الجزائر تقدم مشروع قرار يحث مجلس الأمن على تحمل مسؤولياته تجاه غزة
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
سرايا - أعلنت الجزائر، الأربعاء، تقديم مشروع قرار يحث مجلس الأمن على تحمل مسؤولياته تجاه الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ نحو 8 أشهر.
أفاد بذل مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، في كلمة خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن بشأن الأوضاع في رفح جنوبي قطاع غزة، عقدت بطلب من بلاده.
وأضاف: "بناء على تعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، فإن الجزائر بوصفها عضوا مسؤولا بمجلس الأمن وبدعم من المجموعة العربية، قررت أن تتقدم بمشروع قرار تحث فيه مجلس الأمن على تحمل مسؤولياته تجاه الوضع في غزة".
وأوضح بن جامع أن "مجلس الأمن يتحمل المسؤولية الأساسية فيما يجري حاليا في غزة، وعليه أن ينفذ قراراته ذات الصلة تنفيذا كاملا".
وأشار إلى "مواصلة إسرائيل لجرائمها في غزة والضفة الغربية والقدس الشريف، غير مكترثة للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن".
مندوب الجزائر، العضو غير الدائم بمجلس الأمن منذ مطلع يناير/ كانون الثاني 2024، وحتى 31 ديسمبر/ كانون الأول 2025، قال إن "انتظارنا امتثال السلطة القائمة بالاحتلال (إسرائيل) طواعية لقواعد القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، أمر لا طائل منه".
وأشار إلى أن "السلطة القائمة بالاحتلال تؤكد أنها لن تمتثل لأوامر محكمة العدل الدولية، وتواصل التستر على جرائمها والقتل تحت ما يطلقون عليه الأخطاء الجسيمة"، في إشارة إلى مجزرة قصف خيام النازحين في رفح الأحد، والتي وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بـ"الخطأ الجسيم".
وأعرب بن جامع عن أمله "أن يحصل مشروع القرار الموجز الذي تقدمت به بلاده على دعم كل هذا المجلس".
والثلاثاء، قال بن جامع في تصريحات صحفية بعد اجتماع مغلق لمجلس الأمن بشأن غزة، إن الجزائر ستقترح، الأربعاء، مشروع قرار للمجلس "لوقف القتل" في مدينة رفح جنوب القطاع.
وعقد مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا، مساء الثلاثاء، جلسة مغلقة عاجلة بناء على طلب من الجزائر، لبحث تطورات الأوضاع في رفح في ظل توالي المجازر بحق المدنيين، وأشدها تلك التي تستهدف خيام نازحين.
ورغم الانتقادات الدولية والإقليمية التي طالت تل أبيب على خلفية القصف الذي استهدف مخيم النازحين في تل السلطان، الأحد، عادت الطائرات الإسرائيلية واستهدفت فجر الثلاثاء مناطق في رفح بينها خيام نازحين، أسفرت عن مقتل 16 فلسطينيا وإصابة آخرين، وفق تصريحات مصادر طبية في المستشفى الإماراتي غرب رفح للأناضول.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا على غزة خلفت أكثر من 117 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، و"تحسين الوضع الإنساني" بغزة.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: مشروع قرار مجلس الأمن بن جامع فی رفح
إقرأ أيضاً:
تحركات أوروبية ودولية تجاه غزة.. خبراء لـ "الفجر": الدعم رمزي والمطالبات بتفعيل الضغط على إسرائيل
مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكثر من 18 شهرًا، تتزايد التحركات الدولية، لا سيما الأوروبية، لمحاولة كبح التصعيد والدفع نحو تسوية سياسية عادلة للقضية الفلسطينية.
في هذا السياق، تباينت تحليلات الخبراء السياسيين حول مدى فاعلية هذه التحركات وقدرتها على إحداث تغيير فعلي في المشهد الفلسطيني – الإسرائيلي المعقّد.
أبو عطيوي: الموقف الأوروبي يجب أن يُبنى عليه بتحرك عربي مشتركالمحلل السياسي الفلسطيني ومدير مركز العرب للأبحاث والدراسات، ثائر نوفل أبو عطيوي، وصف الموقف الأوروبي الأخير تجاه القضية الفلسطينية بأنه "متقدم وإيجابي"، مشيرًا إلى أن دعم بعض دول الاتحاد الأوروبي للمطالب الفلسطينية، ونداءاتها المتكررة لوقف الحرب وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية، يعكس تضامنًا واضحًا مع معاناة الشعب الفلسطيني.
وفي تصريحات خاصة لـ "الفجر"، قال أبو عطيوي: "هذا الموقف الأوروبي يلقى التقدير من أبناء شعبنا، ويجب أن يُستثمر فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا، من خلال تحرك مشترك تقوده جامعة الدول العربية، عبر عقد مؤتمر وزاري عربي لدعم التوجهات الأوروبية وتنسيق المواقف لإحداث ضغط حقيقي على إسرائيل".
ثائر أبو عطيويودعا أبو عطيوي إلى بلورة مشروع فلسطيني – عربي – أوروبي مشترك، يهدف إلى وقف العدوان ورفع الحصار وضمان الحقوق الإنسانية والسياسية للشعب الفلسطيني، مشددًا على ضرورة الخروج من الإطار الرمزي إلى خطوات عملية على الأرض، من أجل وقف الحرب وتحقيق السلام العادل وفق مبدأ حل الدولتين.
سعد خلف: التحركات الأوروبية رمزية ولا تملك أدوات ضغط فعالةمن جانبه، رأي الدكتور سعد خلف الباحث في الشؤون الأوروبية أن التحركات الأوروبية، رغم رمزيتها السياسية، لا تزال تفتقر إلى الآليات التنفيذية القادرة على إحداث تأثير ملموس.
أضاف خلف في حديثه لـ "الفجر" أن إشارات بعض الدول الأوروبية نحو الاعتراف بدولة فلسطينية تندرج ضمن محاولات إحياء المرجعيات الدولية، لكنها لا ترتقي بعد إلى مستوى الضغط الحقيقي على إسرائيل.
الدكتور سعد خلفأوضح خلف: "الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي حول التعاطي مع الملف الفلسطيني، إضافة إلى المصالح الاقتصادية والعسكرية المشتركة مع تل أبيب، تحد من قدرة أوروبا على تبني إجراءات مثل العقوبات أو تعليق الاتفاقيات الثنائية مع إسرائيل".
وأشار إلى أن التحركات الأوروبية تعكس كذلك ضغطًا متزايدًا من الرأي العام الأوروبي، الغاضب من "العدوان السافر على المدنيين الفلسطينيين"، إلا أن هذا الغضب لم يُترجم حتى الآن إلى سياسة أوروبية موحدة وفاعلة.
روسيا: دعم دبلوماسي ودعوة لحوار متعدد الأطرافوفي محور متصل، تطرّق الدكتور سعد خلف إلى الموقف الروسي، معتبرًا أن موسكو تحافظ منذ عقود على دعم سياسي واضح لحقوق الشعب الفلسطيني، خاصة إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. وأشار إلى أن السياسة الخارجية الروسية تنص على التوازن في علاقاتها بالمنطقة، حيث ترتبط بعلاقات قوية مع إسرائيل دون التخلي عن دعمها للحقوق الفلسطينية.
وأكد أن الدور الروسي يتمحور حول دعم المفاوضات متعددة الأطراف والدعوة إلى كسر احتكار الولايات المتحدة للعملية السلمية، لافتًا إلى أن تصريحات المسؤولين الروس الأخيرة، وفي مقدمتهم الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف، كانت أكثر انتقادًا لسياسات إسرائيل في غزة.
مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتعثر المساعي الدولية لإيقافه، تبرز التحركات الأوروبية والروسية كمؤشرات على وجود رغبة دولية متزايدة للخروج من الجمود السياسي.
ومع ذلك، يرى المراقبون أن هذه التحركات تبقى حتى اللحظة ضمن الإطار الرمزي، ما لم تُدعم بإرادة سياسية واضحة وإجراءات عملية تضغط على إسرائيل للانخراط في حل سياسي شامل يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وينهي عقودًا من الاحتلال والمعاناة.