قبل العيد| علاقة إلقاء الخرفان والبقر النافق في البحر وزيادة هجمات أسماك القرش
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
مع حلول عيد الأضحى المبارك، تزداد الأنشطة المتعلقة بذبح الأضاحي في العديد من الدول الإسلامية، وفي بعض الحالات، تُلقى بقايا الخرفان والبقر النافق في البحر كوسيلة للتخلص منها، إلا أن هذا التصرف، على الرغم من كونه تقليداً في بعض المناطق، قد يكون له تأثيرات بيئية خطيرة، بما في ذلك زيادة احتمالية هجمات أسماك القرش على البشر.
تصبح بقايا الحيوانات النافقة في البحر مصدراً غذائياً سهلاً لأسماك القرش، مما يجذبها إلى الشواطئ ويزيد من احتمالات التفاعل السلبي بينها وبين البشر.
جذب أسماك القرش
إلقاء الحيوانات النافقة في البحر يوفر مصدراً غذائياً سهلاً لأسماك القرش، مما يزيد من وجودها في المناطق القريبة من الشاطئ.
تغير سلوك القرش
توافر الغذاء الإضافي يمكن أن يؤدي إلى تغير في سلوك أسماك القرش، مما يجعلها أكثر جرأة وأقل خوفاً من الاقتراب من السواحل المأهولة بالبشر.
زيادة النشاط البحري
قد يجذب النشاط البحري والسياحي أسماك القرش بشكل مكثف في هذه المناطق، مما يزيد من احتمالات التفاعل السلبي بين البشر وأسماك القرش.
تجنب السباحة في أوقات الغسق والفجر
أسماك القرش تكون أكثر نشاطاً في البحث عن الطعام خلال هذه الأوقات.
تجنب السباحة قرب الصيادين
الطعم وفضلات الأسماك يمكن أن تجذب أسماك القرش.
تجنب السباحة في المياه العكرة
أسماك القرش قد تواجه صعوبة في التمييز بين البشر وفرائسها الطبيعية في المياه العكرة.
تجنب ارتداء المجوهرات اللامعة
اللمعان يمكن أن يجذب أسماك القرش لأنه يشبه لمعان قشور الأسماك.
إسبح في مجموعات
أسماك القرش تميل إلى مهاجمة الأفراد المنفردين.
تجنب المياه التي تتواجد فيها الحيوانات النافقة
بقايا الحيوانات النافقة يمكن أن تجذب أسماك القرش.
احذر من الأماكن التي تكثر فيها الطيور البحرية
تجمع الطيور يمكن أن يكون مؤشراً على وجود تجمع للأسماك، والذي قد يجذب أسماك القرش.
احترم تحذيرات السلامة
اتبع الإرشادات والتحذيرات المحلية المتعلقة بأسماك القرش.
ابق على اطلاع بمستجدات المنطقة
تحقق من التقارير المحلية حول تواجد أسماك القرش قبل السباحة.
لا تسبح بعيداً عن الشاطئ
البقاء بالقرب من الشاطئ يوفر فرصة أفضل للحصول على مساعدة سريعة في حالة الطوارئ.
لذلك، إلقاء جثث الحيوانات في البحر في عيد الأضحى لا يقتصر تأثيره فقط على التلوث البيئي، بل يمتد أيضاً إلى تأثيرات على سلوك وأنماط تواجد الحياة البحرية، بما في ذلك أسماك القرش.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الخرفان هجمات أسماك القرش أسماك القرش هجمات أسماک القرش فی البحر یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الحرب والذكاء الاصطناعي
في عالمنا الراهن، لم تعد الحروب الطويلة -لا الخاطفة- تعتمد في المقام الأول على الطائرات الحربية أو المقاتلات التي يقودها مقاتل طيار، وهي الطائرات التي تشكل القوة الضاربة في أي جيش قوي، وإنما أصبحت تعتمد على المسيرات أو الطائرات من دون طيار، وهي أبرز الأسلحة المبرمجة وفقًا للذكاء الاصطناعي، والتي تُستخدم في الحروب الآن على نطاق واسع؛ لأنها سهلة التصنيع ورخيصة التكلفة إلى حد بعيد. ولكن استخدام مثل هذه الأسلحة أو الآلات القاتلة في الحروب يثير أسئلة فلسفية عديدة تتعلق بفلسفة الأخلاق، بل حتى بنظرية المعرفة ذاتها، وهذا ما أهتم بالتنويه إليه في هذا المقال.
من المعلوم أن هذه الأسلحة تكون قابلة للخطأ على أنحاء عديدة مهما كانت دقتها: فهي مبرمجة على إحداثيات وخوارزميات يمكن أن تصيب أهدافًا مدنية، ومن ثم لا تكون قادرة على التمييز بين المدنيين والعسكريين، وهي بذلك تخالف المبادئ الأخلاقية للحرب التي أقرتها القوانين الدولية. وربما يجادل بعض المفتونين بالقدرات الهائلة للتكنولوجيا بالقول بأن هناك أدلة كثيرة على القدرة اللامحدودة لأسلحة الذكاء الاصطناعي على إصابة أهدافها بدقة؛ ولكن رأي هؤلاء غافل عن أن الآلة العسكرية المبرمجة وفقًا للذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون متحيزة؛ وبالتالي يمكن أن تتخذ قرارات نهائية خاطئة! وربما يدعو هذا القول إلى الدهشة؛ لأننا اعتدنا أن ننسب التحيز أو عدم التحيز إلى البشر وليس إلى الآلات.
ولكن هذا القول لا ينبغي أن يكون مدعاة لدهشتنا؛ ببساطة لأن هذه الآلات تنحاز وفقًا لانحياز البشر، أعني وفقًا لانحياز البيانات التي زودها بها البشر. وعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن أن تكون هذه البيانات متحيزة ضد جماعة بعينها أو جنس أو عرق معين؛ ولذلك تختلف هذه البيانات بحسب الدول المصنعة لهذه الآلات، وبحسب الحروب التي تخوضها في مرحلة معينة ضد دولة أو دول بعينها. حقًّا إن هذه الآلات قد تستخدم أنظمة مبرمجة آليًّا بطريقة جيدة لاتخاذ قرارات ذاتية، ولكن قرارتها تظل عُرضة للخطأ، بل للأخطاء المميتة وغير القابلة للتدارُك. وربما يجادل بعض آخر بالدفاع عن إمكانية أخطاء هذه الآلات بالقول بأن هذه الأخطاء تُوجد أيضًا لدى البشر؛ فلماذا نتحفظ على نجاعة آلات وأسلحة الذكاء الاصطناعي في هذا الصدد. غير أن هذا القول غافل أيضًا عن أن نتائج القرارات الخاطئة للذكاء الاصطناعي هنا تكون كارثية بشكل يفوق كثيرًا أخطاء البشر؛ لأن هذه القرارات تكون نهائية وغير قابلة للمراجعة أو التصحيح أو التعديل.
هذا كله له صلة وثيقة بموضوع أخلاقيات الذكاء الاصطناعي Ethics of Artificial Thinking، وهو موضوع مطروح بقوة في مجال البحث الفلسفي، وهو يندرج تحت موضوع أكثر عمومية يتعلق بأخلاقيات التكنولوجيا، والتي هي بدورها تمثل فرعًا رئيسًا من فلسفة الأخلاق التطبيقية Applied Ethics . غير أن هذا الذي تناولناه هنا له صلة بجانب آخر يتعلق، لا بفلسفة الأخلاق في حد ذاتها، وإنما بنظرية المعرفة أيضًا. وهذا يتبدى لنا بوضوح حينما نضع هذا السؤال: هل الآلات الذكية، وبالتالي الأسلحة المبرمجة وفقًا للذكاء الاصطناعي، تُعتبر عاقلة بما أنها قادرة على اتخاذ قرارات معينة؟ هل يمكن أن ننسب صفة العقل إلى هذه الآلات، وهي الصفة التي طالما قصرناها على الموجودات البشرية؟ سرعان ما سيجيب المتحمسون بلا حدود للذكاء الاصطناعي بالإيجاب، وربما ذهبوا إلى القول بأن قصر العقل على البشر وحدهم من دون الآلات هو نوع من التحيز للطبيعة البشرية.
ولكن لنتريث قليلًا ونتساءل: ماذا تعني صفة «عاقل»؟ لا شك في أن العقل مرتبط بالقدرة على اتخاذ قرار، ومن هذه الناحية فإن الآلات الذكية يكون فيها شيء من سمات العقل. ومع ذلك، فإننا لا يمكن أن نصفها بأنها عاقلة تمامًا: فالذي يمتاز بالعقل هو القادر على أن يعقل مشكلته التي يواجها، وهذا يعني أنه يكون قادرًا على اتخاذ قرار بعد إجراء موازنات بين البيانات أو المعطيات المطروحة أمامه، وليس هذا حال الآلات المبرمجة لتتخذ قرارًا معينًا على أساس من بيانات مبرمجة مسبقًا، ومن دون قدرة على النظر والتقدير في ضوء السياق والمتغيرات التي تطرأ على المشهد أو الواقع الفعلي الذي تتعامل معه. والواقع أننا يمكننا القول بأن القليل من البشر هم الذين يكونون قادرين على التعقل بهذا المعنى، وأن الآلات المبرمجة وفقًا للذكاء الاصطناعي تفتقر إلى هذه الخصيصة، بل إنها تكون حتى أدنى من قدرة الحيوانات العليا على التعقل والتفكير بهذا المعنى!
ما يمكن أن نستفيد مما تقدم هو أن الموازنة بين المعطيات على أرض الواقع في ضوء الاعتبارات الأخلاقية والإنسانية هو مناط الصلة بين العقل والإرادة، وتلك مسألة تفتقر إليها آلات وأسلحة الذكاء الاصطناعي؛ ومن ثم فإن السؤال الذي يبقى هو: هل هناك إمكانية لوضع ضوابط أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في هذا الصدد؟ بطبيعة الحال يمكن للفلسفة أن تسهم في ذلك بقوة، ولكن الأهم أن تصبح هذه المعايير الأخلاقية بمثابة ضوابط أخلاقية مُلزمة تتبناها المؤسسات الدولية: كالأمم المتحدة على سبيل المثال، وهذا أمر يبقى مطروحًا للنظر.