البحوث الإسلامية يعلن عن المسابقة الثقافية للحج والعمرة لعام 1445هـ
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
أعلن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف عن تنظيم مسابقة ثقافية للحج والعمرة لعام 1445هـ، برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب شيخ الأزهر، وإشراف عام لفضيلة أ. د. محمد الضويني وكيل الأزهر، ورئاسة أ. د. نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والإشراف التنفيذي أ.د. إلهام شاهين، مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الواعظات، وذلك في إطار تكثيف الأنشطة الثقافية والمعرفية للجمهور؛ من أجل تحقيق رؤية الأزهر الشريف العلمية والدعوية، عبر استخدام الأدوات والوسائل الإلكترونية الحديثة التي تيسر وتبسط المفاهيم الدينية وتشجع على القراءة والبحث والمعرفة.
مواجهة تحديات المرحلة الراهنة
تأتي المسابقة في إطار جهود الأزهر الشريف في نشر الثقافة والمعرفة الدينية، ومواجهة تحديات المرحلة الراهنة، من أجل بناء جيل جديد لديه وعي بكل ما يدور حوله وعلى درجة عالية من الثقافة والمعرفة، بالإضافة إلى مواجهة الفتاوى الخاطئة التي تصدر من غير المؤهلين، وترسيخ المنهج الأزهري الوسطي الذي يحترم التعددية الدينية والمذهبية والفكرية، ويدعم التعايش السلمي المشترك بين الشعوب، ويبرز سماحة وإنسانية الإسلام.
نشر الوعي المعرفي بمناسك الحج والعمرة
تستهدف المسابقة نشر الوعي المعرفي بمناسك الحج والعمرة، وأحكام الأضحية، وفتح منصةٍ للتفاعل المثمر بين الأزهر الشريف وجميع فئات المجتمع، من أجل تشجيعهم على القراءة والمطالعة واقتناء المكتبات، وربط جميع أفراد المجتمع بالمواسم الدينية والوطنية، وتشجعيهم على التزود من المعرفة حول تلك المناسبات، خاصة ما لا يسع المرء جهله؛ حيث تشهد تلك المسابقات إقبالًا كبيرًا من جانب الجمهور.
يتيح المجمع من خلال المسابقة كتابي: (إتحاف الناسك ببيان المناسك، دليل المضحي) لمن أراد أن يستفيد منه في الحصول على معلومات تتعلق بموضوع المسابقة، حيث تم نشره بصيغة (PDF) على بوابة الأزهر الإلكترونية، ويشترط للمسابقة ألا يقل سن المتسابق عن 12 عامًا، وأن يكون المتسابق مقيمًا على أرض مصر أيًّا كانت جنسيته، مع استيفاء البيانات المطلوبة على رابط المسابقة بموقع بوابة الأزهر الإلكترونية، مع الإجابة عن كافة الأسئلة المطلوبة؛ حيث يُمنح الفائزون مكتبة قيمة من إصدارات الأزهر الشريف، وتوزع الجوائز على الـ50 فائزًا الأُوَل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأزهر الحج والعمرة الإمام الأكبر وكيل الأزهر البحوث الإسلامية البحوث الإسلامیة الأزهر الشریف
إقرأ أيضاً:
المرجعية الدينية صمام الأمان في الأزمات
بقلم : علي الحاج ..
لطالما كانت المرجعية الدينية في العراق الملاذ الآمن والحصن الحصين عند اشتداد الأزمات، والدليل الحي على ذلك ما شهدته البلاد من مواقف مصيرية، أبرزها ما بعد عام 2003، حيث أسهمت المرجعية بدور محوري في إعادة تنظيم الحياة السياسية والاجتماعية والأمنية.
يشير سماحة الشيخ قيس الخزعلي في كلمته إلى أن المرجعية الدينية العليا، المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، كانت بحق صمام الأمان، ليس فقط للمذهب الشيعي، بل لكل العراقيين. وقد تجلّى هذا الدور في دعوة المرجعية للاستفتاء على الدستور، وفي فتوى الجهاد الكفائي التي أوقفت تمدد تنظيم داعش الإرهابي، وحمت العراق من الانهيار الكامل.
لم تكن الفتوى مجرد بيان ديني، بل كانت تحوّلًا استراتيجياً في مسار الأحداث، جمعت تحت رايتها آلاف المتطوعين ممن لبّوا نداء المرجعية وحققوا أعظم الانتصارات، مثبتين أن المرجعية ليست طرفاً سياسياً، بل قيادة أخلاقية وروحية وشرعية تتدخل عندما يبلغ الخطر ذروته.
يؤكد الشيخ الخزعلي أن المرجعية تمثل الامتداد الطبيعي للمعصومين في زمن الغيبة، فهي المرجع في الفتوى والحكم الشرعي. ومن هنا فإن كل من يخالف فتوى المرجعية أو يتنصل منها فهو يخالف الحق، لأن الحكم الشرعي الصادر عن الفقيه الجامع للشرائط هو الموقف الذي يُبرئ الذمة أمام الله.
وقد واجهت المرجعية محاولات متكررة للتشكيك بمكانتها، خصوصًا بعد الانتصار على داعش، حيث برزت أصوات تشكك في أصل التقليد وتدعو إلى الاستقلال عن العلماء، مدفوعة بمخططات هدفها تفريق كلمة الشيعة وإضعاف وحدتهم. إلا أن هذه المحاولات فشلت، لأن وعي الجماهير وتمسكهم بقيادتهم كان أقوى من حملات التضليل.
وفي زمن تتعدد فيه العناوين وتتكاثر فيه الدعوات، تبقى المرجعية الدينية هي البوصلة التي توجه الناس نحو الحق، وهي القلعة التي تتحطم على أسوارها مؤامرات الخارج وأصوات الداخل المنحرفة. فالمرجعية لم تكن يومًا عبئًا على الدولة أو المجتمع، بل كانت رافعة للمشروع الوطني والديني، ومصدر إلهام للصبر والثبات وتحقيق الانتصار.
وهكذا، فإن التمسك بالمرجعية هو تمسك بالثوابت، والابتعاد عنها هو تضييع للبوصلة. فبها يُعرف الحق، وعندها يُفصل النزاع، ومن خلالها يُحفظ الدين والوطن.