الجزيرة:
2025-05-17@19:07:37 GMT

بريكس وشنغهاي.. هل تغير تركيا وجهتها نحو الشرق؟

تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT

بريكس وشنغهاي.. هل تغير تركيا وجهتها نحو الشرق؟

أشارت تقارير حديثة تساؤلات حول نية تركيا الانضمام إلى مجموعة بريكس بعد زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى الصين التي قيل إنه أعرب خلالها عن رغبة تركيا في عضوية المجموعة، الأمر الذي لقي ترحيبا من المتحدث باسم الكرملين وأكد أنه سيطرح خلال الاجتماع المقبل في روسيا.

وأشارت تلك التقارير إلى أن هذه لم تكن المرة الأولى التي تعلن فيها تركيا رغبتها في الانضمام إلى المجموعة، فقد طالب الرئيس التركي بذلك خلال قمة بريكس في جنوب أفريقيا عام 2018.

وأضافت أن تركيا كانت أعربت سابقًا أيضا عن رغبتها في الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون، مما يعكس اهتمام المجتمع الدولي بهذه التحركات وتصاعد النقاشات الداخلية في تركيا حول إمكانية تغيير تحالفاتها الإستراتيجية.

وناقشت التقارير الجدل الداخلي في تركيا حول إمكانية إعادة توجيه تحالفاتها من الغرب إلى الشرق. وأوضحت أن انضمام تركيا ـ التي هي عضو في الناتو وتُجري مفاوضات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ـ إلى مجموعة بريكس سيثير بالتأكيد الانتباه. وأشارت إلى أن انضمام دول إقليمية كبرى لم يثر نفس القدر من الجدل، مما يعكس الخصوصية والتأثير الكبير لانضمام تركيا المحتمل على الصعيدَين: الإقليمي والدولي.

هل الـ"بريكس" قطب سياسي جديد؟

تساءلت التقارير عن مدى جدية تغيير تركيا لتحالفاتها، موضحة أن مجموعة بريكس التي تضم الصين، وروسيا، والهند، والبرازيل، وجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى السعودية، والإمارات، ومصر، وإيران، وإثيوبيا، تشكل نصف سكان العالم، وتتحكم في ثلث الاقتصاد العالمي، و44% من إنتاج النفط، لكنها ليست بالضرورة قوة قادرة على تغيير التوازنات السياسية والاقتصادية العالمية بشكل كبير.

وأوضحت أن روسيا والصين تسعيان لتحقيق توازن مع القوى الغربية من خلال بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، اللتين تركزان على التعاون الاقتصادي والتنموي بدلًا من الالتزامات السياسية الأيديولوجية، وتوقعت أن تسعى الصين، المحرك الرئيسي لهاتين المنظمتين، في المستقبل إلى تحويل بريكس إلى كيان مشابه للاتحاد الأوروبي، وربما إضافة تعاون في مجالات الأمن والدفاع، رغم أن هذا يبدو غير واضح بالنظر إلى التباينات بين الأعضاء الحاليين.

لماذا تريد تركيا أن تصبح عضوًا في مجموعة الـ"بريكس"؟

ولكن التقارير أشارت إلى أن تصريحات الرئيس أردوغان بشأن الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون وعضوية بريكس قد صدرت في أوقات شهدت مشاكل مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. في تلك الأوقات، طرح الخبراء والكتاب والسياسيون سؤالًا مفاده: "هل تدير تركيا وجهها من الغرب إلى الشرق؟".

وأوضحت أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أخلا بالعديد من الوعود تجاه تركيا، مما وضعها في موقف صعب. ومع ذلك، فإن الواقع يظهر أن الشرق ليس بالضرورة أفضل من الغرب، حيث إن روسيا تسببت في معاناة كبيرة لتركيا في سوريا، بينما اضطهدت الصين المواطنين الأتراك في تركستان الشرقية.

ولهذا السبب، فإن تركيا تدلي بهذه التصريحات تارةً لموازنة السياسة الدولية، وتارةً أخرى لإخافة الغرب، وتارةً أخرى لتنويع العلاقات، وتارةً ثالثة "لتنشيط الأمور!".

في النهاية، تخلص تلك التقارير إلى أن رغبة تركيا في الانضمام إلى بريكس أو منظمة شنغهاي ليست مفاجئة، ولا تعني بالضرورة انفصالًا عن الغرب أو التزامًا كاملًا بالشرق. بدلًا من ذلك، يمكن تفسيرها كمحاولة لتحقيق توازن في السياسة الدولية، وتوسيع العلاقات الدولية، وإرسال رسائل تحذيرية إلى الغرب لتعزيز موقفها التفاوضي.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الانضمام إلى إلى أن

إقرأ أيضاً:

ماذا تعرف عن رجل الإمارات في الغرب؟.. من مانشستر إلى الذكاء الاصطناعي

في قلب دوائر صنع القرار العليا للعائلة الحاكمة في أبوظبي، يبرز اسم مارتين إيدلمان، المحامي الأمريكي البالغ من العمر 83 عامًا، الذي نجح في التغلغل في النخبة السياسية والاقتصادية للإمارة الخليجية الثرية، ليصبح حلقة وصل الإمارات في العالم الغربي.

ولد مارتين إيدلمان في أسرة يهودية ليبرالية في ولاية نيويورك، وكان منزله يغص بالنقاشات حول العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان. ودرس في جامعة برينستون٬ ثم أصبح أحد كتاب خطابات المدعي العام الأمريكي آنذاك روبرت كينيدي٬ مما وضعه على تماس مع إحدى أكثر العائلات نفوذاً في السياسة الأمريكية.

وبعد تخرّجه من كلية الحقوق بجامعة كولومبيا، التحق بالجيش الأمريكي وقضى ثلاث سنوات في الخدمة خلال حرب فيتنام. وعاد بعدها إلى نيويورك ليبدأ مسيرة قانونية الحقيقة٬ توّجها بصفقة إسكانية كبرى مع لاعب كرة البيسبول، جاكي روبنسون، ليصبح منذ ذلك الحين أحد أبرز المحامين في عالم العقارات في مدينة نيويورك.

من العراق إلى أبوظبي
في عام 2002، وبينما كان منخرطًا في جهود إنسانية لدعم قدامى المحاربين، تلقّى دعوة من الجنرال الأمريكي تومي فرانكس لمرافقته في جولة بالخليج العربي. 

وكانت زيارته لأبوظبي نقطة تحول، إذ سرعان ما نسج علاقات وثيقة مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرئيس الحالي لدولة الإمارات وشقيقه الشيخ طحنون، مستشار الأمن القومي، اللذين رأوا فيه وسيطًا مثاليًا بين ثقافات متعددة.

ورغم خلفيته اليهودية، رحّبت به القيادة الإماراتية، وعيّن مستشارًا خاصًا للدولة والعائلة الحاكمة، في سابقة نادرة لشخص أجنبي. حتى إنه حصل لاحقًا على جواز سفر إماراتي، وهي ميزة لا تُمنح إلا لأشخاص يتمتعون بأعلى درجات الثقة.

من مانشستر إلى الذكاء الاصطناعي
وكان إيدلمان في قلب الصفقة التاريخية عام 2008 لشراء نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، إذ لعب دور الوسيط بين الشيخ منصور بن زايد ومستثمري كرة القدم في الغرب. 

كما كان له دور بارز في المفاوضات التي سبقت إنشاء فرع جامعة نيويورك في أبوظبي عام 2010، حيث وصفه خلدون المبارك، رئيس صندوق مبادلة، بأنه "الجسر" بين الطرفين.

في السنوات الأخيرة، عاد ليلعب دوراً محورياً في طموحات أبوظبي التكنولوجية، خاصة في سعيها لاقتناء شرائح شركة إنفيديا المتقدمة، في ظل شراكات متعددة مع شركات مثل G42 ومجموعة رويال المملوكة للشيخ طحنون.


التوازن بين واشنطن وأبوظبي
ومع تغير الإدارات الأمريكية، حافظ إيدلمان على موقعه الفريد كمبعوث غير رسمي بين الإمارات وواشنطن. فهو على علاقة وثيقة بعدد من كبار الشخصيات في الحزب الديمقراطي، مثل آل كينيدي وكلينتون وجورج سوروس، وفي الوقت ذاته يتمتع بعلاقة صداقة طويلة مع الرئيس دونالد ترامب، تعود إلى أيام ازدهار العقارات في نيويورك خلال الثمانينات والتسعينات.

هذا التنوع السياسي جعله شريكاً موثوقاً للطرفين، في وقت تسعى فيه أبوظبي إلى توسيع استثماراتها في مجالات حساسة مثل الذكاء الاصطناعي والرقائق الإلكترونية.

نفوذ واسع في مؤسسات كبرى
يشغل إيدلمان مناصب استشارية أو عضوية في مجالس إدارة عدة مؤسسات محورية في أبوظبي، من بينها مبادلة، G42، مانشستر سيتي، مجموعة رويال، وشركة MGX التي تمول مبادرة الذكاء الاصطناعي التي أطلقها ترامب بقيمة 100 مليار دولار. كما يرتبط بشركة GlobalFoundries، وهي أحد أكبر منتجي أشباه الموصلات في العالم.

ويقول ستيف ويتكوف، مستشار ترامب وصديق إيدلمان منذ ثلاثة عقود: "سر مارتي هو أنه محل ثقة الجميع. لا يُنظر إليه كمُتحيّز سياسيًا، بل كحلّال للمشاكل".


بين مجلس أبوظبي وقاعات مانهاتن
ولا تقتصر سياسة إيدلمان على تعدد العلاقات فقط، بل في قدرته على فهم تعقيدات الثقافة الإماراتية والانخراط في مجلسها التقليدي، بالتوازي مع تمرّسه في دهاليز السياسة الأمريكية. حيث يبدأ يومه في الرابعة والنصف صباحًا بسلسلة مكالمات وتمارين رياضية، ثم ينطلق إلى حلقة لا تنتهي من الاجتماعات والصفقات بين أبوظبي ونيويورك.

وبينما تتوافد كبرى الشركات العالمية على أبوظبي، أملاً في النفاذ إلى ثروتها السيادية التي تقارب 1.7 تريليون دولار، أصبح إيدلمان حلقة الوصل، مستفيداً من علاقات نسجها قبل سنوات من طفرة الاهتمام بالإمارة.

مقالات مشابهة

  • أردوغان يكشف عن تغير موقف ترامب بشأن عقوبات كاتسا ضد تركيا
  • عُمان تُرسّخ بيئة استثمارية تنافسية ومستدامة.. ودبلوماسيتها الاقتصادية تُعمّق ثقة المستثمرين
  • طارق حامد يقترب من الانضمام لنادي الزمالك.. تفاصيل
  • طارق حامد يقترب من الانضمام لنادي الزمالك
  • ميلان تحتفي بـ«مهرجان اللغة والثقافة العربية»
  • ماذا تعرف عن رجل الإمارات في الغرب؟.. من مانشستر إلى الذكاء الاصطناعي
  • اتهامات وجهتها النيابة العامة لسفاح المعمورة أبرزها القتل
  • كيف أعاد الرئيس السيسي رسم خريطة القوة النارية من الغرب إلى الشرق؟
  • أسباب تعليق انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي
  • ترامب يتحدث عن زيارة تركيا