أدى مقتل جندي مصري، في تبادل لإطلاق النار قرب معبر رفح، إلى تفاقم التوترات التي أضرت بالعلاقات بين مصر وإسرائيل منذ بدء الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

تاليا بعض الأسئلة، والإجابات المتعلقة بطبيعة ومستقبل العلاقات بينهما، والإطار الذي يحكم تلك العلاقات.

ما مدى عمق العلاقات؟

بعد أن خاضت مصر حروبا ضد إسرائيل في أعوام 1948 و1956 و1967  و1973 أصبحت أول دولة عربية توقع معاهدة سلام وتقيم علاقات معها في عام 1979.

وأثمرت المعاهدة عن ما يوصف عادة بأنه "سلام بارد"، ظلت بموجبه العلاقات الاقتصادية والثقافية والشعبية محدودة ويشوبها انعدام  الثقة.

ومع ذلك، كان التعاون كبيرا في مجال الطاقة والأمن، وزاد في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي. وبدأت مصر في استيراد الغاز الإسرائيلي عام 2020، وتستضيف القاهرة منتدى غاز شرق البحر الأبيض المتوسط الذي تشارك إسرائيل في عضويته.

وفرضت إسرائيل حصارا على غزة بينما شددت مصر الإجراءات على الحدود منذ عام 2007 عندما أصبح القطاع تحت حكم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

ما الذي تسبب في التوترات الأخيرة؟

تشعر مصر بالقلق إزاء الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة  واحتمال أن يؤدي ذلك إلى نزوح جماعي فلسطيني إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، وهي فكرة طرحها بعض الساسة الإسرائيليين وتعارضها الدول العربية بشدة.

ويستخدم مسؤولون مصريون ووسائل الإعلام المرتبطة بالدولة مفردات لاذعة بشكل متزايد في انتقاد الحرب الإسرائيلية على غزة.

وحذرت القاهرة على وجه الخصوص من شن عملية عسكرية واسعة النطاق  قرب الحدود المصرية في رفح التي لجأ إليها الكثير من سكان غزة هربا من القصف الإسرائيلي العنيف على مناطق أخرى من القطاع.

وعندما كثفت إسرائيل عملياتها بالقرب من رفح في أوائل مايو/أيار الجاري وسيطرت على الجانب الفلسطيني من المعبر، توقفت عمليات تسليم  المساعدات الإنسانية وسط تبادل الاتهامات بين مصر وإسرائيل بالمسؤولية عن ذلك. وتقول مصر إنه يجب إعادة الإدارة الفلسطينية للمعبر.

وأثارت إسرائيل غضب مصر عندما أشارت إلى أن حماس تستخدم أنفاقا تمتد تحت الحدود مع سيناء في تهريب الأسلحة. وقال مبعوث إسرائيلي في محكمة العدل الدولية هذا الشهر إنه تم تحديد نحو 50 نفقا من هذا القبيل في رفح.

وتقول مصر إنها دمرت شبكات الأنفاق المؤدية إلى غزة قبل سنوات وأقامت منطقة عازلة وتحصينات حدودية تمنع التهريب.

ما الذي على المحك؟

الأكثر إلحاحا الآن هو أن تتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة حيث تواجه قطاعات من السكان جوعا شديدا ونقصا حادا في الرعاية لصحية.

ورغم إدخال بعض المساعدات عبر طرق بديلة منها رصيف بحري أنشأته الولايات المتحدة، فإن معظم المساعدات الدولية تصل إلى سيناء ويتم توجيهها عبر رفح.

واتفق السيسي والرئيس الأميركي جو بايدن أواخر الأسبوع الماضي على استئناف المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي القريب. واستؤنفت عمليات التسليم من خلال هذا الطريق لكن من غير الواضح إلى ي مدى يمكن توسيع نطاقها.

كما تشارك مصر في المفاوضات بين إسرائيل وحماس، بهدف الاتفاق على هدنة مرحلية وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة والسجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل.

وتعثرت المحادثات مع دخول إسرائيل إلى رفح. وهددت مصر بالانسحاب من الوساطة بعد أن نقلت شبكة "سي.إن.إن" الأميركية عن مصادر لم يتم الكشف عنها أن المخابرات المصرية مسؤولة عن إفشال الاتفاق. وقالت مصادر مصرية في وقت لاحق إن مصر ما زالت ملتزمة بالمفاوضات.

وقد يتعرض الاستقرار الإقليمي للخطر في نهاية المطاف إذا تدهورت العلاقات بين مصر وإسرائيل. لكن في حين حذرت مصر من أن معاهدة السلام مع إسرائيل قد تتقوض بسبب الأحداث في غزة وقالت إنها ستنضم إلى قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، فإنها لم تفعل مثل المملكة الأردنية التي سحبت سفيرها من إسرائيل، أو تتخذ خطوات رسمية أخرى.

لماذا تحمي مصر وإسرائيل العلاقات؟

للبلدين مصلحة في إبقاء القنوات مفتوحة في أثناء محاولتهما إدارة تداعيات الحرب في غزة فضلا عن الضغوط الداخلية والدولية.

فبالنسبة لمصر، تعد معاهدة السلام بمثابة حجر زاوية في السياسة الخارجية منذ عشرات السنين، فهي تجلب 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية سنويا من الولايات المتحدة.

على الجانب الآخر، تهدف إسرائيل إلى إقامة علاقات مع العالم العربي بدلا من تقلص العلاقات القائمة.

وسيكون البلدان أيضا محوريين في خطط ما بعد الحرب في غزة، وسيتعين عليهما التوصل إلى ترتيب لإدارة الأمن على امتداد الحدود  بين مصر وغزة، بما في ذلك معبر رفح ومنطقة عازلة تُعرف باسم ممر فيلادلفيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مصر وإسرائیل بین مصر فی غزة

إقرأ أيضاً:

السفيرة المصرية في زيمبابوي تقدم أوراق اعتمادها إلى رئيس الجمهورية

قدمت السفيرة الدكتورة مها سراج الدين، سفيرة جمهورية مصر العربية في زيمبابوي اليوم أوارق اعتمادها إلى رئيس جمهورية زيمبابوي، ايمرسون منانجاجوا، وذلك خلال مراسم رسمية تمت بالقصر الرئاسي بهراري أعقبها لقاء مع رئيس الجمهورية بحضور وزير الخارجية والتجارة الدولية.

وخلال اللقاء، نقلت السفيرة تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي لنظيره الزيمبابوي، مؤكدة على عمق ومتانة العلاقات مع زيمبابوي والتي تعود إلى مرحلة الستينيات أثناء دعم مصر لحركات التحرر الوطني في زيمبابوي واعترافها ضمن أوائل الدول باستقلال زيمبابوي في أبريل 1980، كما عبرت السفيرة عن اعتزامها الحفاظ والبناء على الزخم الذي تحقق في مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين خلال الفترة المقبلة.

من جانبه، هنأ الرئيس الزيمبابوي السفيرة متمنيًا لها التوفيق في مهامها الجديدة، مؤكدًا أن العلاقات بين مصر وزيمبابوي في تطور مستمر على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والفنية والتعليمية، ومشيدًا بالدعم المتبادل للبلدين على المستويين الإقليمي والدولي.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية يفتتح منتدى الأعمال المصري الأنجولي

وزير الخارجية يبحث مع «جوتيريش» جهود دعم مسار التهدئة وتثبيت وقف اطلاق النار فى غزة

«الخارجية» تنظم احتفالية كبرى لتكريم رموز الدبلوماسية المصرية | صور

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تواصل خنق غزة بمنع المساعدات
  • الجمعية العامة تعتمد قرارا يطالب إسرائيل بإنهاء قيودها على وصول المساعدات إلى غزة
  • انطلاق التحضيرات لاجتماع اللجنة المصرية الألبانية للتعاون الاقتصادي
  • السفيرة المصرية بزيمبابوي تؤكد: العلاقات بين البلدين في تطور مستمر
  • السفيرة المصرية في زيمبابوي تقدم أوراق اعتمادها إلى رئيس الجمهورية
  • مركز حقوقي يحذر من كارثة وشيكة للنازحين بغزة نتيجة القيود “الإسرائيلية”
  • كوبا تدين إعلان “إسرائيل”عن خط مؤقت عالي النار في غزة
  • إسرائيل تعيد فتح معبر “اللنبي” لدخول المساعدات إلى غزة
  • شاحنات «زاد العِزة» تتحرك من الأراضي المصرية باتجاه منفذ كرم أبو سالم جنوبي غزة
  • وزير إسرائيلي يصف الحرب على سوريا بالحتمية وسط توتر على حدود القنيطرة