السوداني: لقد كشف العدوان على غزة هشاشة النظام الدولي وعجزه
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
السوداني: لقد كشف العدوان على غزة هشاشة النظام الدولي وعجزه.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي العراق عزة
إقرأ أيضاً:
المجد للذهب
التقي البشير الماحي
خلال فترة رئاسة حمدوك للجهاز التنفيذي تم تشكيل لجنة اقتصادية أُسندت رئاستها إلى الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) وهو تعيين أثار جدلاً واسعًا تركز معظمه حول مؤهلات الرجل لقيادة لجنة تُعد في ظاهرها فنية بحتة.
غير أن من له إلمام بطبيعة الدولة السودانية في تلك المرحلة يدرك تمامًا سبب هذا الاختيار، وإن اختلف الناس حوله.
الحقيقة أن الدولة التي تنتهج النظام الرأسمالي أو اقتصاد السوق الحر تُعرف بـ”الدولة الحارسة”، وتتركز مهامها الأساسية في مجالات الأمن والدفاع والعدالة. ومن هذا المنظور، فإن مؤهلات حميدتي لم تكن أكاديمية أو اقتصادية بل تنبع من امتلاكه قوة عسكرية واسعة الانتشار في معظم مناطق السودان وهي القوة الوحيدة القادرة على ضبط المساحات الشاسعة من المنافذ التي تُهرّب عبرها السلع والمواشي والذهب إن أراد وكانت له الرغبة في ذلك.
لذلك جاء اختياره لرئاسة اللجنة منطقيًا من زاوية الأمن والسيطرة خصوصًا أن قيادات الجيش لم تكن راغبة في تولي هذا الدور لأسباب عدة أهمها ما يتصل بمحاولات وأد الفترة الانتقالية وقد كان.
إن التغبيش المتعمّد لمسألة التعيين كان الغرض منه فقط النيل من شخوص الفترة الانتقالية. غير أن من ينتقد تعيين حميدتي يغفل أو يتغافل أن الرجل هو الثاني في سلم القيادة السيادية للدولة وقبلها هو فريق أول وقائد عام لقوات الدعم السريع. فشخص بهذه الألقاب لا يمكن المزايدة على من عيّنه رئيسًا للجنة هي في الأصل نقطة في بحر مهامه ومسؤولياته.
ما دفعنا للعودة إلى هذا الموضوع هو الجدل المثار حول الخلاف بين شعبة المصدّرين بسند من وزارة المالية ومحافظ بنك السودان بشأن صادر الذهب ذلك المورد الذي من أجله غزا محمد علي باشا السودان واليوم يُغزى من الداخل فهذا زمان المجد للبندقية.
محافظ بنك السودان يترأس مؤسسة من صميم مهامها رسم السياسات النقدية التي تساعد على استقرار الاقتصاد الوطني. فالبنوك المركزية عادةً ما تُعدّ مستشار الحكومة المالي في ما يتصل بالسياسات العامة وتعمل على استقرار سعر الصرف.
كثيرًا ما تحدث تقاطعات بين وزارة المالية والبنك المركزي، لذلك يتمتع الأخير في النظم السليمة باستقلالية تتيح له أداء مهامه دون تدخل سياسي.
لكن في ظل الأنظمة الدكتاتورية تتلاشى هذه الاستقلالية إذ يصبح من عيّنك هو من يأمر فيُطاع وتقيد مساحة حركتك بمصلحة الحاكم لا الدولة.
ويحضرنا في هذا السياق تصريح السيد ياسر العطا الذي ذكر فيه أن حميدتي قام بتصدير أو تهريب سبعين طنًا من الذهب وعندما كان يفعل ذلك كان جزءًا من النظام وخصمًا على الدولة لذلك غض الفريق ياسر الطرف للمحافظة على النظام لا الدولة.
إن الواقع لن يتغير في كل الأحوال ولو مُنحنا مال قارون ما لم يحدث التغيير الشامل ذلك التغيير الذي يخاطب جذور الأزمة السودانية المؤجلة منذ الاستقلال ويعالج أسبابها العميقة لا مظاهرها السطحية.
الوسومالتقي البشير الماحي