حزب الله يمطر إسرائيل بوابل من الصواريخ ويتعهد بالمزيد
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
بيروت "رويترز": أطلقت جماعة حزب الله اللبنانية وابلا من الصواريخ صوب إسرائيل اليوم وتعهدت بتكثيف الهجمات عليها ردا على غارة شنتها وقتلت فيها قائدا ميدانيا كبيرا بالجماعة، مما فاقم التوتر بين الجانبين على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وتتبادل الجماعة إطلاق النار مع إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر، مع تصاعد مستمر في الأعمال القتالية مما أثار مخاوف من اندلاع مواجهة أكبر بين الطرفين المدججين بالسلاح.
وقالت ثلاثة مصادر أمنية إن غارة إسرائيلية على قرية جويا في جنوب لبنان في وقت متأخر من مساء الثلاثاء أدت إلى استشهاد ثلاثة مقاتلين وقائد ميداني كبير بجماعة حزب الله التي أعلنت أنه القيادي طالب عبد الله المعروف أيضا باسم الحاج أبو طالب.
وقال أحد المصادر إن أبو طالب هو أبرز عضو في حزب الله يستشهد في المواجهات بين الجماعة وإسرائيل منذ ثمانية أشهر.
وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قتل القيادي طالب عبد الله والمقاتلين الثلاثة الآخرين في غارة على مقر قيادة تابع لحزب الله. وأوضحت المصادر أنه كان قائد الجماعة بالمنطقة الوسطى من الشريط الحدودي الجنوبي.
واحتشد الآلاف من أنصار حزب الله في شوارع الضاحية الجنوبية ببيروت، معقل الجماعة، للمشاركة في موكب الجنازة قبل الدفن في وقت لاحق بجنوب لبنان.
وقال المسؤول الكبير في حزب الله هاشم صفي الدين خلال مشاركته في الموكب إن الجماعة ستزيد من كثافة عملياتها وقوتها وعددها ضد إسرائيل ردا على ذلك.
وأردف قائلا "إذا كان العدو يصرخ ويئن مما أصابه في شمال فلسطين فليجهز نفسه للبكاء والعويل"،
وأضاف "جوابنا بعد استشهاد أبو طالب سنزيد من عملياتنا شدة وبأسا وكما ونوعا ولينتظرنا في الميدان".
وابل من الصواريخ
قال مصدر أمني في لبنان إن حزب الله أطلق أكثر من 100 صاروخ ردا على الغارة، واصفا ذلك بأنه أحد أكبر الهجمات الصاروخية التي تنفذها الجماعة منذ بدأت الاشتباكات في أكتوبر.
وأعلن حزب الله أنه شن خمس هجمات على الأقل تشمل هجوما بصواريخ موجهة على مصنع إسرائيلي للصناعات العسكرية ردا على ما وصفه بعملية اغتيال نفذتها إسرائيل في جويا.
وقالت الجماعة أيضا إنها هاجمت مقرات عسكرية إسرائيلية في عين زيتيم وعميعاد، ووحدة مراقبة جوية عسكرية إسرائيلية في قاعدة ميرون، وأطلقت في كل حالة العشرات من صواريخ كاتيوشا.
ودوت صفارات إنذار في شمال إسرائيل.
وذكر جيش الاحتلال أن طائراته قصفت عددا من مواقع إطلاق الصواريخ في جنوب لبنان اليوم بعد إطلاق قذائف صوب شمال إسرائيل.
وقال الجيش في وقت سابق إن حزب الله أطلق وابلا من نحو 50 صاروخا من جنوب لبنان على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وفي إعلان آخر، قالت إسرائيل إنها رصدت نحو 90 مقذوفا قادما من لبنان تسنى اعتراض عدد منها وسقط الباقي في عدة مواقع بشمال إسرائيل متسببا في اشتعال حرائق في عدد من المناطق.
ولم يتضح ما إذا كان البيانان الإسرائيليان يشيران إلى عمليتي إطلاق منفصلتين.
وقالت المصادر في لبنان، طالبة عدم نشر أسمائها، إن أبا طالب كان أرفع مكانة من وسام الطويل القيادي الكبير بحزب الله الذي استشهد في غارة إسرائيلية في يناير.
ووصفت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس طالب عبد الله في بيان نعي بأنه قائد كبير.
وذكرت المصادر الأمنية أن الشهداء الأربعة استهدفوا على الأرجح خلال اجتماع.
واستشهد نحو 300 من مقاتلي حزب الله، أي أكثر من المقاتلين الذين خسرتهم الجماعة في 2006، وفقا لحسابات رويترز التي تشير لاستشهاد 80 من المدنيين أيضا. وتقول إسرائيل إن الهجمات من لبنان تسبب في مقتل 18 جنديا إسرائيليا و10 مدنيين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: حزب الله ردا على
إقرأ أيضاً:
الدويري: إسرائيل توسع بنك أهدافها لجر لبنان لاتفاقيات أبراهام
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن إسرائيل تلجأ حاليا إلى توسيع نطاق ضرباتها في لبنان وسوريا بهدف خلق ضغط إستراتيجي يدفع البلدين نحو قبول ترتيبات سياسية جديدة، وفي مقدمتها اتفاقيات أبراهام.
وأوضح الدويري أن تكثيف الغارات في عمق الجنوب والبقاع السوري واللبناني يعكس توجها إسرائيليا لتغيير قواعد الاشتباك وفرض وقائع ميدانية تؤدي -وفق التقدير الإسرائيلي- إلى تعديل مواقف حكومات تلك الدول تجاه مسار التطبيع الإقليمي.
وتأتي تصريحات الدويري في ظل قصف إسرائيلي متواصل لمناطق واسعة داخل لبنان، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مواقع ومجمعات تدريب تابعة لقوات الرضوان، إلى جانب مستودعات أسلحة لحزب الله، وفق ما بثته القناتان الـ12 والـ14 الإسرائيليتان.
وأضاف الخبير العسكري أن إسرائيل تتحرك على 3 مستويات في لبنان: السياسي، والعسكري، والأمني من أجل خلق بيئة ضغط شاملة على الدولة اللبنانية والجيش والمقاومة، على أمل أن تدفع هذه الضغوط بيروت نحو خيارات لم تكن مطروحة سابقا.
وأشار الدويري إلى أن لبنان قدّم تنازلا خلال الأيام الماضية عندما رفع مستوى وفده التفاوضي إلى مستوى سياسي، وهو ما تعتبره إسرائيل مؤشرا على إمكانية تحقيق تقدم في مسار الضغوط إذا استمر التصعيد.
وترافق ذلك مع غارات إسرائيلية جديدة استهدفت محيط بلدات زلايا في البقاع الغربي، والبيسارية وجبل الرفيع وتبنين وأنصار ومرتفعات الريحان جنوبي لبنان، وفق ما أفاد به مراسل الجزيرة، في إطار توسع واضح لنطاق العمليات الجوية.
الجيش اللبناني لن يردولفت الدويري إلى أن الجيش اللبناني غير معني بالرد العسكري، بحكم قدراته وتسليحه ومهامه المحددة جنوب الليطاني، مما يجعل الرد -في حال وقوعه- محصورا في نطاق المقاومة التي تواجه بدورها تعقيدات سياسية داخلية متزايدة.
وأوضح أن المقاربة اللبنانية الرسمية الحالية تدعو إلى حصر السلاح بيد الدولة في عموم الأراضي اللبنانية، وهو ما يتجاوز ما نص عليه القرار 1701، مما يضع حزب الله أمام معادلة جديدة تستغلها إسرائيل لإعادة صياغة ميزان الردع.
إعلانوتأتي هذه التطورات فيما يرى حزب الله -بحسب الدويري- أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية يجعله متمسكا بسلاحه، في وقت باتت علاقته بالدولة اللبنانية أكثر تعقيدا، خاصة بعد تبدل المناخ السياسي عقب انتخاب رئيس جديد وتراجع هامش المناورة.
وأضاف الدويري أن اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله وما تلاه من ضربات موجعة لصفوفه القيادية، إضافة إلى التطورات المرتبطة بإيران في سوريا قلصت قدرته على الحركة الإستراتيجية بعدما تراجع خط الإمداد عبر الجغرافيا السورية بنسبة تصل إلى 80%.
وتزامن ذلك -وفق تقديره- مع متغيرات دولية، أبرزها وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مما يزيد الضغوط على لبنان ويجعل المرحلة المقبلة أكثر حساسية، في ظل سعي إسرائيل لاستثمار هذه الظروف لتحقيق مكاسب سياسية تتجاوز حدود العمليات العسكرية.