«يوم عرفة».. رحلة إيمانية وفرصة مغفرة عظيمة
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
تبدأ مناسك الحج من اليوم، الثامن من ذى الحجة وهو يوم التروية، بإحرام الحجاج وعقد النية للحج والطواف بالبيت العتيق بعد الإحرام، والسعى بين الصفا والمروة والمبيت بمنى ليلة التاسع من ذى الحجة.
ويبدأ غداً -بإذن الله- يوم وقفة عرفة والذى يعد ركناً أساسيا من أركان الحج، لحديث النبى صلى الله عليه وسلم:«الحج عرفة»، وهذا اليوم له فضل كبير وعظيم ومكانة عند الله تعالى، فهو يوم تجتمع فيه جموع حجاج المسلمين من كل بقاع الأرض فى وقفة عظيمة يرجون فيها رحمة الله تعالى ومغفرته.
عرفة هو يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار لحديث السيدة عائشة رضى الله عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهى بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء »، وأيضا يعد يوما مستحبا للدعاء ففيه يجتمع المسلمين يدعون الله تعالى بكل ما فى قلوبهم ويرجون أن يستجيب لهم دعائهم.
وينزل الله تعالى إلى سماء الدنيا فى يوم عرفة ويباهى بأهل عرفة الملائكة ويقول سبحانه: «انظروا إلى عبادى جائونى شعثا غبرا من كل فج عميق يرجون رحمتى ولم يروا عقابى»فلم ير يوما أكثر عتقا من النار من يوم عرفة.
والوقوف بعرفة هو الركن الأساسى من أركان الحج، ويجب على الحاج أن يقف بعرفة من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ويستحب الدعاء بكل ما فى القلب وبالأدعية المأثورة عن النبى صلى الله عليه وسلم، ثم بعد يكمل الحاج باقى المناسك بعد غروب الشمس بالنزول إلى مزدلفة لجمع الحصى والمبيت للذهاب صباحا لرمى جمرات العقبة الكبرى فى أول أيام التشريق ثم طواف الإفاضة والسعى بين الصفا والمروة ثم الحلق وتغيير ملابس الإحرام ويسمى التحلل الأصغر، ثم العودة إلى منى للمبيت بها باقى أيام التشريق وجمع الحصى لرمى جمرات هذه الأيام.
ولغير الحاج يستحب الصيام من أول ذى الحجة وحتى يوم عرفة، أو صيام يوم عرفة على الأقل لما له من فضل كبير على المسلمين، لحديث أبى قتادة عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التى قبله، والسنة التى بعده», ويستحب أيضاً كثرة الدعاء وأن يكون بصيغة الجمع للناس والمسلمين أجمعين والأهل، والإكثار من الصدقات وذكر الله، لحديث النبى صلى الله عليه وسلم قال: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلى، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهوعلى كل شىء قدير»، فيوم عرفة يوم عظيم ومبارك، ويجب على المسلمين أن يغتنموا هذا اليوم فى الدعاء والذكر والعبادة وأن يرجو الله تعالى أن يغفر لهم وذويهم ويجيب لهم دعائهم.
ولمن بتمنى حج بيت الله الحرام وزيارة المسجد النبوى الشريف أن لا ييأس من تحقيق حلمه، فالله تعالى يسر عباده المؤمنين، وعليه أن يعلم أن حج بيت الله هو رحلة إيمانية عظيمة تغسل الذنوب وتطهر القلوب، وأن زيارة المسجد النبوى الشريف شرف عظيم وفخر لا مثيل له.
سعى لتحقيق حلمك، واعلم أن الله سبحانه وتعالى سوف يحققه بإذنه.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمد على محمد يوم عرفة رحلة إيمانية تصحيح مسار مناسك الحج الإحرام البيت العتيق الملائكة النبى صلى الله علیه وسلم الله تعالى یوم عرفة
إقرأ أيضاً:
هل يستجاب الدعاء وقت نزول الأمطار؟.. الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: هل وقت نزول الأمطار يُعدُّ من الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء؟
وأجابت الإفتاء عن السؤال قائلة: الدُّعاءَ عند نزول المطر من الأوقات التي يُستَجَاب فيها الدعاء، لأنَّها أوقات مِنَّةٍ وفَضْلٍ ولُطْفٍ ورحمة من الله على عباده كما دَلَّت على ذلك السنة النبوية المشرفة.
ما ورد في السنة النبوية في فضل الدعاء وقت نزول المطر
اصطفى الله تعالى بعض المواطن والأوقات وجعلها مظنَّةً لإجابة الدعاء رحمةً منه وتفَضُّلًا على عباده؛ ومن هذه الأوقات: الدعاء عند نزول المطر؛ لأنَّها أوقات مِنَّة وفضل ولطف ورحمة من الله على عباده، كما في الحديث الذي رواه أبو داود والحاكم بلفظه عن سهل بن سعد رضي الله عنه مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ثنتان ما تُرَدَّان: الدُّعاء عند النداء، وتحت المطر» أي: عند نزوله.
قال العلامة المناوي في "فيض القدير" (3/ 340، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [أي: دعاء من هو تحت المطر لا يُرَدُّ أو قلَّمَا يُرَدُّ، فإنَّه وقت نزول الرحمة، لاسِيَّمَا أول قطر السنة، والكلام في دعاءٍ متوفر الشروط والأركان والآداب] اهـ.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَيُسْتَجَابُ الدُّعَاءُ فِي أَرْبَعَةِ مَوَاطِنَ: عِنْدَ الْتِقَاءِ الصُّفُوفِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَعِنْدَ نُزُولِ الْغَيْثِ، وَعِنْدَ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ، وَعِنْدَ رُؤْيَةِ الْكَعْبَةِ» أخرجه البيهقي في "المعرفة"، والطبراني في "الكبير".
وروى الإمام الشافعي في "الأم" عن عبد العزيز بن عمر عن مكحول عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اطْلُبُوا إجَابَةَ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْتِقَاءِ الْجُيُوشِ، وَإِقَامَةِ الصَّلَاةِ، وَنُزُولِ الْغَيْثِ».
نصوص الفقهاء الواردة في استجابة الدعاء وقت نزول الأمطار
كما استدل الفقهاء بالآثار التي تدُلُّ على استحباب الدعاء أثناء نزول المطر على أنَّ الدعاء حال نزول المطر مستجاب؛ من ذلك: حديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا رأى المطر يقول: «اللهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا» رواه البخاري. وفي لفظ لأبي داود أنه كان يقول: «اللهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا».
قال الإمام الطحطاوي في "حاشيته على مراقي الفلاح" (1/ 553، ط. دار الكتب العلمية): [ويستحب الدعاء عند نزول الغيث؛ لما ورد من استجابة الدعاء عنده] اهـ.
وقال العلامة ابن رشد في "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" (1/ 224، ط. دار الحديث): [أجمع العلماء على أنَّ الخروج إلى الاستسقاء، والبروز عن الِمصْر، والدعاء إلى الله تعالى والتَّضرُّع إليه في نزول المطر سُنَّة سنَّها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم] اهـ.
وقال الإمام النووي في "المجموع" (5/ 96، ط. دار الفكر): [قال الشافعي: وحفظت عن غير واحد طلب الإجابة عند نزول الغيث وإقامة الصلاة] اهـ.
وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "شرح منهج الطلاب" (2/ 126، ط. دار الفكر): [(و) أن (يقول عند مطر: اللهم صيّبًا) بتشديد الياء، أي: مطرًا (نافعًا) للاتباع، رواه البخاري، (ويدعو بما شاء)؛ لخبر البيهقي: «يستجاب الدعاء في أربعة مواطن: عند التقاء الصفوف، ونزول الغيث، وإقامة الصلاة، ورؤية الكعبة»] اهـ.
وقال الإمام ابن قدامة في "المغني" (2/ 327، ط. مكتبة القاهرة): [ويستحب الدعاء عند نزول الغيث؛ لما رُوِي أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اطلبوا استجابة الدعاء عند ثلاث: عند التقاء الجيوش، وإقامة الصلاة، ونزول الغيث»] اهـ.