الحركة الشعبية– التيار الثوري الديمقراطي، قالت إن العملية السياسية والعلاقات الخارجية تحتاج لإدارة جماعية ووضوح يشمل جميع الفئات المكونة لـ”تقدم”.

الخرطوم: التغيير

وصفت الحركة الشعبية- التيار الثوري الديمقراطي، انعقاد المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” في أديس أبابا الشهر الماضي، بأنه خطوة غاية في الأهمية وفي ظروف معقدة واستطاع إتاحة منبر للتشاور والمناقشة والتفاكر بين قوى مهمة من قوى الثورة والتغيير وضم طيفاً واسعاً من المهتمات والمهتمين بقضايا وقف الحرب.

فيما شددت على أن تقوية “تقدم” وتطويرها تتطلب تقوية وإصلاح قوى الحرية والتغيير وتطويرها، بينما دعت لضرورة عقد المؤتمر العام للجبهة الثورية للنظر بصورة نقدية في تجربتها.

وقالت الحركة في بيان، يوم الاثنين، إن مكتبها القيادي عقد اجتماعه الدوري مساء السبت الماضي، وتناول بالتقييم مؤتمر “تقدم” بأديس أبابا وأوضاع الحرب الراهنة ومستقبل السلام والعملية السياسية.

رسائل مؤتمر “تقدم”

وبشأن مؤتمر “تقدم”، أشارت الحركة إلى أنه للمرة الأولى منذ عام 2018م اختار المؤتمر قيادة رأسية للجبهة المعادية للحرب وجبهة قوى الثورة والتغيير، كما أرسل المؤتمر رسائل مهمة للداخل والخارج حول أهمية القوى المدنية الديمقراطية في قضية وقف وإنهاء الحرب وتأسيس الدولة واستكمال الثورة.

وقال البيان إن المؤتمر شهد مشاركة عدد من المثقفين والمبدعين من خارج الفئات المكونة لتقدم “وهذه إيجابية يجب تطويرها والانفتاح على المزيد من المثقفين والمبدعين والأكاديميين”.

لكنه نوه إلى أنه رغم اتساع المشاركة “ولكن الجبهة المعادية للحرب وجبهة قوى الثورة والتغيير لم تصل إلى مرحلة تكوين الكتلة الحرجة ولابد من العمل مع المزيد من القوى التي تقف ضد الحرب وقوى الثورة للوصول لكتلة حرجة لازمة لوقف الحرب”.

وأضاف أنه “حدثت أخطاء إدارية وتنظيمية صاحبت المؤتمر وأدت لضعف التوازن الجغرافي والسياسي مما أدى للتقليل من الفائدة القصوى المراد تحقيقها”.

وذكر أن الهياكل التي خرج بها المؤتمر تحتاج إلى جهد وشفافية وتنسيق بين مستوياتها لأداء الواجبات المعقدة التي تواجه القوى المدنية والديمقراطية.

وأكد أن العملية السياسية والعلاقات الخارجية تحتاج لإدارة جماعية ووضوح يشمل جميع الفئات المكونة لتقدم.

الانتهاكات ووقف الحرب

ونبه البيان إلى الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب وعدم حماية المدنيين كما في الفاشر والجزيرة والقصف البربري للطيران والمجاعة التي بدأت تضرب أجزاء كبيرة، وقال إنه لا فرصة تلوح لوقف الحرب برقابة إقليمية ودولية وإيصال المساعدات الإنسانية، وأشار إلى ضعف الحملة الوطنية سيما في الخارج وعدم التنسيق بين فئاتها في قضايا الانتهاكات والاغاثة، ودعا للمزيد من المشاركة في دورة مجلس حقوق الإنسان في جنيف في يونيو الحالي.

وأكد أنه من واجب قيادة الجيش الجلوس في منبر جدة دون اشتراطات وطرح رؤيتها ومطالبها كموقف تفاوضي، ودعا قوات الدعم السريع لوقف الهجمات على المدنيين سيما في الفاشر والجزيرة والأبيض.

وقال إن وقف الحرب ضرورة قصوى ويجب أن يتم لأسباب إنسانية دون اشتراطات من أي طرف وليوفر فضاء سياسي مفتوح يمكن من عودة النازحين والبحث عن الحلول المستدامة ورفض الحلول الهشة التي تعيد إنتاج الأزمة والحرب وإعادة تأسيس الدولة واستكمال الثورة كقضايا أساسية بما في ذلك مطلب الجيش المهني الواحد.

“الثورية” و”الحرية والتغيير”

وقالت الحركة إنها عملت مع الجبهة الثورية في فترة انعقاد مؤتمر “تقدم” ويرى المكتب القيادي ضرورة أن تعقد الجبهة مؤتمرها العام للنظر بصورة نقدية في تجربتها منذ 2013م وإعادة إنتاج أجندة الهامش وربطها بوقف الحرب وقضايا ثورة ديسمبر وتمتين التحالفات وإصلاحها مع قوى الثورة والتغيير وقوى الحرية والتغيير و”تقدم” والاهتمام بقضايا الريف والمواطنة بلا تمييز كأجندة رئيسية.

وأضافت: “مع إيماننا بتقوية تقدم وتطويرها فان ذلك يتطلب أيضا تقوية الحرية والتغيير وإصلاحها وتطويرها كأحد المكونات الهامة في تقدم والعمل لوحدتها وفق برنامج استراتيجي لاستكمال ثورة ديسمبر وربط ذلك بإنهاء ووقف الحرب كمهمة عاجلة”.

يذكر أن الشعبية- التيار الثوري بقيادة ياسر عرمان تكونت عقب انقلاب اكتوبر 2021م نتيجة تباين الرؤى بشأن الانقلاب، حيث آثر رئيس الحركة الشعبية مالك عقار السلطة، فيما اختار نائبه– وقتذاك- ياسر عرمان الانخراط في التحالفات المنادية بالحكم المدني.

الوسومأديس أبابا الثورة الجبهة الثورية الجيش الحركة الشعبية التيار الثوري الديمقراطي الخرطوم الدعم السريع الفاشر المؤتمر التأسيسي لـ«تنسيقية تقدم» انقلاب 25 اكتوبر 2021 قوى الحرية والتغيير مالك عقار ياسر عرمان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أديس أبابا الثورة الجبهة الثورية الجيش الحركة الشعبية التيار الثوري الديمقراطي الخرطوم الدعم السريع الفاشر المؤتمر التأسيسي لـ تنسيقية تقدم انقلاب 25 اكتوبر 2021 قوى الحرية والتغيير مالك عقار ياسر عرمان الحریة والتغییر الحرکة الشعبیة التیار الثوری

إقرأ أيضاً:

مؤتمر القدس في إسطنبول: برنامج عمل متكامل لتحالف عالمي من أجل فلسطين

شهدت مدينة إسطنبول التركية، يومي السبت والأحد (6 و7 كانون الأول/ ديسمبر 2025)، انعقاد مؤتمر "العهد للقدس" تحت عنوان "نحو تجديد إرادة الأمة في مواجهة التصفية والإبادة" على مدى يومين، بمشاركة أكثر من 300 شخصية من أكثر من 30 دولة، وذلك بهدف تجديد موقف الإجماع الشعبي العربي والإسلامي والعالمي المتمثل في إدانة الإبادة "الإسرائيلية" في غزة وتجريمها وتفعيل جهود ملاحقة مرتكبيها، ورفض التطبيع العربي والإسلامي مع العدو الصهيوني بكل أشكاله، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في المقاومة حتى استعادة كامل حقوقه، وكذلك استعادة القدس بهوّيتها العربية ومقدّساتها الإسلامية والمسيحية.

وانعقد المؤتمر بدعوة من "مؤسسة القدس الدولية" ومشاركة مؤسسات شعبية وأهلية عربية وإسلامية، من بينها "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، و"المؤتمر القومي الإسلامي"، و"المنتدى العالمي للوسطية"، و"رابطة برلمانيون من أجل القدس"، و"منتدى مسلمي أوروبا"، و"هيئة علماء فلسطين"، و"جمعية البركة الجزائرية"، "الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين". وتميّز المؤتمر بحضور وفود من العديد من الحركات الإسلامية ووفد كبير من إيران برئاسة آية الله الشيخ محمد حسن أختري، ووفد حزب الله برئاسة مسؤول العلاقات العربية والدولية السيد عمار الموسوي، ووفود من حركة حماس والجهاد الإسلامي وحركة فتح والتنظيمات الفلسطينية، والعديد من الشخصيات الفلسطينية وحضور شخصيات تركية من البرلمان التركي وحزب العدالة والتنمية، إضافة لشخصيات عالمية عملت من أجل القضية الفلسطينية ولا سيما بعد معركة طوفان الأقصى.

وشهد المؤتمر جلسات عديدة لمناقشة مختلف التطورات والقضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وكيفية مواجهة حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني اليوم، وكذلك مشاريع التطبيع والاتفاقات الأمنية والسياسية مع الكيان الصهيوني، والعمل من أجل تقديم كافة اشكال الدعم للشعب الفلسطيني وخصوصا لأبناء قطاع غزة، وكيفية مواجهة ما يجري في القدس والضفة الغربية من عملية تهويد واستيطان وتهجير للشعب الفلسطيني. وصدرت عن المؤتمر ثلاث عهود ضد التطبيع وضد الإبادة ومن أجل الدفاع عن القدس وفلسطين.

ولا يمكن تلخيص كل الأفكار والاقتراحات التي قدمت خلال المؤتمر خلال يومي العمل وخلال العديد من الجلسات والندوات التي عقدت؛ لأن معظم ما قُدم يشكّل اقتراحات عملية من أجل العمل دفاعا عن القدس وفلسطين. كما شهد المؤتمر انتخاب الدكتور محمد سليم العوا رئيسا لمجلس الأمناء لمؤسسة القدس، وتجديد الثقة بالهيئة الإدارية لمؤسسة القدس، وتكريم المناضل معن بشور كونه عميدا للوحدة العربية.

لكن يمكن القول إن كلمة القيادي في حركة حماس والمسؤول عن الحركة في خارج فلسطين، خالد مشعل، من أهم الكلمات لأنها قدمت برنامج عمل من عشر نقاط، وأهمها العمل لتشكيل تحالف عالمي من أجل الدفاع عن فلسطين، وصولا لخوض معركة تجريم الكيان الصهيوني بوصفه كيانا عنصريا كما حصل مع دولة جنوب أفريقيا.

وحذر مشعل من وجود "مشروع شامل لإعادة هندسة غزة جغرافيا وديمغرافيا وأمنيا، وضرب سلاح المقاومة وفرض الوصاية على القرار الفلسطيني، واستكمال تهويد القدس وضم الضفة واستهداف الأسرى والمنطقة برمتها تحت عنوان إسرائيل الكبرى".

ودعا مشعل إلى خطوات استراتيجية من بينها: جعل تحرير القدس مشروع الأمة المركزي، وتسخير الإمكانات لغزة وفك الحصار عنها، رفض كل أشكال الوصاية والانتداب، حماية سلاح المقاومة، وإنقاذ الضفة والداخل الفلسطيني من الاستيطان والتهجير، وتحرير الأسرى، وبناء وحدة وطنية حقيقية، واعتماد إستراتيجية عربية وإسلامية في مواجهة التطبيع والهيمنة، وملاحقة الكيان أمام المحافل الدولية.

هذه الأفكار التي طرحها الأستاذ خالد مشعل ومعظم المتحدثين في المؤتمر والتي ضُمنت في العهود الثلاثة التي صدرت عن المؤتمر؛ يمكن أن تشكل برنامج عمل حقيقيا لكل القوى والحركات الإسلامية والقومية واليسارية ومؤسسات حقوق الإنسان ولكل المتضامنين مع فلسطين والقدس في المرحلة المقبلة.

وأهمية مؤتمر القدس في إسطنبول أنه يؤكد وجود تيار عالمي وعربي وإسلامي وإنساني متضامن مع القضية الفلسطينية، وأن معركة طوفان الأقصى والحرب على قطاع غزة غيّرت كل السردية حول القضية الفلسطينية في العالم وفتحت الباب أمام نضال عالمي جديد ضد الكيان الصهيوني حتى في الدول الغربية وفي الولايات المتحدة الأمريكية.

كما أثبت المؤتمر نجاح القوى والحركات الإسلامية والقومية والعديد من الدول العربية والإسلامية في إمكانية تجاوز مرحلة الخلافات والصراعات التي برزت خلال السنوات الماضية، وأن القضية الفلسطينية والدفاع عن القدس يمكن أن يشكلا عنوان التلاقي والحوار والتواصل من أجل تجاوز كل الخلافات، والذهاب لتشكيل تحالف تركي إيراني عربي إنساني قادر على مواجهة المرحلة المقبلة والوقوف في مواجهة المشروع الإسرائيلي- الأمريكي التدميري والتفتيتي للمنطقة. وأثبت المؤتمر من خلال ما قدم من معلومات وأفكار أن الخطر الحقيقي على كل الأمة والعالم اليوم هو هذا المشروع الصهيوني القائم على الإبادة والعنصرية، وانتهت كل الشعارات التي طُرحت في السنوات الماضية من التخويف من خطر المشروع الإيراني أو الشعارات المذهبية او التخويف من الحركات الإسلامية.

هذا المؤتمر المهم شكّل نقلة نوعية في النضال من أجل القدس وفلسطين، ويمكن أن يشكّل محطة جديدة في هذا النضال وتكون مؤسسة القدس، إضافة لكل المؤسسات الشريكة معها، هي القوة الناظمة والمحركة لبرامج العمل وللتشبيك بين كل القوى والشخصيات والمؤسسات العاملة من أجل القدس وفلسطين، ومن المهم تعميم العهود التي صدرت عن المؤتمر في كل الدول العربية والإسلامية وعلى الصعيد العالمي وترجمتها إلى كل اللغات العالمية.

كما أن انتخاب الدكتور محمد سليم العوا رئيسا لمجلس الأمناء في مؤسسة القدس، والتكريم الذي حظي به المناضل معن بشور، والمشاركة الفاعلة من حزب الله وإيران وتركيا والحركات الإسلامية المتنوعة وقوى المقاومة على اختلاف تنوعاتها، والكلمة التي ألقاها ممثل حزب الله السيد عمار الموسوي حول دور الحزب دفاعا عن فلسطين، وحضور شخصيات فاعلة للتضامن مع فلسطين والقدس والإدارة الناجحة للمؤتمر.. كلها مؤشرات مهمة يمكن البناء عليها في المرحلة المقبلة من أجل مواجهة مخاطر المشروع الإسرائيلي- الأمريكي، وإعادة الأولوية للقضية الفلسطينية كونها القضية المركزية اليوم على الصعيد العالمي والعربي والإسلامي.

x.com/kassirkassem

مقالات مشابهة

  • بمشاركة 111 خبيرًا.. انطلاق مؤتمر العيون الدولي بالرياض
  • توصيات مؤتمر إعلام  CIC التاسع لرسم خارطة طريق لمستقبل "الإعلام الغامر"
  • "الشعبية" تدين إعدام 110 أسرى منذ 2023 وتطالب بفتح تحقيق دولي بجرائم الاحتلال
  • “فتح الانتفاضة”: انطلاقة الجبهة الشعبية شكلت رافدا أساسيا من روافد الثورة الفلسطينية ضد العدو
  • اكتمال ترتيبات مؤتمر المجلس الوطني الإرتري في استوكهولم
  • «الصحة» تطلق فعاليات النسخة الخامسة من مؤتمر أورام مصر
  • وزارة الصحة تطلق فعاليات النسخة الخامسة من مؤتمر “أورام مصر”
  • الصحة تطلق فعاليات النسخة الخامسة من مؤتمر «أورام مصر»
  • الصحة تطلق فعاليات النسخة الخامسة من مؤتمر “أورام مصر
  • مؤتمر القدس في إسطنبول: برنامج عمل متكامل لتحالف عالمي من أجل فلسطين