هل دعاء يوم القر مستجاب؟.. أعظم الأيام عند الله بعد النحر
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
يُعد يوم القر من أعظم الأيام عند الله عزوجل، كما ورد في الحديث الشريف، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ثم يوم القر»، ويأتي يوم القر الذي يوافق الحادي عشر من ذي الحجة، بعد يوم النحر مباشرةً، ويمثل أول أيام التشريق في هذا اليوم، ولذلك ينشغل الكثيرون بمعرفة هل دعاء يوم القر مستجاب من عدمه؟، وهو ما أوضحه الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق.
وأجاب جمعة على سؤال هل دعاء يوم القر مستجاب؟، قائلا إن يوم القَرّ هو ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، ويعتبر من أفضل الأيام عند الله تعالى، يُطلق عليه أول أيام التشريق الثلاثة، ويوافق الحادي عشر من شهر ذي الحجة، وورد عن النبي- صلى الله عليه وسلم- في حديث رواه عبد الله بن قُرط: «إِنَّ أَعْظَمَ اْلأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ» [سنن أبي داود].
فضل يوم القر وأهمية الدعاء فيهوبخصوص هل دعاء يوم القر مستجاب؟، فإن فضل يوم القر يعود إلى أنه أحد الأيام التي يستجاب فيها الدعاء، بحسب الدكتور علي جمعة، مشيرا إلى رواية عن أبي موسى الأشعري في خطبته يوم النحر، حيث قال: «هذا يوم الحج الأكبر، وهذه الأيام المعلومات التسعة التي ذكر الله في القرآن، لا يرد فيهن الدعاء، هذا يوم الحج الأكبر، وما بعده من الثلاثة اللائي ذكر الله الأيام المعدودات، لا يرد فيهن الدعاء؛ فارفعوا رغبتكم إلى الله عز وجل».
سبب تسمية يوم القر وأعمال الحجاج فيهوتابع جمعة عبر صفحته على فيسبوك قائلا: «يُسمى يوم القر بهذا الاسم لأن الناس يقرون، أي يستقرون فيه بمنى بعد أن فرغوا من طواف الإفاضة والنحر واستراحوا. يُقر الحجاج في منى ويؤدون مناسكهم بهدوء واطمئنان. في هذا اليوم، يبدأ الحجاج رمي الجمرات الثلاث اقتداءً بسنة النبي، صلى الله عليه وسلم، حيث يخرجون بعد صلاة الظهر لرمي الجمرة الأولى (الصغرى) ثم الوسطى وأخيرًا الكبرى (جمرة العقبة)، كل واحدة بسبع حصيات، يدعون بين كل جمرتين، مما يجعل المجموع سبعين حصاة خلال أيام التشريق»
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: دعاء الأیام عند الله
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الكذب عارض بشري والسكوت لا يعني دائما الرضا
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان من العوارض البشرية الكذب: وهو خطأ متعمد عن سوء نية، لذلك هو خطيئة ويكون لحقد أو تدبير سيء أو خجل أو نحو ذلك.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه من الكذب ايضا الذهول ويكون عن عدم تركيز الأمر وقلة العناية به، ويكون عن دهشة من أمر طارئ، ومن العوارض البشرية الإكراه من الغير سواء أكان أدبياً أو مادياً.
واشار الى ان كل هذه العوارض التي تعتري الإنسان تجعل الأصل أنه "لا ينسب لساكت قول"، فالناقل قد يقع في شيء من العوارض البشرية، فإذا سكت المنقول عنه لا ينسب له قول ذلك القائل ولا بد من التحري ومن هنا اخترع المسلمون علوم التوثيق في جانب القرآن، وضبطوا المسألة غاية الضبط ليس فقط على مستوى الآية أو الكلمة أو الشكلة، بل على مستوى الأداء الصوتي وفي جانب السنة أبدوا أكثر من عشرين علما لضبط الرواية، والنبي ﷺ يحذر من هذا فيقول : « من كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار ».
وفي جانب العلوم المختلفة أوجدوا أسانيد الدفاتر أي الكتب في العلوم جميعًا، ونراهم في جانب القضاء يؤكدون على العدالة والضبط في الشاهد، فليس كل أحد تقبل شهادته، بل لابد من حالة نأمن فيها تقليل العوارض البشرية، وضبط النقل متمثلا بالحديث النبوي الشريف فعن ابن عباس قال : « سُئل النبي ﷺ عن الشهادة. قال : هل ترى الشمس ؟ قال : نعم. قال : على مثلها فاشهد ».
أما إذا لم يكن قد صدر عنه القول أو الفعل أصلا فهو أشد من الحالة الأولى، ولا يكلف قطعا برد كل بهتان عليه، ويذكر الإمام السخاوي في الضوء اللامع أبياتا عن شيخه يلخص فيها تلك الحالة :
كم من لئيم مشى بالزور ينقله ** لا يتقي الله لا يخشى من العار
يود لو أنه للمرء يهلكه**ولم ينله سوى إثم وأوزار
فإن سمعت كلاما فيك جاوزه ** وخل قائله في غيه ساري
فما تبالي السما يوما إذا نبحت
** كل الكلاب وحق الواحد الباري
وقد وقعت ببيت نظمه درر **قد صاغه حاذق في نظمه داري
لو كل كلب عوى ألقمته حجرا ** لأصبح الصخر مثقالا بدينار
وعلى الرغم من تقرر هذه القاعدة في الشرع نقلا وشهادة وقضاء وعلماً فإن الشرع استثنى منها شأن كل قاعدة ما يستوجب الاستثناء لغرض صحيح أخر فقال رسول الله ﷺ: « البكر تستأمر فتستحي فتسكت. قال : سكاتها إذنها ».
فأيام ما كانت الناس تستحي وكان الحياء خلقا كريماً كانت البنت تخجل عندما يتقدم لها خاطب فإذا سألها أبوها استحت فقدر الشرع هذا الحياء، والنبي ﷺ يقول : « الحياء خير كله ». فاكتفى بصمتها عن إذنها، وهي أيضًا إذا كرهته أو رفضته لا تخجل من إبداء رأيها والجهر به، ومن هنا جاء في الثقافة الشائعة (السكوت علامة الرضا) وهو علامة قاصرة على البكر التي تستحي فتعميم هذه العلامة ليس بسديد.
هل لنا أن نواصل أصولاً لحياتنا الثقافية نرجع إليها جميعا وتكون بمثابة الدستور أو بمثابة ميثاق الشرف الثقافي أو إننا سنظل هكذا في متاهة حوار الطرشان نسير من غير أصول نسعى في حياتنا الثقافية على غير هدى.