الرئاسة بعد الترتيبات الحدودية وضماناتها
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
كتبت كلير شكر في" نداء الوطن": بات من الصعب جداً إحداث خرق في الملف الرئاسي بعدما تعاظمت التعقيدات المحلية والخارجية بشكل يحول دون إخراج الرئاسة اللبنانية من عنق الانسداد السياسي الذي تسببه الخلافات الداخلية كما غياب التقاطعات الإقليمية. وهو أمرٌ يدركه جيداً سفراء المجموعة الخماسية، ولكن هذا لا يمنعهم أبداً من المواظبة على تزخيم مبادرتهم وتعزيز جهودهم لملاقاة أي تطور استثنائي في المنطقة قد ينعكس انفراجة معينة في لبنان.
وفق المعنيين، لا يخرج تحرّك سفراء الخماسية من إطار تكثيف الضغوط لفكفكة العقد الداخلية بانتظار حصول وقف إطلاق نار، أو حتى هدنة في غزة من شأنها أن تفتح باب المفاوضات على مصراعيه، بحيث أنّ الديبلوماسيين الخمسة باتوا متيقنين أنّ تحقيق الخرق على مستوى الرئاسة اللبنانية، صعب جداً اذا لم تهدأ الأعمال العسكرية، ولكن حين تهدأ المعارك، يفترض أن يكون لبنان جاهزاً للمسار الديبلوماسي أولاً لتفعيل المفاوضات الحدودية، بعدما قطعت شوطاً مهماً قادها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ويفترض أن يكون في بيروت وفق المعنيين، في اليوم التالي لوقف الأعمال الحربية لإجراء النقاشات الأخيرة للوضع الأمني في الجنوب وترتيبات ما بعد الحرب.
يضيف المعنيون أنّ ملامح ما بعد وقف إطلاق النار أو الهدنة، باتت معروفة بالنسبة للمتعاطين بالملف اللبناني لا سيما من جهة مكونات اللجنة الخماسية، حيث يعتقد هؤلاء أنّ ترتيبات الوضع في الجنوب، لن تكون صعبة التحقيق ويرجّح إنجازها سريعاً تحت عنوان تطبيق القرار 1701 بما يتضمن ذلك من توسيع نطاق إنتشار الجيش في الجنوب إلى جانب «اليونيفيل»، وتثبيت الحدود البرية بعد معالجة النقاط الـ13 المتحفّظ عليها من الجانب اللبناني والشطر الشمالي من قرية الغجر والنقطة B1 عند رأس الناقورة، ووقف الطلعات الإسرائيلية، مع العلم أنّ «حزب الله» قد يسعى إلى إدراج بنود إضافية على جدول الأعمال تتصل بإعادة إعمار الجنوب والسماح لشركات غير توتال في المشاركة بأعمال الاستكشاف البحرية عن الغاز اللبناني.
- صارت القناعة راسخة أنّ معادلة التعطيل المقيمة راهناً، سواء من جهة الثنائي المتمسّك بترشيح رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجية أو من جهة معارضيه، لا سيما المسيحيين منهم الرافضين لهذا الترشيح، يستحيل أن تفتح باب مجلس النواب لانتخاب رئيس. وبالتالي لإنجاز الرئاسة لا بدّ من معادلة جديدة اذا كانت هناك نيّة جديدة لانتخاب رئيس واستنهاض الوضع الاقتصادي وعدم الرهان على متغيّرات إقليمية كبيرة.
- حسمت اللجنة الخماسية اللغط الذي كان دائراً حول خياراتها بعدما وثّقت باللغات الثلاث وبعد اجتماع استضافته السفيرة الأميركية ليزا جونسون، لجهة التأكيد على ضرورة انتخاب رئيس «متفق عليه على نطاق واسع»، وهو ما يعني بلغة الأرقام، كما يؤكد المعنيون، رفض الخماسية لرئيس الـ65 صوتاً وتغليب منطق أكثرية الثلثين أي رئيس الـ86 صوتاً وما فوق، يحوز بالحدّ الأدنى، تأييد طرف مسيحي وعدم ممانعة الآخر. وبالتالي، فقد استبعدت الخماسية خيار مرشح مرفوض من القوى المسيحية، كما خيار المرشح المرفوض من المحور الآخر.
- خلافاً للمراحل السابقة، تبدي الولايات المتحدة الأميركية اهتماماً بالملف اللبناني بعدما أنهت الخلاف الذي كان قائماً بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية حول هوية الجهة التي ستتولى الملف الرئاسي في ضوء رغبة هوكشتاين في ضمّه إلى ملف المفاوضات الحدودية، حيث استقرّ الرأي على إسناد الملف الرئاسي لوزارة الخارجية عبر نائبة الوزير لشؤون منطقة الشرق الأدنى باربرا ليف. من هنا، استضافت السفيرة الأميركية الاجتماع الأخير لزملائها في الخماسية وجرى تسطير بيان، قد يكون الأكثر تفصيلاً في مسار هذه المجموعة والأكثر انخراطاً في هذا الملف، الأمر الذي يحمل رمزية سياسية بفعل صدور البيان بعد الاجتماع الذي حصل في عوكر، في السفارة الأميركية.
- قد تؤمّن الترتيبات الأمنية في الجنوب والتي يفترض أن تكون بداية مرحلة مستدامة طويلة الأمد، شبيهة بمرحلة 2006- 2023، بعض الضمانات التي يبحث عنها «حزب الله» في رئاسة الجمهورية عندما يقول مسؤولوه إنّهم يريدون رئيساً لا يطعن المقاومة، ما قد يفتح الباب أمام خيارات جديدة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی الجنوب
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء اللبناني: الدولة فقط المنوط بها امتلاك السلاح وقرار الحرب والسلم
أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام أن الدولة فقط هي المنوط بها أن تمتلك السلاح وأن يكون لها القرار في الحرب والسلم.
وقال رئيس الوزراء اللبناني في تصريحات له : نعمل مع الأسرة الدولية لضمان العودة الآمنة للاجئين السوريين، كما نعمل على وضع قانون منصف لتحقيق العادلة للمودعين وإعادة الثقة بالنظام المصرفي.
وأضاف رئيس الوزراء اللبناني: لبنان يمتلك إمكانات لوجستية هائلة ولكن الفساد الذي طال طويلا حال دون تحقيق قدراتنا.
وأتم رئيس الوزراء اللبناني: لبنان ملتزم باحترام كل القرارات الدولية بما فيها القرار 1701.
وفي وقت لاحق؛ أكد رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، أن انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية حتى الحدود الدولية يُعدّ أولوية قصوى لحكومته، مشددًا على أن هذا الملف سيظل في صدارة الجهود الدبلوماسية الوطنية.
وجاء ذلك خلال تصريحات صحفية أدلى بها سلام، حيث أشار إلى أن الحكومة اللبنانية لن تقبل بأي شكل من الأشكال مقايضة المساعدات بإعادة الإعمار أو ربطها بشروط سياسية، مؤكدًا على سعي الحكومة لحشد الدعم الدولي مع الحفاظ على السيادة والاستقلالية في اتخاذ القرارات الوطنية.
وفي سياق متصل، شدد سلام على أن احتكار السلاح وقرار الحرب والسلم يجب أن يكون حصريًا بيد الدولة اللبنانية، مشيرًا إلى التزام الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي وبسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها حصراً.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات على الحدود اللبنانية مع الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب الجهود المبذولة لإعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار الاقتصادي وسط تحديات سياسية وأمنية متزايدة.
وكان مجلس الوزراء اللبناني قد أقر مسودة البيان الوزاري لحكومة نواف سلام، والتي تضمنت "تحرير الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي، والالتزام بالقرار الأممي 1701، واحتكار السلاح بيد الدولة"، فيما غاب عنها بند "المقاومة" لأول مرة منذ 25 عامًا.
وفي ختام تصريحاته، أكد سلام أن الحكومة اللبنانية تسعى إلى حشد الدعم الدولي مع الحفاظ على السيادة والاستقلالية في اتخاذ القرارات الوطنية، مشددًا على أن انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية حتى الحدود الدولية يأتي على رأس أولويات حكومته.