أكد الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، دعم القيادة السياسية تُوليّ لملفِ توطين صناعة المستحضرات والمستلزمات الطبية، وعلى رأسها اللقاحات، مع الاستفادة من الخبرات والتجارب العالمية الناجحة، الأمر الذي يؤهل الدولة المصرية، لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتصدر الصفوف في تصنيع هذه المنتجات.

جاء ذلك في الوزير خلال مشاركته بفعاليات جلسة «تصنيع اللقاحات والمنتجات الطبية» التي عقدت على هامش اجتماع الجمعية العامة الـ 77 لمنظمة الصحة العالمية بـ«چنيف».

وأعرب الدكتور خالد عبدالغفار، عن سعادته بالمشاركة في هذا التجمع الذي يُمثل نقطة إتصال حقيقية بين مختلف القطاعات الطبية، مسلطًا الضوء على القدرات الإنتاجية القوية التي باتت تمتلكها القارة الإفريقية في تصنيع اللقاحات والمنتجات الطبية، مما يُمهد الطريق لإفريقيا لتحقيق الاكتفاء الذاتي، الذي أحد الحلول الرئيسية في الوقاية من الأمراض ومكافحتها والتصدي للجوائح والأوبئة بجميع أرجاء العالم وخاصةٍ إفريقيا.

وأكد الوزير أن هذا اللقاء يُعد بمثابة منصة هامة للتأكيد على أهمية التواصل والتنسيق مع الشركاء والمصنعيين الأفارقة، مع تقديم الدعم اللازم للاستمرار في الحصول على الإنتاجية الطبية ذات الكفاءة، الأمر الذي يضمن تحقيق المساواة والتوزيع العادل بين كافة الدول الإفريقية، ووصول الخدمات الطبية لكافة شعوب القارة، مثمنًا جهود مركز السيطرة على الأمراض في إفريقيا برئاسة الدكتور جان كاسيا المدير العام للمركز.

واستعرض الوزير، جهود الدولة المصرية في القضاء على فيروس سي، وخطتها الناجحة في التصدي لهذا المرض والحصول على الإشهاد الدولي، كما استعرض جهود القطاع الوقائي بوزارة الصحة والسكان، وخطة التطعيمات الروتينية المجانية التي وصفها بـ«المطورة» والتي بدأ العمل بها منذ عام 1992، ويجري تطويرها بشكل مستمر، بما يضمن توفير هذه التطعيمات وتقديمها لمستحقيها من مختلف الفئات العمرية.

تحدث الدكتور خالد عبدالغفار، عن الجهود الوقائية فيما يتعلق بتدابير مكافحة العدوى، وتدابير سلامة الدم والتي شملت تنشيط اختبار منتجات الدم لضمان خلوها من أي فيروسات كبدية، حفاظًا على صحة وسلامة المواطنين، فضلًا عن اختبار جميع عينات الدم في مستشفيات وزارة الصحة التي تجمع الدم في المراكز الإقليمية بجميع المحافظات، مما يضمن سلامة وحدات الدم التي تم جمعها باستخدام الكواشف المعتمدة عالميًا.

 

وأشار الوزير إلى الدور الحيوي الذي لعبته الحملات الوقائية، في نشر الوعي بمسببات وطرق انتقال الأمرض الفيروسية منذ عام 2008، بالتعاون مع منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومنظمات المجتمع المدني.

وسلط الوزير الضوء على دور المبادرات الرئاسية للكشف المبكر عن الفيروسات الكبدية، والأمراض غير المعدية، وكذلك جهود إطلاق حملات للتشخيص المبكر وفحص الأمراض غير المعدية وفيروس سي، للمقيمين في الأراضي المصرية، وكذلك إطلاق حملات مثيلة في بعض البلدان الإفريقية.

وأضاف الدكتور خالد عبدالغفار، أن وزارة الصحة والسكان، حريصة على تدريب مقدمي الرعاية الصحية في جميع المحافظات، ونشر الثقافة الصحية بين المواطنين حول طرق الوقاية من انتقال الفيروسات الكبدية بي وسي، من خلال عقد ورش عمل وندوات للفئات المعرضة للخطر، لتعزيز الوقاية من الأمراض المنقولة بالدم، فضًا عن خطوط ساخنة للإجابة عن أي استفسارات تتعلق بعدوى التهاب الكبد الفيروسي.

كما استعرض وزير الصحة والسكان، الجهود المصرية في توطين تكنولوجيا صناعة اللقاحات من خلال الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات «فاكسيرا» بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية، لإنتاج مختلف لقاحات فيروس بي، والتهاب السحايا، والأنفلونزا، وداء الكلب، ولقاحات أخرى تستهدف الأطفال، كما تحدث عن مركز السيطرة على الأمراض الذي تم إنشاءه مؤخرًا بالمجمع اللوجيستي بـ«فاكسيرا» على غرار المجمع اللوجيستي التابع لـ«يونيسيف».

ونوه الوزير إلى خطة العمل الذي تلتزم بها الدولة المصرية في هذا الجانب، حيث تهدف إلى توفير 60% من احتياجات القارة الإفريقية بحلول 2040، موضحًا أن هذه الإنجازات تتعلق بالجهود الجماعية للقطاعين العام والخاص.

وفي نهاية حديثه، أكد وزير الصحة والسكان، على دعم مصر لكافة أوجه التعاون مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي ومراكز مكافحة الأمراض في أفريقيا لدعم هذه الاستراتيجية المتمثلة في منصة منسقة للمصنعين الأفارقة ودعم قدرة القارة الأفريقية على إتاحة إمكانية الوصول إلى اللقاحات والإمدادات الطبية، والإنصاف والقدرة على تحمل التكاليف.

واختتم الدكتور خالد عبدالغفار، كلمته بتوجيه الدعوة لجميع المشاركين إلى حضور فعاليات النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية المقرر عقده في شهر أكتوبر 2024.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحملات الوقائية خطوط ساخنة الفيروسات الدولة المصرية وزير الصحة الدکتور خالد عبدالغفار الصحة والسکان وزیر الصحة

إقرأ أيضاً:

الدكتور امتياز سليمان.. الطبيب الذي أصبح رمزًا للعطاء الإنساني بأفريقيا والعالم

في أحد مطاعم مدينة ديربان، التقيت الدكتور امتياز سليمان، مؤسس منظمة "وقف الواقفين"، إحدى أبرز منظمات الإغاثة في جنوب أفريقيا. كان قد أنهى للتو اجتماع إفطار مع ممثلين عن شركة متخصصة في رعاية العيون تبرعَت بمستلزمات طبية بقيمة مليون راند لدعم برنامج إزالة المياه البيضاء الذي تديره زوجته ضمن المنظمة.

الدكتور امتياز سليمان رئيس مؤسسة وقف الواقفين (الجزيرة)

قبل ذلك بيوم، كان في جوهانسبرغ لتسلُّم "جائزة التيتانيوم للتميّز في توفير الرعاية الصحية"، التي منحته إياها هيئة ممولي الرعاية الصحية في جنوب أفريقيا، تقديرًا لجهود منظمته في تعزيز النظام الصحي بعد جائحة كوفيد-19، من خلال تحسين البنية التحتية وتقليص قوائم الانتظار الجراحية وتقديم الرعاية الأولية للمجتمعات المهمشة.

رغم جدول أعماله المزدحم، فلا يعرف الدكتور سليمان معنى للراحة، إذ يؤكد: "أعمل 365 يومًا في السنة. لا أحب العطلات، بل أجدها مرهقة".

ينام 3 ساعات فقط يوميًا، ويخصص بقية وقته لعائلته الكبيرة التي تضم زوجتين، و6 أبناء، و9 أحفاد. حتى ابنته الصغرى، البالغة من العمر 9 سنوات، ترافقه في المؤتمرات، ويصر على حضورها، وإلا يعتذر عن المشاركة.

بعد تأسيس "وقف الواقفين"، اضطر سليمان للتخلي عن عياداته الطبية (الجزيرة) بداية "وقف الواقفين"

تأسست منظمة "وقف الواقفين" عام 1992، استجابة لتوجيه "روحي" يقول دكتور سليمان إنه تلقاه خلال زيارة إلى تركيا. يتذكر تلك اللحظة قائلًا: "قال لي مرشدي الروحي: يا بني، لا أطلب منك، بل آمرك بتأسيس منظمة اسمها بالعربية سيكون ‘وقف الواقفين’. ستخدم جميع الناس، من كل الأعراق والأديان والثقافات، دون مقابل، ولا حتى كلمة شكر".

إعلان

كان حينها طبيبًا شابًا في أوائل الثلاثينيات من عمره، يدير 3 عيادات في بلدته بيترماريتسبورغ. لكنه قرر الاستجابة لأزمة البوسنة، وأرسل 32 حاوية مساعدات إلى هناك. ومن تلك التجربة، تعلّم كل ما يحتاجه في العمل الإنساني: من اللوجستيات والتحويلات المالية، إلى البيروقراطية، والشحن، والطيران، والمخاطر، والدبلوماسية.

الدكتور امتياز سليمان يتفقد مشروعا لتوفير المياه في ملاوي (الجزيرة)

في العام التالي، صممت المنظمة مستشفى متنقلًا، وأرسلته داخل حاويات من جنوب أفريقيا إلى البوسنة. يقول بفخر: "كانت أول مرة في العالم يُبنى فيها منتج طبي بتكنولوجيا أفريقية ويُرسل إلى أوروبا".

منظمة متعددة الأوجه

بعد تأسيس "وقف الواقفين"، اضطر سليمان للتخلي عن عياداته الطبية. يقول: "المشاريع أضيفت مع مرور الوقت– كانت هناك حاجة، وجاء الناس إلينا، فدرسنا الأمر ونفذناه".

بدأت المؤسسة بتقديم خدمات متنوعة، منها مطابخ لتوزيع الطعام، ومنح دراسية للطلاب غير القادرين على دفع الرسوم، وخدمات استشارية للمحتاجين.

على مدى أكثر من 3 عقود، تدخلت المنظمة في أزمات إنسانية في رواندا، والشيشان، وأفغانستان، وكوسوفو، وفلسطين، وموزمبيق، ونيبال، وغيرها. كما أسهمت في تحرير رهائن جنوب أفريقيين دون دفع فدية، مثل يولاند كوركي وستيفن ماكغوان في اليمن عام 2014، وفي مالي عام 2017.

الدكتور امتياز سليمان لدى زيارته إلى فلسطين (الجزيرة)

يقول سليمان "بعض المنظمات تقدم خيامًا أو طعامًا أو أدوية. نحن نقدم كل شيء: فرق طبية، ومستشفيات ميدانية، ودعم نفسي، ومعدات، وحتى مفاوضات لتحرير الرهائن. يمكننا إنشاء مستشفى كامل في الصومال خلال 3 ساعات، أو غرفة عمليات على مدرج طائرات خلال 45 دقيقة".

اليوم، تضم المنظمة مكاتب في جنوب أفريقيا، وزيمبابوي، وملاوي، والصومال، واليمن، وغزة، وسوريا، وتركيا، ويعمل بها أكثر من 600 موظف.

إعلان رؤية سليمان لأفريقيا

رغم التحديات، يرى سليمان أن جنوب أفريقيا هي "أعظم بلد في العالم"، مشيدًا بحرية التعبير فيها، لكنه يعترف بأن الفساد والبيروقراطية يعرقلان التقدم. ويؤكد أن الحكومة تتعاون مع منظمته بشفافية، رغم الصعوبات.

مؤخرًا، عيّنه الرئيس سيريل رامافوزا ضمن لجنة وطنية تضم 31 شخصية بارزة لقيادة الحوار الوطني في البلاد.

أما عن القارة الأفريقية، فيدعو سليمان إلى التحرر من النفوذ الأجنبي، ويقول: "لدينا الموارد، ولدينا الانسجام. يجب أن نعيد بناء قارتنا بأنفسنا، بكرامة وفخر، دون أن نسمح لأي قوة خارجية أن تملي علينا ما نفعل".

دكتور امتياز يحاضر الطلاب في كلية سانت آن الأبرشية في كوازولو ناتال (الجزيرة)

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة يتفقد مشافي حلب ويؤكد دعم الكوادر الطبية وتحسين الخدمات 
  • محمود فوزي : دعم الدولة والالتفاف حول القيادة السياسية مفتاح النجاح
  • وزير الصحة يعتمد خطة التأمين الإسعافية تزامنًا مع بدء امتحانات الثانوية العامة
  • الدكتور امتياز سليمان.. الطبيب الذي أصبح رمزًا للعطاء الإنساني بأفريقيا والعالم
  • المؤتمر: التصعيد بين إسرائيل وإيران يتطلب اصطفافًا وطنيًا خلف القيادة السياسية
  • مستقبل وطن: التكاتف خلف القيادة السياسية واجب وطني لمواجهة التحديات الراهنة
  • وزير الصحة المكلف يتابع احتياجات المستشفيات ويؤكد دعم الوزارة لتطوير الخدمات الطبية
  • وزير الصحة يُكرم السفيرة هيفاء أبو غزالة تقديرًا لجهودها بـالجامعة العربية
  • وزير الصحة والسكان يُكرم السفيرة هيفاء أبو غزالة تقديرًا لجهودها
  • وزير الصحة يبحث مع شركة عالمية تعزيز التعاون في علاج الأورام والمرأة