دواء جديد يستهدف نوعا عدوانيا من سرطان الثدي.. تفاصيل
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
استخدم العلماء ضعف خلايا سرطان الثدي ضد نفسها من خلال ربط الجسم المضاد الانتقائي للورم بدواء قاتل للخلايا لتدمير الأورام التي يصعب علاجها.
ويمثل هذا البحث الذي نشره فريق من جامعة كينغز كوليدج لندن في مجلة Clinical Cancer Research، طريقة جديدة في علاج السرطان.
ويتعلق هذا الاكتشاف بسرطان الثدي السلبي الثلاثي.
ويشمل العلاج المعتاد الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي. إلا أن هذا النوع من السرطان يمكن أن يتهرب من الأدوية ويعود للانتشار مرة أخرى.
وأجرى العلماء تحليل البيانات باستخدام أكثر من 6 آلاف عينة من سرطان الثدي للتحقيق في خصائص خلايا سرطان الثدي المرتبطة بالسرطان العدواني والمقاوم للعلاج الكيميائي.
وقاموا بدراسة بيولوجيا السرطان، وما يتم التعبير عنه في الورم وسطح الخلية، ودواخل الخلية لفهم كيفية هروب الخلايا السرطانية من أدوية السرطان. وأثبتوا وجود علامة سطح الخلية السرطانية " مستقبل عامل نمو البشرة" (EGFR)، إلى جانب جزيئات الكيناز المعتمدة على السيكلين (CDK)، المسؤولة عن انقسام الخلايا وتكاثرها.
واستخدموا هذه المعرفة ضد الخلايا السرطانية لربط سيتوكسيماب، وهو جسم مضاد انتقائي للورم يستهدف بروتين "مستقبل عامل نمو البشرة" المعبر عنه في هذا النوع من السرطان، مع دواء حجب الكيناز المعتمدة على السيكلين لإنشاء دواء مخصص لسرطان الثدي.
ونظرا لأن دواء الجسم المضاد يستهدف الخلية السرطانية على وجه التحديد، فقد يكون من الممكن إعطاء جرعة مثبطة أقل من المعتاد، ما يعني أنها أقل سمية بالنسبة للمريض.
وقالت المؤلفة الرئيسية البروفيسورة صوفيا كاراجيانيس، من جامعة كينغز كوليدج في لندن: "كنا نبحث عن نقاط الضعف في مرض السرطان والآن اكتشفنا كيف يمكننا توجيه علاجاتنا نحو واحدة منها. لقد قمنا بدمج هذين العقارين لإنشاء دواء مضاد مخصص للمرضى الذين يعانون من هذا السرطان العدواني. ويقوم الجسم المضاد بتوجيه الدواء السام مباشرة إلى الخلية السرطانية ما يوفر إمكانية تجربة جرعة أقل وآثار جانبية أقل ضررا".
وتابعت: "يلزم القيام بالمزيد من العمل قبل أن يصل هذا العلاج إلى العيادات".
وأضاف الدكتور سايمون فنسنت، مدير الخدمات والدعم والتأثير في منظمة بريست كانسر ناو: "على الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث قبل أن يتم استخدام هذا العلاج على البشر، إلا أن هذه خطوة متقدمة في تطوير علاجات مستهدفة لسرطان الثدي الثلاثي السلبي، ونحن نتطلع إلى رؤية كيف يمكن لهذه النتائج أن تؤدي إلى طرق جديدة وفعالة لمعالجة هذا المرض المدمر".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سرطان الثدي الجسم الأورام سرطان سرطان الثدی
إقرأ أيضاً:
صحيفة: إغلاق مطار صنعاء يدفع اليمن إلى أزمة دواء قاتلة
أفادت صحيفة "العربي الجديد" أن استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي يدفع اليمن إلى أزمة دواء قاتلة.
وذكرت الصحيفة أن صنعاء ومدن يمنية عدة تعاني من نقص حاد في الأدوية، قد يلقي بتبعات كارثية بسبب العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مطار صنعاء الدولي طوال الشهرين الماضين بعشرات الغارات، وأدت إلى تدمير جميع الطائرات التابعة للخطوط الجوية اليمنية.
وقالت إن توقفت الرحلات عبر مطار صنعاء الدولي، الذي كان يخدم كتلة سكانية كبيرة في اليمن تستخدم المطار للسفر بغرض العلاج بدرجة رئيسية عبر وجهة واحدة بين صنعاء ومطار الملكة علياء في عمّان.
وتتركز الأزمة الكبرى التي بدأت بالظهور في سوق الأدوية، حيث يلاحظ انخفاض حاد واختفاء لعديد الأصناف الدوائية المنقذة للحياة، والتي كان يتم توريدها عبر مطار صنعاء، إضافة إلى قفزة كبيرة في أسعار معظم الأصناف في الأسواق المحلية.
ونقلت الصحيفة عن مدير مطار صنعاء الدولي، خالد شايف، قوله إن إغلاق مطار صنعاء تسبب بكارثة إنسانية كبيرة، خاصة في القطاع الصحي والأدوية بالذات المتعلقة بالأمراض المستعصية التي لا يمكن نقلها عبر المنافذ الأخرى لأنها تحتاج إلى تغليف وتبريد ونقل سريع، مشيراً إلى أن إغلاق مطار صنعاء الدولي تسبب في عدم وصول هذه الأدوية.
ويقدر عدد هذه الأصناف الدوائية، التي بدأت الأسواق تعاني انخفاض المعروض منها ونفاده، بأكثر من 500 صنف، معظمها تحتاج لظروف خاصة جداً للنقل كالتبريد وسرعة التوصيل التي لا تتوفر إلا عبر مطار صنعاء، ومنها أدوية مشتقات الدم والأدوية الهرمونية والمناعية والأمصال ومخثرات الدم وأدوية الإنعاش والتخدير وبعض المحاليل المخبرية والتشخيصية.
ويوضح شايف أن تأثير إغلاق مطار صنعاء يشمل الحالات المرضية التي لا يمكن علاجها في الداخل لعدم توفر الأدوية والمحاليل والمعدات الطبية، مع تدهور القطاع الصحي بسبب الحصار، وهناك وفيات بحسب حديث شايف نتيجة لنقص الأدوية والعلاجات التي كان يتم جلبها عبر مطار صنعاء الدولي، إضافة إلى ضحايا ووفيات لمرضى بسبب عدم القدرة على سفرهم للعلاج في ظل إغلاق مطار صنعاء وعدم قدرتهم على التنقل للسفر من منافذ أخرى.
ويكشف شايف أن عدد المرضى الذين كانوا يسافرون للعلاج خارج اليمن عبر مطار صنعاء يصل إلى ثلاثة آلاف مريض شهرياً، إضافة إلى مستفيدين آخرين مثل الطلاب والتجار وغيرهم.
وكان العدو الإسرائيلي قد قصف مطار صنعاء الدولي مطلع مايو/ أيار الماضي، حيث أدى ذلك إلى تدمير مبنى المسافرين في مطار صنعاء الدولي بالكامل، بما في ذلك صالات المغادرة والوصول، إضافة إلى ثلاث طائرات تابعة للخطوط اليمنية كانت رابضة في مدرج المطار، قبل أن يعود ويقصف الطائرة الرابعة بعد وصولها من رحلة مباشرة من مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة الأردنية عمّان.
ويعتبر كثيرون أن استهداف مطار صنعاء وتعطيله وتعليق الرحلات جريمة بحق أكثر المرافق التي تستفيد منها شريحة واسعة من اليمنيين، إذ يخدم موقع مطار صنعاء الجغرافي أكثر من 11 محافظة يمنية، ويستفيد منه حوالي 80% من سكان اليمن.
كما نقلت "العربي الجديد" عن رئيس بنك الدواء إبراهيم الشعبي، قوله إن التأخير في جلب الأدوية يؤثر على الأسواق والمرضى والمحتاجين للأدوية بشكل مستمر، إذ أثر كثيراً إغلاق مطار صنعاء على أسواق الدواء وعلى مؤسسات وجمعيات خدمية مثل بنك الدواء، فالمريض الذي كان يستفيد من عشرة أصناف دوائية أصبح بالكاد يحصل على صنفين فقط، حيث يرجع ذلك لعدم توفر الأدوية والنقص الحاد في كثير من الأصناف.
وكانت الخطوط الجوية اليمنية تقوم منذ نحو ثلاثة أعوام بتشغيل رحلات أسبوعية عبر مطار صنعاء تقتصر على العاصمة الأردنية عمّان، فيما تزداد التعقيدات المتعلقة بتوسيع وجهات الخطوط الجوية اليمنية عبر مطار صنعاء. بالمقابل، ساهمت الحرب والصراع في تضخم فاتورة استيراد الأدوية في اليمن والتي تصل إلى نحو 100 مليار ريال سنوياً، تمثل الصناعة المحلية منها 20%، وهو مبلغ كبير كبد خزينة الدولة لصالح تجار ومهربين ومزورين تعج بهم أسواق الدواء في اليمن.
ويكشف تقرير سابق صادر في العام 2021، عن الهيئة العليا للأدوية في صنعاء عن اختفاء نحو 240 صنفاً معظمها علامات تجارية معروفة، ونفاد 362 اسماً تجارياً من مخازن وزارة الصحة العامة والسكان والسوق التجارية، حيث ساهمت إعادة تشغيل مطار صنعاء الدولي عقب اتفاق الهدنة في إبريل/ نيسان 2022، بتوفير جزء كبير من بعض هذه الأصناف التي بدأت بالتناقص والنفاد والاختفاء مع إغلاق المطار مرة أخرى.