جامعة طنطا تمنح اللواء أحمد عبد البر درجة الدكتوراه على رسالته «أثر الذكاء الاستراتيجي وتوظيفه في إدارة أزمات الجهاز الإداري»
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
منحت لجنة أكاديمية من كلية التجارة، جامعة طنطا، درجة الدكتوراة، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، لـ اللواء أركان حرب أحمد عبد البر، على رسالته التطبيقية بعنوان: «أثر الذكاء الاستراتيجي وتوظيفه في إدارة أزمات الجهاز الإداري» كدراسة تطبيقية على ديوان عام محافظة الغربية.
ضمت لجنة المناقشة عميد كلية التجارة جامعة طنطا، أستاذ المحاسبة المالية، الدكتور ياسر أحمد الجرف، وأستاذ إدارة الموارد البشرية، وكيل كلية التجارة لشئون التعليم والطلاب، المشرف على الدراسة، الدكتور طارق رضوان، والأستاذ المساعد بقسم إدارة الأعمال، كلية التجارة جامعة طنطا، عضو لجنة المناقشة، الدكتور ياسمين جودة السنطيل.
ركزت الرسالة على أساليب وآليات توظيف الفكر الاستراتيجى الحديث، والذكاء الاستراتيجى، فى إدارة الأزمات في الجهاز الإدارى للدوله، عبر مراعاة سلوك وتفكيرهم - سيكولوجيه- الشعب المصري، لاسيما أهالي وقاطني الأقاليم، عبر وضع استراتيجيات لسرعة التعامل مع التحديات المرتقبة، بشكل استباقي.
واعتمدت منهجية الرسالة التي قدمها اللواء الدكتور أحمد عبد البر، على ديناميكية الأحداث والتغيرات المتلاحقة والتطور العلمى والتكنولوجي، وتداعياته المعرفية الكبيرة، وضرورة توظيف التقدم التقني في إدارة الأزمات.
وحرص اللواء دكتور أحمد عبد البر، خلال رسالته على مراعاة تباين الأزمات، كما ركز على نشر ثقافة التوجة الاستراتيجى فى إدارة الأزمات والكوارث، واستنباط الحلول، بشكل علمي-منهجي، يعتمد على تحديد الأسباب، من خلال الذكاء الاستراتيجى، لضمان التعامل السليم مع المستجدات.
وتتضمن نتائج الدراسة النظرية والميدانية التي أنجزها اللواء دكتور أحمد عبد البر، وآراء خبراء، وضع آليات قابلة للتنفيذ عبر مقومات تشريعية، مادية، بشرية، وإدارية، مع سرد مفصل للمهام ونقاط تنسيق الجهود فى إدارة الأزمات مع المديريات المختصة بنطاق المحافظة ووضع حلول لتلافى المعوقات والتحديات.
اقرأ أيضاً«أبو العينين» يفضح جرائم الكيان الصهيوني في غزة أمام الجمعية البرلمانية لدول البحر المتوسط
خاص| بعد قرار البنك المركزي بـ تثبيت الفائدة.. هل تتأثر أسعار الذهب؟ خبير يجيب
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جامعة طنطا كلية التجارة محافظة الغربية إدارة الأزمات أحمد عبد البر کلیة التجارة جامعة طنطا
إقرأ أيضاً:
السيسى... من إدارة الأزمات إلى إدارة المدارس
فى زمنٍ تتقاطع فيه الأزمات السياسية مع التحديات التربوية، يبرز سؤال لافت وعميق: هل يمكن أن نتعلّم من الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إدارته لملف غزة، كيف ندير مدارسنا؟
قد يبدو السؤال غريبًا للوهلة الأولى، لكنه فى الحقيقة دعوة للتأمل فى فن الإدارة تحت الضغط، وصناعة القرار فى أحلك الظروف، والقدرة على تحقيق التوازن بين الحزم والرحمة، وبين المبدأ والمصلحة.
منذ اندلاع الأحداث فى غزة، لم تكن إدارة مصر للمشهد مجرد رد فعل، بل كانت فنًّا فى ضبط الإيقاع وسط عاصفة من الضغوط. لم يُسمع صوت انفعال، ولم يُرَ قرارٌ متسرع، بل كانت كل خطوة محسوبة بعقل الدولة لا بعاطفة اللحظة.
وهذا أول درس يمكن لمدير مدرسة أن يتعلمه: الإدارة ليست فى السيطرة على الأزمة، بل فى إدارة الموقف بحكمة تمنع الأزمة من التفاقم أصلاً.
فى المدرسة كما فى السياسة، الانفعال قد يربك الجميع، لكن الهدوء المنضبط يصنع الثقة ويمنح القرار هيبته.
الرئيس السيسى، فى تعامله مع الملف الفلسطينى، أظهر نموذجًا نادرًا من القيادة الهادئة. لم يرفع الصوت، ولم يسعَ إلى استعراض المواقف، بل مارس ما يمكن أن نسميه «العقل البارد فى زمن النار».
وهذا ما تحتاجه إدارات التعليم اليوم. كم من مدرسة تتدهور فقط لأن مديرها يتخذ قراراته بدافع الغضب أو الانفعال أو الرغبة فى الردّ السريع؟
الإدارة التعليمية، شأنها شأن إدارة الدولة، تحتاج إلى قائد يملك قلبًا إنسانيًا ولكن بعقل استراتيجى، لا يترك مشاعره تسبق قراراته.
واحدة من أبرز سمات إدارة الرئيس السيسى لملف غزة كانت الاستماع إلى كل الأطراف قبل اتخاذ القرار. لم يغلق الأبواب، ولم يتحدث بلغة «الواحد الصحيح»، بل أعطى لكل طرف مساحة ليُعبّر.
فى المدرسة، المعادلة نفسها تنجح دائمًا. المدير الذى يستمع للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، قبل أن يُصدر تعليماته، لا يفقد احترامه بل يكسب ثقة الجميع.
فالاستماع ليس ضعفًا، بل قوة القائد الواثق من نفسه.
فى السياسة، كما فى التعليم، الإفراط فى الحزم يُنتج خوفًا، والإفراط فى اللين يُنتج فوضى.
الرئيس السيسى فى إدارة الملف الفلسطينى سعى لأن يحفظ هيبة الدولة المصرية، وفى الوقت ذاته، لم يُغلق أبواب المساعدات أو المبادرات الإنسانية.
وهنا المعنى العميق الذى يجب أن نتعلمه فى مدارسنا:
كن حازمًا فى حماية النظام، لكن رحيمًا فى فهم الإنسان.
والإدارة السياسية المصرية للملف الفلسطينى لم تكن بحثًا عن مكسبٍ إعلامى أو لحظة شعبية، بل رؤية استراتيجية تحفظ لمصر مكانتها ودورها التاريخى.
وكذلك فى المدرسة: لا تقُس نجاحك بعدد القرارات التى تتخذها اليوم، بل بكمّ القيم التى تزرعها فى طلابك للغد.
المدير الناجح لا يبحث عن «الهدوء المؤقت»، بل عن الاستقرار المستدام.
فى النهاية، ما فعله الرئيس السيسى فى إدارة ملف غزة لم يكن أداءً سياسيًا فقط، بل درس فى القيادة المسئولة التى تضع الإنسان أولًا.
وهذا بالضبط ما تحتاجه مدارسنا اليوم: أن يعود التعليم إلى جوهره الإنسانى، وأن يدرك كل مدير وكل معلم أن القيادة ليست «سلطة»، بل أمانة ومسئولية.
حين نقرأ المشهد بعمق، ندرك أن الإدارة — أيًا كان مجالها — ليست علمًا فقط، بل فنٌّ فى قراءة الناس، والمواقف، واللحظات.
من الرئيس السيسى نتعلّم أن القائد الحقيقى لا يُقاس بصوته العالى، بل بقدرته على حماية وطنه دون أن يفقد إنسانيته.
فهل نجرؤ نحن، فى مدارسنا، أن نُعيد تعريف الإدارة على ضوء هذا الدرس الكبير؟
ربما آن الأوان أن نقول: نعم، نتعلّم من الدولة كيف ندير المدرسة.