تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، مقالا قدّم خلاله مؤرخ ومحلل للسياسة الخارجية الأمريكية، تقييمًا لتراجع هيمنة الولايات المتحدة على الساحة العالمية.

يصف المحلل الولايات المتحدة بأنها لم تعد زعيمة للعالم بل أصبحت تتخذ دور زعيم لفصيل محدود.

يشير إلى تزايد المقاومة ضد هيمنتها من قبل دول متحالفة، ومشاركتها في صراعات إقليمية لدعم حلفائها بدلًا من التسعير للسلام.

بعد أربع سنوات من فترة حكم دونالد ترامب، كان من المتوقع أن يستعيد جو بايدن دور الولايات المتحدة كقائد عالمي.

ووفقًا للكاتب، نجح بايدن في توحيد حلف شمال الأطلسي لمواجهة العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، ودعم التحالفات التقليدية في آسيا، وبناء تحالفات جديدة، وتعزيز الضغوط الاقتصادية على الصين.

ومع ذلك، يؤكد المقال أن القيادة العالمية تتطلب أكثر من مجرد دعم الأصدقاء وهزيمة الأعداء؛ إنها تتطلب حل المشاكل وإلهام الثقة.

وقال إن الولايات المتحدة في الوقت الحالي، يبدو أنها غير قادرة على أن تكون الزعيم العالمي كما كانت عليه في عقود ماضية بعد نهاية الحرب الباردة.

وبدلًا من ذلك، تتجه البلاد نحو دور يقتصر على الرد على التحديات من خلال الدفاع عن مصالحها ومناصرة حلفائها، مما يعكس تحولًا في ديناميكية القوة العالمية.

وتابعت الصحيفة: في الأشهر الأولى من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، نجح البيت الأبيض في تحقيق تقدمات تكتيكية، ما ساعد في دفاع قوي عن كييف وتنسيق المساعدات من الحلفاء، بالإضافة إلى تيسير انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي. ومع ذلك، فإن هذا الصراع يمثل أيضًا تحدٍ استراتيجيًا كبيرًا للولايات المتحدة.

ووفقًا للكاتب، فإن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو تقارب الصين وإيران وكوريا الشمالية لدعم الجهود الروسية ومقاومة ما يصفونه بالهيمنة العالمية الأمريكية.

يرى المحلل أن هذا التوافق المناهض للولايات المتحدة أظهر بالفعل قوته في التقليل من تأثيرات المساعدات الغربية لأوكرانيا.

وبينما تواجه روسيا تحديات مباشرة على حدودها مع ست دول يلتزم البنتاغون بالدفاع عنها بموجب اتفاقيات دفاعية، فإن الولايات المتحدة تواجه أيضًا تحديًا جديدًا في شرق آسيا، حيث يتم التحضير لاحتمالية تصعيد صيني ضد تايوان.

تتعامل الولايات المتحدة مع هذه التحديات وهي ليست في موقع تفوق مطلق، بل على عكس ذلك، فإنها تواجه تحديات متعددة بشكل متزايد.

في هذا السياق، لم تنجح الولايات المتحدة في حشد الدعم الدولي الكافي لتعزيز موقفها. بايدن، الذي وصف الصراع بأنه "معركة بين الديمقراطية والاستبداد"، لم يتمكن من الدفع بمبادرات دبلوماسية واضحة تسعى إلى السلام بفعالية.

بدلًا من ذلك، بدا الأمر كما لو كان يدعو الدول الأخرى إلى المشاركة في صراع دولي طويل الأمد، دون اتخاذ خطوات جادة نحو التوصل إلى حلول دبلوماسية. وفيما عدا حلفاء الولايات المتحدة، لم تفرض تقريبًا أي دولة عقوبات على روسيا، مما يعكس تحديات العزل الدبلوماسي التي تواجهها الولايات المتحدة في الوقت الحالي.

في سياق الحرب الأخيرة في غزة، أدلى الرئيس جو بايدن برد فعل سريع وملتزم، حيث اختار دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية بشكل قوي دون فرض شروط تتعلق بحماية المدنيين.

هذا النهج أدى إلى تقييمات تشير إلى أن الولايات المتحدة تتبع في الصراع دورًا يتمثل في المتابعة بدلًا من القيادة، مما أسفر عن ضعف واضح في النهج الإستراتيجي والقدرة على التأثير بشكل فعال.

وفي السياق الإقليمي، تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز العلاقات مع السعودية والتزامها بدعمها بالقوة العسكرية، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة التوترات والصراعات في الشرق الأوسط بدلًا من تحقيق الاستقرار والسلام.

تلك الخطوة قد تعزز من التورط الأمريكي في النزاعات الإقليمية دون تحقيق نتائج إيجابية ملموسة فيما يتعلق بالسلام والأمن.

جزء من التحديات التي تواجه الولايات المتحدة يعود إلى الميل الزائد للتعاطف مع شركائها الإستراتيجيين، مثل التسريع في تقديم المساعدات والدعم دون مراجعة دقيقة لأهداف واستراتيجيات الحرب.

كما أن الالتزام المتكرر بالدفاع عن تايوان، بدون الوضوح في النهج الاستراتيجي، يعكس تحديات أخرى تتعلق بالتعامل مع التهديدات الإقليمية بطريقة فعالة ومستدامة.

بعد انتهاء الحرب الباردة، وجدت الولايات المتحدة نفسها متقاطعة بين مفهومي القيادة العالمية والهيمنة العسكرية، حيث كانت تمتلك البلاد هذه القدرة بلا منازع وكانت قادرة على توسيع نفوذها العسكري بسلام دون تهديدات كبيرة من الدول الكبرى. على مدى السنوات، قامت الإدارات المتعاقبة بتوسيع تحالفات الولايات المتحدة وشنت حروبًا عديدة، بهدف نشر الديمقراطية الليبرالية وبالاستعداد لقبول المنافسين المحتملين داخل النظام العالمي.

ومع ذلك، فإن الواقع اليوم يكشف عن نهاية هذا التوقع الساذج، حيث تواجه الولايات المتحدة مقاومة شديدة عند محاولتها توسيع نفسها، مما يدفع واشنطن إلى مضاعفة جهودها دون جدوى واضحة. إن هذه السياسة هي لعبة خاسرة، تتطلب من الأميركيين المزيد من المخاطرة والإنفاق للاستمرار في محاولة اللعب.

ويقول الكاتب إن هناك نهجًا أفضل يمكن اتباعه لاستعادة القيادة العالمية، حيث يجب على الولايات المتحدة أن تظهر بوضوح للعالم المتشكك أنها تسعى لبناء السلام والمرونة، بدلًا من التركيز على استنزاف أعداءها أو دعم حلفائها بلا شروط. يشمل ذلك دعم أوكرانيا بجدية متساوية لإنهاء الصراع عبر المفاوضات، بالإضافة إلى تحول تدريجي نحو دور أصغر للولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي، مع التشديد على قيادة أوروبا في دفاعها الخاص.

وبحسب المقال كان اقتراح بايدن الأخير لوقف إطلاق النار في غزة إيجابيًا، لكنه يفتقر إلى التهديد الحاسم بوقف إرسال الأسلحة إلى إسرائيل في حال رفضها وقف الحرب. يجب أن يتبنى النهج الأمريكي المرونة والوضوح في الأهداف الإستراتيجية، بدلًا من الإنجرار نحو الصراعات دون تحقيق أهداف محددة وملموسة.

ويتوقع الخبير أن يحسن الانسحاب التدريجي من أوروبا والشرق الأوسط، من مشاركة الولايات المتحدة في المجالات الأكثر أهمية في آسيا، وقد يبرز التزام الولايات المتحدة بعدم سعيها للهيمنة.

رغم صعوبته، فإن هذا النهج يعد أكثر استدامة مقارنة بالبديل، الذي يضع الولايات المتحدة في مأزق مستمر وخطير، يتمثل في المخاطرة بأمن العالم بشكل كبير لصالح دولة واحدة معينة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الولايات المتحدة ترامب بايدن الولایات المتحدة فی بدل ا من

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تختبر طائرات مسيّرة عسكرية من جيل جديد


ذكر موقع "militarytimes" أن الولايات المتحدة بدأت باختبار جيل جديد من الطائرات المسيّرة العسكرية.
وتبعا للموقع فإن الولايات المتحدة بدأت باختبار طائرتين جديدتين دون طيار هما YFQ-42A من تطوير شركة General Atomics، وYFQ-44A من تطوير شركة Anduril Industries، وتنتمي هذه الطائرات إلى فئة يطلق عليها سلاح الجو الأمريكي اسم الطائرات القتالية التعاونية (CCA)، وهذا يعني أنها قادرة على العمل بالاشتراك مع الطائرات الحربية المأهولة، مثل مقاتلات F-35 ومقاتلات F-47 التي تعمل الولايات المتحدة على تطويرها حاليا.

ووفقا للبيانات الأولية، ستتمكن الطائرات المسيرة الجديدة من تنفيذ ضربات ضد الأهداف الأرضية، تنفيذ مهمات الاستطلاع الجوي، وتنفيذ مهمات الحرب الإلكترونية، لكن المهمة الأساسية التي قد تُسند إليها هي دعم المقاتلات الأمريكية في السيطرة على المجال الجوي خلال المعارك.
 

ولا تزال التفاصيل التقنية حول آلية عمل هذه الطائرات غير معروفة بعد، لكن الخبراء يطرحون عدة سيناريوهات لعملها، إذ يمكن استخدامها لخوض المعارك الجوية بشكل مستقل دون تدخل بشري، كونها ستجهز بأنظمة ذكاء اصطناعي تساعدها على تحليل البيانات وتحديد الأهداف، أو من المحتمل أن تستعمل كطائرات إسناد للمقاتلات العسكرية، أو قد تستخدم كـ "طعم" جوي لاستدراج الطائرات المعادية إلى المجال المجدي لصواريخ المقاتلات الأمريكية.

وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن الطائرات الأولى من فئة (CCA) سيكون لها نطاق قتالي يزيد عن 700 ميل، وستتمتع بقدرات تخفي عن الرادارات تضاهي تلك التي تمتلكها مقاتلات F-35 الشبحية

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: إسرائيل لم تشن أي ضربات ضد سوريا منذ لقاء ترمب والشرع
  • الولايات المتحدة تختبر طائرات مسيّرة عسكرية من جيل جديد
  • مولدوفا تسلم الولايات المتحدة زعيمَ طائفة النازيين الجدد بتهمة التآمر لقتل أطفال يهود
  • مجلة أمريكية: أردوغان زعيم عالمي وأحد أقوى الرجال في العالم
  • الولايات المتحدة وكندا تبحثان فرص التعاون بشأن التحديات العالمية المشتركة
  • جامعة نيويورك أبوظبي تحتفي بخريجي دفعة 2025
  • الولايات المتحدة غير مؤهلة أخلاقياً لتجريم الآخرين
  • نيويورك تايمز: هل تركت المخابرات السوفياتية هدية لجواسيس المستقبل؟
  • ترامب يهدد بفرض رسم جمركي 25% على آبل ما لم تصنع هواتف آيفون في الولايات المتحدة
  • تايمز: أوكرانيا تواجه تحديا صعبا بعد سريان اتفاق المعادن مع ترامب