“كل العيون على رفح”.. قصة صورة تغزو إنستغرام
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
متابعة بتجــرد: تمكنت صورة تحمل عنوان “كل العيون على رفح” من حصد 37 مليون مشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي في أقل من 24 ساعة.
وقد ساهمت إعادة مشاركة عدد من المشاهير ونجوم السنيما والرياضة للصورة على حسابتهم الخاصة على “إنستغرام”، من خلال خاصية القصص، في انتشارها بشكل واسع خلال الساعات الماضية.ويأتي إطلاق هذه الصورة ومشاركتها في أعقاب مقتل عشرات المدنيين الفلسطينيين في غارة شنتها القوات الإسرائيلية على رفح جنوبي قطاع غزة، ليل الأحد.
صورة بالذكاء الاصطناعي
وتظهر الصورة التي يبدو أنها أنجزت بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي صفوفا منظمة من الخيام تمتد على مسافة بعيدة على أرض ترابية، وهياكل بيضاء في المنتصف مكتوب عليها عبارة “كل العيون على رفح”.
ويقول موقع “سكاي نيوز” البريطاني أن عبارة ” كل العيون على رفح” نابعة من تصريح لريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية.
ويعتبر الموقع أن من بين العلامات التي تشير إلى أن الصورة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي هي أنها لا تبدو واقعية، وتحتوي على ظلال غير عادية، والمخيم المصور يبدو مترامي الأطراف ومتناسق بشكل غير طبيعي، وهو ما يعتبر علامة على تكرار النمط الشائع في جيل الذكاء الاصطناعي.
ويؤكد مات نافارا، مستشار وسائل التواصل الاجتماعي، أن “نشر ’كل العيون على رفح‘ تم في فترة قصيرة فقط، وذلك من خلال مساهمة العديد من الأشخاص المؤثرين والمشاهير الذين تتم متابعتهم على نطاق واسع على منصات متعددة في إعادة نشرها.
ويعتبر نافارا في تصريح لشبكة “إن بي سي” الأميركية، أنه يبدو أيضا أن الصورة هي واحدة من الصور الأكثر انتشار والتي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
ويقول إنه من خلال وضع نص في الصور نفسها، فإن ذلك يساعد في التحايل على بعض عمليات الإشراف الآلي على منصات التواصل الاجتماعي، باعتبار “أنها صورة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي ولا يوجد فيها أي شيء خطير أو مثير للجدل على نطاق واسع”.
main 2024-05-29 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی کل العیون على رفح
إقرأ أيضاً:
في اليوم الدولي للصداقة.. هل نحن وحيدون رغم مئات “الأصدقاء”؟
صراحة نيوز- هل تعلم أن هناك يوماً مخصصاً للاحتفاء بالصداقة؟ يوم امس 30 يوليو/تموز من كل عام، تحتفل الأمم المتحدة بـ “اليوم الدولي للصداقة”، الذي أقرّته منذ عام 2011 اعترافاً بأهمية هذه العلاقة الإنسانية بوصفها إحدى القيم النبيلة التي تجمع بين الناس حول العالم.
لكن، ماذا يعني الاحتفال بالصداقة في عصرنا الرقمي؟ سؤال طرحته الكاتبة على عدد من الصفحات الموجهة لجمهور من جنسيات مختلفة، لتفاجأ بعدم التفاعل، وكأنها تسأل عن أمر غير مألوف.
ربما لأن الصداقة، كما عرفناها قديماً، لم تعد على حالها. في زمن تزايد فيه عدد الأصدقاء الافتراضيين على حساب التواصل الواقعي، صار الحديث عن روابط متينة ومستقرة نادراً، بل وأحياناً غريباً.
ففي ظل وفرة أدوات الاتصال الحديثة، يشير الواقع إلى تصاعد الشعور بالوحدة، حتى بات “مصدر قلق عالمي” وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، التي شكلت لجنة متخصصة لدراسة الظاهرة على مدار ثلاث سنوات.
ووفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة “ميتا غالوب” في أكثر من 140 دولة، فإن واحداً من كل أربعة أشخاص يعاني من الشعور بالوحدة. أما مؤسسة “يوغوف” البريطانية، فقد أشارت إلى أن جيل الألفية، الذي نشأ في قلب العصر الرقمي، هو الأكثر تعرضاً للعزلة الاجتماعية.
مفارقة التواصل الحديث: قرب افتراضي.. وبعد واقعي
رغم سهولة إرسال الرسائل والتواصل الفوري، إلا أن تلك الأدوات لم تنجح في تقوية العلاقات كما كان مأمولاً. في الماضي، كان إرسال رسالة يتطلب جهداً ووقتاً، سواء عبر رسول أو حمام زاجل، لكن العلاقات كانت أكثر ثباتاً. أما اليوم، فقد أصبحت الصداقة في متناول اليد، لكن قيمتها أُضعفت، وربما فقدت معناها العميق.
رضوى محمد، شابة مصرية تقيم في لندن منذ خمس سنوات، تحاول الحفاظ على روابط الصداقة القديمة مع صديقتيها من القاهرة عبر العالم الافتراضي، لكنها في الوقت نفسه تبحث عن علاقات جديدة تشاركها اهتماماتها في المدينة الجديدة.
وتقول إن وسائل التواصل والمنصات المخصصة للتعارف، إضافة إلى مجموعات الاهتمامات، تساعدها على التغلب على الوحدة. لكنها ترى في تلك المهمة تحدياً حقيقياً، قائلة: “العثور على أصدقاء حقيقيين هنا يشبه التنقيب عن المعادن الثمينة”.
وتضيف: “رغم وسائل التواصل الكثيرة، تبقى الحاجة للألفة واللقاء الحقيقي وتقاسم الذكريات أمراً لا يغني عنه العالم الرقمي”.
منصات التواصل.. علاقات سريعة وقابلة للانتهاء
في صفحات التعارف عبر فيسبوك، يذكر المستخدمون أسباب تراجع الصداقات الواقعية: من ضغط العمل، إلى اختلاف الاهتمامات، إلى طبيعة المجتمعات الجديدة، وحتى الطقس البارد الذي يُبعد الناس عن التواصل.
وترى الخبيرة النفسية الأمريكية جينيفر غيرلاتش أن التكنولوجيا، رغم ما تتيحه من تواصل، ساهمت في تقصير عمر العلاقات. فسهولة الوصول إلى الآخرين جعلت الاستغناء عنهم سهلاً أيضاً، وأضعفت مهارات الحوار والتسامح.
وتحذر غيرلاتش من ظاهرة تصنيف الآخرين بسرعة ضمن خانة “الناس السامة”، ما يخلق عزلة غير مرئية، ويحرم الأفراد من علاقات قد تكون نافعة وطويلة الأمد.
العلاقات الرقمية.. راحة مؤقتة وحرمان عميق
الاستشارية النفسية والاجتماعية الأردنية عصمت حوسو ترى أن وسائل التواصل الاجتماعي أعادت تشكيل العلاقات الإنسانية، فصارت أقل حميمية وأكثر سطحية. وتقول: “وجدنا متعة الرفقة دون متطلبات الصداقة”.
وتؤكد أن الإنسان بطبعه يحتاج إلى علاقات حقيقية مفعمة بالمشاعر، وهو ما لا توفره التفاعلات الرقمية. “الصداقة مثل النبات، لا تنمو إلا إذا سقيت بالعناية والتواصل الحقيقي”، تضيف حوسو، محذرة من اختزال العلاقات الإنسانية إلى مجرد رموز ونقرات على الشاشة.
كم عدد الأصدقاء الذي نحتاجه فعلاً؟
الكاتب الأمريكي هنري آدمز قال في القرن التاسع عشر: “إذا كان لك صديق واحد فأنت محظوظ، وإذا كان لك صديقان فأنت أوفر حظاً، أما ثلاثة فذلك مستحيل”. لكن العلم الحديث قدّم محاولة للإجابة الدقيقة.
فبحسب “رقم دنبار”، وهو مقياس وضعه عالم الأنثروبولوجيا البريطاني روبن دنبار، فإن الإنسان لا يستطيع الحفاظ على أكثر من 150 علاقة ذات مغزى في آنٍ واحد، حتى في عصر التواصل الرقمي.
لكن الأهم من العدد هو عمق العلاقات، وقدرتها على تقديم الدعم العاطفي في الأوقات العصيبة. ولهذا ترى حوسو أن “المعادلة الناجحة تكمن في التوازن بين العلاقات الواقعية والافتراضية، وتنمية روابط حقيقية رغم سرعة العصر”.
في اليوم الدولي للصداقة، لعلنا نحتاج أن نعيد النظر في مفهوم الصداقة ذاته، وأين نقف نحن منه. فبين المئات من “الفرندز”، قد نكون في الحقيقة بحاجة إلى صديق واحد فقط… حقيقي.