قمّة بايدن- ماكرون... الملف اللبناني على الطاولة دون حلّ للرئاسة!
تاريخ النشر: 7th, June 2024 GMT
تتجه الأنظار في الداخل نحو القمة الأميركية- الفرنسية بين الرئيسين جو بايدن وإيمانويل ماكرون، التي ستُعقد على هامش الإحتفالات بالذكرى الثمانين لإنزال النورماندي، الذي نفّذه الحلفاء في 6 حزيران 1944، بعد وصول بايدن يوم الأربعاء الى فرنسا والمشاركة فيها. وما يهمّ لبنان هو ما سينتج منها في ما يتعلّق بالاستحقاق الرئاسي، وبملفات البلد والمنطقة العالقة حالياً الى حين حصول التسوية الكبرى.
وكتبت دوللي بشعلاني في" الديار": تكمن أهمية انتظار نتائج هذه القمّة، على ما أكّدت مصادر سياسية واسعة الاطلاع، نظراً لتزامنها مع 3 أحداث مهمّة تتعلّق بالملف اللبناني: أوّلها مقترح كبير المستشارين في البيت الأبيض لشؤون أمن الطاقة آموس هوكشتاين حول الحدود البريّة وتطبيق القرار 1701. ثانيها زيارة الموفد الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان الآخيرة الى بيروت، والتي لم يُحقّق فيها أي خرق في الترويج لـ "الخيار الثالث"، رغم دعمه لـ "بيان الخماسية". وثالثها الهجوم المسلّح على السفارة الأميركية في عوكر من قبل شخص من الجنسية السورية، كان مسجّلاً وعائلته لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الأمر الذي يعيد مسألة إعادة النازحين السوريين من لبنان ودول الجوار الى سوريا الى الواجهة ، رغم رفض المجتمع الدولي لذلك في المرحلة الراهنة.
وعلى جدول أعمال القمّة أيضاً، ستوضع نتائج زيارات لودريان الست الى لبنان التي لم تُقدّم الملف الرئاسي خطوة واحدة، على ما أوضحت المصادر، ولم تتمكّن من "تثبيت" الخيار الثالث كحلّ نهائي للذهاب الى مجلس النوّاب وانتخاب الرئيس. غير أنّ لودريان تمكّن في زيارته الأخيرة من السماع من رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" أنّ حزب الله مستعدّ للذهاب الى انتخاب الرئيس من دون ربط هذا الملف بحرب غزّة والجبهة الجنوبية. وهو تقدّم ملموس يمكن البناء عليه، علماً بأنّ الاتجاه هو لتنفيذ مبادرة بايدن حول الهدنة في ووقف إطلاق النار في القطاع، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على جبهة الإسناد في الجنوب.
كما ستتم مناقشة مسألة مساهمة شركة "توتال إنرجي" في عملية الاستخراج والتنقيب عن النفط والغاز في البلوكين 4 و9، وتمكّنها من خلال ترؤس "كونسورتيوم" الشركات من "تجميد" تدفّق النفط والغاز من الثروة النفطية في البلوكات البحرية في المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة للبنان.
ومن الطبيعي أن يكون الهجوم على السفارة الأميركية، على ما أكّدت المصادر ذاتها، احدى نقاط المشاورات الموضوعة على طاولة القمّة، لما يشكّله أمن السفارات والحفاظ على الاستقرار الداخلي في لبنان من أهمية بالنسبة للولايات المتحدة وفرنسا وسائر دول "الخماسية". وإلّا لما جاء موفدو هذه الدول تباعاً الى لبنان والمنطقة للتحذير من التصعيد ومن توسيع الحرب، لأنّ أحداً لن ينجو منها.
كذلك فإنّ الرئيسان، بحسب رأي المصادر، سيضعان جدول المرحلة المقبلة بالنسبة لسياسة بلديهما الخارجية، ولإمكان تعاونهما معاً لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً إذا عاد بايدن الى البيت الأبيض. فالرئيس الأميركي يُعوّل على الانتخابات الرئاسية، ولهذا يدرس خطواته جيّداً لكيلا يفقد الناخبين العرب، الذين تُشكّل اصواتهم أهمية كبرى بالنسبة الى نتائج الانتخابات. كما أنّ الرئيس الفرنسي يحاول إعادة "تثبيت" الدور الفرنسي في المنطقة، لا سيما في لبنان، وإن لم ينجح حتى الآن لا في الملف الرئاسي ولا في ملف النفط، غير أنّه سيكون جاهزاً للتصرّف في الوقت المناسب. غير أنّ قمّة النورماندي لن تحمل الحلول السحرية للأزمات اللبنانية العالقة منذ فترة طويلة، وعلى رأسها الفراغ الرئاسي.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تحذّر: سلاح الجو سيطال مناطق جديدة إذا لم يتحرك الجيش اللبناني
قالت هيئة البث العبرية إن إسرائيل وجهت تحذيراً للحكومة اللبنانية من توسيع نطاق هجماتها الجوية في حال عدم تحرك الجيش اللبناني بفعالية لنزع سلاح حزب الله، مشيرة إلى أن الإسرائيليين أعربوا مؤخراً للأمريكيين عن استيائهم من ضعف أداء الجيش اللبناني في هذا الملف.
وأوضحت الهيئة أن الرسالة التي نقلتها الولايات المتحدة إلى بيروت تضمنت تحذيراً مفاده: “إذا لم يتحرك الجيش اللبناني ضد حزب الله بفعالية، فإن سلاح الجو سيزيد نطاق هجماته في لبنان بشكل كبير، وقد يشمل مناطق لم تُستهدف سابقاً بسبب مطالب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”.
وأشار التقرير إلى أن الضغط الدولي دفع الحكومة اللبنانية للكشف لأول مرة عن وثائق تُظهر جهود الجيش لتنفيذ خطة نزع سلاح جنوب البلاد، وسمح للصحفيين بزيارة أنفاق حزب الله في جنوب لبنان للاطلاع على التقدّم، وهو ما اعتُبر خطوة غير مسبوقة لتخفيف الضغط الدولي، وخاصة من الولايات المتحدة.
وأكد مصدر غربي مطلع لصحيفة “هآرتس” أن الأنفاق التي عرضها الجيش اكتُشفت خلال الأشهر الأخيرة ضمن خطة نزع السلاح التي أُقرّت في سبتمبر، مشيراً إلى أن الجيش اللبناني كان يمتنع عن عرض مثل هذه النتائج سابقاً بسبب حساسية الوضع الداخلي.
وتأتي هذه التطورات قبل أسابيع قليلة من الموعد النهائي الذي حددته الحكومة اللبنانية لنزع السلاح من المنطقة الواقعة جنوب الليطاني، وفي الوقت الذي من المقرر أن يزور فيه مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى لبنان مورغان أورتاغوس إسرائيل ثم لبنان.
وأضافت هيئة البث العبرية أن مناقشات القيادة الأمنية العليا في إسرائيل تناولت لبنان والتحضيرات المتعلقة بالزيارة التاريخية للبابا ليون الرابع عشر إلى لبنان، وأشارت إلى أن إسرائيل ستجري تعديلات على نشاطها العسكري حتى لا تؤثر على التغطية الإعلامية الواسعة للزيارة.
إسرائيل: قلق من تسريب معلومات استخباراتية عبر قوات اليونيفيل إلى حزب الله
أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الأحد، بأن كبار مسؤولي الجيش يخشون من تسريب معلومات استخباراتية عملياتية حساسة إلى حزب الله عبر قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، التي تتمتع بصلاحية رصد أنشطة الجيش الإسرائيلي على الحدود وتوثيق تحركاته.
ويتمكن جنود اليونيفيل من الوصول إلى مناطق نشاط الجيش الإسرائيلي لتصوير المنطقة وتوثيقها، ما أثار قلق الجيش من أن تصل هذه الصور إلى حزب الله لاستخدامها في جمع المعلومات الاستخباراتية والتخطيط لعمليات إرهابية.
وأوضح المصدر أن التوتر تصاعد بعد حادثة اكتشاف الجيش الإسرائيلي لوثيقة رسمية أعدتها اليونيفيل ووصفت إسرائيل بـ”العدو الإسرائيلي”، وقد اعترفت اليونيفيل بأنها نسخة لم تُصحح من الجيش اللبناني واعتذرت عن الخطأ، كما أسقطت قوة من اليونيفيل مؤخراً طائرة مسيرة إسرائيلية فوق قرية كلا جنوب لبنان.
وقال مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي: “لا خير في اليونيفيل، فهم قوة مخربة، لا يساهمون في نزع سلاح حزب الله ويقوضون حرية عمل الجيش، ونحن قلقون من تسرب صور أنشطتنا إلى حزب الله”.