اجتماع 90 دقيقة في البيت الأبيض| كواليس لقاء ترامب ونتنياهو.. ومصير غزة بعد الحرب
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
في توقيت حرج تشهده الساحة الإقليمية، أنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، اجتماعًا استمر قرابة الساعة والنصف في البيت الأبيض. اللقاء، الذي جاء بعد أقل من 24 ساعة على اجتماع سابق بين الزعيمين، حمل طابعًا خاصًا ومفاجئًا، سواء من حيث التوقيت أو المضامين المطروحة، حيث تركّزت المناقشات على ملفين أساسيين.
كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن جزءًا كبيرًا من اللقاء خُصّص لبحث التهديدات الإيرانية، وعلى رأسها البرنامج النووي لطهران، وخططها الصاروخية الباليستية. وتُعدّ هذه الملفات من أبرز الهواجس التي توحّد الموقفين الأمريكي والإسرائيلي في ظل مؤشرات متزايدة على رغبة إيران في استئناف تطوير برنامجها النووي، ما يشكّل تهديدًا مباشرًا، وفقًا للطرفين، على أمن إسرائيل والمنطقة بأكملها.
وبحسب مصادر سياسية مطّلعة، ناقش الزعيمان الخطوات العملية لمنع طهران من إعادة تشغيل منشآتها النووية، وكذلك تقنيات إطلاق الصواريخ البعيدة المدى. كما تطرقا إلى سبل التنسيق الدبلوماسي والضغط الدولي لكبح طموحات إيران النووية والعسكرية.
غزة و«اليوم التالي» بعد وقف إطلاق النارأما الملف الثاني الذي تصدّر جدول اللقاء فكان الوضع في قطاع غزة، حيث تباحث ترامب ونتنياهو في السيناريوهات المطروحة لما يُعرف بـ"اليوم التالي" بعد وقف إطلاق النار. وركّز اللقاء على ترتيبات ما بعد الحرب، مع سعي مشترك لرسم ملامح المرحلة المقبلة التي تضمن من وجهة نظر الطرفين أمن إسرائيل، وتمنع عودة الفصائل الفلسطينية المسلحة إلى التسلّح أو السيطرة على القطاع.
الحديث عن "اليوم التالي" يعكس إدراكًا متزايدًا لدى واشنطن وتل أبيب بأن نهاية الحرب، رغم صعوبتها، أصبحت ضرورة واقعية تتطلب حلولًا سياسية وأمنية تضمن استقرارًا طويل الأمد.
طابع مفاجئ للزيارة وعدم صدور تصريحاتالاجتماع الذي تم الإعلان عنه في اللحظات الأخيرة، جاء بعد لقاء سابق عُقد بين الزعيمين في اليوم الذي سبقه، مما أثار تساؤلات عديدة حول سبب هذا التكرار السريع. ورغم كثافة الموضوعات المطروحة، غادر نتنياهو مقر البيت الأبيض دون الإدلاء بأي تصريحات إعلامية، في خطوة لافتة تشير إلى حساسية الملفات التي تمّت مناقشتها أو إلى وجود نقاط خلافية لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها بعد.
وشارك في جزء من الاجتماع نائب الرئيس الأمريكي، جيه إيناف فانس، ما يعكس أهمية وحساسية النقاشات.
المفاوضات في الدوحةبالتزامن مع لقاء البيت الأبيض، شهدت العاصمة القطرية الدوحة انطلاق جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين حركة "حماس" وإسرائيل، بوساطة أمريكية وقطرية ومصرية، تهدف إلى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار. وتشير مصادر مطلعة إلى أن الوسطاء قدموا مقترحًا جديدًا للطرفين يستند إلى خطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، وسط تفاؤل حذر بإمكانية تحقيق اختراق حقيقي في المفاوضات المتعثرة منذ أشهر.
رسائل سياسية وترتيبات ما بعد الحربيحمل اجتماع ترامب ونتنياهو الأخير أكثر من دلالة سياسية، فهو لا يقتصر على مجرد تنسيق ثنائي تقليدي، بل يعكس نية الطرفين لرسم مسار جديد لمستقبل غزة، وتكثيف الضغوط على إيران في ملفات تعتبرها إسرائيل تهديدًا وجوديًا. كما أن تزامن هذه التحركات مع مسار دبلوماسي في الدوحة يوحي بأن المرحلة المقبلة قد تشهد تحولًا جذريًا في شكل التسويات المحتملة، إذا ما توافرت الإرادة الدولية الكافية والدعم الإقليمي المطلوب.
وفي ظل الغموض الذي يحيط ببعض جوانب الاجتماع، تبقى الأيام القادمة ما بين تصعيد محتمل أو انفراجة دبلوماسية منتظرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب غزة إيران البيت الأبيض النووي نتنياهو البیت الأبیض
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض: جهزنا خطة سلام جيدة للطرفين الروسي والأوكراني
وصفت متحدثة البيت الأبيض كارولين ليفيت، خطة السلام الأخيرة التي طرحتها الولايات المتحدة الخميس لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا بأنها "جيدة" وينبغي أن تكون مقبولة لكلا الطرفين.
وذكرت ليفيت بمؤتمر صحفي عقدته الخميس، أن الولايات المتحدة تواصل مباحثاتها مع روسيا وأوكرانيا، وأن مبعوثها الخاص ستيف ويتكوف، يشارك بنشاط في مسار المحادثات.
وقالت إنها لن تخوض في تفاصيل الخطة الأمريكية "لأن العملية لا تزال مستمرة وتشهد تغيّرات"، لكنها أكدت أن الرئيس دونالد ترامب يدعم المبادرة.
وتابعت: "نعتقد أن هذه الخطة جيدة لروسيا ولأوكرانيا على حد سواء، وينبغي أن تكون مقبولة لكلا الطرفين".
وبشأن الأنباء عن وجود اعتراضات أوكرانية على بعض بنود الخطة، ذكرت ليفيت أن وزير الجيش الأمريكي دان دريسكول أجرى في هذا الصدد مباحثات جديدة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ووصفت اللقاء بأنه "كان جيداً".
وأضافت: "أكرر أننا نجري مباحثات جيدة مع كلا الطرفين من أجل إنهاء هذه الحرب".
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت أوكرانيا تلقيها من واشنطن مسودة "خطة لإنهاء الحرب مع روسيا" عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية.
وأفاد بيان صادر عن المكتب الرئاسي الأوكراني أن الولايات المتحدة أرسلت إلى زيلينسكي "مسودة خطة من شأنها تعزيز العملية الدبلوماسية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية".
وذكر البيان أن زيلينسكي عقد اجتماعا مع مسؤولين أوكرانيين لمناقشة الخطة الأمريكية.
وتابع: "حدد الرئيس زيلينسكي المبادئ الأساسية المهمة لشعبنا، وبعد اجتماع اليوم، اتفقنا على العمل على بنود الخطة لضمان نهاية مشرفة للحرب".
ولفت البيان إلى أن زيلينسكي سيلتقي ترامب خلال الأيام المقبلة لمناقشة الخطة.
وقال إن كييف "سعت جاهدة لتحقيق السلام منذ اللحظات الأولى للغزو الروسي، وتدعم جميع المقترحات الهادفة إلى تحقيق سلام حقيقي".
وتابع البيان: "نحن على أهبة الاستعداد للعمل البنّاء مع الولايات المتحدة وحلفائنا في أوروبا والعالم لتحقيق السلام".