اتفقت أكثر من 190 دولة، الجمعة، على معاهدة تتعلق ببراءات الاختراع لمكافحة القرصنة البيولوجية، والتي كانت محور مفاوضات منذ أكثر من 20 سنة، حسب ما أعلنت الأمم المتحدة.

وبعد مباحثات استمرت قرابة الأسبوعين، وافقت الدول على "معاهدة جديدة تتعلق بالملكية الفكرية والموارد الوراثية والمعارف التقليدية، مما يشكل تقدما تاريخيا يتوج مفاوضات استمرت لعقود"، وفق ما جاء في بيان للأمم المتحدة.

وقال سفير البرازيل، غييرمي دي أغويار باتريوتيا، الذي ترأس المفاوضات: "ننتظر هذه اللحظة منذ 25 عاما".

وكانت الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، مجتمعة منذ 13 مايو في جنيف، لإنجاز هذه المفاوضات.

وتعد هذه أول معاهدة للمنظمة حول الملكية الفكرية والموارد الوراثية والمعارف التقليدية، والأولى التي تتضمن ترتيبات محددة حول الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية، حسب المنظمة.

وقال المدير العام للمنظمة، دارن تانغ: "نظهر بذلك أن نظام الملكية الفكرية يمكن أن يستمر في التشجيع على الابتكار مع التطور بطريقة شاملة أكثر، ومع تلبية حاجات كل الدول والمجتمعات".

وينص الاتفاق على أن الذين يتقدمون بطلبات الحصول على براءة اختراع، عليهم أن يكشفوا عن مصادر مواردهم الوراثية والمعارف التقليدية المستخدمة في اختراعهم.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

مفاوضات إيران النووية على وقع التهديد.. هل تحل المرونة التكتيكية عقدة التخصيب؟

من جديد، عاد الملف النووي الإيراني لتصدر المشهد وسط حديث متواتر عن إبلاغ إسرائيل المسؤولين الأميركيين أنها مستعدة تماما لشن عملية عسكرية على إيران، في حين تتوقع واشنطن أن ترد طهران باستهداف مواقع أميركية في العراق، مما دفعها لوضع السفارات والقواعد العسكرية الأميركية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى، وسمحت لأسر العسكريين بالمغادرة بسبب تزايد المخاطر الأمنية في المنطقة.

وأكملت المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، بوساطة عُمانية، الجولة الخامسة دون التوصل إلى اتفاق وسط استعدادات لجولة "حاسمة" الأحد المقبل في مسقط، مع استمرار التباين المعلن بينهما بشأن قضية تخصيب اليورانيوم وتصعيد ملحوظ في نبرة التصريحات المتبادلة وغياب المؤشرات على تقارب في الرؤى.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الإعلام الدولي والحرب على غزة.. مؤتمر علمي للجزيرة للدراسات وجامعة حمدlist 2 of 2الصراع الجيوسياسي في جنوب القوقاز: تحالفات ثلاثية بين الهند وأرمينيا وإيران مقابل تركيا وأذربيجان وباكستانend of list

وفي ظل هذا الغموض الذي يكتنف المسار الدبلوماسي، وتشكيك مراقبين في جدوى الدبلوماسية في ظل إصرار أميركا على تصفير التخصيب داخل إيران، وتأكيد الأخيرة حقها في مواصلته لأغراض مدنية، نشر مركز الجزيرة للدراسات تعليقا للباحثة المختصة بالشأن الإيراني فاطمة الصمادي بعنوان "المفاوضات الإيرانية الأميركية: التخصيب هو العقدة و"المرونة التكتيكية" تحول دون انهيار المحادثات".

إعلان "تناقض أميركي"

وقالت الباحثة إن الإشكالية الرئيسية في المفاوضات تتمثل فيما يصفه الإيرانيون بـ"التناقض الأميركي"، وهو ما عبّر عنه مجيد تخت روانجي مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، بقوله "التفاوض يجب ألا يتم خارج الغرف الخاصة به، أي عبر وسائل الإعلام، فهذا أمر غير صحيح، وقد قام الأميركيون بهذا، لذلك علينا أن نرى ما إذا كانوا يتبعون الأسلوب نفسه داخل غرف التفاوض أم لا".

وكان تخت روانجي يعلق على تصريحات لممثل الرئيس الأميركي في المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأميركا ستيف ويتكوف، الذي قال "إن أي مستوى من تخصيب إيران لليورانيوم غير مقبول"، في حين أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلده سيواصل التخصيب، الأمر الذي يبدو وكأنه يشير إلى طريق مسدود في المفاوضات.

ويأخذ الطرف الإيراني على الأميركيين أنهم يتخذون مواقف متناقضة ومتعارضة أحيانا. ففي بعض المرات، كانوا يقولون شيئا خارج المفاوضات، ثم يطرحون شيئا مختلفا داخل المفاوضات، و"كان أحد مسؤوليهم يدلي برأي، ثم يدلي مسؤول آخر برأي مختلف تماما".

وبينما تسعى طهران لحل دبلوماسي يقود لتخفيف العقوبات وتجنب الخيار العسكري، يأمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إنجاز نصر دبلوماسي في السياسة الخارجية دون الدخول في صراع عسكري قد يرفع أسعار النفط ويضر بالاقتصاد الأميركي. ويحتاج اتفاقا يضمن تنازلا إيرانيا واضحا ليقنع الجمهوريين واللوبي الصهيوني والمحافظين الجدد، الذين يعارضون أي اتفاق شبيه بـالاتفاق النووي السابق الذي تم التوصل إليه عام 2015.

ولا تبدو مهمة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وفريقه التفاوضي سهلة، خاصة مع الدعم المحدود والمشروط من قبل القيادة العليا في إيران والتي لا تحمل تصورا إيجابيا عن المفاوضات، ويبدو أنها أعطت ضوءا أخضر لها على مضض وبفعل مقتضيات داخلية إيرانية ضاغطة. وكذلك الحال لدى التيار الأصولي المنافس الذي يسيطر على مجلس الشورى ويرفض التنازل عن برنامج التخصيب الذي كلف إيران سياسيا واقتصاديا.

إعلان

مرونة في مواجهة عقدة التخصيب

وتلعب عمان دورا محوريا باعتبارها وسيطا مقبولا من الطرفين، وتسعى بشكل حثيث لإنجاز اتفاق. وقد أصبحت المرونة التكتيكية ضرورية للطرفين، رغم ضيق مساحة المناورة بسبب الضغوط السياسية الداخلية لدى كلا الجانبين.

وفي ظل هذه المعادلة لا يمكن الحديث عن اتفاق شامل أو شبه شامل، وإنما يمكن توقع اتفاق مؤقت أو مرحلي باعتبار ذلك خيارا واقعيا. وحتى هذا الخيار الواقعي، فنجاحه مرهون بوجود خطوات واضحة تجعل تطبيقه أمرا ميسرا ومن شأنه أن يفضي مستقبلا إلى اتفاق أوسع، خاصة وأن أي اتفاق يجب أن يكون "أفضل من اتفاق 2015 " بالنسبة للداخل الإيراني" و"أقل منه" بالنسبة للطرف الأميركي، وهي معادلة شديدة التعقيد.

ويبرز موضوع "تخصيب اليورانيوم" بوصفه عقبة رئيسية في المحادثات، وبعد تصريحات متضاربة أعلنت إيران صراحة أنها لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم، في حين قالت الخارجية الأميركية إنها لن تقبل بذلك.

قد ينجح مقترح "تعليق التخصيب" في منع فشل المفاوضات، لكنه سيذكي نار الخلاف الداخلي الإيراني بشأن مستقبل الاتفاق النووي الإيراني، ولا يبدو حال الرئيس الأميركي مع الدافعين بقوة نحو عمل عسكري ضد إيران بأفضل، فهو معني بالتوصل إلى اتفاق يتضمن تنازلا إيرانيا واضحا لضمان صمتهم.

تخوف إسرائيل من اتفاق أميركي إيراني بشأن نووي طهران قد يدفعها إلى ضرب إيران (شترستوك) السيناريوهات المحتملة أولا: تعليق مؤقت للتخصيب:

قد يفتح المجال لاتفاق شامل مستقبلي، إذا ما تم بالتوازي مع رفع حقيقي لبعض العقوبات. ويواجه هذا السيناريو تحديات، أهمها: صعوبة قبول ذلك داخليا في إيران، خاصة من قبل تيارات أصولية داخل مجلس الشورى، وكذلك الحال بالنسبة للقوى المعادية لإيران داخل الإدارة الأميركية والتي لن ترضى بأقل من وقف تام ودائم لعملية تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية.

ثانيا: تأجيل بحث التخصيب والتركيز على ملفات أخرى: إعلان

من شأن ذلك أن يحافظ على مسار التفاوض ويحول دون انهيار المفاوضات، على أمل النجاح في بناء أجواء تساعد في بناء مستوى من الثقة تدريجيا. ولكن ذلك لا يمكن أن يستمر طويلا، إذ سيتم اعتباره مماطلة إن لم يُترجم لاحقا إلى اتفاق حقيقي.

ثالثا: القبول بالتخصيب: وذلك وفق النسبة التي تضمنها اتفاق 2015، وهي 3.67%. مستقبل غير واضح

في منتدى طهران للحوار، الذي عُقد في الفترة بين 17 و19 مايو/أيار 2025، قُدّمت مداخلات عدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، بعضها في جلسات علنية وأخرى في جلسات مغلقة، ويمكن وضع خلاصاتها في النقاط التالية:

تناقض المواقف الأميركية: بين ما يقال داخل المفاوضات وما يُصرح به خارجها، بل حتى بين مسؤول وآخر. تمسك إيران بحق التخصيب: باعتباره حقا مشروعا بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي. الخطوط الحمراء الإيرانية: خاصة فيما يتعلق بحقوقها النووية، مع التأكيد على سلمية برنامجها. كلفة البرنامج النووي: إيران دفعت أثمانا كبيرة -مادية ومعنوية- من أجل برنامجها النووي، لذا فهي تصر على استمراه. عدم القدرة على التنبؤ بالمستقبل: لم يتضمن أي من هذه المداخلات رؤية واضحة لما ستؤول إليه الأمور. الخلاصة

من شأن نجاح المفاوضات أن يعطي زخما إيجابيا لعلاقات إيران الدولية، الأمر الذي يمنح مجالا لاستثمارات خارجية في إيران قد يكون لدول الخليج نصيب فيها.

في المقابل، فإن فشل المفاوضات أو تعثرها يعني استمرار العقوبات الاقتصادية، وربما تشديدها خاصة على القطاعات الحيوية مثل النفط والطاقة والبنوك، مما يعمِّق الأزمة الاقتصادية في إيران، وقد يشكّل ذلك أرضية احتجاجية من قبل فئات باتت محرومة بصورة كبيرة.

كما يعني فشل المفاوضات أيضا تصاعد سباق التسلح الإقليمي، وزيادة التوتر بين إيران وجوارها، وقد يعزز ذلك احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران، وهو ما تتمناه إسرائيل وتسعى إليه، كما أن ضرب منشآت نووية قد يؤدي إلى تسرب إشعاعات نووية قد تتضرر بها المنطقة، في وقت أرسلت فيه إيران رسائل واضحة بشأن قدرتها على الرد.

إعلان

مقالات مشابهة

  • رابطة أمم “آسيان” تُرحب بالانضمام القريب للجزائر إلى معاهدة “تاك”
  • ترامب يحذر طهران من “هجمات قادمة أكثر وحشية” ويدعوها لـ”إبرام اتفاق قبل أن يذهب كل شيء
  • “حماس”: ما يتداوله الاحتلال حول المفاوضات بشأن غزة مخالف للحقيقة
  • قضية أمام أعلى محكمة في العالم.. هل يُلزم القانون الدول بحماية المناخ
  • مفاوضات إيران النووية على وقع التهديد.. هل تحل المرونة التكتيكية عقدة التخصيب؟
  • بين التهديد والتفاوض.. تفاصيل موقف واشنطن من النووي الإيراني
  • معاهدة أعالي البحار تكتسب زخما والتنفيذ في يناير 2026
  • وزيرة البيئة: قرار تقليل الأكياس البلاستيكية خطوة كبيرة على طريق التحوّل الأخضر
  • وزيرة البيئة تناقش مع المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة آخر مستجدات مفاوضات معاهدة البلاستيك
  • الأمم المتحدة: الحروب تشرّد أكثر من 122 مليونا