في انتظار “موسى”.. هل يُقدم عمرو موسى على الترشح للانتخابات الرئاسية المصرية؟ ما حقيقة تواصل قوى سياسية معه لخوض المعركة؟ وهل لا يزال يحظى بالشعبية؟
تاريخ النشر: 3rd, August 2023 GMT
القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي: يدور حديث في مصر الآن عن تواصل قوى سياسية مع السيد عمرو موسى وزير الخارجية وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق لمحاولة إقناعه بخوض معركة الرئاسة المزمع إجراؤها أواخر هذا العام، وهو الأمر الذي تقبله البعض بحماس، فيما اعتبر آخرون تلك الأنباء بأنها من المضحكات المبكيات، مذكّرين بأن موسى يقف على مشارف عامه ال 88.
اسم عمرو موسى كان- في الماضي- كافيا لإثارة عاصفة من الجدل، فهل لا يزال يملك ذات الكاريزما والشعبية التي امتلكها من قبل؟ موسى نفسه كان قد قال في أحد تصريحاته إن مستقبله السياسي في يد الله، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عندما كان، رئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور المصري، بمقر الرئاسة ذات يوم، عقب تسليم مشروع الدستور للرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور. د. علياء المهدي العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية تقول إن السيد عمرو موسي سياسي مخضرم و تقلد مناصب سياسية هامة اهمها وزير خارجية مصر، ثم امين عام جامعة الدول العربية،ثم رئيس لجنة صياغة الدستور 2014. وتساءلت: هل يصلح السيد عمرو موسي – و هو قد تجاوز ال ٨٧ سنة- أن يكون مرشحا محتملا لرئاسة الجمهورية بحسب ما تشير له بعض الأنباء المتناثرة؟ وأضافت أنها تربأ به بعد هذا العمر ان يقبل الترشح للمنصب، مشيرة إلى أنه فشل بالفعل في الترشح في اول انتخابات رئاسية حرة في 2012، و فشل في المناظرة امام ابوالفتوح، و فشل في الحصول علي عدد كافٍ من الاصوات تؤهله للمنافسة النهائية علي المنصب. وقالت المهدي إن موسى فشل من 11 سنة و كان اصغر سنا و اكثر لياقة، فكيف سينجح الآن؟ واختتمت مؤكدة أملها في مرشح للانتخابات الرئاسية يكون مؤهلا صحيا وسياسيا. برأي الكاتب الصحفي كارم يحيى فإنه عمرو موسى انتهت تجربته السياسية وانتهى دوره. وأضاف لـ “رأي اليوم” أن الحديث عن موسى ما هو إلا محاولة لاصطناع حدث من لا حدث، مؤكدا أنه منذ 2013 لا يوجد أي معنى للانتخابات في مصر سواء رئاسية أم برلمانية. التساؤل الذي فرض نفسه وسط الجدل الدائر: هل طرح اسم عمرو موسى هدفه لعب دور موسى مصطفى موسى أم سيكون مرشحا مدنيا لتفتيت اصوات المطالبين بدولة مدنية في مواجهة جمال مبارك لو ترشح. مراقبون أكدوا أن المرشح الوحيد القادر على جعل الانتخابات حقيقية هو جمال مبارك. المطلوب دعاة التغيير المدني يؤكدون أملهم في نظام مؤسسي وليس زعماء ملهمين، لافتين إلى أنه مع التقدير الكامل للسيد عمرو موسى فإنه لا يصلح لقيادة دفة السفينة التي تواجه عواصف لا قِبل له بها.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
السيد عبدالملك الحوثي.. الثائر الذي قلب المعادلة وكسر هيبة الطغاة
سيف النوفلي*
كلمة حق اقولها في السيد عبدالملك الحوثي ، في زمن كاد فيه العرب أن يفقدوا معنى الكبرياء، ويُغرقهم بحر الذل والارتهان، ظهر عبدالملك بدر الدين الحوثي كصوتٍ خارج عن المألوف، خارج عن الخط الرسمي المليء بالتطبيع والانبطاح، ليُعلنها صريحة: لا خضوع لا استسلام… لا سلام مع مغتصب الأرض وقاتل الأطفال.
هذا القائد اليمني الشاب، لم يكن أميرًا مُرفّهًا ولا ابن دولة نفطية مترفة، بل ابن جبلٍ وقريةٍ محاصرة، خرج من بين أنقاض الحصار والجوع، فصار كابوسًا دوليًا لكل من تآمر على اليمن.
دحر العدوان، واستعادة السيادة
منذ أن بدأت الحرب الدولية على اليمن عام 2015، بقيادة تحالف ضم قوى كبرى وإقليمية، كان الهدف سحق إرادة الشعب اليمني وكسر عزيمة من قال لا لهيمنة الخارج.
لكن عبدالملك الحوثي، وبخطاباته النارية، وبالتحام قواته الشعبية، حوّل المعركة إلى درعٍ وسيف، فكانت الجبهات تشتعل بالكرامة، والطائرات تُقصف، والحدود تُسحق، وأسطورة القوة الخليجية والدولية تنهار أمام رجالٍ حفاة، ولكن أشداء.
قصف تل أبيب، الفعل الذي هزّ المنطقة
في الوقت الذي كانت فيه عواصم عربية تفتح ذراعيها لنتنياهو، وتُفرش له السجاد الأحمر، أمر عبدالملك الحوثي بقصف عاصمة الاحتلال تل أبيب، كأول قائد عربي يفعل ذلك منذ عقود طويلة.
كان هذا القصف رسالة قوية: أن فلسطين ليست شعارًا، بل ميدان مواجهة، وأن صواريخ اليمن، وإن كانت تحت الحصار، أبلغ من بيانات العرب مجتمعة.
الحصار البحري والجوي لـ”إسرائيل”
لم يكتفِ الحوثي بالشعارات، بل فرض واقعًا جديدًا: حظر بحري وجوي على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن، وتوسعت عملياته حتى أصبحت السفن “الإسرائيلية أو المرتبطة بها” هدفًا مشروعًا للمقاومة اليمنية.
إنه الفعل الذي لم يتجرأ أي زعيم عربي حتى التفكير فيه، بل إن البعض من خصومه السياسيين، اضطروا إلى الاعتراف بقوته وشجاعته، حتى سمعنا من كان يهاجمه سابقًا يناديه اليوم بالأخ عبدالملك!
مواجهة أمريكا، ووثيقة الانكسار
بلغ التحدي مداه، حين أرسل الحوثيون رسائل النار إلى السفن الأمريكية نفسها، مما دفع إدارة ترامب إلى التهديد بالمحو الشامل لليمن. لكن ما جرى بعد ذلك كان مذهلًا: التهديد انقلب إلى تفاوض، والمواجهة انتهت بتفاهمات سرية، يُقال إن ترامب اضطر لتوقيعها بعد أن تيقن أن اليمنيين لا يُخيفون بالكلام.
إنه اليمن الفقير، لكنه أبيّ، الذي أجبر أقوى دولة في العالم على مراجعة حساباتها.
في اخر كلامي أقول:
أن عبدالملك الحوثي، بفعله قبل قوله، حفر اسمه في وجدان الشعوب لا في نشرات الأخبار، وكشف الزيف العربي الرسمي من المحيط إلى الخليج.
قد يختلف الناس حول سياساته، أو يوافقونه، لكن لا أحد ينكر أن هذا الرجل كسر حاجز الخوف، وفتح باب المواجهة، وقال للعدو: لسنا عبيدًا، بل أسيادٌ في أرضنا.
حفظ الله اليمن واليمنيين وعلى رأسهم القائد الفذ عبدالملك الحوثي..
* كاتب وسياسي عُماني