الجزيرة:
2025-08-01@11:05:50 GMT

متى يسمح للأطفال بمشاهدة ذبح الأضحية؟

تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT

متى يسمح للأطفال بمشاهدة ذبح الأضحية؟

يعد حضور أفراد الأسرة مشهد ذبح الأضاحي في عيد الأضحى تجربة ذات أهمية كبيرة وإحياء لشعيرة إسلامية وسنة مؤكدة تحمل معاني إيجابية، إذ ترتبط هذه المناسبة بتعاليم دينية عميقة وتجسد قيمة التضحية والإيثار التي تجلت في قصة النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام.

مع ذلك، فإن إشراك الأطفال في مشاهدة ذبح الأضاحي يتطلب توازنا دقيقا بين التوجيه الديني والتربوي، ومراعاة الجوانب النفسية للطفل.

من هنا أثير خلال الأيام الماضية جدل حول السن والظروف المناسبة لحضور الأطفال تجربة ذبح الأضحية، وكيف يراعي الوالدان الحالة النفسية للطفل ودرجة الإدراك والاستيعاب المطلوبة لتفهم ذلك المشهد من دون أن يترك أثرا سلبيا على الصغار.

يجب أن يكون الوالدان مستعدين للتعامل مع ردود فعل الأطفال المختلفة (بيكسلز) جدل سنوي وآراء متعددة

حول حضور الأطفال تجربة ذبح الأضاحي، أثير النقاش على المجموعات النسائية عبر فيسبوك، إذ تختلف الأمهات حول السن المناسبة لحضور الأطفال مشهد الذبح، وبين أخريات يجدن التجربة غير مناسبة للصغار.

لا ترحب إنجي سعيد، وهي أم لـ3 أطفال دون العاشرة، بحضور الأطفال تجربة الذبح، لكنها ترى أن مشاركة الصغار في توزيع لحوم الأضحية يمكن أن يكون تدريبا عمليا مقبولا على مفهوم التكافل ومساعدة الفقراء والمشاركة في فرحة الأعياد.

في حين ترفض داليا عز التجربة تماما، إذ تؤكد أن مشاهدة الأطفال الصغار لذبح الأضحية يترك أثرا سلبيا يدوم لسنوات.

داليا، أم لطفلة عمرها 7 سنوات، وتعيش في دولة أوروبية، ترى أن مشهد ذبح الحيوان اللطيف الذي يتعلق به الطفل يتسبب في أزمة نفسية لديه، فقد يتساءل لماذا يذبحون الحيوان الذي لعبت معه قبل أيام؟ فالأطفال ليس لديهم النضج الكافي لفهم مفهوم الأضحية، لا سيما في سن ما قبل المدرسة.

ينصح خبراء التربية بشرح قصة نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل للأطفال وما تحمله من معاني التضحية والفداء (بيكسلز)

لكن أميرة محمد، وهي أم لطفلين في سن المراهقة، تقول للجزيرة نت "الأطفال قبل سن العاشرة يفهمون جيدا كثيرا من الأمور الحياتية، ويطلعون عبر الإنترنت والمدرسة والألعاب الإلكترونية والأصدقاء على مفاهيم عدة، فكيف لنا أن نحرمهم من المشاركة في شريعة تحمل معاني دينية قيمة".

وتضيف أميرة "من المهم تمهيد الأمر للأطفال وشرح قصص الأنبياء بصورة تتناسب مع أعمارهم ومستوى إدراكهم".

وتابعت "مع رفضي للألعاب الإلكترونية العنيفة، إلا أن أطفال اليوم يقضون ساعات يوميا في المشاركة في ألعاب تتضمن حروب عصابات وقتل وأسلحة، ثم حينما يتعلق الأمر بتجربة دينية لها معنى الفداء، نجد من يقول ستؤثر بصورة سلبية على الطفل".

وأردفت "يجب أن نقدم الألم للطفل في مفهومه الإيجابي وليس في صورة سلبية حول ذبح حيوان لطيف".

السن المناسبة

تقول صفاء صلاح الدين، مرشدة نفسية وأسرية، للجزيرة نت "يختلف كل طفل عن الآخر، باختلاف التربية والبيئة والسمات الشخصية، لذا فإن الأم هي الأكثر دراية بطبيعة ابنها".

وتابعت "لا يفضل حضور الأطفال تحت سن 10 سنوات تجربة الذبح، إلا إذا كان يعيش في بيئة اعتاد فيها على تربية وذبح الحيوانات، وذلك لأن عقل الطفل غير مكتمل بصورة كافية في سنوات عمره الأولى، ومن ثم فهو لا يدرك الهدف من وراء تلك التجربة، التي قد يراها مؤلمة ومؤذية لحيوان جميل".

"حتى بعض البالغين لا يتحملون رؤية مشهد الذبح، فلماذا نجبر الصغار على المرور بتجربة لا نعرف مدى تأثيرها في السن الصغيرة؟"، بحسب صفاء التي تنصح بعدم إجبار الطفل على حضور الذبح حتى بعد سن 10 سنوات، فإذا رفض الطفل رؤية مشهد الذبح، فلا ينبغي وصفه بالجبان أو ممارسة الضغط النفسي عليه ليشاهد الذبح، والأفضل هنا أن يشارك الطفل في توزيع اللحوم.

وحذرت صفاء من بعض الآثار التي تتبع تعرض الأطفال لمشهد ذبح الأضحية، فتقول "إذا لاحظ الوالدان على الطفل أعراض الخوف غير المبرر أو القلق المتزايد أو الكوابيس والأحلام المزعجة أو الفزع خلال النوم، يجب الاستعانة بمتخصص لمساعدة الطفل على التخلص من تلك الآثار السلبية".

يختلف كل طفل عن الآخر باختلاف التربية والبيئة والسمات الشخصية والأم هي الأكثر دراية بطبيعة ابنها (بيكسلز)

وتقول الكاتبة نور الهدى مؤلفة كتاب "سترونغ مام.. دليلك في رحلتك لبناء رجلك الصغير" في منشور لها عبر فيسبوك، "الخيال من سمات الطفولة المبكرة، وهو ما يجعل الطفل يتخيل المشهد الحقيقي بصور أكبر من الواقع، ومن ثم يشعر بخوف أكبر من مستوى تقدير الكبار".

وأضافت "من سمات الطفولة أيضا التقليد، فيمكن أن يحاول الصغير استخدام السكين لذبح الألعاب والدمى، وهو ما يعني قيام الطفل بسلوكيات عنيفة".

وعن الطريقة المناسبة لتمهيد مشهد الأضحية للأطفال تقول نور الهدى "قد تكتمل المهارات الإدراكية في سن ما بين 10 و11 سنة، ولكن ينبغي تهيئة الطفل في البداية بتقديم قصة سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل وما فيها من معان حول الفداء بطريقة مبسطة، وتوضيح أن ذبح الأضحية له أصول وقواعد برأفة ورحمة.

التعامل مع ردود الفعل

المرونة والتفهم: يجب أن يكون الوالدان مستعدين للتعامل مع ردود فعل الأطفال المختلفة. بعض الأطفال قد يكونون فضوليين ويرغبون في المشاركة، بينما قد يشعر آخرون بالخوف أو الانزعاج.

التعامل مع الصدمة: في حالة تعرض الطفل لصدمة أو انزعاج شديد، من المهم طمأنته وشرح الموقف بهدوء. يمكن أيضا التفكير في تأجيل حضوره لذبح الأضحية حتى يصبح أكثر نضجا واستعدادا.

المراقبة المستمرة: مراقبة ردود فعل الأطفال قبل وأثناء وبعد الحدث يمكن أن تساعد في تقديم الدعم الفوري والمناسب. إذا لاحظ الوالدان أي علامات ضيق شديد أو قلق، يمكنهم إبعاد الطفل عن المشهد وتفهم مخاوفه وتقديم طرق الدعم والاحتواء حتى يشعر بالأمان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حضور الأطفال ذبح الأضحیة

إقرأ أيضاً:

لأطفال أكثر سعادة.. 10 عادات نوم صحية

صراحة نيوز – تخلو أمسيات الأطفال من الطرافة والتحديات؛ فهي اللحظة التي يكتشف فيها الصغار فجأة أنهم في أمسّ الحاجة للماء، أو لإجابة عن سؤال وجودي حول الكواكب، أو ربما لعناق جديد قبل النوم. وبين التثاؤب والحوارات، تضيع لحظة الخلود للراحة، ويبدأ صراع جديد مع النعاس المؤجل.

لكن ما قد يغفل عنه البعض هو أن النوم الجيد لا يرتبط فقط بمزاج الطفل في اليوم التالي، بل هو ركيزة أساسية في نموه البدني، وتوازنه العاطفي، وقدرته على التركيز والتعلم. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة Times of India، فإن اعتماد مجموعة من العادات البسيطة قبل النوم قد يُحدث فرقًا حقيقيًا في جودة نوم الأطفال، ويساعدهم على الاستيقاظ بمزاج أكثر صفاءً واستعدادًا لليوم.

إليكم 10 عادات فعالة لوقت نوم صحي:

1. موعد نوم ثابت

الاستقرار الزمني يُطمئن الطفل ويضبط ساعته البيولوجية. فالنوم والاستيقاظ في مواعيد متقاربة كل يوم يعززان انتظام الإيقاع الداخلي، ويقللان من تقلبات المزاج والنوم المتقطع.

2. روتين مسائي هادئ ومكرر

أدمغة الأطفال بحاجة إلى إشارات واضحة تُخبرها أن وقت النوم قد حان. يمكن اعتماد خطوات ثابتة مثل غسل الأسنان، ارتداء البيجامة، وقراءة قصة قصيرة، تُكرر بالترتيب نفسه كل ليلة.

3. إضاءة خافتة وأجواء هادئة

الضوء القوي والصوت المرتفع يحفزان الدماغ ويعطلان إفراز الميلاتونين، هرمون النوم. خفّت الأضواء، وخفض الأصوات، والتحدث بهدوء كلّها عوامل تُمهد لمزاج مائل للنوم.

4. وداعًا للشاشات قبل النوم

الضوء الأزرق من الأجهزة الإلكترونية يمنع النعاس ويحفّز الدماغ، لذا يُنصح بإيقاف كل الشاشات قبل النوم بمدة لا تقل عن 45 دقيقة، واستبدالها بنشاط هادئ مثل الرسم أو الاستماع لموسيقى هادئة.

5. وجبة خفيفة وصحية

بعض الأطعمة تساعد على النوم أكثر من غيرها، مثل الحليب الدافئ، الموز، أو حفنة من اللوز. يجب تجنّب السكريات والكافيين، إذ تُنبه الطفل بدلاً من تهدئته.

6. لحظة دافئة للتواصل

وقت النوم هو فرصة ذهبية للاتصال العاطفي. بدلاً من التوبيخ أو الأوامر، يمكن طرح أسئلة هادئة مثل: “ما أكثر لحظة أحببتها اليوم؟” هذا النوع من الحوار يُشعر الطفل بالأمان والطمأنينة.

7. تمكين الطفل في غرفة نومه

منح الطفل خيارات بسيطة – كالبيجاما التي يختارها أو القصة التي يُحب سماعها – يُعزز استقلاله ويجعله أكثر استعدادًا للنوم. كما أن ترتيب ركن نومه مع بطانياته المفضلة يمنحه شعورًا بالملكية والراحة.

8. تمارين التنفس أو التأمل

تمارين التنفس البطني أو الاستماع لتأملات موجهة تُساعد الأطفال على تهدئة أفكارهم والتخلّص من التوتر، خاصة إن كانوا قلقين أو في حالة نشاط زائد.

9. غرفة باردة ومظلمة

البيئة المحيطة بالنوم تلعب دورًا أساسيًا؛ إذ يُفضل أن تكون الغرفة معتدلة البرودة (20-22 درجة مئوية)، مظلمة، وخالية من الأصوات المشتتة. الستائر المعتمة أو أجهزة الضوضاء البيضاء قد تكون مفيدة.

10. الحضور الهادئ للأهل

وجود أحد الوالدين بالقرب من الطفل لحظة النوم، خصوصًا خلال الأيام الصعبة أو بعد تغييرات مفاجئة، يمنحه إحساسًا بالأمان. عبارة بسيطة مثل: “أنا هنا معك، لنرتاح معًا”، قد تصنع فارقًا عميقًا في روتين الطفل الليلي.

النوم ليس مجرد نهاية لليوم، بل هو حالة نفسية وجسدية متكاملة. وكل دقيقة تُقضى في تهيئة الطفل للنوم بطريقة صحية هي استثمار مباشر في مزاجه، نموّه، وقدرته على التكيّف والتعلم. فما يبدو اليوم تفصيلًا بسيطًا في نهاية الليل، يُبنى عليه توازن الطفل غدًا.

 

 

مقالات مشابهة

  • لأطفال أكثر سعادة.. 10 عادات نوم صحية
  • دراسة تحذيرية: منتجات غذائية شائعة للأطفال تساهم في السمنة المبكرة
  • منتجات غذائية شائعة للأطفال تزيد السمنة المبكرة
  • مجزرة الجوع في غزة: أكثر من 700 ضحية في مشهد دموي يهز الضمير الإنساني
  • التجارة تستدعي 96 طقم أكواب زجاجية للأطفال
  • بعد فيسبوك وتيك توك… يوتيوب يلتحق بالقائمة السوداء للأطفال
  • مخاطر مُقلقة .. وضع الأطفال لمستحضرات التجميل يُهدّد صحتهم
  • 6 أركان للأطفال في معرض المدينة الدولي للكتاب
  • هل يُحاسب الطفل على الحسنات والسيئات قبل البلوغ؟
  • برامج وفعاليات متنوعة للأطفال ضمن أنشطة موسم "خريف ظفار"