بوابة الوفد:
2025-05-12@13:47:00 GMT

استخدام القوة على نطاق واسع وطويل الأمد

تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT

تتجه الحرب فى غزة نحو شهرها التاسع، وخلال تلك الفترة صرحت حكومة نتنياهو مراراً وتكراراً بأن إسرائيل تستخدم القوة ضد حماس، وليس ضد المدنيين، لكن هذا يتعارض مع السلوك الفعلى لهذه الحرب وطريقة القتال الإسرائيلية برمتها.. ومنذ البداية، كان جيش الدفاع الإسرائيلى يوسع نطاق هجماته إلى ما هو أبعد من وحدات حماس شبه العسكرية.

وكانت المدارس والمستشفيات ومحطات معالجة المياه وما شابه ذلك من الأهداف المبكرة، وكذلك الصحفيون وعمال الإغاثة والطاقم الطبي.
بموجب عقيدة الضحية، يتم استخدام القوة على نطاق واسع وطويل الأمد ضد السكان المدنيين بشكل عام لتحقيق هدفين محددين: الأول قصير المدى – تقويض الدعم المقدم للتمرد، والهدف فى غزة هو جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لحركة حماس. أما الخيار الثانى فهو طويل الأمد، وهو العمل كرادع للحركات شبه العسكرية فى المستقبل من أى نوع، سواء فى غزة أو الضفة الغربية المحتلة أو جنوب لبنان. وبصراحة، ما حدث لغزة هو نفس ما سيحدث لأى حركة تتحدى الأمن الإسرائيلى هناك أو فى أى مكان آخر.
ولكى نفهم ذلك، ولماذا يحتفظ نتنياهو بالدعم الكافى لمواصلة الحرب، فلابد من الاعتراف بعنصرين آخرين. الأول هو التأثير الدائم لهجوم حماس العام الماضي. وحتى مع ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين منذ ذلك الحين، فإن الخسائر الإسرائيلية فى 7 أكتوبر ما زالت تهز المجتمع الإسرائيلى حتى النخاع لعقود من الزمن ظلت إسرائيل تعيش فى حالة من التناقض الأمني: حيث تبدو إسرائيل منيعة ولكنها غير آمنة على الدوام، وذلك بسبب الصراع الأساسى حول الأرض والشعوب. وسوف يستمر «فخ انعدام الأمن» هذا إلى أجل غير مسمى ما لم يتم التوصل إلى تسوية عادلة مع الفلسطينيين. علاوة على ذلك، قد تعتبر إسرائيل نفسها دولة ديمقراطية، ولكن إذا أخذنا فى الاعتبار كل الأراضى التى تسيطر عليها إسرائيل، فإن السكان غير اليهود فى «إسرائيل الكبرى» هم الذين يتمتعون الآن بأغلبية إجمالية صغيرة .
والعنصر الثانى هو أن الحرب تسير بشكل سيئ بالنسبة للإسرائيليين. وعلى الرغم من استخدام الجيش الإسرائيلى للقوة على نطاق واسع وتدمير جزء كبير من قطاع غزة، إلا أن حماس ما زالت باقية وتواصل إعادة تشكيل نفسها. لقد أصبح فشل الجيش الإسرائيلى واضحًا منذ عدة أشهر ، لكن حكومة نتنياهو ليس لديها مكان آخر تذهب إليه، ولن يتخذ بايدن بعد الخطوة الرئيسية الوحيدة المتمثلة فى قطع جميع شحنات الأسلحة إلى إسرائيل. وما دامت الولايات المتحدة، وبريطانيا، ترفض قبول قرارات المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، فإن نتنياهو قادر على البقاء.
هناك علامة واحدة تبعث على الأمل: وهى أن المزاج العام فى إسرائيل يتغير ببطء ولكن بثبات، كما أفاد مراسلا صحيفة الجارديان بيثان ماكيرنان وكيكى كيرزينباوم. فبعد الهجوم الذى شنته حماس فى أكتوبر الماضي، تصور 70% من الإسرائيليين أن الحرب لابد أن تستمر إلى أن يتم القضاء على حماس، ولكن استطلاعاً للرأى أجرى مؤخراً أظهر أن 62% من الإسرائيليين يعتقدون أن هذا الأمر أصبح مستحيلاً الآن. ولا تزال إسرائيل مجتمعاً يعانى من استقطاب عميق، لكن هذا يعنى أنه من الممكن أن تأتى نهاية الحرب من الداخل 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى محمود قطاع غزة الجيش الإسرائيلي الحرب في غزة

إقرأ أيضاً:

غزة بين نار الميدان وجمود التفاوض.. إسرائيل تحشد وتلوّح بحرب طويلة الأمد

البلاد – غزة
في تطور يشير إلى تحوّل نوعي في استراتيجية العمليات العسكرية الإسرائيلية، أعلن الجيش الإسرائيلي تعبئة وحدتين إضافيتين من الاحتياط، تضاف إلى ثلاث وحدات سبق استدعاؤها، ما يعكس توجهاً نحو تصعيد ميداني واسع في قطاع غزة، بالتوازي مع انسداد المسار التفاوضي مع حركة حماس. كما إعلان مسؤول أمني إسرائيلي عن احتمال استمرار الحرب لعامين إضافيين يكشف عن تصوّر استراتيجي طويل الأمد لدى المؤسسة الأمنية، يبتعد عن التسويات السريعة ويراهن على استنزاف تدريجي للقدرة العسكرية والسياسية لحماس.
الاستعدادات اللوجستية، بما فيها توجيه القوات نحو المخازن العسكرية وقواعد التدريب، تؤكد أن الجيش يخطط لمرحلة موسعة من العمليات، تحت مظلة ما يُعرف بـ”عملية مركبات جدعون”. ومع أن المشاركة الفعلية في العمليات البرية ستقتصر في البداية على ثلاث وحدات، فإن الحديث عن آلاف من جنود الاحتياط يكشف عن جاهزية لتوسيع رقعة العمليات مستقبلاً، وربما الانخراط في مواجهة متعددة الجبهات، لا سيما مع الإشارة إلى نشاط وحدات أخرى على الجبهة الشمالية.
على الجانب السياسي، يشير الموقف الثابت لحماس في المفاوضات إلى حالة من الجمود، فيما تُلوّح إسرائيل ببدء مناورة برية واسعة إذا فشلت الصفقة، وربط التوقيت بخروج ترمب من المنطقة يعكس تنسيقاً دبلوماسياً ضمنياً قد يرتبط بزيارة أو وساطة خارجية.
ميدانياً، يشير استمرار استهداف المدنيين، وخاصة النازحين في جنوب القطاع، إلى تصعيد منهجي في الضغط على الحاضنة الشعبية لحماس، في محاولة لإضعاف تماسك الجبهة الداخلية في غزة. مقتل عشرة فلسطينيين بينهم أربعة أطفال في يوم واحد يعزز صورة الصراع كمأساة إنسانية متفاقمة، ويضع إسرائيل مجدداً تحت مجهر الانتقادات الدولية.
في المجمل، تنزلق الحرب في غزة نحو مرحلة أكثر تعقيداً، تجمع بين الجمود السياسي والتصعيد العسكري، ضمن إطار إسرائيلي يعوّل على الوقت وتكثيف الضغط العسكري لفرض معادلة جديدة على الأرض.

مقالات مشابهة

  • من الصفقة الجزئية إلى التسوية الشاملة.. مفاوضات تربك نتنياهو
  • 3 قضايا ساخنة في رحلة ترامب قد تفجر الخلاف مع نتنياهو
  • هآرتس: 3 قضايا ساخنة في رحلة ترامب قد تفجر الخلاف مع نتنياهو
  • هجوم على نتنياهو بعد إعلان حماس الإفراج عن جندي أميركي
  • رويترز عن نتنياهو: إسرائيل غير ملتزمة بأي وقف إطلاق نار مع "حماس"
  • نتنياهو: دول تبرم صفقات مع حماس من وراء ظهر إسرائيل
  • غزة بين نار الميدان وجمود التفاوض.. إسرائيل تحشد وتلوّح بحرب طويلة الأمد
  • إسرائيل تؤيد خطة ترامب للمساعدات في غزة وتحذر من "حرب للأبد"
  • نتنياهو لا يريد صفقة.. وهذه أبرز الدلائل على نوايا استمرار الحرب في غزة
  • إيكونوميست: الحرب في غزة يجب ألا تستمر وعلى ترامب الضغط على نتنياهو