الحكيم يوجه رسالة للفصائل الفلسطينية ويحمل المجتمع الدولي مسؤولية ما يجري في غزة
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
حمل رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، عمار الحكيم، اليوم الثلاثاء (28 آيار 2024)، المجتمع الدولي والعالم الإسلامي مسؤولية دعم القضية الفلسطينية.
وذكر مكتب الحكيم في بيان، تلقته "بغداد اليوم"، أن "رئيس تحالف قوى الدولة تفقد الجرحى الفلسطينيين الراقدين في مستشفى مدينة الطب ببغداد"، مبينا ان "الحكيم أشاد بالمعنويات العالية للجرحى من الرجال والنساء والأطفال الذين ينشدون العودة إلى بلدهم منتصرين و مرفوعين الرأس".
وقال الحكيم بحسب البيان، إن "الزيارة في أيام حزينة وعصيبة على الشعب الفلسطيني حيث سقوط عدد من الشهداء في مخيم رفح بعد استهداف الكيان الإسرائيلي الغاصب للمخيم في عملية تجاوز فيها كل الأعراف والتقاليد الدولية في الحروب".
وأضاف ان "الكيان الإسرائيلي يمارس إبادة جماعية ضد أبناء شعبنا الفلسطيني" مؤكدا ان "القتل العشوائي الذي يحصل يجعلنا أمام مسؤوليات كبيرة في العالم الإسلامي والمجتمع الدولي بأن نقف موقف المساندة والنصرة والدعم للقضية الفلسطينية بشكل عام ولغزة الصامدة بشكل خاص".
وتابع الحكيم ان "الزيارة في ذكرى تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في هذا اليوم هي رسالة لكل الفصائل الفلسطينية أن تتوحد وتتعاون مع بعضها وتتكامل لتحقيق النصر الكبير والوقوف بوجه الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة".
وأشار الى ان "موقف العراق المساند والداعم والمناصر لفلسطين ولقضية شعبها بكل ما أوتي من قوة في كل المجالات السياسية والإعلامية والإغاثية والدعم والإسناد الممكن توفيره لنصرة الشعب الفلسطيني".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
سوريا الموحّدة: مسؤولية العلويين في مواجهة التحريض وإغلاق باب الفتنة
عاشت الأقليات في بلاد الشام، ومنها الطائفة العلوية، قرونا طويلة في ظل دولة واحدة وإدارة واحدة وجيش واحد، دون أن تتعرض في تاريخها الطويل لأي استهداف ممنهج أو تمييز معمّم ضد وجودها أو ممارساتها. وهذا الامتداد التاريخي الحافل بالتعايش يقدّم حقيقة راسخة لا تقبل الجدل: المجتمعات الإسلامية اعتمدت عبر تاريخها ثقافة الحوار واحترام الخصوصيات الدينية والاجتماعية للأقليات، ما لم تتحوّل تلك الخصوصية إلى مشروع صدام أو اعتداء على محيطها.
وقد حافظت الأقليات خلال هذه القرون على وجودها وتماسكها، بل أسهمت في بناء الهوية الثقافية والاجتماعية لبلاد الشام، مما يعكس طبيعة المجتمع السوري الذي طالما عُرف بتنوّعه وثرائه وقدرته على احتضان الجميع.
الشقاق المعاصر وأثره على النسيج السوري
غير أن العقود الستة الماضية في سوريا خلّفت شرخا عميقا بين المجتمع السوري عموما والطائفة العلوية خصوصا، بعدما استغلّ نظام الأسدين هذه الطائفة توظيفا سياسيا وأمنيا مكثّفا، فحمّلها تبعات سياسات لم تكن تعبّر بالضرورة عن إرادتها الحقيقية، وأوجد فجوة بينها وبين بقيّة مكونات المجتمع.
ومع مرور الوقت، تبيّن حتى لأبناء الطائفة أن النظام لم يكن يوما حاميا لهم بقدر ما كان مستغلا لوجودهم، وهو ما كشفته تسريبات متداولة للرئيس الهارب إلى موسكو، تضمنت عبارات انتقاص واستهزاء وتكبر على أبناء الطائفة، مما جعلهم في موقع الضحية أكثر من أي وقت مضى.
"نصرٌ لا ثأر فيه".. نافذة للترميم الوطني
مع انطلاق معركة ردع العدوان ورفع الرئيس السوري أحمد الشرع لشعار "نصر لا ثأر فيه"، تبلورت فرصة تاريخية لإعادة وصل النسيج السوري وترميم العلاقة بين مكوناته قبل فوات الأوان. فهذا الشعار لا يحمل فقط دعوة لتهدئة النفوس وتجاوز جراح الماضي، بل يؤسس لرؤية دولة جديدة تقوم على العدالة والإنصاف، لا على معادلة الثأر أو منطق التصفيات.
وما تعبر عنه الحكومة السورية الحالية من خطاب وطني جامع، ورؤية قائمة على وحدة المجتمع، يعزز الثقة بأن المرحلة المقبلة قد تكون نقطة تحول في تاريخ سوريا الحديث.
الحكومة السورية الحالية والضمان الحقيقي للطائفة
إن الواقع السوري اليوم يكشف بوضوح حقيقة لا تخفى على أي منصف: الحكومة السورية الحالية، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، باتت الضامن الحقيقي لسلامة الطائفة العلوية ولأمن جميع السوريين دون استثناء.
فالدولة الجامعة، بقوانينها ومؤسساتها، هي وحدها القادرة على حماية الجميع، وتجاوز المرحلة التي حاول النظام السابق خلالها استغلال الفوارق الطائفية لتعزيز سلطته.
العلويون بين مسؤولية اللحظة والوعي بخطورة الاستغلال
إن إدراك هذه الحقائق يجعل أبناء الطائفة العلوية اليوم أكثر الفئات حاجة إلى التمسك بخيار الدولة والالتفاف حول الحكومة السورية الحالية ورئيسها. فهذه اللحظة التاريخية تستوجب منهم الابتعاد عن الأصوات المحرضة على الفتنة والتصعيد، خصوصا مع معرفتهم بأن شخصيات مثل غزال غزال لم تكن يوما ممثلة لطموحاتهم، ولا ناطقة باسمهم، بل جزءا من المنظومة التي حكمت باسمهم وفرضت عليهم وعلى عموم السوريين أشكالا متعددة من الاستبداد قبل أن تتخلى عنهم.
إن ما يجري من محاولات نشر الفوضى وبثّ الشقاق بين أبناء الوطن ليس إلا استغلالا جديدا لمعاناتهم وقلقهم، هدفه ضرب الاستقرار وتقويض فرص المصالحة الوطنية. والوعي بهذه اللعبة السياسية هو الخطوة الأولى نحو إغلاق باب الفتنة ومنع تكرار أخطاء الماضي.
نحو سوريا جديدة لا تُستغل فيها الطوائف والعِرقيات
إن قوة سوريا كانت دائما في تنوعها، وإن أي محاولة لاستخدام الطوائف والعِرقيات وقودا للصراع ليست سوى انحراف عن تاريخ طويل من التعايش. واليوم، تقف البلاد أمام فرصة لإعادة بناء الثقة، وترسيخ دولة القانون، وصياغة مستقبل يتساوى فيه المواطنون دون تمييز.
وإن مسؤولية أبناء الطائفة العلوية في هذه المرحلة مسؤولية وطنية كبرى: إغلاق أبواب التحريض، ودعم المصالحة، والوقوف مع مشروع الدولة الحديثة. فبهذا وحده تُبنى سوريا الموحّدة، سوريا التي يسع وطنها الجميع، ويحمي فيها القانون كل مواطنيها بلا استثناء.