فريد زهران: ثورة 25 يناير كشفت حجم الفراغ السياسي المروع
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
قال فريد زهران، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، إن ثورة 25 يناير كشفت حجم الفراغ السياسي المروع، مشيرًا إلى أنه لم تكن هناك قيادة واضحة للثورة.
المركز المصري الاجتماعي الديمقراطيوأضاف خلال حوار لقائه مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، في برنامج «الشاهد»، المُذاع عبر قناة «إكسترا نيوز»: «أتذكر أنه خلال فترة الحركات الطلابية في عام 1972، كانت فكرة اليسار مبعثرة ومكونة من جمعات صغيرة، وأنا كنت مشاركًا في الحملة الشعبية من أجل التغيير، وأيضًا شاركت في نفس الوقت في المركز المصري الاجتماعي الديمقراطي».
وتابع: «كان هذا المركز به مجموعة من السياسيين من أصول يسارية مثلي، أنا والدكتور مجدي عبد الحميد وآخرين، وسياسيين آخرين من جيل الوسط مثل صبري سليمان، تامر الميهي وأحمد فوزي وآخرين، وأيضًا آخرون من جيل الشباب مثل زياد العليمي، كنا عدة عشرات قليلة، ولكن كان لدينا صوت، لو لحظت الأسماء كلها كان لديها مواقع وأدوار بعد 2011، فهي مجموعة قليلة ولكن فعالة وتؤثر في دوائر واسعة، لذلك لما جت 25 يناير كنا موجودين».
وأكمل: «ولكن أصبحنا على درجة عالية جدا من الضعف، نتيجة الركود السياسي ومرور الوقت، لكن كنا موجودين، بحيث عندما حصلت 25 يناير ونزلنا الميدان، لم نشارك كتيار يساري في صُنع الحدث، بالعكس لم أكن متوقع أن المواطنين هينزلوا بعد الدعوة لـ 25 يناير».
الفراغ السياسي المروعواختتم: «لما نزلنا اكتشفنا حجم الفراغ السياسي المُروع، الذي نتج عن سنوات طويلة، من غياب السياسة، واكتشفنا أن الميدان الذي يحتوي على مئات الأف من المواطنين وأيضًا المتعاطفين معهم ملايين من البشر، ولكن دون قيادة، ولا رؤية وتوجهات واضحة، كان هناك شعار عامة رائعة ولكن لا تعبر ولا عن فكر لا عن رؤية لتحقيقها وتنفيذها على أرض الواقع، وعندما جاءت لحظة الحقيقة اكتشف الجميع أن القوى المُنظمة الوحيدة اللي موجودة في الميدان هما الإخوان، وبقيت القوى تتعثر وتتخبط في محاولة لتنظيم نفسها متأخر جدًا، عكس الإخوان اللي كانوا أكثر جاهزية».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فريد زهران 25 يناير محمد الباز الشاهد الفراغ السیاسی
إقرأ أيضاً:
ثورة ديسمبر: ثورة الوعي والكرامة والمواطنة المتساوية
ثورة ديسمبر: ثورة الوعي والكرامة والمواطنة المتساوية
صفاء الزين
جاءت ثورة ديسمبر تعبيرًا صادقًا عن معاناة الشعب السوداني وحلمه العميق في وطن يسوده العدل والحرية. جاءت الثورة استجابة لواقعٍ مثقل بالظلم والتهميش، وتجسيدًا لإرادة شعب قرر أن يستعيد كرامته وحقه في الحياة الكريمة. فقد خرج السودانيون من مختلف المدن والقرى شبابًا ونساءً وكبار سن يهتفون بصوت واحد: حرية، سلام، وعدالة.
عبرت ثورة ديسمبر عن وعيٍ جمعي متقدم تجاوز المطالب المعيشية الضيقة، واتجه نحو بناء دولة قائمة على أسس الحرية والعدالة والمساواة. فقد أدرك الشعب أن الخلاص الحقيقي يكمن في ترسيخ مبدأ المواطنة المتساوية بوصفها الأساس الذي تُبنى عليه الحقوق والواجبات، دون أي تمييز بسبب العرق أو الدين أو الجهة أو الانتماء السياسي. فالدولة العادلة تقوم على احترام الإنسان وضمان كرامته وحقه في المشاركة الكاملة في الشأن العام.
قدّم الثوار تضحيات عظيمة وسقط شهداء وجرحى واعتُقل الآلاف، وكتب السودانيون بدمائهم صفحة مضيئة في تاريخ بلادهم، مؤكدين أن الحرية تُنتزع ولا تُمنح، وأن إرادة الشعوب قادرة على كسر حلقات الاستبداد مهما طال أمدها. ولم تكن تلك التضحيات من أجل تغيير وجوه أو استبدال سلطة بأخرى، وإنما من أجل تفكيك منظومة حكم قامت على الإقصاء والفساد وقمع الحريات.
وتظل ثورة ديسمبر ثورة حية ومتجددة في وجدان الشعب السوداني ووعيه السياسي، حاضرة في مواقفه ورافضة لأي محاولات لطمس أهدافها أو الالتفاف عليها. كما تؤكد الثورة رفضها القاطع لعودة المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وواجهاتهم المختلفة، باعتبارهم رمزًا لمرحلة ألحقت بالبلاد أضرارًا جسيمة تمثلت في تدمير مؤسسات الدولة وإشعال الحروب وتقويض العدالة الاجتماعية.
إن الرجوع إلى الوراء لم يعد خيارًا ممكنًا، فالشعب الذي خرج مطالبًا بالحرية والعدالة والسلام لن يقبل بإعادة إنتاج الاستبداد تحت أي مسمى. وستبقى ثورة ديسمبر شاهدًا على قوة الشعب حين يتوحد ودليلًا واضحًا على أن طريق الدولة المدنية الديمقراطية هو الطريق الوحيد نحو سودان يسع الجميع.
كما أن حماية مشروع ديسمبر تتطلب جبهة مدنية واسعة تُوحّد أولوياتها حول وقف الحرب وحماية المدنيين واستعادة المسار الديمقراطي، وتبني أدوات ضغط سلمية مستدامة تربط الشارع بالبرنامج، وتربط البرنامج بمراكز القرار، حتى يصبح المستقبل عقدًا يصنعه المجتمع بإرادته، لا تسوية تُفرض عليه بميزان القوة.
الوسومإعادة إنتاج الاستبداد الحرية والسلام والعدالة الشعب السوداني المسار الديمقراطي بناء الدولة ثورة ديسمبر صفاء الزين