سودانايل:
2025-06-06@01:25:40 GMT

الحياد الروسي في حرب السودان

تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT

السذاجة ماركة مسجلة باسم فلول النظام البائد، ففي أواخر عهد الدكتاتور المخلوع وعند زيارته لموسكو، فضحه الرئيس بوتين بأن جعل توسلاته الراجية حماية الدب الروسي تبث عبر الأثير، ليسمعها المواطن الغلبان ويعلم ما أصابه من ابتلاء أن يقوده رئيس مثل المدعو عمر البشير، وما أدى لانفضاض سامر الحلفاء من حول النظام البائد هو دبلوماسية ضرب العشواء التي يتبعها الحاكمون من اتباع الحزب البائد، فالطريقة التي تدار بها المؤسسات السيادية من قبل الاخوان المسلمين ومناصريهم، لا تمت إلى معايير السيادة وإدارة الدولة بصلة، ودبلوماسية ضرب العشواء هذه قد لازمت السلوك الحكومي لموظف الدولة السامي في أعلى الهرم المتمثل في الرئيس، فقد احتارت شعوب العالم حينما سمعت رأس الدولة المطلوب للعدالة يصرخ أمام تجمعات مواطنيه الفقراء، الذين أفقرهم باستغلاله لجهاز الدولة استغلالاً ناشزاً جعلهم يتكففون الناس الحافا، وهو يقسم بتطليق عقيلتيه على أنه لن يسلّم قطة صغيرة للمحكمة الجنائية لو طالبت المحكمة بذلك، وما أدهش الدنيا تلك الغوغائية التي تعاملت بها حكومة الرئيس المخلوع، مع قضية حسّاسة وكبيرة وسابقة خطيرة مثل أن يكون رئيس الجمهورية مطلوباً جنائياً لأكبر محكمة مختصة في جرائم الحرب، فبدلاً من أن تتحرك الدبلوماسية والمؤسسات العدلية ودور القضاء وروابط المحامين المنتمين للحزب، تقدم رأس الهرم بالسباب واللعن والمعايرة للمحكمة الجنائية الدولية عبر الشاشات والاذاعات، وعمل على التحشيد الشعبي المدفوع الأجر لإظهار شعبية زائفة، علها تشفي غليله من هول صدمة هذه السابقة القضائية الأولى من نوعها، المتمثلة في إصدار مذكرة اعتقال بحق رأس دولة ما يزال شاغلاً لموقعه (الدستوري)، فالسلوك الإداري لأفراد وجماعات المنظومة الاخوانية عرف عنه بعده عن العرف العام لحسن تصرف موظف الدولة (الدستوري).


روسيا لا تدعم حراكاً عسكرياً عديم الرؤية وفاشلاً على الأرض ولن تصطف مع الجماعات الإرهابية، ولنا في ذلك عبرة بما حاق بتنظيم داعش وجبهة النصرة بسوريا، فالروس لا يسجلون اللاعب المهزوم في أنديتهم السياسية، خاصة لو كان هذا اللاعب ممن هم موصومين بعار التطرف، والاتحاد السوفيتي السابق الذي تعتبر روسيا رأس سنام مشروعه السياسي والاجتماعي، قاتل طالبان على امتداد الخط الحدودي الفاصل بينه وبين أفغانستان، ووفد فلول النظام البائد الزائر لموسكو يجب أن لا يضع نفسه في مقارنة مع وفود النظام السوري، التي كانت وما تزال تستقبل بقصور القيصر استقبال الفاتحين، فالعلاقة بين موسكو والنظام السوري والبلدان المحكومة بنظم اشتراكية، علاقة متينة بحكم أواصر التاريخ المشترك، أما الأنظمة المسيطرة عليها الجماعات الإسلامية المتطرفة، لا يوجد بينها وبين الإرث الروسي كيمياء فكرية أو تعاون عدا النظام الإيراني الذي يزود موسكو بالطائرات المسيرة، لذلك جاء لقاء الدكتاتور المخلوع عمر البشير والرئيس الروسي فلاديمير بوتين فاتراً وفاضحاً، لأن ثمة جفاء فكري بين الرئيسين، هذا فضلاً عن العلاقات المتوازنة بين الدب الروسي والبعير الصحراوي في جزيرة العرب، ومعلوم ذلك الدور الكبير للمحور الخليجي كوسيط لإيقاف الحرب، فذهاب وفد الحكومة السودانية (غير الشرعية) لموسكو لن يجد المباركة الروسية، لأن المحور الخليجي يحمل ملف الوساطة بين الطرفين المتحاربين بتخويل دولي، لذا يعتبر تحرك وفد النظام البائد المختطف لقرار الدولة السيادي مجرّد محاولة يائسة مكتوب عليها الفشل منذ البداية، والطريقة العرجاء التي يدير بها الانقلابيون الحرب لن تجديهم، ذلك نسبة لوجود وعي عميق للدوائر الإقليمية والعالمية بتعقيدات المعضلة السودانية، وعلم تام بحقيقة إخفاق جيش السودان في الحفاظ على سيرورة الانتقال، وفشله الذريع في الوصول لانتخابات عامة يختار فيها الشعب من يمثله.
روسيا مهتمة جداً ببلدان الساحل والصحراء في الشمال والغرب الافريقي، وقد قدمت المساعدات العسكرية للشعوب الطامحة في الخروج من قبضة الأوروبيين، للحصول على نظم حكم شبه مستقلة تعمل على تحقيق أشواق شعوبها، وقد نجحت تلك الشعوب في تغيير أنظمتها واختيار نخب مدنية وعسكرية لحكمها، أما في الحالة السودانية تهتم روسيا جداً بالتقدم العسكري الذي أحرزته قوات الدعم السريع ميدانياً، خاصة في دارفور الإقليم المتاخم لدول الساحل والصحراء، هذا النجاح العسكري لا يمكن أن تهمله روسيا أو تخسره، وذلك لما لأي قوة عسكرية ضاربة من أهمية قصوى لمشروع روسيا القائم بإفريقيا، خاصة وأن هنالك شعرة معاوية بين الروس والقوات المسلحة السودانية الجديدة (الدعم السريع)، صاحبة الكفاءة العسكرية العالية، والحائزة على الانتصارات الميدانية الواضحة، فدولة روسيا الفدرالية ليست مجموعة من المتطرفين الذين يتعاطون السياسة مثل تعاطي جماهير ناديي الهلال والمريخ للتشجيع المتشنج دعماً لفريقيهما، ودولة المؤسسات لا تأخذ الأمور كما يشتهيها السيد مالك عقار نائب قائد الجيش المهزوم، ولن تجامل أمين مال الانقلاب مهما قدم من باقات الورود وأكاليل الزهور لقبر فلاديمير لينين، ما هكذا تساس الأمور يا مكتب قائد الانقلاب، فالحماقة التي اتسم بها الدكتاتور الذي أسقطه ثوار ديسمبر ليست الطريقة المثلى، لإدارة شأن دولة ذات امتدادات متداخلة مع الغرب الافريقي الذي توليه روسيا العظمى الأهمية الكبرى، فحتى زيارة نائب قائد الانقلاب الآخر لبعض بلدان الغرب الافريقي جاءت متأخرة، كتأخر العقل الانقلابي المركزي الذي درج على تسفيه حكومات غرب افريقيا والتهكم على مجتمعاتها، دون أن يدرك حقيقة أن قوات الدعم السريع تتمتع بعلاقات استراتيجية متينة مع هذه الدول وشعوبها، لكل هذا وذاك سوف تظل روسيا داعمة لخط إيقاف الحرب في السودان، لأنها لم تتدخل في الشأن الافريقي من أجل إشعال الحروب أصلاً، وإنما للتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري.

إسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: النظام البائد

إقرأ أيضاً:

تلغراف: داخل وكالة المساعدات التي تزرع الخوف والفوضى في غزة

سلّط تقرير لصحيفة "تلغراف" البريطانية الضوء على الفوضى والدماء التي رافقت النظام الجديد لتوزيع المساعدات في قطاع غزة ، والذي تديره شركة أميركية وسط اتهامات باستخدام المساعدات كأداة سياسية وتجاهل حقوق الإنسانية الأساسية.

وأورد التقرير، الذي أعده مراسل الصحيفة من القدس هنري بودكين، ورويدا عامر في خان يونس:، شهادات ميدانية من سكان قطاع غزة ومعاناتهم مع نظام التوزيع، الذي تديره ما تُسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" الأميركية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب روسي: هذا هو الرجل الذي لم يستطع بوتين قتلهlist 2 of 2ميديا بارت: مرحبا بصحوة الضمير العالمية بشأن فلسطين رغم تأخرهاend of list

أشار بودكين ورويدا إلى أن إسرائيل بدأت تطبيق هذا النظام أوائل الشهر المنصرم بهدف تجاوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وذكر التقرير أن النظام الجديد يتطلب من المدنيين السفر مسافات طويلة إلى أربعة مراكز للتوزيع في جنوب القطاع، حيث يُفترض أن يتم فحصهم باستخدام تقنيات بيومترية، رغم أن شهودا أكدوا غياب هذا الإجراء في الواقع.

مجازر

ووصف التقرير مراكز التوزيع بأنها "سجون مفتوحة"، حيث يُحشر آلاف الناس داخل ممرات ضيقة بين الأسوار وتحت شمس قاسية.

وقال إن مقاطع مصورة لأشخاص يركضون تحت إطلاق نار انتشرت، وسُجلت خلال أسبوعين فقط حالتان على الأقل لوقوع مجازر قرب المراكز، منها حادثة يوم الأحد قُتل فيها أكثر من 20 شخصا وأخرى يوم الثلاثاء قُتل فيها 24 على الأقل.

إعلان

وأقر الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار "قرب" مدنيين انحرفوا عن المسار المحدد، في حين قالت الأمم المتحدة إن النظام الجديد "يمس بكرامة البشر" ويعرض المدنيين للخطر.

وصرح مفوض حقوق الإنسان الأممي فولكر تورك بأن الوضع يظهر "تجاهلا تاما" لحياة المدنيين، الذين يُجبرون على الركض خلف الطعام وسط ظروف مرعبة.

تسييس

من جهة أخرى، ترفض الأمم المتحدة وعدة منظمات إغاثية كبرى التعامل مع "مؤسسة غزة الإنسانية"، متهمة إياها بتسييس المساعدات، واستخدامها كوسيلة ضغط على السكان، في وقت يفتقر فيه الناس للغذاء والدواء منذ أشهر.

وأورد التقرير شهادات من الغزيين تصف مشاهد الذعر والخوف في المراكز، إذ قال أحد المواطنين للصحيفة: "المكان مرعب، يشبه السجن، لكنني مضطر للذهاب إليه رغم بُعده عن منزلي المؤقت، خوفا من موت أطفالي جوعا"، ووصف آخر بأنه "مكان للقتل".

أماكن للقتل

وقال عمر بركة (40 عاما) من خان يونس: "نذهب إلى مناطق حمراء خطِرة، والجيش يطلب منا السير كيلومترات. لا يوجد أي نظام. الآلاف يتجمعون هناك. في اليومين الأولين وُزّعت مساعدات، ثم تحولت المراكز إلى أماكن للقتل".

وذهب سالم الأحمد (18 عاما)، وهو طالب ثانوي، عدة مرات إلى مركز التوزيع للحصول على الطحين. يقول: "كنت أهرب راكضا لمسافة 3 كيلومترات مع الطحين، لأن الجيش يبدأ إطلاق النار لإخلاء المنطقة. وجدت كثيرا من الطعام مرميا على الأرض، لأن الناس لا يستطيعون حمله والركض في نفس الوقت. أنا أخذت أكياس طحين صغيرة تزن واحد كغ فقط حتى أستطيع الهرب".

ووصف المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، فولكر تورك، طريقة توزيع المساعدات بأنها "غير مقبولة" و"تمس بالكرامة الإنسانية"، وقال: "تخيلوا أناسا ينتظرون طعاما ودواء منذ 3 أشهر، ثم يُطلب منهم الركض وسط إطلاق النار".

عربات جدعون

كما وُجهت اتهامات إلى الحكومة الإسرائيلية بأنها تستخدم هذا النظام لإجبار السكان على التوجه جنوبا، مما يُفسح المجال أمام تنفيذ عملية "عربات جدعون"، التي يتوقع أن تشمل تدميرا واسعا لممتلكات شمال القطاع.

إعلان

وما يثير الجدل أيضا، هو هوية المؤسسة الأميركية التي تدير المشروع، وصلاتها المحتملة بـ الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية.

المدير الأمني للشركة الشريكة "سيف ريتش سوليوشنس" هو فيليب ريلي، الضابط السابق في الاستخبارات المركزية الأميركية، خدم سابقا في نيكاراغوا وأفغانستان.

ويُعتقد أن ريلي على صلة بشبكة غير رسمية داخل الجيش الإسرائيلي ومكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تُعرف باسم "منتدى ميكفيه يسرائيل"، كانت تسعى منذ ديسمبر/كانون الأول 2023 إلى إنشاء نظام مساعدات مواز يستبعد الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.

وتفيد تقارير بأن مؤسسة التوزيع تأسست عبر محامٍ مشترك مع مؤسسات أمنية، وتلقّت تبرعا قيمته 100 مليون دولار، مما أثار تكهنات في إسرائيل بأن المشروع تموله الموساد.

مقالات مشابهة

  • الوزير الشيباني: نود أن نشير إلى التحديات التي نواجهها نتيجة تهديدات تحركها أطراف خارجية وهناك مناطق تتعرض لهجمات من فلول النظام البائد وجماعات مسلحة تزهق الأرواح بوحشية ولو حدث ذلك في بلد آخر لتم تصنيفه كهجمات إرهابية.
  • الوزير الشيباني: نشيد بالدور الحيوي الذي أداه الاتحاد الأوروبي بدعم اللاجئين حيث فتحت أوروبا أبوابها لمن فر من جرائم النظام البائد.
  • وزير الداخلية السوري: ضم ضباط سابقين لم ينشقوا عن النظام البائد في إطار إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية
  • الوزير الشيباني يوقّع مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية مذكرة تفاهم في مجال أمن الغذاء ومكافحة السرطان
  • الوزير خطاب: 8 ملايين مواطن سوري كانوا على قوائم المطلوبين لأفرع أمن النظام البائد وقمنا بإزالة 5 ملايين من هذه القوائم حتى الآن
  • الوزير خطاب: منذ اليوم الأول للتحرير نسقنا مع الدول المتضررة من تجارة المخدرات وعلى رأسها السعودية والأردن واستطعنا ضبط الكثير من الشحنات والمعدات المستخدمة في إنتاج المخدرات
  • الوزير خطاب: مئات الآلاف ذاقوا سابقاً الويلات في سجون النظام البائد ونعمل على تحويل السجون إلى مراكز لإعادة تأهيل المحكومين ودمجهم بالمجتمع
  • “الروائي المريب” لفواز حداد .. يتجول في خفايا الواقع الثقافي زمن النظام البائد
  • تلغراف: داخل وكالة المساعدات التي تزرع الخوف والفوضى في غزة
  • افتتاح مركز إسعافي بمدينة البوكمال شرق دير الزور بدعم من أطباء بلا حدود