د.حماد عبدالله يكتب: إفتقادنا للإنتماء للوطن !!
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
من أهم مايعن للوطن اليوم هو إفتقاده لإنتماء حقيقى من أهالى المحروسة وخاصة الشباب ولعل أجهزة الدولة السياسية
والتنفيذية والمعنيين بشئون الشباب قد يؤرقهم جدًا مثل هذا المقال إن كانوا خاصة من المفضلين "دفن رؤوسهم فى الرمال " " أو عاملين مش واخدين بالهم " !!
والإنتماء شيىء هام وحيوى لأى مجتمع أو أى أمة تطمح فى الوثوب إلى التقدم سواء كان فى محور الأقتصاد أو العلم والمعرفة أو فى رفع مستوى المعيشة لسكان الوطن أو حتى فى منافسة رياضية !!
والإنتماء المفقود فى مصر نراه فى كل مظاهر الحياة ( للأسف الشديد ) نراه فى الشارع المصرى حيث لا أحترام لمرور ولا إحترام لقواعد أدابه ولا إحترام للشارع ولأرصفته ( إن وجدت ) حتى التعامل فيما بين زملاء الطريق ( سائقى سيارات ) ومشاه لا إحترام لقواعد مبانى ونظام محلى " مفترى" " ومفترى عليه !!" لا إحترام لإرادة الوطن أمام صناديق الأنتخابات ( أيًا كانت نوعية الأنتخابات ) لا إحترام لطوابير أمام شباك خدمة "أو مخبز عيش "لا أحترام لمريض يتطلع لهدوء الشارع أو السكان المحيطين بإقامته، لا إحترام لتخطيط ولا إحترام للملكية العامة وتصل أيضاَ لعدم أحترام الملكية الخاصة ( الغير محروسة من أصحابها ) ! كل هذه الظواهر هى دلالة أكيدة لعدم الأنتماء لهذا الوطن والأبتلاء باللامبالاة وعدم الأكتراث !!
وحينما نعود بالذاكرة لعدة سنوات مضت أو لعدة شهور نجد أن تفجر الشعب بالأنتماء ظهر حينما كانت مصر فى أحتفال أقليمى لمسابقة كرة القدم بين دول قارة إفريقيا وتنافست مصر صاحبة الأرض وهى قبل دخول المنافسة (راهن المتخصصون ) على عدم قدرة الفريق المصرى على تخطى الأدوار الأولى فى المسابقة – وإذا بالإنتماء المصرى –كل شعب مصر أصر على التحدى – والوقوف وراء الفريق القومى بصورة لم تحدث إلا فى مرات "معدودة" وأغلبها حالة الحرب بين مصر وإسرائيل !!
وإذا بنا ننتصر ونفوز بالمسابقة ( كاسرين ) كل الحسابات المتخصصة بالإنتماء.
ولعل ما أتمنى أن يعود لأرجاء المحروسة هو سمة الإنتماء لمشروع قومى مشروع وطنى يلتف حوله الشعب كانت المشروعات القومية فى الماضى القريب متمثلة فى بناء مشروع مثل السد العالى غنى له المصريون وحاربوا من أجلة وساندوا القيادة السياسية فى سبيل تحدى تنفيذه وأنشئت للمشروع وزارة سميت وزارة السد العالى وهنا حينما نحسب المشروع بقيمته المالية نجد أن عدة مشروعات مثل(مترو الأنفاق،وأنفاق قناة السويس،ومشروع إعادة البنية التحتية للدولة، وسبق ذلك حفر فرع جديد بطول 35 كم لقناة السويس وغيرهم من مشرةعات قومية، تعدت ميزانياتها ميزانية السد العالى عشرات المرات ولكن لم يحظى بأن يكون أحدهم مشروعاَ قومياَ رغم كل فوائدة على أهل المحروسة!!
وحينما نتوقف قليلا لننظر حولنا نجد أن مصر بصدد عدة مشروعات يجب أن يلتف حولها شعب مصر لدينا مشروع تطوير التعليم لدينا مشروع الإدارة المحلية وتطويرها لدينا مشروع تنمية جنوب مصر مشروعات كثيرة لعل أغلبها تخضع لتوجهات الدولة السياسية والإدارية ولكن الذى يشدنى بأن التوجهات كلها تسعى لتحقيق " جول" فى هذه المشروعات الوطنية والتى تتميز بإسم القومية ماذا نحتاج لكى يستنفر المصريون كل قواهم.. وإنتمائاتهم.. لكى نحقق نجاح فى تلك المشروعات ؟؟ ماذا ينقصنا لكى نترجم أحلامنا إلى تطبيق عملى وننفذ مانحلم به ؟؟ إن سمة المشروعات القومية هى ( الأنتماء )الإنتماء لهذا الوطن والإحساس بأننا مشاركين فى إدارته وفى جدوى نفع تلك المشروعات لأهل المحروسة،.. وهذا لن يتأتى إلا بالوقوف وقفة رجل واحد أمام تحديد مستقبل هذا الوطن وأول خطوات تلك الوقفة أن يخرج للنور قانون للإدارة المحلية يتمتع فيه المصريون بالحرية والديمقراطية والمشاركة الشعبية فى الإدارة
أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: لا إحترام
إقرأ أيضاً:
أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوة توعوية بعنوان مفهوم المواطنة والإنتماء للوطن
في إطار التعاون المثمر والبناء بين مديرية أوقاف الوادي الجديد ومديرية التربية والتعليم بالمحافظة، وضمن فعاليات مبادرة "صحح مفاهيمك" التي تهدف إلى ترسيخ الفكر الوسطي المستنير، استضافت مدرسة المجاهدين التابعة لإدارة الخارجة التعليمية ندوة دينية توعوية تثقيفية موسعة بعنوان: "مفهوم المواطنة والانتماء للوطن".
تأتي هذه المبادرة تحت عناية ورعاية معالي الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وتحت الإشراف المباشر والمتابعة الدقيقة لفضيلة الشيخ رمضان يوسف صالح، مدير مديرية أوقاف الوادي الجديد.
تولى إلقاء الندوة الشيخ ياسر محمد عبد العال، الإمام بإدارة أوقاف الخارجة، الذي قدم حديثه عن الموضوع، مؤكداً أن المواطنة ليست مجرد إقامة في أرض، بل هي عقد اجتماعي وواجب ديني وأخلاقي ينبع من صميم الإيمان.
استهل الشيخ الشرح بالإشارة إلى أن حب الوطن فطرة غريزية أقرها الإسلام، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عند خروجه من مكة: "والله إنك لأحب بلاد الله إليَّ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت"، وأكد على أن هذا الحب لا يتوقف عند المشاعر، بل يتجسد في سلوكيات عملية:
حماية المكتسبات الوطنية واجب شرعي: أوضح الشيخ ياسر أن المواطنة تعني الحفاظ على الأصول والثوابت؛ فالاعتداء على الممتلكات العامة أو التخريب هو اعتداء على حقوق الأمة، وهو من الفساد الذي نهى عنه الشرع.
الانتماء هو الإيجابية في البناء لا السلبية: بين أن مفهوم الجهاد الأعظم في وقتنا الحاضر هو جهاد بناء الأوطان بالعلم والعمل والإخلاص؛ فالطالب الذي يذاكر، والعامل الذي يتقن، والموظف الذي يخدم بإخلاص، كلهم مجاهدون في سبيل رفعة وطنهم، مشدداً على أن الجهاد اليوم هو في محاربة الجهل والأمراض والأفكار المتطرفة.
طاعة ولي الأمر سبيل للاستقرار: أكد على أن الالتزام بالقوانين المنظمة للدولة واحترام مؤسساتها هو جزء من طاعة ولي الأمر التي أمر بها الشرع، لما في ذلك من حفظ للنظام العام وتحقيق الأمن، وهو هدف سامٍ من مقاصد الشريعة.
بعد الشرح، فُتح باب الأسئلة والمناقشات، حيث دار حوار تفاعلي هادف بين الشيخ والحاضرين من الطلاب والمعلمين.
سأل أحد الطلاب عن واجب الطالب والمُعلم تجاه الشائعات التي تستهدف وحدة الوطن. هنا، أكد الشيخ أن واجبنا هو التثبت والتحقق من المعلومة قبل نشرها، عملاً بقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا"؛ فـ "الشائعات هي العدو الخفي لأمن الأوطان، ومواطنتك تقتضي أن تكون حارساً واعياً ضدها".
كما دار استفسار عن كيفية ممارسة المواطنة أثناء التواجد في المدرسة. أجاب الشيخ بتبسيط المفهوم، مؤكداً أن ذلك يتمثل في التحلي بالانضباط، والحفاظ على ممتلكات المدرسة والمنشآت العامة، والاجتهاد في الدراسة لأن العلم هو أساس تقدم الوطن وقوته المستقبلية القادرة على المنافسة عالمياً، وقد لاقت هذه الأجوبة الشافية والمفصلة استحسان وتقدير الحضور.
في الختام، وجه الحاضرون الشكر والتقدير لمديرية أوقاف الوادي الجديد على هذه المبادرات القيمة والتفاعل الكبير والجهود المبذولة لتصحيح المفاهيم. وطالب الجميع بـ تكثيف هذه الندوات والمبادرات وتوسيع نطاقها لتشمل المزيد من المدارس والجهات.
وبهذه المناسبة، وجه فضيلة الشيخ رمضان يوسف صالح، مدير مديرية أوقاف الوادي الجديد، بضرورة استمرار وتعميم مبادرة "صحح مفاهيمك" في كافة مراكز المحافظة. وشدد فضيلته على أهمية ذلك في تعزيز الوعي والانتماء في نفوس النشء، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد يستغلها البعض، ونشر الفكر الوسطي المستنير الذي تتبناه وزارة الأوقاف بقوة في إطار رسالتها التنويرية الشاملة.