زهران القاعدي
من اليمن وإلى فلسطين تنطلق الصواريخ اليمنية معنونةً وحاملةً “فلسطين”، ومن خلفها شعبٌ بكل أحراره وشُجعانه يحمل فلسطين وهموم فلسطين وتطلعات فلسطين وتحرير واستعادة فلسطين من هيمنة الصهاينة الغاصبين، يشارك الشعب اليمني اليوم فلسطين المعركة والتضحية والبذل والعطاء، فلسطين تجري مجرى الدماء في قلوب اليمنيين، هي قضيتهم وهي مرتكزهم وعنوان بوصلتهم، ولو فُتحت المعابر أمامهم لكانوا هم في طليعة المعركة جنبًا إلى جنب مع مجاهدي فلسطين من كتائب القسام وسرايا القدس وغيرهم من أبطال فلسطين الذين يدافعون اليوم ليس عن فلسطين وحسب، بل عن الأُمَّــة، كُـلّ الأُمَّــة، وعن الإنسانية ضد العدوّ الأزلي للأُمَّـة الإسلامية وَالتهديد الحقيقي للبشرية المتمثل بالصهيونية.
فلسطين اليوم ليست بعيدة عن اليمنيين هي أقرب مما مضى، ليس هناك اليوم ما يفصل بين اليمن وَفلسطين أَو يحول بينهما في النصرة والتأييد، فلسطين حاضرة في اليمن بقوة في كُـلّ الميادين والساحات والجبهات، كيف لا وهم في مقدمة المعركة من أول يوم فيها، وَكسروا قيود الجغرافيا ووصلوا إليها وحاصروا محتلّيها.
في اليمن وجود فلسطين مُعتقد أزلي، تاريخي، أبدي لا ينفك أبداً سيظل كذلك إلى أن تنتهي “إسرائيل” وتُطرد ويتحرّر القدس، وليس غريباً أن تسجل أسلحة اليمن وفخر صناعته العسكرية باسم فلسطين كصاروخ القدس وَصاروخ فلسطين الذي كشفت عنه القوات المسلحة اليمنية مؤخّراً في عملية ضربت هدفاً عسكريًّا للعدو الصهيوني بأم الرشراش جنوب أرض فلسطين، فصواريخ اليمن وطائراته المسيّرة ما أنتجت وصُنّعت إلا لتحرير فلسطين وَالذود عن الأُمَّــة ومقدساتها والمستضعفين فيها.
لقد أثبت اليمن قيادةً وشعبًا وجيشاً خلال معركة (طوفان الأقصى) ماذا تعني له فلسطين، ماذا تعني له دماء أطفال غزة والضفة، ماذا تعني له جنين والخليل، ولم يتوان قيد أنملة في النصرة، وقام بما يجب أن تقوم به جيوش الأُمَّــة وشعوبها، وأعد العدة ووعد ونفذ، وَامتزج الدم اليمني بالدم الفلسطيني وتشاركا في المقاومة والجهاد والمعركة، وكان لليمن صوته ووجوده في هذه المعركة المفصلية التي كشفت الحقائق وتجلت فيها الأقنعة.
في اليمن قائدٌ مجاهدٌ ينادي ويدعو دائماً لفلسطين، يستنهض الأمم وَيشحذ الهمم لأجل فلسطين، يتابع كُـلّ ما يجري في فلسطين بعين مستبصرة مدركة للخبث الصهيوني وبشاعة إجرامه، قائد أنعم الله به على الأُمَّــة وَاليمن وفلسطين، أغلق البحار وحاصر الكفار وأشعل النار في أساطيل المحتلّين والمتربصين شراً بفلسطين، وَمع القائد شعبٌ لم ينسَ فلسطين، سجل حضوره في الساحات والميادين وانتصر وينتصر لفلسطين.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
شبكة ألمانية: إسرائيل والحوثي.. من يحسم المعركة؟
يبدو أن ضرب إسرائيل لحزب الله وإيران، لم يردع الحوثيين الذين زادوا من نبرة التحدي والتصعيد مع إسرائيل، التي أدخلت اليمن ضمن حساباتها العسكرية. فهل تشهد المنطقة تصعيدا عسكريا جديدا؟ وهل يمكن حسم الصراع مع الحوثي عسكريا؟
في الآونة الأخيرة عادت نبرة التحدي والتصعيد والتهديد وباتت أعلى لدى الحوثيين، الذين أعلنوا أنهم لن يترددوا في ضرب أي هدف في إسرائيل وضرب أي سفينة متجهة إلى الموانئ الإسرائيلية مهما كانت جنسيتها.
أما إسرائيل فأعلنت أنها أدخلت اليمن والحوثيين ضمن حساباتها واستراتيجيتها العسكرية. ويعني ذلك أنها تستعد لمواجهة طويلة معهم وإعداد وحسابات دقيقة للمعركة وتحديد بنك الأهداف في اليمن.
لكن اللافت أن الحوثيين رغم كل التطورات التي شهدتها المنطقة وأخلت بموازين القوى والمعادلات التي كانت قائمة سابقا، وتراجع نفوذ إيران بعد الضربات الموجعة التي تلقاها حزب الله في لبنان وضرب إيران نفسها، بالإضافة إلى سقوط نظام الأسد في سوريا. في حين أبقى الحوثي على هجماته والتصعيد مع إسرائيل.
الصحافية والكاتبة السياسية مها الجمل من القاهرة تفسر ذلك، بأن "الموقف في اليمن معقد ومختلف عنه في المناطق الأخرى وما حدث لحزب الله وإيران" حيث الوضع الجغرافي والتضاريس مختلفة تماما في اليمن، وكذلك الوضع الاجتماعي ووجود القبائل.
وهذا ما ساعد الحوثيين على الاستمرار في هجماتهم وإطلاق الصواريخ على إسرائيل. و"جعل الموقف أكثر تعقيدا" مقارنة بمناطق أخرى حسب رأيها.
في حين يرى الكاتب والباحث الأكاديمي اليمني د. عبد الباقي شمسان من هولندا، أن الوضع في اليمن مقعد ولكن المسألة ليست قضية تضاريس، وإنما هناك عوامل مختلفة في اليمن عن المناطق الأخرى.
وأشار إلى أن "هناك تباين بين مواقف واستراتيجيات دول الخليج تجاه اليمن. ما منح الحوثيين القوة للاستمرار في الحكم بالمناطق التي يسيطرون عليها".
ويرى شمسان أن ذلك قد "أضعف السلطة في اليمن وقسمها وخلق كيانات عديدة، وعزز من مكانة الحوثي".