكانت استطاعةً بدنية أم مالية؛ لقوله سبحانه وتعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}. [ال عمران:97]

ولما ورد عن سيدنا عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: جاء رجلٌ إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، ما يوجب الحج؟ قال: «الزاد والراحلة». [أخرجه الترمذي]

هذا وقد اختلف الفقهاء في كون الحج واجبًا على الفور أم على التراخي، ويرى جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة أنه واجب على الفور، بينما يرى الشافعية أنه واجب على التراخي، غير أن الخروج من الخلاف مستحب؛ لذا فإنه ينبغي على المسلم أن يُبادر إلى الحج متى امتلك نفقاته، وتيسرت سبله؛ لقول سيدنا رسول الله ﷺ: «تَعَجَّلُوا إِلَى الْحَجِّ –يَعْنِي: الْفَرِيضَةَ– فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ». [أخرجه أحمد]
كما ينبغي على من منَعه مانعٌ عام من الحج مع قدرته على أدائه أن يَعْزِمَ على أدائه، وأن يبادر إليه متى تيسرت سبله.

ومما ذكر يُعلم الجواب، والله تعالى أعلى وأعلم.

وَصَلَّىٰ اللهُ وَسَلَّمَ وبارَكَ علىٰ سَيِّدِنَا ومَولَانَا مُحَمَّد، والحَمْدُ لله ربِّ العَالَمِينَ.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مركز الازهر العالمي للفتوى الالكترونية هل يجب الحج جمهور الفقهاء اركان الاسلام

إقرأ أيضاً:

هل قلة البركة في المال دليل على غضب الله؟.. أمين الفتوى يجيب

أجاب الدكتور أحمد عبد العظيم، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال يقول: "ما هو سبب عدم البركة في المال وكثرة الديون؟ وهل ذلك غضب من ربنا؟ مع العلم أنني أصلي وأصوم ولا أؤذي أحدًا؟"

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال فتوى له، أن قلة البركة في المال ليست بالضرورة دليلًا على غضب الله، مشيرًا إلى أن هناك أسبابًا متعددة لذلك، منها الذنوب والمعاصي، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليُحرَم الرزق بالذنب يصيبه».

دعاء المعجزات .. يجرّ إليك الخير جرًا ردّده دائمًادعاء الصباح للبركة.. أفضل كلمات عن النبي تقولها مع بداية اليوم

وأضاف أن التقصير في صلة الأرحام قد يكون سببًا في ضيق الرزق، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من سرّه أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه». كما أن ضعف التوكل على الله يُعد من أسباب زوال البركة، موضحًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا».

وأكد الدكتور أحمد عبد العظيم أن على المسلم أن يبتعد عن الذنوب، ويُحسن صلته بأرحامه، ويجدد توكله على الله، ويسأله دائمًا البركة في رزقه، فإن أدى ذلك كله بارك الله له في ماله، ولو كان قليلًا.

طباعة شارك ما هو سبب عدم البركة في المال وكثرة الديون قلة البركة في المال هل قلة البركة في المال دليل على غضب الله

مقالات مشابهة

  • 7 محطات في القرآن لراحة البال والسكينة.. يغفلها الكثيرون
  • هل قلة البركة في المال دليل على غضب الله؟.. أمين الفتوى يجيب
  • الأزهر للفتوى: العمومة ولاية وتراحم
  • الأزهر للفتوى: العمومة.. ولاية وتراحم
  • الأزهر للفتوى يؤكد حرمة حرق قش الأرز لما يسببه من أضرار جسيمة
  • حرام شرعا.. الأزهر للفتوى يحذر المزارعين من حرق قش الأرز
  • هل يجوز إنهاء عقد التدرج لعدم صلاحية المتدرب لتعلم مهنة؟.. قانون العمل يجيب
  • هل يجوز الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة في الصلاة؟.. الإفتاء تجيب
  • هل أكل لحم الحمير جائز شرعًا؟.. الأزهر يجيب
  • في اليوم العالمي للصحة النفسية.. الأزهر للفتوى: لا تغضب