مشروعات التخرج مشروعات المستقبل
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
جميل ان ترى ابداع الشباب، والاجمل ان يكون هؤلاء من ابناء الجامعات المصرية، ويقدمون افكارا جديدة ومشروعات براقة، على مدار ما يزيد على الأسبوعين سعدت بالمشاركة فى عدد من مهرجانات مشروعات التخرج محكمًا لأعمال خريجى كليات الإعلام وأقسام الإذاعة والتليفزيون بها، شعرت اننى امام جيل جديد لديه ما يطمئن على المستقبل، عقول تفكر وعينها على المستقبل، كل مشروع له فكرة ووراءه طموح ومبذول فيه جهد كبير، والاهم هو الشعور بحالة الاصرار على النجاح، ليس مجرد مشروع تخرج بل مشروع حياة.
ورغم اعتزاز الكثيرين من الممارسين والخبراء بمثل هذه المشاركة واعتبارها تكريما لمسيرتهم المهنية ودورهم فى تأسيس الأجيال، إلا أننى اعتبرها فرصة هامة للاطمئنان على مستقبل الإعلام فى مصر وما التأثيرات الفعلية لنظم التدريس والتدريب على صناعة الأجيال من الممارسين للمهنة.
والحقيقة اننى كلما تابعت مشروعا ايقنت اننى ازداد اطمئنانا.
لا خلاف أن اختيار الموضوعات هى نقطة الانطلاقة فى أى عمل إعلامى على الإطلاق، وقدرة هؤلاء الشباب على اختيار موضوعاتهم بشكل متنوع يؤكد عدم وجود مصدر أحادى يستقى منه الجميع افكارهم ويقلدونه وانما لدى كل فرد منهم ثقافته الخاصة ووعيه المتكامل الذى يمكنه من الإيمان بقضية وتناولها بشكل متعمق، وقدرة هؤلاء الدارسين على فهم طبيعة وطننا ومتطلباته جعل اختياراتهم للموضوعات تتسق مع ذلك وتعبر تعبيرا شاملا عنه هو ما نحتاجه بالفعل الآن.
وهذا فى حد ذاته منحنى مزيدا من الاطمئنان على مستقبل البلد لأن شبابها مهموم بمستقبلها.
ايضا لاحظت قدرتهم الفريدة على التنوع فى التناول بين القوالب الإنتاجية المختلفة فمنهم من رصد قضيته من خلال قالب الفيلم القصير ومنهم من حلل موضوعة معتمدا على القالب الوثائقي، وآخرون تناولوا بين هذا وذاك مستخدمين الديكيودراما، بما يتسق ومتطلبات العصر الإعلامى الراهن.
وكل ما تابعته او ناقشته من مشروعات يؤكد أن مصرنا زاخرة بكنوزها، وهناك كنوز إعلامية تستحق أن تجد من يبحث عنها ويكتشفها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مشروعات التخرج مشروعات المستقبل الشباب
إقرأ أيضاً:
محمد موسى: أغاني المهرجانات كارثة ثقافية تدمّر وعي الأجيال
حذر الإعلامي محمد موسى من الخطر المتصاعد لما يُعرف بـ"أغاني المهرجانات"، مؤكدًا أنها لم تعد مجرد حالة فنية عابرة أو تعبيرًا شعبويًا، بل أصبحت كارثة ثقافية تضرب الوعي العام، وتشكّل تهديدًا مباشرًا لقيم المجتمع وذوقه العام.
وقال محمد موسى خلال تقديم برنامج "خط أحمر" على قناة الحدث اليوم، إن مصر التي قدّمت عبر تاريخها رموزًا فنية خالدة من أمثال أم كلثوم، عبد الوهاب، وعبد الحليم حافظ، كانت دائمًا رائدة في تقديم فن يحمل قيمة ورسالة، لافتًا إلى أن الأغنية المصرية كانت في يوم من الأيام "سفيرة للهوية والانتماء، ولسان حال الناس".
وأضاف: "ما نراه اليوم ليس فنًا، بل حالة انحدار غير مسبوقة كلمات بلا معنى، موسيقى صاخبة، أداء هزيل، ومضامين تحرّض على العنف والانحراف، وتروّج للجهل والإيحاءات الرخيصة".
وأشار إلى أن مؤدي المهرجانات لا يمتلكون أي تأهيل فني أو ثقافي، ومعظمهم لا يملكون تعليمًا حقيقيًا ولا وعيًا بتأثير كلماتهم على ملايين الأطفال والشباب، ورغم ذلك يتم استضافتهم في القنوات والبرامج، وكأنهم نماذج للنجاح.
وتابع موسى: "حينما يصبح الجهل فنًا، والإسفاف تريندًا، والانحطاط يُسمى شهرة، فنحن لا نخسر فقط الفن، بل نخسر أولادنا ووعينا، ونقوّض دور مصر كقوة ناعمة في العالم العربي".
وشدّد على أن الأمر لا يتعلّق باختلاف أذواق، بل بغزو ثقافي داخلي يهدد هوية المجتمع، ويمس جوهر المعركة الحقيقية: معركة الوعي، داعيًا المؤسسات الإعلامية والثقافية والرقابية إلى الاضطلاع بدورها قبل أن تتسع الفجوة بين الفن والجمهور.
ووجّه موسى رسالة للجمهور قائلًا: "أنتم من تصنعون هؤلاء، فإذا عزفتم عنهم، اختفوا. لا تدعموا الانحدار، بل ادعموا الكلمة الراقية والصوت المسؤول. لأن ما يدخل الأذن يصنع العقل، ويشكّل وجدان الأمة".
وختم بالقول: "ما يحدث اليوم ليس مجرد تراجع فني، بل تدمير منظم لوعي الأجيال القادمة. المعركة بدأت، ومعركة الوعي لا تحتمل الحياد فإما أن نقف مع الفن الحقيقي، أو نستسلم لانحدار لا نهاية له."