سقف اليمن عالي.. وأولى عملياته العسكرية تطال البحر المتوسط
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
يمانيون – متابعات
في طريق إحكام الحصار وقطع شرايين إمداد كيان العدو الصهيوني، نفذت القوات المسلحة اليمنية الأسبوع الفائت أولى عملياتها في البحر الأبيض المتوسط بضرب سفينة حاولت كسر الحظر على الكيان، ودشنت صنعاء بذلك فصلا جديدا للموجهة، وخطوة جريئة لم تكن في حسبان لندن وواشنطن والغرب المساند للعدو.
في خطوات متتالية ومتصاعدة منعت صنعاء الملاحة الصهيونية عبر مضيق باب المندب، والبحرين الأحمر والعربي ثم المحيط الهندي، ليتوج ذلك الحظر بإطلاق المرحلة الرابعة من التصعيد بتوسيع الحظر وقطع خطوط إمداد العدو ليشمل البحر المتوسط في الـ3 مايو الجاري وذلك في بيان تلاه ناطق القوات المسلحة اليمنية خلال مسيرة مليونية في ميدان السبعين نصرة لفلسطين.
وبموجب هذا الإعلان أكدت صنعاء بدئها في “استهداف كافة السفن المخترقة لقرار حظر الملاحة الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من البحر الأبيض المتوسط في أي منطقة تطالها أيدينا”، وشددت حينها على أنه “إذا اتجه العدو الإسرائيلي لشن عملية عسكرية عدوانية على رفح فسنفرض عقوبات شاملة على جميع سفن الشركات التي لها علاقة بالإمداد والدخول للموانئ الفلسطينية المحتلة من أي جنسية كانت”.
وترجمة للأقوال بالأفعال أعلنت اليمن، في 24 من مايو الحالي، ومن ذات الميدان (ميدان السبعين)، ومن بين أوساط ملايين اليمنيين الذين يخرجون أسبوعيا مطالبين بالتصعيد والرد على جرائم كيان العدو الصهيوني على غزة، أعلن متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع تنفيذ أولى العمليات اليمنية في البحر الأبيض المتوسط، كاشفا عن استهداف سفينة (ESSEX) الإسرائيلية بعدد من الصواريخ في المتوسط، مؤكدا أن استهداف السفينة تم أثناء قيامها بانتهاك قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة.
وتضاف هذه السفينة إلى 119 سفينة وبارجة أمريكية وبريطانية ومملوكة ومرتبطة بالكيان تم ضربها في البحرين العربي والأحمر والمحيط الهندي، وفقا لما أكده قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطابه الأخير، الخميس الفائت، بشأن أخر التطورات حول العدوان الصهيوني على غزة.
فشل الأمريكي
العملية اليمنية في البحر المتوسط خيبت آمال الأمريكي الذي استعد جيدا لمواجهتها بأحدث الأنظمة الصاروخية والقطع البحرية في العالم، ويقول قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بشأن موقف واشنطن، إن “الأمريكي يحاول أن يبذل جهده في إعاقة المرحلة الرابعة، ويشتغل بالكثير من الأحزمة والأنشطة التي يقوم بها، ينشر الكثير من الطائرات، التي يهدف من خلالها إلى اعتراض وإعاقة عمليات القصف، ويفعل الكثير” ومع ذلك لم يتمكن من إحباط الضربة اليمنية على بعد أكثر من 1700 كيلو متر من اليمن، والقلق الأمريكي من مرحلة التصعيد اليمنية الرابعة ومداها البعيد بدى واضحا حتى أن “مسؤول عسكري أمريكي كبير” عبر عن ذلك، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام.
وحول مستقبل الإجراءات والأحزمة الأمريكية لحماية ملاحة العدو ومحاولة كسر الحظر اليمني، يؤكد قائد الثورة أنه ” سيفشل”، لتتمعق “الورطة” الأمريكية أكثر فأكثر، ومراهنة واشنطن على قواتها وأسلحتها وعدوانها المتكرر على اليمن لم تنجح في إيقاف أو حتى التقليل من فعالية ضرباتهم، ولن تفلح في المستقبل مع تقلص الخيارات والبدائل الأمريكية بشأن اليمن، كما أن مراهنة الأعداء على الوقت بتحقيق وهن أو تعب لدى صنعاء كان لها نتائج عكسية فبعد 8 أشهر من بدء عملية طوفان الأقصى ازدادت الضربات اليمنية كمًا وكيفًا وأصبحت تطال العدو في أماكن لم تكن له بحسبان.
ويؤكد قائد الثورة أن موقفنا “تجاه مناصرة الشعب الفلسطيني لن ينقص، ولن يفتر، لا في مقابل الوقت الذي يطول، ولا في مقابل تصعيد العدو، ولن يؤثِّر عليه أو يشوش عليه ما يقوم به البعض من المتحالفين مع أمريكا، والمتأثرين بأمريكا، والمرتبطين بأمريكا وبريطانيا وإسرائيل”، فـ”سقف الشعب اليمني عالٍ جداً في موقفه في مناصرة الشعب الفلسطيني”.
وستشهد الأيام والأسابيع القليلة المقبلة زخما أكبر وفاعلية أقوى للعمليات اليمنية في المرحلة الرابعة من التصعيد في البحار العربية والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، و”سيفشل” الأمريكي في حماية كيان العدو، كما أن التنسيق مع “الإخوة في العراق سيكون له أيضاً إسهام إضافي، وفي نفس الوقت عمليات اليمن “المباشرة من الأراضي اليمنية سيكون لها تأثير كبير بإذن الله، هناك بشائر قادمة في هذا الجانب، وستشهد- إن شاء الله- الزخم العظيم والكبير والمؤثر، كما هو الحال بالنسبة للبحر الأحمر، والبحر العربي، والمحيط الهندي، وكذلك في خليج عدن وباب المندب”، والكلام هنا لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي.
المسيرة – محمد الحاضري
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: البحر الأبیض المتوسط قائد الثورة فی البحر
إقرأ أيضاً:
سخونة مياه البحر المتوسط تنذر بأحداث مناخية متطرفة
#سواليف
تشهد منطقة #البحر_الأبيض_المتوسط درجات #حرارة سطح بحر قياسية و”شاذة” مما أدى إلى ارتفاع كبير في #سخونة_المياه. وتم رصد أشد ارتفاع بدرجات الحرارة في حوض البحر الأبيض المتوسط الغربي، مما ينذر بحسب الخبراء بحدوث #أعاصير و #فيضانات خصوصا فصل #الخريف.
ويوصف البحر المتوسط بـ”النقطة الساخنة” للتغير المناخي. فهو مساحة جغرافية شبه مغلقة تقريبا، تُرصد فيها آثار #التغير_المناخي التي تنعكس أيضا على درجة حرارة البحر في الوقت الحالي، ويُعدّ الخلل في درجة حرارة البحر المتوسط إيجابيا، أي أن الحرارة مرتفعة جدا مقارنة بالمعتاد.
ويرى الباحثون أن ما يثير القلق بشأن ارتفاع درجات حرارة مياه البحر القياسية هو احتمالية تأثيرها على الأحوال الجوية القاسية و #الفيضانات خلال أواخر #الصيف وأشهر #الخريف، فالرطوبة العالية تؤدي إلى ارتفاع نقاط الندى، وبالتالي زيادة طاقة الحمل الحراري التي تُغذي العواصف الرعدية في الأسابيع والأشهر المقبلة.
وتُعد موجة الحر المستمرة في البحر المتوسط أحد أهم سياقات “الشذوذ” البحرية المُلاحظة عالميا هذا العام. وهي موجة حر بحرية استثنائية أخرى، بعد ارتفاع ملحوظ في درجات حرارة البحار في السنوات الأخيرة.
مقالات ذات صلة خبر سار للعرب المقيمين في السعودية! 2025/07/10وغالبا ما تتفاقم موجات الحر البحرية بفعل الظروف الجوية (انعدام ضغط الرياح تحت ضغط مرتفع مع غطاء سحابي محدود). ويُظهر السجلات أن مواسم الصيف التي تُعزز هذه الأحداث قد يكون لها تأثير بالغ الأهمية، وخاصة على النظم البيئية للمياه الضحلة.
وتتطور غالبا موجات الحر البحرية مع نشوء أنماط واسعة النطاق، مما يؤدي إلى موجات حر طويلة ومتواصلة بشكل غير معتاد، وبدرجات حرارة أعلى بكثير من المعدل الطبيعي. وتحدث هذه الموجات عادة تحت القبة الحرارية.
وعندما يكون البحر أكثر سخونة تحصل عمليات تبخّر أكثر، ومن المحتمل تاليا أن نشهد المزيد من المياه في الغلاف الجوي، واحتمال هطول الأمطار سيكون أكبر لأنّ الغلاف الجوي سيكون محمّلا بالمزيد من الرطوبة.
وقد بلغت درجات الحرارة غرب ووسط البحر المتوسط مستويات قياسية في هذا الوقت من العام. وكان يونيو/حزيران الماضي أكثر دفئًا بشكل ملحوظ من المتوسط، وأعلى بكثير من المتوسط طويل الأمد منذ الشتاء الماضي.
وتُعتبر “المتوسط” الأكثر تقلبا في الأجزاء الوسطى والغربية من المنطقة، وتحديدا الأجزاء الغربية، حيث ارتفعت درجات الحرارة عن المعتاد بمقدار 5 إلى 6 درجات مئوية. وهذا جعل يونيو/حزيران يُسجل أرقاما تاريخية قياسية.
ويشهد جزء صغير فقط من بحر إيجه “شذوذا” حراريا سلبيا، أي أن درجات حرارة سطح البحر أقل بقليل من المتوسط، أما بقية البحر المتوسط فحرارته مرتفعة للغاية.
أحداث مناخية مقلقة
وتشير التقديرات إلى أنه مع نهاية يونيو/حزيران 2025، يتجاوز متوسط درجة حرارة سطح البحر المتوسط اليومي المتوسطَ التاريخي بـ3 درجات مئوية تقريبا، مما يجعله الأكثر دفئًا على الإطلاق. وبلغ المتوسط طويل الأمد حوالي 23 درجة مئوية بهذا الوقت من العام، بينما سيصل في عموم عام 2025 إلى ما يقارب 26 درجة مئوية.
ويشير التحليل الأخير لظاهرة “شذوذ” درجات حرارة سطح البحر في جميع أنحاء أوروبا إلى أن معظم البحار المحيطة بالقارة أعلى بكثير من المتوسط، وخاصة عبر البحر المتوسط. وهذه إشارة مثيرة للقلق إلى أن هذه المياه “الشاذة” إلى حد كبير قد تؤدي إلى أحداث مناخية كبرى في الأشهر المقبلة.
ويدعو الخبراء إلى ضرورة مراقبة عن كثب للبحر المتوسط شديد الحرارة خلال أشهر الصيف، إذ تلعب البحار الدافئة دورا أساسيا في هطول الأمطار الخريفية. وكلما ارتفعت درجة حرارة المياه، زادت احتمالية هطول أمطار غزيرة و”متطرفة”.
وقد تؤدي درجات حرارة البحر المرتفعة للغاية إلى هطول أمطار غزيرة أكثر من المعتاد خريفا. وهذا يفسر شدة الظواهر الجوية المنفردة وكميات الأمطار الكبيرة اللازمة لدعم فيضانات كبرى بالدول المطلة على المتوسط (مثل إيطاليا وسلوفينيا وكرواتيا وفرنسا وإسبانيا).
وكانت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي قد أشارت إلى أنه “منذ ثمانينيات القرن الـ20، حدث تغيير جذري في النظم البيئية البحرية في البحر المتوسط، مع انخفاض التنوع الحيوي وتكاثر الأنواع الغازية.
وأثناء موجات الحر البحرية بين عامي 2015 و2019 في البحر المتوسط، شهد نحو 50 نوعا -بينها الشعاب المرجانية وقنافذ البحر والرخويات وذوات الصدفتين ونبتة بوسيدون، وغيرها- نفوقا هائلا بين السطح وعلى عمق 45 مترا، بحسب دراسة نُشرت في يوليو/تموز 2022 بمجلة “غلوبال تشانغ بيولوجي”.