بوابة الوفد:
2025-06-20@20:06:36 GMT

وصايا الملك للوزير

تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT

ظل الوزير فى العصور القديمة يلى الملك مباشرة فى الأهمية والنفوذ والسلطات، كما كان حلقة الاتصال بين الملك والإدارات المختلفة بالدولة سواء فى العاصمة أو الأقاليم، عرف منصب الوزير فى اللغة المصرية القديمة بمصطلح «ثاث» وحظى بمكانة رفيعة وجرت عادة ملوك مصر القدماء إلقاء العبء الخاص بالإجراءات الحكومية والإدارية والقضائية والمالية والحربية على عاتق الوزير باعتباره أكبر موظف بالدولة.

كانت فى مصر القديمة ضوابط ومعايير خاصة لشغل وظيفة الوزير، باعتباره منصباً رفيعاً، ينتخب من أعرق العائلات المخلصة للعرش المتفانية فى ولائها وخدماتها له، بل كان الوزير يصبح أحياناً من أولياء العهد أو أبناء الملك أو أقاربه فى بعض العصور.

فى بعض العصور وفى ظروف أخرى كانت وظيفة الوزير وراثية، وفى ظروف خاصة جمع بعض الوزراء بين منصب وزير وبين رئاسة الدولة وجرت العادة فى مصر القديمة أن يكون هناك وزير واحد للملك والدولة.

هناك أسماء عديدة لمعت فى صفحة التاريخ خلال العصور القديمة منهم «تعومر» وزير الملك «مينا»، ثم تطور الأمر خلال الدولة الوسطى بحيث أصبح اثنان من الوزراء يعاونان الملك.

وكشفت النصوص والنقوش عن وجود وزيرين أحدهما للشمال والآخر للجنوب وكان الأول مركزه فى منف والثانى فى طيبة. وكان الملك له الحق المطلق فى تعيين أو عزل الوزير، وكشفت النقوش عن بعض التعليمات والنصائح والتوجيهات من قبل الملك للوزير «حابو» وزير الملك «تحتمس الرابع»:«كن يقظاً لكل ما يجرى فى الوزارة وإذا أتاك مشتكٍ فيجب عليك أن تبحث بنفسك فى شكايته حسب القانون، ولتتبع الحق ولتعلم أن غضب الله يحل على من يؤثر المحاباة ولتكن معاملتك لمن لا تعرفه مثل معاملتك لمن تعرفه، ولمن هو قريب منك كمن هو بعيد عنك»، وكان الوزير يبدأ عمله بعرض المسائل الحكومية بالدولة على الملك كل صباح.

تطور الأمر فى مصر القديمة وأصبح هناك وزير للمالية ووزير للزراعة ووزير للحربية ووزير للأمن الداخلى للبلاد ووزير أول للدولة يوازى منصب رئيس الوزراء حالياً وغالباً كان هو الرئيس الأعلى للقضاء.

أما الوزير فى العصور الوسطى «الدولة الإسلامية»، فهناك شبه اتفاق بين المؤرخين على أن الوزارة بمعناها الإصلاحى لم توجد إلا فى عهد العباسيين، حيث كان الوزير فى العهد العباسى يعتبر رأس الجهاز الإدارى وقمة هرمه وأصبح يشرف على دواوين المال والرسائل والخاتم.

كان أول من وقع عليه اسم الوزير فى الإسلام رجل من دعاة دولة بنى العباس وهو «أبوسلمى حفص بن سليمان الكوفى» المعروف بـ«الخلال» وذكرت كتب التاريخ تعيين أبوجعفر المنصور فى الوزارة إلى جانب مسئولياته عن الدواوين، وقد تطور المنصب خلال فترة حكم الدولة العباسية، حيث آلت إلى الوزير أمور  البلاد والعباد حتى أصبح نفوذه خطراً يهدد الخليفة نفسه كما حدث مع أسرة «البرامكة».

فنجد «هارون الرشيد» يعين «يحيى بن خالد البرمكى» ويعطيه صلاحيات واسعة ومطلقة جعلته الآمر الناهى حتى شعر «الرشيد» أنه يسلبه السلطة فأمر بقتل «جعفر» والقبض على «يحيى» وأصدر قرارات بإنهاء النفوذ «البرمكى» فى البلاد ومصادرة أموالهم.

وقد اشتهر العديد من الوزراء فى التاريخ الإسلامى مثل «الفضل بن سهل» فى عهد المأمون، و«ابن العميد» فى عهد الخليفة الطائع لله، الذى ذاع صيته حتى لقب بـ«ذى الكفتين» أى صاحب السيف والقلم.

ثم تطور نظام الوزارة فى عهد الأندلس حتى أصبح يشبه لحد كبير التشكيل الوزارى فى وقتنا الحالى، وقد كان المسئول عن الوزراء هو الخليفة نفسه، ثم أصبح المنصب يتولاه رجل يسمى «الحاج» الذى نصب ليكون وسيطاً بين الوزراء والخليفة ويرجع الفضل فى تطوير منصب الوزارة فى الأندلس إلى الخليفة «عبدالرحمن الأوسط» وكان هناك وزارة للمالية وأخرى للبريد ووزارة للجهاد وأهل الثغور.

وكما يحدث حالياً هناك وزراء سجلوا أسماءهم فى أنصع صفحات التاريخ القديم وهناك وزراء لا يذكرهم التاريخ أو برئ منهم التاريخ.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن العصور القديمة منصب الوزير اللغة المصرية القديمة الوزیر فى فى عهد

إقرأ أيضاً:

بريزرين.. جوهرة البلقان وسحر التاريخ والطبيعة الخلابة

تُعد مدينة بريزرين، الواقعة في جنوب غربي كوسوفو، واحدة من أبرز الشواهد الحية على الحضور العثماني العريق في منطقة البلقان. ويُطلق عليها لقب "جوهرة البلقان"، نظرا لما تزخر به من معالم تاريخية آسرة، وجمال طبيعي أخاذ، وعبق ثقافي ينبض بالحياة.

وترتبط تسمية المدينة بجذور عثمانية، إذ يُعتقد أن اسم "بُر زرين" مأخوذ من التركية العثمانية ويعني "الذهب الصافي"، في إشارة رمزية لمكانة بريزرين كجوهرة متألقة بين مدن البلقان، تجمع بين عبق التاريخ وروح الحاضر.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2براكين بالي.. تجربة سياحية فريدة في قلب حزام النارlist 2 of 2أعجوبة معمارية من عهد ستالين.. مترو موسكو يحتفل بمرور 90 عاما على افتتاحه بتوسيع خطوطهend of list

ولا تزال شوارعها القديمة، ومساجدها المزخرفة، وجسورها الحجرية، تحكي فصولا من تاريخ مشترك، يعكس التداخل الحضاري والثقافي بين الشرق والغرب، في مدينة تعد بمثابة متحف مفتوح للحضارة العثمانية في قلب أوروبا.

بريزرين ثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان في كوسوفو (شترستوك) تاريخ عريق

تتربع مدينة بريزرين عند سفوح جبال شار، حيث تتعانق البيوت الحجرية المبنية على الطراز الألباني والتركي والبوشناقي (مسلمي البوسنة) مع المساجد والخانات والجسور التي تعود إلى الحقبة العثمانية، لترسم معا لوحة معمارية تأسر الأنظار وتأخذ الزائر في رحلة بين تفاصيل التاريخ وسحر الطبيعة.

ومن أبرز معالم المدينة مسجد سنان باشا، الذي شُيد في القرن الـ17، ويُعتبر من روائع العمارة العثمانية في البلقان، بفضل قببه المزخرفة وجدرانه الموشاة بخطوط عربية أنيقة، تعكس فنون الخط العربي والزخرفة الإسلامية في أبهى صورها.

ولا يكتمل التجوال في بريزرين دون المرور بالجسر الحجري التاريخي "طاش كوبري"، الذي يعود إلى القرن الـ16، ويُعد واحدا من أشهر رموز المدينة. ويحرص الزوار على الوقوف عنده والتسابق لالتقاط الصور أمامه.

وتكتمل الصورة من أعلى تلال بريزرين، حيث تطل القلعة القديمة شامخة فوقها، مانحة الزائر مشهدا بانوراميا خلابا يمتد حتى جبال شار المهيب.

إعلان

ثقافات متنوعة

لا تُعرف بريزرين بأنها مدينة معمارية ذات طراز تاريخي فحسب، بل تمثل أيضا بوتقة تنصهر فيها الثقافات واللغات والتقاليد، إذ تحتضن بين أحيائها أعراقا متعددة من الألبان والأتراك والبوشناق وغيرهم، في لوحة فسيفسائية من التعدد الثقافي والانسجام الاجتماعي الذي يميز المدينة عن سواها في منطقة البلقان.

ويمتد هذا التنوع ليشمل تفاصيل الحياة اليومية، حيث تنبض شوارع بريزرين الضيقة بالحيوية، وتمتلئ بالمقاهي التقليدية والمطاعم الشعبية التي تقدم تشكيلة واسعة من الأطباق المحلية. ويجد الزائر نفسه أمام قائمة غنية بالنكهات، تبدأ بفطائر اللحم الشهيرة، مرورا بأطباق المشاوي المتنوعة، ولا تنتهي عند الحلويات الشرقية التي تشتهر بها المدينة.

المتاجر السياحية والمقاهي حول مسجد سنان باشا، المكان الأكثر شعبية في بريزرين (شترستوك) الثقافة التركية

ويشعر كاميران عبه جي أوغلو، وهو سائح تركي قدم من العاصمة المقدونية سكوبيا لزيارة بريزرين، بأن هذه الأماكن ما زالت تحتفظ بعبق الماضي، وكأن الزمن لم يمضِ، فيقول: "هذه الأماكن لا تزال تنبض بالثقافة التركية، وما زال هناك الكثير من الناس هنا يتحدثون التركية".

واستعاد عبه جي أوغلو ذكريات زيارته السابقة إلى كوسوفو في تسعينيات القرن الماضي ضمن وفد رسمي مع الرئيس التركي الراحل "تورغوت أوزال"، مشيدا بجهود وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) في ترميم وصيانة المعالم العثمانية، وعلى رأسها ضريح السلطان مراد في كوسوفو.

ومن جهة أخرى، قالت رتيبة تاديفي، القادمة من سراييفو عاصمة البوسنة: "أردت زيارة بريزرين منذ فترة طويلة، فهنا جذور عائلتي التي هاجرت إلى سراييفو قبل عقود. اليوم عدت لاستكشاف هذه المدينة الجميلة التي تشبه سراييفو في تفاصيلها وأجوائها".

وأشارت تاديفي إلى أن زيارتها "جاءت بعد بدء تطبيق سياسة السفر بالبطاقة الشخصية بين البوسنة وكوسوفو"، وهو ما سهل حركة المواطنين بين البلدين.

واعتبرت أن بريزرين تمثل مزيجا فريدا من عبق التاريخ وجمال الطبيعة، مشيرة إلى أن "المعالم العثمانية توجَد وسط الطبيعة الخلابة، وتحتضن المدينة ذكريات الأجداد وأحلام الأحفاد".

وختمت رتيبة تاديفي حديثها قائلة: "بريزرين ليست مجرد مدينة عابرة، بل وجهة تلامس الوجدان، وتجذب القلوب، وتُعيد إحياء قصة حضارة لا تزال تكتب فصولها في البلقان".

مقالات مشابهة

  • ميسي يشيد برونالدو: أسطورة لا تزال تسطر التاريخ
  • بريزرين.. جوهرة البلقان وسحر التاريخ والطبيعة الخلابة
  • تفاصيل اجتماع كونفرنس تعليم الدقهلية مع الوزير بشان الثانوية العامة
  • حول التعيينات المالية.. ياسين وقعقور: هل هناك آلية معتمدة لاختيار الأسماء؟
  • الهلال يصنع التاريخ في كأس العالم للأندية
  • أبواب المسجد النبوي.. تحفة فنية تجسّد العناية والرؤية الجمالية عبر العصور
  • الرهوي يشيد بدور وزارة الشئون الاجتماعية تجاه شريحة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة
  • رئيس الوزراء يناقش نشاط وزارة الشئون الاجتماعية والوحدات التابعة لها
  • مدبولي: هناك تكليفات لكل وزير للعمل في ملفه لمواجهة تداعيات الأحداث الإقليمية
  • صيد الخيول في العصور القديمة يتحدى تصوراتنا عن السلوك البشري «الحديث»