بوابة الوفد:
2025-06-18@15:10:33 GMT

بوتين: يسعى الغرب للتدخل في شؤون الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT

أعلن الرئيس الورسي فلاديمير بوتين، أن التعددية القطبية واحترام القانون الدولي يسمح بحل أعقد القضايا لمصلحة الجميع، مؤكدا أن الغرب يسعى الآن للتدخل في شؤون الشرق الأوسط، وذلك في لقاء عقده اليوم مع الكوادر القيادية في وزارة الخارجية الروسية بحضور الوزير سيرغي لافروف.

 

وفي السطور التالية ابرز تصريحاته:

التغيرات تعيد التفاؤل، تعدد القطبية واحترام القانون الدولي تسمح بحل أعقد القضايا لمصلحة الجميع.

وبناء العلاقات ذات المصلحة المتبادلة وضمان الأمن للشعوب.

في مجموعات مثل "بريكس" فإن احترام الحوار والتفاهم والاحترام المتبادل من المبادئ الأساسية.

بوتين: سنعمل على استقبال مزيد من الأعضاء.

 قدرات "بريكس" تسمح لها بأن تكون أحد مراكز تشكيل العالم متعدد الأقطاب.

 لا يمكن أن يكون أمن البعض على حساب أمن الآخرين، كان هناك فرصة للمجتمع الدولي في نهاية القرن الماضي، كان المطلوب فقط سماع بعضنا البعض. حينها كانت دولتنا تسعى لهذا العمل البناء، لكن كانت هناك هيمنة أخرى، لا سيما من جانب الولايات المتحدة التي اعتقدت أنها "انتصرت" في الحرب الباردة، وبدأت في التوسع شرقا بلا حدود، ردا على ذلك قالوا لنا، ووعدونا بأن توسع "الناتو" غير موجه ضد روسيا. قالوا لنا في "الناتو" إن الوعود كانت شفهية ولذلك فهي "غير ملزمة".

 أشرنا إلى الخطأ الذي يرتكبه الغرب، وطلبنا أن تكون هناك آلية أمنية تلائم الجميع، وقد ذكرنا ذلك في 2008، وكذلك في المذكرة الأمنية التي تقدمنا بها في نهاية 2021. لكن كل هذه المحاولات للشرح وإنذار الشركاء لم نحصل بصددها على أي استجابة.

 بات من الواضح تماما أن الهيكلية الغربية لضمان الأمن والازدهار في العالم لا تعمل. نحن نتذكر المأساة في البلقان. نعم، كان هناك مشكلات داخلية، إلا أنها احتدت بسبب التدخل الخارجي. وبدأوا في العمل بالمبدأ الجديد وهو "الدبلوماسية على طريق (الناتو)".

هذا النهج نفسه استخدم في مناطق أخرى من العالم في العراق وسوريا وأفغانستان ولم تأتي بأي نتائج عدا أنها فاقمت المشكلات الموجودة وتشريد الشعوب وهدم الدول وزيادة الكوارث الإنسانية.

 يسعى الغرب الآن للتدخل في شؤون الشرق الأوسط، ومن الواضح تماما تدخلهم في جنوب القوقاز وآسيا الوسطى.

أوروبا ربما تنزلق إلى الفوضى الخاصة بالهجرة وبالوضع الاقتصادي والسياسي.

أوروبا تفقد أصالتها، حتى أن بعض السياسيين يفق

أوروبا تشتري الغاز اليوم بأغلى من ثلاثة أضعاف، والدول الأوروبية تريد زيادة الإمدادات العسكرية لأوكرانيا وتفرض ذلك على الشركات الأوروبية التي لا ترغب في ذلك.

دون ثقة سكانهم، ونتائج انتخابات البرلمان الأوروبي تؤكد ذلك.

أوروبا الآن مجبرون على زيادة إمدادات الأسلحة لأوكرانيا، من سيكون بحاجة لهذه الأسلحة عندما ينتهي الصراع بأوكرانيا.

الولايات المتحدة تخصص أموالا كبيرة للمسيرات والطائرات والصواريخ، وتلك المجالات سوف تحدد نطاق الصناعات المستقبلية في العالم. أوروبا مجبرة على ذلك أيضا، دون أن ترفع من مستوى معيشة مواطنيها.

يجب أن يكون لأوروبا علاقات جيدة مع روسيا، كان الأوروبيون يفهمون ذلك، أولئك الذين كانوا يلتزمون بالقيم الأوروبية، وأذكر لقائي بهيلموت كول في بداية التسعينيات حينما أكد على أهمية العلاقات الأوروبية الروسية.

المحاولات الأمريكية مستمرة لتمرير النهج الإمبريالي والهيمنة من أجل استنزاف الولايات المتحدة للقارة الأوروبية. بطبيعة الحال هذا طريق مسدود بلا أفق.

لا بد من تفعيل الحوار والأنشطة الدبلوماسية في منطقة أوراسيا ومنظمة شنغهاي للتعاون، ونرى أفقا لدمج لاعبين جدد من شرق آسيا وحتى إلى أقصى شمال روسيا.

آن الأوان لمناقشة المنظومة والضمانات الأمنية. لا بد من الحيلولة دون التدخل الخارجي. نريد إقامة منظومة أمنية جيدة. القوات الأجنبية لا مكان لها في أوراسيا.

الدول والمنظمات الأوراسية يجب أن تقرر مصيرها بالتعاون انطلاقا من عمل المؤسسات والهيئات العاملة من أجل مصلحة أوطاننا.

نحث على النظر في مبادرة بيلاروس التي تنص على أطر للمنظومة الأمنية على أساس المرجعية القانونية والتعددية بوصفها منظومة جديدة في عالم التعددية القطبية.

لقد قوض الغرب المنظومة الأمنية وعبر العقوبات أضعف جميع المؤسسات المالية ومنظمة التجارة العالمية والبنك الدولي ويحاول تمرير الهيمنة عبر استخدام العراقيل البيروقراطية.

الدول الغربية جمدت الأصول الروسية والآن تقرر أن تختلق مرجعية قانونية لسرقة هذه الأموال. هذه المحاولات لن تمر دون عقاب.

إن ذلك سيقوض المنظومة التي أسسها الغرب نفسه. وعبر كل هذه الديون يحاولون جذب المزيد من الأموال، إلا أن سرقة الأصول الروسية سيقوض الموثوقية الأوروبية.

آن الأوان لرسم وتطوير العلاقات والإجراءات المشتركة عبر توسيع التعامل بالعملات الوطنية ومن خلال التسوية بالالتفاف على المنظومات الأوروبية والغربية.

آن الأوان لرسم وتطوير العلاقات والإجراءات المشتركة عبر توسيع التعامل بالعملات الوطنية ومن خلال التسوية بالالتفاف على المنظومات الأوروبية والغربية.

فيما يتعلق بالتعامل مع وزارة الخارجية، يرجى أن ترتكز الوزارة على بناء الشراكات الكبرى والضخمة في مجال أوراسيا.

مقترحاتنا تتمحور حول تشكيل منظومة جيدة ومناسبة للجميع، ما يمكننا من حل الصراعات الدائرة وتسوية مختلف القضايا الخاصة استنادا للثقة.

خير دليل على ذلك الصراع في أوكرانيا. إن الأزمة الأوكرانية ليست صراعا بين دولتين أو شعبين. فلدى الشعبين الروسي والأوكراني قيم مشتركة لكن جذور المشكلة هي نتيجة مباشرة لتطور الأحداث في القرن الماضي. لسياسة الغطرسة الغربية التي انتهجها الغرب.

بعد انتهاء الحرب الباردة، بدأ الغرب بنظام عالمي مبني على القواعد لا القوانين، ولا يوجد فيه مكان للدول ذات السيادة، بهدف ردع بلادنا، وقد قالوا ذلك بأنفسهم.

الدول الغربية كانت تعمل على ابتلاع الدول القريبة منها. وفي توسعات "الناتو" أثبتوا ذلك، وحاولوا أن يضموا أوكرانيا وسخروا كل الموارد لهذه الخطة.

دعم الغرب المجموعات النازية في أوكرانيا وكانوا يقتطعون الأراضي من شرق أوكرانيا.

الغرب كان يعرف المشكلات الداخلية الأوكرانية، واستخدموا الدعاية لسنوات عديدة، ولم يستطيعوا تغيير الوضع بشكل جذري. حاولوا أن يغيروا الذاكرة التاريخية. وحينما لم ينجحوا استخدموا القوة.

مولوا ونظموا واستغلوا الوضع السياسي الداخلي الصعب، وقاموا بالانقلاب المسلح وبدأ القتل والعنف وقمعوا المعارضة وأدخلوا ذلك ضمن "أيديولوجية السلطة" ومنعوا اللغة الروسية وهجموا على الكنائس الأرثوذكسية الروسية.

في أي مكان آخر من العالم كان ذلك ليخلق جلبة واسعة، ولكن في أوكرانيا كان المجتمع الدولي يصمت إزاء كل هذا.

كنا ملزمون بحماية أهل دونباس واعترفنا أخيرا بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك بعد أن أمضينا 8 سنوات لم نعترف بهما.

هل يحق لهذه الجمهوريات أن تطلب الدعم، نعم يحق لهم أن يطلبوا الدعم، كما يحق لهم أن يعترفوا بسيادتهم استنادا لقرارات المحكمة الدولية، يحق لنا كذلك أن نوقع اتفاقية معهم، وكل هذا وفقا للقانون الدولي.

اضطرنا ذلك أن نبدأ العملية العسكرية الروسية الخاصة، ومع ذلك كان نصب أعيننا الحل الدبلوماسي والسياسي السلمي.

وقد بدأنا المفاوضات فورا، في بيلاروس، وقلنا إنه يجب احترام إرادة سكان الدونباس. اسحبوا القوات، واحترموا سيادة الجمهوريتين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بوتين يسعى الغرب الآن للتدخل شؤون الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

السفير الروسي في مصر: الغرب يستخدم أوكرانيا لضرب روسيا و”المنطقة العازلة” تحمي أمننا القومي

السفير جيورجي بوريسينكو:

 القيادة الأوكرانية الحالية غير شرعية المنطقة العازلة تحمي الأمن القومي الروسي هدف الغرب استمرار الحرب، وهدف روسيا السلام كنا نأمل أن تكون أوكرانيا دولة جارة مسالمة لا نؤيد فكرة وقف إطلاق النار المؤقت الرئيس بوتين لا يُعير اهتمامًا لتصريحات ترامب الانتخابية الغرب يستخدم أوكرانيا كمنصة لضرب روسيا نعترف باستقلال أوكرانيا منذ عام 1991 وقف الدعم العسكري لأوكرانيا يوقف الحرب نُقدّر دور الرئيس ترامب لحل الأزمة في أوكرانيا الاقتصاد الروسي يتطور بشكل أسرع مما كان عليه قبل العقوبات  الأوروبيين يعانون من العقوبات أكثر من روسيا واشنطن تريد الحفاظ على تفوق إسرائيل العسكري في المنطقة 

 

حوار/ محمد أبو سبحة
 القاهرة (زمان التركية)ــ يرى السفير الروسي في القاهرة جيورجي بوريسينكو أن دعم الغرب لأوكرانيا بالسلاح أجج الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات وأن سعي أوكرانيا منذ القدم للاقتراب من الناتو تسبب في وقوع الأزمة الحالية، معتبرًا في حوار مطول مع  جريدة (زمان التركية) أن العقوبات الاقتصادية الغربية، انعكست سلبًا على أوروبا أكثر من روسيا التي طورت اقتصادها، ودافع  عن مخطط إقامة “المنطقة العازلة” على حدود أوكرانيا، من أجل “حماية الأمن القومي الروسي”، ووصف القيادة الأوكرانية الحالية بأنها “غير شرعية”.

 كيف تنظرون إلى تطور الدور الأمريكي في الأزمة الروسية الأوكرانية بعد فوز ترامب؟ وهل تعهد ترامب يحاول فرض موقفه؟

نحن نُقدّر الرئيس دونالد ترامب وإدارته على الجهود التي يبذلونها لحل هذه الأزمة والتغلب على النزاع في أوكرانيا. إنهم يحاولون منع المزيد من تدمير البنى التحتية وسفك الدماء، ونحن نُدرك في الوقت ذاته أهمية ضمان أمننا القومي، ولهذا السبب لدينا مطالب محددة لضمان هذا الأمن.

نحن لا نؤمن بفكرة وقف إطلاق النار المؤقت لبضعة أسابيع كما تطرح بعض الدول الغربية مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية. الأمر لا يتعلق بمجرد هدنة قصيرة، بل نحن بحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار بشروط واضحة ومضمونة. ما نراه حاليًا هو أن الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تزود أوكرانيا بالمعدات العسكرية، مثل صواريخ “تاوروس” الألمانية ومكونات أخرى أمريكية الصنع.

السبيل الحقيقي الوحيد لإنهاء هذا الصراع، سواء بالنسبة للولايات المتحدة أو باقي الدول الغربية، هو التوقف عن دعم القوات الأوكرانية. إذا توقفت الدول الغربية عن تزويد أوكرانيا بالمعلومات الاستخباراتية والمعدات العسكرية، فإن الحرب ستنتهي خلال بضعة أشهر. فالحرب الأوكرانية تعتمد بشكل شبه كامل على الدعم الغربي، في حين أن روسيا تقاتل باستخدام أسلحتها الخاصة، دون أن تطلب دعماً من أحد.

الأوكرانيون يعتمدون بالكامل على الدعم العسكري واللوجستي من الغرب، وإن توقف هذا الدعم، فإن الحرب ستتوقف. لكن الحقيقة هي أن الغرب لا يريد انتهاء هذه الحرب، بل يريدون استمرارها واستنزاف روسيا، كما حاولوا في الماضي.

ما نراه اليوم ليس جديدًا، إنه يشبه ما حدث في القرن التاسع عشر، عندما غزا نابليون روسيا، ولم تكن جيوشه فرنسية فقط، بل ضمت جنودًا من دول أوروبية عديدة. ثم في القرن العشرين، قامت دول مثل فنلندا، وإسبانيا، ودول أوروبية أخرى، بالانضمام إلى هتلر في حربه ضد روسيا.

اليوم، تحاول أوروبا مجددًا الانتقام من روسيا على هزائمها السابقة، ويبدو أن هناك محاولة ثالثة لإلحاق الهزيمة بنا. شخصيات مثل بوريس جونسون، ومسؤولين فرنسيين وألمان، أعلنوا صراحة أن هدفهم هو “إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا في ساحة المعركة”، وهذا هو هدفهم المعلن.

لهذا السبب، نحن نصر على ضرورة ضمان أمننا القومي. نعم، نرى أن الإدارة الأمريكية الحالية تحاول الآن البحث عن طرق لفرض وقف إطلاق النار، لكن وقف إطلاق النار لا يكفي. ما نحتاجه هو سلام دائم ومستقر، ويجب أن يكون هذا السلام مشروطًا بعدة أمور، من بينها: وقف كامل لإرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، وعدم وجود أي تدريبات أو عمليات عسكرية مشتركة على الأراضي الأوكرانية، بجانب انسحاب القوات الأوكرانية من جميع الأراضي الروسية، لأن بعض المناطق التي يدور فيها القتال الآن هي جزء من الأراضي الروسية وقد تم ضمها رسميًا. نحن نبحث عن سلام حقيقي، وليس هدنة مؤقتة تخدم الغرب لإعادة تسليح أوكرانيا.

ما تعليقكم على على قول الرئيس ترامب إن الرئيس الروسي “يلعب بالنار” ولا يريد السلام؟

الرئيس بوتين لا يُعير اهتمامًا لتصريحات الرئيس الأمريكي، فمن مسؤولية الإدارة الأمريكية أن تفسر وتوضح مقاصد كلمات رئيسها. أستطيع أن أتفهم أن مثل هذه التصريحات قد تكون لها دوافع داخلية تتعلق بالسياسة الأمريكية المحلية، خاصةً في ظل الأجواء الانتخابية.

ولكن، كما قلت سابقًا، من الضروري معالجة الأسباب الجذرية للأزمة، والتي تبدأ من توسع حلف الناتو المستمر شرقًا. حتى بعض المسؤولين الأمريكيين اعترفوا مؤخرًا بأنهم يدركون موقف روسيا، وأن هذا النزاع ما هو إلا حرب بالوكالة يشنّها الناتو ضد روسيا.

الناتو يستخدم أوكرانيا، ويستخدم الأوكرانيين أنفسهم، كأداة لمهاجمة روسيا. للأسف، الغرب لا يهتم بمصير الشعب الأوكراني. هم على استعداد للتضحية بكل الأوكرانيين في سبيل إضعاف روسيا. وعندما يُستنزف الشعب الأوكراني تمامًا، سيبدأون باستخدام دول أخرى مثل بولندا لتنفيذ نفس الدور.

الهدف الغربي واضح: إضعاف روسيا. لأن روسيا دولة كبيرة وقوية، وتشكل عائقًا أمام الهيمنة الغربية العالمية. لذلك، يحاولون بشتى الطرق إضعافها — تمامًا كما فعلوا في القرن التاسع عشر مع نابليون، وفي القرن العشرين مع هتلر، والآن يحاولون مجددًا.

ونحن نقدّر رغبة الرئيس ترامب في وقف هذه السياسات العدوانية، ونُثمّن موقفه في السعي إلى التهدئة. بالطبع لدينا مصالح قومية، وهذه المصالح قد تتوافق مع مصالح الأمريكيين في حال وجود نية صادقة للسلام. نحن بلد ذو سيادة، ولا نعطي أهمية لما يُقال عنا في الإعلام أو في الأروقة السياسية الغربية، وأولويتنا الأولى هي ضمان أمن روسيا القومي، وهذه هي القاعدة التي نبني عليها كل مواقفنا.

 كيف استطاعت روسيا الصمود أمام العقوبات الغربية واسعة النطاق؟ 

فرضت العديد من الدول الغربية  -مثل الولايات المتحدة وأوروبا الغربية واليابان ودول أخرى من المعسكر الغربي- عقوبات اقتصادية صارمة على روسيا. نعم، هذه العقوبات سبّبت بعض الأضرار في البداية، وواجهنا تحديات اقتصادية، لكن على المدى الطويل، استطاع الاقتصاد الروسي أن يتعافى ويتطور بشكل أسرع مما كان عليه قبل العقوبات.

بعد انسحاب العديد من الشركات الغربية من السوق الروسية، سارعت الشركات المحلية الروسية لملء هذا الفراغ، وبدأنا في تطوير تقنياتنا الخاصة، والاعتماد على مصادر بديلة من دول أخرى في آسيا، إفريقيا، وأمريكا اللاتينية. في الواقع، العقوبات الغربية لم تعزل روسيا، بل عزلت الغرب نفسه عن روسيا.

إذا نظرت إلى خريطة العالم، سترى أن الجزء الوحيد الذي لا يريد التعاون مع روسيا هو أوروبا الغربية، بينما بقية دول العالم تتعاون معنا بشكل طبيعي. ومن المفارقات أن الأوروبيين الذين فرضوا هذه العقوبات هم أنفسهم يعانون منها الآن أكثر منّا.

على سبيل المثال، ألمانيا كانت تشتري الغاز الروسي عبر الأنابيب بأسعار معقولة، لكنها الآن مضطرة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة بأسعار تزيد عن الضعف. وهذا الأمر رفع تكلفة الإنتاج على الشركات الألمانية، وأضعف قدرتها التنافسية أمام نظيراتها الأمريكية. حتى المواطن العادي في أوروبا أصبح يدفع أكثر للحصول على الكهرباء والتدفئة.

النتيجة؟ شركات كبرى مثل “فولكس فاجن” أصبحت تجد صعوبة في مواصلة الإنتاج داخل ألمانيا بسبب ارتفاع التكاليف. أما الولايات المتحدة فقد ربحت مرتين: مرة ببيع الطاقة لأوروبا بأسعار مرتفعة، ومرة أخرى بإضعاف الاقتصاد الأوروبي لصالح الاقتصاد الأمريكي.

حتى بعض الصناعيين والمزارعين الروس يعارضون رفع العقوبات، لأنهم استفادوا من غياب المنافسة الغربية. السوق الروسية الآن مليئة بالمنتجات المحلية، والعديد منها يتم تصديره إلى الخارج. لذلك هم لا يرغبون بعودة الشركات الغربية، ولا برفع العقوبات.

 

إعلان الرئيس بوتين إنشاء “منطقة عازلة” على الحدود مع أوكرانيا، ألا يشكل عقبة أمام جهود السلام؟

الهدف من إنشاء المنطقة العازلة ليس تعطيل عملية السلام، بل حماية الأمن القومي الروسي. وكما ذكرتُ سابقًا، هناك قذائف تطلق من الأراضي الأوكرانية نحو الأراضي الروسية، إضافة إلى محاولات تسلل من قبل مجموعات تخريبية تستهدف منشآت داخل روسيا. لذلك، نرى أنه من الضروري إنشاء منطقة عازلة تبعد القوات الأوكرانية والأسلحة الغربية عن حدودنا.

هذه المنطقة ستكون بمثابة حزام أمني لمنع تسلل العناصر العدائية ووقف تدفق الأسلحة والمعدات الغربية التي تصل إلى أوكرانيا، والتي تُستخدم لاحقًا في الهجوم على أراضينا. نحن لا نرفض فكرة السلام، لكن لا يمكن أن يكون هناك سلام حقيقي ومستقر دون وجود مسافة آمنة تفصل بين القوات المعادية وحدود روسيا السيادية.

وإذا تم تحقيق الشروط الأمنية، يمكننا مناقشة تفاصيل شكل هذه المنطقة العازلة، حجمها، وآليات مراقبتها لاحقًا. لكن في الوضع الراهن، إنشاء هذه المنطقة هو شرط مسبق لا يمكن التنازل عنه إذا كنا نتحدث عن سلام دائم وشامل.

 

ما تعليقكم على تصريح السفير الأوكراني في مصر بأن بلاده لن تقدم أي تنازلات إلا إذا قدمت روسيا تنازلات مماثلة؟

كما ذكرتُ سابقًا، فإن الأولوية القصوى بالنسبة لروسيا هي ضمان أمنها القومي، وكذلك الحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها. مناطق مثل دونيتسك، لوغانسك، خيرسون، وزابوروجيا أصبحت الآن جزءًا من الأراضي الروسية، ولا يمكن التفاوض بشأنها. لذلك فإن على القوات الأوكرانية الانسحاب الكامل من هذه المناطق.

علاوة على ذلك، ونظرًا للتهديدات المستمرة من الجانب الأوكراني، نرى أن هناك حاجة حتمية لإنشاء منطقة عازلة داخل الأراضي الأوكرانية، تفصل بين الحدود الروسية ومواقع الانتشار العسكري الأوكراني. هذه المنطقة العازلة ضرورية لحماية أراضينا ومنع تسلل المجموعات التخريبية أو إطلاق القذائف باتجاه الأراضي الروسية.

روسيا مستعدة لوقف القتال، لكن بشروط واضحة تشمل: نزع سلاح أوكرانيا، إنهاء النزعة القومية المتطرفة، وانسحاب كامل للقوات الأوكرانية من الأراضي الروسية.

أما من الناحية السياسية، فنحن نواجه مشكلة تتعلق بشرعية القيادة الأوكرانية الحالية. فترة رئاسة فلوديمير زيلينسكي قد انتهت في عام 2024، ووفقًا للقانون الأوكراني، لم يتم تمديدها عبر انتخابات شرعية. وبالتالي، يعتبر الرئيس زيلينسكي الآن شخصية فاقدة للشرعية القانونية، ولا يمكن التعامل معه بصفته رئيسًا رسميًا.

البرلمان الأوكراني، المعروف بـ”المجلس الأعلى”، ما يزال يُعتبر مؤسسة شرعية، ولكن الرئيس نفسه بات بمثابة شخص عادي أو “رئيس فعلي لجماعة حاكمة” وليست له صفة قانونية لتوقيع معاهدات أو اتفاقيات دولية.

وهنا يكمن التحدي: من سيوقع الاتفاق مع روسيا إذا كانت القيادة الأوكرانية الحالية غير شرعية؟ هذا الوضع يجعل من الصعب التوصل إلى أي تسوية سياسية دائمة ما لم يُحل موضوع الشرعية أولًا.

   بعد المناورات العسكرية المشتركة بين روسيا ومصر في شرق المتوسط، هل أبدت القاهرة اهتمامًا بالحصول على منظومات تسليح روسية متطورة؟

إن مصر وروسيا، التي كانت تُعرف سابقًا بالاتحاد السوفييتي، تفخران بعلاقاتهما التاريخية. ويوجد متحف في قلعة صلاح الدين بالقاهرة يعرض أسلحة سوفييتية وروسية استُخدمت في حرب أكتوبر، من بينها الجسور العائمة والدبابات وغيرها من المعدات. وأشهر صورة من حرب أكتوبر هي لجندي مصري على الضفة الشرقية لقناة السويس، يرفع بندقية كلاشنيكوف – وهي أشهر سلاح روسي – فوق رأسه تعبيرًا عن النصر.

أصدقاؤنا المصريون يعرفون الأسلحة الروسية جيدًا، ولديهم معرفة ممتازة بالضباط العسكريين الروس. وخلال تلك الحرب، وُجد ما يصل إلى 30 ألف جندي سوفييتي على الأراضي المصرية، قاتلوا إلى جانب الجنود المصريين ضد إسرائيل. كما كان هناك مستشارون عسكريون سوفييت في صفوف الجيش المصري، وساهموا في تحقيق النصر.

واليوم، لا يزال هناك تعاون مكثف بيننا في المجالين العسكري والفني العسكري. ونحن فخورون بأن القوات المسلحة المصرية تستخدم الآن معدات روسية حديثة ومتطورة.

وكما تعلمون، فإن الولايات المتحدة لا تبيع بعض الأسلحة لمصر لأنها تريد الحفاظ على تفوق إسرائيل العسكري في المنطقة. لكن مصر دائمًا ما تملك بدائل، ويمكنها شراء أسلحة متقدمة من دول أخرى، ومنها روسيا. كما أننا نجري تدريبات عسكرية مشتركة، حيث تتدرب قوات المظلات والدفاع الجوي معًا، وبالتالي فإن عناصرنا العسكرية يعرفون بعضهم جيدًا، ويفهمون بعضهم جيدًا. وهذا يمثل أساسًا قويًا للتعاون بيننا.

Tags: أوكرانيا وروسياأوكرانيا ومصرالحرب الروسية الأوكرانيةالدعم العسكري لأوكرانيا يالسفير الأوكراني في مصرالسفير جيورجي بوريسينكوالمنطقة العازلةتفوق إسرائيل العسكريجيورجي بوريسينكوحدود أوكرانياسفير روسيا في مصرشروط روسيا للسلام مع أوكرانياشروط روسيا لوقف الحرب

مقالات مشابهة

  • الخارجية الروسية تحذر واشنطن من تقديم مساعدات عسكرية مباشرة لإسرائيل
  • باحث في شئون التنظيمات الإسلامية: الإخوان ضد مفهوم الدولة الوطنية وأداة رئيسية في إعادة تشكيل الشرق الأوسط
  • خلال معرض باريس الدولي للطيران سكاي تراكس يتوج طيران ناس كأفضل طيران اقتصادي في الشرق الأوسط للعام الثامن على التوالي
  • سقط في الوحل.. الغرب الأعمى يحر.ق الشرق الأوسط لإنقاذ إسرائيل
  • السفير الروسي في مصر: الغرب يستخدم أوكرانيا لضرب روسيا و”المنطقة العازلة” تحمي أمننا القومي
  • عاجل| ???? أردوغان: ضرب إيران يهدد الشرق الأوسط.. وتركيا مستعدة للتدخل والوساطة
  • علَّامة السودان عبد الله الطيب رحمه الله إذا سمع عبارة ( الشرق الأوسط) يقول : الأوسط من ماذا ؟ والأقصى من ماذا ؟!
  • ارتفاع أسعار الغاز الأوروبية مع تصاعد الصراع في الشرق الأوسط
  • آن الأوان أن تسمى الأمور بأسمائها في الشرق الأوسط
  • إيران وإسرائيل.. ترامب "منفتح" على وساطة بوتين