مقدمة تلفزيون "أو تي في"
آخر مظاهر التخبط الاسرائيلي، سجال تداولته وسائل الاعلام العبرية، بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والجيش. فقد نشرت القناة 13 الإسرائيلية اقتباسات لرئيس وزراء العدو أدلى بها خلال جلسة للحكومة انتقد فيها الجيش الإسرائيلي في أعقاب الإعلان عن الهدنة التي وصفت بالتكتيكية في منطقة محددة في جنوب قطاع غزة لمدة 11 ساعة يوميا بهدف السماح لإدخال المساعدات بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
مقدمة تلفزيون "أم تي في" أضحى مبارك، أعاده الله على اللبنانيين بالخير والسلام... صحيح أن حلول العيد خفـّض من منسوب الدينامية السياسية والتوترات العسكرية جنوباً , إلا أن أجواءَ الترقب تنتظر موعدين مفصليين. الأول، زيارة آموس هوكستين الإثنين إلى "تل ابيب"، ومن المرجح التوجه بعدها الى بيروت علماً انه لم يتمَ بعد طلبُ تحديد اي مواعيد رسمية له. وعلمت الـ mtv أن على أجندة هوكستين جولة ً أوروبية، فهل سيَنجح في مهمته ويتمكن من منع الانزلاق نحو حرب شاملة؟ الموعد الثاني في 23 حزيران ، تاريخ وصول أمين السر في الفاتيكان، بيترو بارولين إلى بيروت وهو الذي التقى منذ أيام الموفدَ الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان. وفي المعلومات أن الزيارة ، وإن كانت راعوية في الاساس, لكنها تـندرج في إطار جهودٍ دبلوماسية يقودها المسؤول الفاتيكاني الرفيع على خط الشغور الرئاسي، ومنع انفجار الوضع جنوباً بالتنسيق مع الإدارتين الفرنسية والأميركية. وسيَلتقي بارولين المسؤولين اللبنانيين والبطريرك الراعي الذي رسم خطوطَ المواصفات الرئاسية داعياً إلى وصول شخصية ٍ استثنائية، تتميز بأخلاقيتِها ووطنيتها وشجاعتها فتسمو في الشرعية وتواجه أيَ تطاولٍ عليها وعلى الكيان والدولة.
مقدمة تلفزيون "المنار"
ارجمي غزة بكل حصى الارض شياطين الانس من الاقربين والابعدين، ارجمي كل من خذلك، وأسلم رأسك لشر خلق الذين لم يتوقفوا عن الخوض بدم شعبك الصامد والصابر خلال أكثر من مئتين وخمسين يوميا. ارجمي غزة كل الغزاة بحمم الياسين الى أن يفديك ربك بنصر مبين، ويخذل شذاذ الافاق التائهين في الشوارع وألانفاق بحثا عن صورة نصر مفقود لتبقى الصورة والكلمة للمقاومة في غزة ، وآخرها عربة نمرهم التي مزقتها القسام بالامس واتبعتها اليوم بتدمير مبنى لترتفع حصيلة القتلى بين ضباط وجنود العدو خلال اربع وعشرين ساعة الى أربعة عشر، ويرتفع الصوت داخل كيان الاحتلال بأن الحرب فقدت غايتها ، وهي مستمرة فقط من اجل مصلحة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو الشخصية بحسب ما قال العارف بحال جيش الاحتلال اللواء السابق في الاحتياط إسحاق بريك الذي يضيف: ان ما يجري في رفح عار، فنحن لا نقاتل حماس بشكل فعلي ، بل هم يفخخون الطرقات، ونحن نقتل، واننا أمام هزيمة استراتيجية لم نشهدها منذ تأسيس البلاد بحسب بريك الذي يتحدث عن سيناريو الانتقال من الهزيمة الى المحرقة في حال قرر نتنياهو مهاجمة حزب الل. ويقول: نحن لا نستطيع إيقاف صواريخ حزب الله ومسيراته، فماذا سيحدث في حرب إقليمية عندما نستهدف بآلاف الصواريخ والطائرات بدون طيار. الطائرات بدون طيار التي ظهرت في مشاهد بثها الاعلام الحربي في المقاومة الاسلامية وهي ترتقي درجة في عملها داخل الاراضي المحتلة. فقد بثت المقاومة صورا لمسيرة تنقض على قاعدة الاحتلال في خربة ماعر، فيما تقوم مسيرة ثانية بتصوير عملية الانقضاض على الهدف دون ان تتمكن القبة الحديدية من اعتراضها، ليختتم الفيديو بعبارة هذا ما سمح بنشره، فهل من لبيب في كيان الاحتلال ليفهم؟
مقدمة تلفزيون "أل بي سي"
أضحى مبارك... هوكستين في المنطقة، مسؤولون إسرائيليون في واشنطن... الموفد الأميركي آموس هوكستين في تل أبيب غدًا، والتصعيد الأسبوع الفائت والذي يمكن أن ينزلق إلى حرب، سيكون محور محادثاته مع القادة الاسرائيليين ثم ينتقل إلى بيروت بعد غد. في الموازاة، وزير الامن الاسرائيلي يوآف غلانت الى واشنطن هذا الشهر بدعوة من نظيره الأميركي لويد اوستن حيث ستكون التطورات في الجبهة الشمالية في صلب لقائهما. محور ثانٍ من اللقاءات الاسرائيلية الأميركية في واشنطن، من بينها لقاءات وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ورئيس مجلس الامن القومي تساحي هنغبي. هل تؤدي كل هذه اللقاءات إلى تفادي ما هو أكبر من التصعيد الذي قد ينزلق إلى حرب؟ القراءات تختلف في انتظار معرفة ما يحمله هوكستين، علمًا أنها ليست المرة الأولى التي يزور فيها هوكستين المنطقة من السابع من تشرين الأول الفائت، كما أن زيارات المسؤولين الاسرائيليين إلى واشنطن ليست الاولى منذ بدء عملية طوفان الأقصى، ما يعني أن مسار التصعيد مازال متقدمًا على مسار التسويات التي يبدو أنها لم تنضج بعد.
مقدمة تلفزيون "الجديد"
من دون ولا "ضربة كف" اضرم عمرو دياب نار الموسيقى والغناء في بيروت امام ثلاثة وعشرين الفا ملأوا الواجهة البحرية للمدينة , وأخذت للبنان صورتان من الارض والجو: مدينة هددها العدو بالحرق فرقصت على انغام الهضبة .. وجنوب يشتعل حربا لكن نيرانه التهمت مساحات الشمال الاسرائيلي وبمهمة الاطفائي يصل " الهضبة" الاميركي آموس هوكستين يوم الثلاثاء المقبل الى لبنان قادما من تل ابيب التي يزورها غدا الاثنين ويرتب فيها حطب تهدئة النفوس ومنع الانزلاق الى توسعة الحرب. وفي معلومات الجديد فإن هوكستين سيلتقي كلا من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب وتضيف المعلومات ان الموفد الاميركي سيطرح على المسؤولين اللبنانيين العودة الى اليوم السابع والتعامل مع جبهة الجنوب وفقا لما كان عليه الوضع ما قبل الثامن من اكتوبر تاريخ بدء انخراط حزب الله في معركة دعم غزة. ولما كان موقف الحزب في هذا الصدد يربط وقف النار بمثلها في قطاع غزة اولا فإن الاجوبة اللبنانية واضحة المعالم من الآن الا اذا استطاع مهندس الطاقة الاميركي انتزاع الموافقة الاسرائيلية على مواعيد لسريان وقف اطلاق النار في القطاع. اما لناحية نقل التهديدات بالحرب الشاملة من قيادة العدو عبر موفد اصبح خبيرا محلفا بالشوؤن اللبنانية فتلك سيضعها لبنان في سلة الاشهر الثمانية الماضية والتي لم يبق فيها مسؤول دولي واوروبي الا وزار فهدد ثم غادر ليترك اسرائيل على نار مناوراتها . فالقيادات العسكرية والامنية الاسرائيلية لم تخرج منذ اربع وعشرين ساعة من كارثة جنودها داخل مدرعة النمر .. أثقل ناقلة أفراد ذات السبعين طنا والتي تتمتع بافضل حماية في العالم والنمر هذه صارت ورقا بعد ان علقت في حقل ألغام معد سلفا في رفح , وقد اضيف اليوم ضابطان اسرائيليان الى حقل رماية القسام بعد مقتل ثمانية جنود امس. وفيما تحصي اسرائيل جنودها القتلى اقام الفلسطينيون اليوم صلاة عيد الاضحى على أنقاض المساجد المدمرة، وفي المستشفيات من شمال القطاع إلى جنوبه لا سيما في مخيم جباليا شمالي القطاع حيث تجمع العشرات لاداء الصلاة وفي لبنان كانت غزة نجمة المساجد وبتكليف من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان القى الشيخ أمين الكردي خطبة عيد الاضحى في مسجد محمد الأمين في بيروت فاعتبر ان "قضية فلسطين والمسجد الأقصى لا ترتبط بدول أو محاور، وننطلق في هذا من مبادئنا الصحيحة التي أسسها ديننا". وقال اننا نعيش في بلدنا أزمة ثقة بين اللبنانيين وفي أيام المحنة أمام الذي يحدث في غزة وجنوب لبنان من مجازر وقتل وتدمير، وما يرتقي فيهما من شهداء علينا أن نعلي بيننا صوت الحكمة والتعقل ، فالذي ينفعنا هو وحدتنا، والعدو الصهيوني لا يفرق بين مسلم ومسيحي ولا سني او شيعي إنما ينظر لنا بأننا هدف له لقتلنا وإبادتنا هم يصرحون بذلك، كلام كالفتوى، لكنه عنما يصرف في سوق التداول السياسي اللبناني، يعود كل الى جبهته وخياراته فاسرائيل تحسب الف حساب قبل مواجهة " النمور" اللبنانيين.. فيما ينصرف لبنانيون الى التهويل مع المهولين
مقدمة تلفزيون "أن بي أن"
أضحى مبارك. في أول أيام العيد يواصل حجاج بيت الله الحرام مناسكهم في مشاهد تقشعر لها الأبدان. وبعد الإحرام والطواف والسعي والتروية والوقوف على عرفة جمع الحجاج الحصى في مزدلفة ثم تقاطروا الى مـِنى لرمي الجمرات قبل العودة مجددًا إلى مكة لتقديم الأضاحي واداء طواف الوداع في المسجد الحرام. العيد الذي يكون مدعاة احتفال وفرح ليس على هذا النحو في قطاع غزة ولا في بعض المناطق الحدودية الجنوبية الواقعة على تخوم العدوان الإسرائيلي.
وقد شدد خطباء عيد الأضحى في بيروت وخارجـَها على وحدة اللبنانيين في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية. هذه الاعتداءات تواصلت اليوم فيما استشهدت المواطنة (غادة عبادي) التي نعتها وشيعتها حركة أمل بمأتم مهيب وهي التي كانت قد ارتقت متأثرة بجروح كانت قد أصيبت بها في غارة إسرائيلية على كفرا قبل أيام.
وفي مروحين الواقعة على تخوم العدوان عند الحدود واكبت الـ NBN زيارة أبنائها لبلدتهم صبيحة أول أيام عيد الأضحى ورصدت حجم الدمار الذي لحق بالمنازل والممتلكات والبنية التحتية لكنها رصدت أيضـًا عمق تمسك المواطنين بأرضهم وفائضَ روح الصمود لديهم.
في الميدان الدبلوماسي اتصالات اقليمية ودولية يتمحور جزء منها حول سحب فتائل التفجير على جبهة الجنوب.
وفي هذا السياق تندرج زيارة الموفد الرئاسي الأميركي (آموس هوكستين) إلى تل أبيب غدًا في مهمة قد تقوده إلى بيروت.
وفي المقابل كـُشف عن زيارة قريبة سيقوم بها وزير الحرب الإسرائيلي (يؤآف غالانت) إلى واشنطن حاملاً ملفات من بينها الوضع عند الحدود اللبنانية - الفلسطينية وفي قطاع غزة.
وفي القطاع كان للعملية النوعية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في رفح واسفرت عن مقتل ثمانية جنود وقـْعُ الصاعقة على كيان الاحتلال. وفيما قال بنيامين نتنياهو إن قلبه يتمزق إلى شظايا على الجنود القـْتلى أوضح الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة ان العملية المركبة والنوعية في رفح تأكيد على فشل العدو امام المقاومة وتوعد هذا العدو بالمزيد من كمائن الموت.
أما رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية فقد أعلن مرة أخرى ان الحركة جاهزة لإبرام اتفاق يتضمن وقفـًا دائمـًا لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مقدمة تلفزیون قطاع غزة فی رفح
إقرأ أيضاً:
كيف يغير الذكاء الاصطناعي بيئة العمل الصحفي؟
هذا السؤال الذي تجدونه عنوانا لهذه المقالة كان يطرح خلال السنوات الثلاثين الماضية تقريبا بصيغ متعددة، وإن كان القصد واحدا تقريبا، وهو ما تأثير المستحدثات التكنولوجية على مهنة العمل الإعلامي؟ الذي ظل لسنوات طويلة يمارس عبر الورق والقلم، وكانت قمة التكنولوجيا فيه المطبعة.
هذا السؤال طرحه الصحفيون حين ظهر الحاسوب، وأصبح فاعلا أساسيا في غرف الأخبار عبر ما يعرف بالتحرير الصحفي عبر الحاسوب (Computer Assisted Reporting). ثم كانت الثورة الكبرى مع ظهور شبكة الإنترنت التي قد لا يصدق الصحفيون الذين ولجوا إلى العمل الإعلامي فيما بعد العام 2000 أن هذه المهنة كانت تمارس من دون إنترنت.
في السنوات الأخيرة التي كثر فيها الحديث عن الذكاء الاصطناعي وإمكانياته الهائلة، ظهرت العديد من الكتابات التي تحدثت عن ذلك، وشاهدنا سيلا منها صادرا عن المعاهد والمراكز المهتمة بالعمل الإعلامي، خاصة بشأن كيفية الإفادة من الإمكانيات الهائلة للذكاء الاصطناعي، وكذلك بشأن التحذير من بعض مخرجاته التي يمكن أن تسبب ضررا كبيرا.
وقد أدلى كاتب هذه السطور بدلوه في هذا المولود فدبّج ورقة عن كيفية الإفادة الآمنة من الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي سماها "الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار.. الفرص والمحاذير". نشرها على صفحته في لينكدإن، ويمكن لمن لديه الوقت والصبر على قراءة أكثر من 6 آلاف كلمة أن يطلع عليها من خلال هذا الرابط.
كما أوضحت، فإن الذكاء الاصطناعي، بوصفه مفهوما وبوصفه قادما جديدا في مختلف المجالات، طرح العديد من الأسئلة حول كيفية التعاطي معه، وصولا إلى تحقيق الفائدة القصوى من إمكانياته.
إعلانوقد صدر في مارس/آذار الماضي كتاب عن دار مكفرلاند الأميركية لتوني سلفيا أستاذ الإعلام في جامعة ساوث فلوريدا حمل عنوان "Artificial Intelligence in Journalism: Changing the News".
هذا الكتاب الذي يمكن ترجمة عنوانه بتصرف إلى "الذكاء الاصطناعي في الصحافة.. كيف يغيّر صناعة الأخبار؟"، من أوائل الكتب التي تتناول التحديات الاجتماعية والثقافية والقانونية والأخلاقية والمهنية التي تواجه صناعة الأخبار في ظل الذكاء الاصطناعي.
ويجمع الكتاب بين البحوث الأكاديمية ومقابلات مع صحفيين من مؤسسات إعلامية كبرى، إضافة إلى أساتذة في مجال الإعلام، ويتأمل في موقع الذكاء الاصطناعي في حياتنا، ويطرح أسئلة جوهرية حول مستقبله.
ويصف المؤلف موضوع كتابه فيقول "إذا كان الذكاء الاصطناعي، بأشكاله المتعددة، يثير الخوف لديك، فأنت لست وحدك، فالصحفيون في الولايات المتحدة الأميركية وحول العالم يحاولون فهم كيفية استخدام سطوة الذكاء الاصطناعي بطريقة إيجابية في كتابة وتحرير، بل وحتى إنشاء قصص إخبارية كاملة لجمهور واسع ومتنوع، ومن المحتمل جدًا أنك قرأت بالفعل خبرا تمت صياغته بمساعدة نماذج ذكاء اصطناعي، لكن كيف يمكننا فهم هذه التقنية الجديدة في سياق الصحافة والديمقراطية؟".
ويطرح الكاتب أسئلة أخرى من شاكلة: هل الذكاء الاصطناعي قادر على القيام بعمليات التقييم والحكم على الأخبار والتي هي مهارة بشرية بامتياز؟
وفيما يتصل بالكفاءة وتقليل التكلفة الاقتصادية في العمل الإعلامي، يرى المؤلف أن المزاوجة بين الذكاء الاصطناعي والعمل الإعلامي تبدو من وجهة نظر إدارة المؤسسات الإعلامية عملا ممتازا، بيد أن للموضوع جوانب أخرى غير مرئية، وقد تكون سلبية، وبالتالي فثمة سؤال يجب الإجابة عليه وهو: هل يستحق الأمر الدخول في مخاطرة؟
يحاول الكتاب المذكور أن يجيب على تلك الأسئلة المركزية من خلال صفحاته التي تفوق الـ200، بيد أن الثيمة الأساسية التي يركز عليها المؤلف هي التغيير الذي يمكن أن يحدثه الذكاء الاصطناعي على صناعة الصحافة، وخاصة مجريات العمل داخل غرف الأخبار، حين يتم توظيف أدواته على نحو صحيح ومفيد.
إعلانوبحسب المؤلف، فإن التغيير في صناعة الأخبار لم يكن سهلا في يوم من الأيام، فالصحافة المطبوعة توجست من الإذاعة، وشعرت الأخيرة بالتحدي نفسه حين ظهور التلفزيون، وشن أنصار الصحافة المطبوعة حملات مكثفة على صحافة الإنترنت.
ففي الفصل الأول من الكتاب، يقدم المؤلف توني سلفيا تاريخا موجزا للذكاء الاصطناعي، وأصوله وبداياته، وكيف يعمل، ومجالات استخدامه التي من بينها مجال الصحافة الذي هو موضوع الكتاب.
ويرى المؤلف أن الكثير من تطبيقات الذكاء الاصطناعي موجودة منذ سنوات، بيد أن الظهور الأقوى له كان في العام 2022 خاصة مع ظهور ما يعرف ببرنامج "شات جي بي تي" (CHAT GPT).
وفي هذا الفصل يتطرق المؤلف أيضا إلى مظاهر الخوف التي صاحبت ظهور الذكاء الاصطناعي، خاصة ما يتصل بإمكانياته الواسعة، التي تتيح له القيام بجميع الأعمال بما فيها تلك التي تتطلب جهدا بشريا خالصا، مما يؤدي إلى فقدان الكثيرين لوظائفهم.
في انتقاله إلى الفصل الثاني من الكتاب، يشير المؤلف إلى أن الذكاء الاصطناعي دخل إلى العديد من غرف الأخبار قبل عشر سنوات وقبل انتشار الحديث عنه في السنوات الأخيرة، حيث يستفاد منه منذ وقت في أعمال كثيرة.
ويشير المؤلف في هذا الفصل إلى تجربة وكالة أسوشيتد برس التي بدأت استخدام الذكاء الاصطناعي عام 2014 في إنتاج بعض المواد في القسم الاقتصادي مثل أخبار أرباح الشركات، وكان منطق الوكالة أن إنتاج هذا النوع من المواد الذي يقوم على تحليل الأرقام عبر الذكاء الاصطناعي يوفر الوقت والجهد لإنتاج مواد أخرى مميزة.
ويورد أن وكالة أسوشيتد برس سبقت المؤسسات الإعلامية الأخرى في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي في جمع وتحرير الأخبار، والتي لم تبدأ في الانتباه إلى هذا القادم الجديد إلا في السنتين الماضيتين. ووفق المؤلف فإن المؤسسات الإعلامية أدركت أهمية وجود الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار، وقدمت ذلك على الاعتبارات الأخرى التي كانت تمنعها من المضي قدما في تبنيه.
إعلانويشير المؤلف إلى أن تبني الذكاء الاصطناعي داخل غرف الأخبار يتم عبر 3 مراحل:
المرحلة الأولى: الأتمتة ويتم فيها إعفاء الصحفيين من الأعمال الروتينية والمهام المتكررة، وبالتالي يمكنهم الإفادة من الوقت في إنجاز أعمال صحفية مميزة. المرحلة الثانية: مرحلة التعزيز، التي يتم التركز فيها على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تحليل النصوص والبيانات الضخمة. المرحلة الثالثة: وهي مرحلة التوليد، التي يتم فيها استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لكتابة النصوص، خاصة مع تطور النماذج اللغوية الضخمة القادرة على إنتاج نصوص على نطاق واسع، وهي المرحلة التي يعتقد المؤلف أنها تخيف الصحفيين من أن يتسبب الذكاء الاصطناعي وما يقدمه من مهارات وخدمات في فقدان وظائفهم.لكنه يشير إلى ضرورة الحذر والانتباه عند تبني الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار، وخاصة في المرحلة الثالثة وهي مرحلة الكتابة، فهناك إمكانية كبيرة لوقوع أخطاء في المعلومات، أو ما يتصل بالملكية الفكرية، وهنا لا بد من تدخل بشري يراجع ما ينتجه الذكاء الاصطناعي تحسبا لي خطأ.
ويورد المؤلف العديد من الأمثلة على مشاكل استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة الموضوعات الصحفية مثل ذلك المقال الذي اقترح أن حل مشكلة المشردين في سان فرانسيسكو يكون بإطلاق النار عليهم!
يوضح المؤلف في الفصل الثالث، الذي حمل العنوان أعلاه، أن عمل معظم الصحفيين عن بعد أثناء فترة وباء كورونا قد غيّر من المفهوم التقليدي لعبارة غرفة الأخبار، فهي لم تعد ذلك الفضاء الذي يضم إدارات التحرير والصحفيين ومدققي المعلومات واللغة، والفنيين وغيرهم.
ويستشهد على ذلك التغيير بآراء كثيرين من الكتاب الذين دعوا إلى نسيان ذلك المفهوم القديم، مشددين على ضرورة إحداث تغييرات في هذا المفهوم إن أردنا للصحافة أن تتطور، ومن هؤلاء مورين دود كاتبة العمود في نيويورك تايمز.
إعلانويشدد على ضرورة أن يلعب الذكاء الاصطناعي دورا بارزا في إحداث تحولات داخل غرف الأخبار، ليس فقط ما يتعلق بالشكل المادي لها، وإنما في طريقة العمل وخاصة مجالات: الحصول على الأخبار، وعمليات التحرير، وعمليات عرض وتقديم الأخبار والموضوعات الصحفية الأخرى للجمهور.
في الفصل الرابع، يركز المؤلف على موضوع تغيير نموذج العمل داخل المؤسسات الصحفية، ورغم أنه يشير إلى أن المؤسسات الصحفية كثيرا ما تقاوم أي تغييرات فيما يتصل بنماذج عملها، إلا أن ظهور الذكاء الاصطناعي بإمكانياته الواسعة يجعل التغيير عملا ضروريا.
وفي هذا الخصوص يشير المؤلف إلى إمكانية الإفادة من تجربة تبني صناعة الإعلان للذكاء الاصطناعي. ويدعو إلى إعادة النظر في العلاقة غير المريحة بين صناعة الإعلان وصناعة الإعلام، التي توصلت إلى العديد من الطرق التي تجعلها تستفيد من الذكاء الاصطناعي وتضعه جزءا أصيلا في إستراتيجيتها الهادفة إلى الحصول على مداخيل جديدة.
لقد ظل الصحفيون لسنوات طويلة ينظرون لصناعة الإعلان على أنها شر لابد منه، حيث الإفادة من الدعم المالي الذي يوفره هذا القطاع، بيد أنهم في الوقت ذاته يخشون أي نفوذ محتمل له على الجانب التحريري.
في الفصل الخامس، ينقلنا المؤلف إلى الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية الأميركية للعام 2024، حيث أعرب العديد من الصحفيين والمؤسسات الصحفية عن قلقهم من التأثير السلبي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الحملات الانتخابية. وقد ازداد القلق بعد ظهور العديد من إعلانات الحملات الانتخابية، وتصريحات المرشحين التي يبدو أنها أُنتجت باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
إعلانويشير إلى مؤسسة "إيه بي سي" (ABC) التي أعربت عن قلقها ومخاوفها ليس من إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج ونشر المعلومات المضللة، وإنما من إمكانية أن يصبح الصحفيون، ومن دون وعي، أدوات لإعادة نشر المعلومات المضللة ذاتها، خاصة في ظل عدم وجود قواعد وقوانين فدرالية تجرم أو تنظم استخدام المواد المنتجة عن طريق الذكاء الاصطناعي في الحملات الانتخابية الأميركية.
ويتساءل المؤلف عن الحلول لما تمت الإشارة إليه من مشاكل، وكيف نتصدى لمشكلة إمكانية إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي في تغطية الأحداث السياسية دون التقليل من فوائد الذكاء الاصطناعي داخل غرف الأخبار.
وقد أشار إلى أن معهد بروكينغز الأميركي يشدد على أن الحفاظ على نظام ديمقراطي شفاف لا يتعارض مع الذكاء الاصطناعي حين يستخدم لتحسين ذلك النظام، ويقترح المعهد الحلول التالية:
تعزيز محو الأمية الإخبارية، والتشديد على ضرورة وجود صحافة مهنية قوية. التعاون بين شركات التكنولوجيا والمعاهد المتخصصة في الدراسات الإعلامية، باعتبار أن ذلك التعاون يمثل الخطوة الأولى نحو مكافحة الصور والخطابات السياسية الوهمية. بناء الثقة أفضل وسيلة لمحاربة الأخبار والمعلومات الزائفة، وهذا المجهود يقع على عاتق شركات التكنولوجيا التي يجب أن تستمر في اختراع الأدوات التي تسهل من عمليات اكتشاف المعلومات المضللة والأخبار الزائفة.ويختتم معهد بروكينغز بالإشارة إلى أن خطر إساءة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لا يستهدف الصحافة التي تعاني حاليا من فجوة ثقة مع الجمهور، وإنما الديمقراطية والحوكمة.
يخصص المؤلف الفصل السادس للحديث عن دور الذكاء الاصطناعي واستخداماته في ترقية مجال الصحافة الاستقصائية، ويشير إلى أن هذا النوع من العمل الصحفي كان في الماضي يعتمد بشكل كبير على الاطلاع على ملفات ضخمة من الوثائق، سواء كانت ورقية أو عبر أجهزة الحاسوب، بحثا عما يمكن أن يعين في الخروج بمادة صحفية مهمة.
إعلانويوضح أن استخدام الذكاء الاصطناعي يفيد على نحو خاص في مجال الصحافة الاستقصائية لقدرته الفائقة على استخراج المعلومات المهمة من مجموعة من البيانات الضخمة، وتحديد المفيد منها الذي يمكن أن يساهم بدور كبير في الخروج بقصة استقصائية شديدة الأهمية.
ويستشهد بتحقيقات أوراق بنما التي تمت فيها الاستعانة بأدوات الذكاء الاصطناعي بشكل جزئي، وهي التحقيقات التي أنجزت في إطار ما تعرف بالصحافة التكاملية، حيث شاركت فيها عدة مؤسسات إعلامية، وكانت مظهرا للتعاون الوثيق بين الإنسان والآلة، التي تمت الاستعانة بها لاستخراج الكنوز من بين 12 مليون وثيقة مالية وقانونية.
ومن الأمثلة الحديثة التي يوردها المؤلف تغطية صحيفة نيويورك تايمز الأميركية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي اعتمدت فيها الصحيفة على الذكاء الاصطناعي بهدف تعزيز تغطيتها الشاملة لما يجري هناك.
وبحسب المؤلف، استخدم صحفيو نيويورك تايمز أدوات الذكاء الاصطناعي لمتابعة صور الأقمار الاصطناعية التي كشفت عن وجود 200 حفرة ضخمة في المناطق المدنية ذات الكثافة السكانية العالية، والتي رجح خبراء أن تكون نتيجة لاستخدام الجيش الإسرائيلي لقنابل تزن 897 كيلوغراما.
هذه المعلومات عن القنابل الضخمة ووزنها والأمكنة التي ألقيت عليها، لم تكشف عنها السلطات الإسرائيلية أو الأميركية، وإنما كشفتها التحليلات التي تمت بواسطة الذكاء الاصطناعي لمجموعات ضخمة من البيانات.
ويؤكد المؤلف أن الذكاء الاصطناعي يسهم بجهد وافر في الصحافة الاستقصائية، ويعين على كشف ما ترغب السلطات في إبقائه طي الكتمان، وهو بهذا المنحى يسهم في كشف السرية عما يراد إخفاؤه، وفي مكافحة الفساد.
كيف نستخدم الذكاء الاصطناعي في مواقع التواصل؟في الفصل السابع، يتطرق مؤلف الكتاب إلى العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والسوشال ميديا، ويتناول كيفية الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي في إنتاج محتوى هذه المنصات. ومنذ ظهور منصات التواصل الاجتماعي، أصبح ترويج مواد المؤسسات الإعلامية عبرها جزءا أساسيا من عمل الصحفيين، يضاف إلى أعمالهم المتعارف عليها الأخرى.
إعلانومع شيوع الحديث عن الذكاء الاصطناعي وأدواته العجيبة، برزت العديد من النقاشات حول الطريقة التي يمكن بواسطتها الاستعانة بهذه التقنية الجديدة في إنشاء منشورات لوسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي تخفيف العبء على الصحفيين.
وبينما أيد الكثير هذا التوجه، حث آخرون على ضرورة الانتباه لمسائل الدقة على وجه الخصوص حين الاستعانة بأدوات الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى الذي سينشر في وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقول المؤلف إن عام 2024 شهد ارتفاعا في عدد منشورات مواقع التواصل التي أنشئت بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي، مما خفف عبء العمل على كثير من الصحفيين.
بالمقابل هناك بعض الصحفيين الذين يرون في ذاك التوجه جانبا سلبيا، ويشيرون إلى أن ثمة إمكانية لانتشار المعلومات المضللة والمنحازة من خلال محتوى منشورات وسائل التواصل المنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي. ويشدد مؤلف الكتاب على ضرورة وجود عناصر بشرية تشرف على محتوى وسائل التواصل المنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي لضمان أن يكون حقيقيا وملتزما بالجوانب الأخلاقية.
الذكاء الاصطناعي.. هل ثمة ضرورة لحراسة البوابة؟ثمة مخاوف كثيرة من الآثار السالبة لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الصحافة، وهي مخاوف تركز على أي خرق محتمل لأخلاقيات المهنة ينجم عن ذلك الاستخدام، خاصة عند إنتاج المحتوى الصحفي، سواء كان استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي كاملا أم جزئيا.
ويشير المؤلف في الفصل الثامن إلى بعض الدراسات التي أجريت في شأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي مثل الدراسة التي أجراها مشروع "الذكاء الاصطناعي والصحافة" التابع لكلية لندن للاقتصاد عام 2023.
ففي هذه الدراسة أعرب قرابة 60% من المستطلعين عن قلقهم من الآثار الأخلاقية السالبة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة. وأوضح المؤلف أن تلك الإجابات تعكس جانبا واضحا من عدم الثقة الذي يبديه العديد من الصحفيين في المحتوى الصحفي المنتج بمساعدة الآلة.
ويشدد المؤلف على ضرورة أن تعيد المؤسسات الصحفية التفكير في موضوع الأخلاقيات الخاصة بممارسة المهنة، وأن تعيد كتابة أدلتها وموجهاتها التحريرية حتى تتضمن قواعد استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
إعلانويشير إلى مجهود جمعية "صحفيون بلا حدود" الذي أسمته "ميثاق باريس للصحافة والذكاء الاصطناعي" ورأى النور في 2023، وهو الأول من نوعه في هذا المجال.
ويحدد ميثاق "صحفيون بلا حدود" الأخلاقيات والمبادئ المهمة التي يجب أن تتبناها غرف الأخبار ووسائل الإعلام العالمية عند استعانتها بأدوات الذكاء الاصطناعي في أعمالها.
والميثاق المشار إليه هو نتاج عمل شارك فيه نحو 32 من الخبراء والمختصين يمثلون 20 بلدا.
ويختتم المؤلف كتابه بالفصل التاسع والأخير، ويبدو أنه تلخيص لما ذكره في الفصول الثمانية السابقة، ويعنونه بما يشبه السؤال: كيف تستفيد المؤسسات الإعلامية من إمكانيات الذكاء الاصطناعي؟
ويقول: لا أحد يمكنه تحديد الوجهة التي سيكون عليها مستقبل استخدام الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الإعلامية، ولكنْ ثمة إجماع على ضرورة ألا يدفع استخدام الذكاء الاصطناعي إلى التضحية بمفاهيم الدقة والحقيقة والمسؤولية وأخلاقيات المهنة.
ويضيف أنه حتى مع كل هذه التطورات التكنولوجية التي عاشها ويعيشها المشهد الصحفي، فإن القيم الأساسية للصحافة ظلت صامدة، بل ازدهرت.
ويورد المؤلف في هذا الفصل الأخير من كتابه بعض المقابلات التي أجراها مع خبراء وأساتذة جامعات درسوا الذكاء الاصطناعي ويدرسونه للطلاب في الجامعات والمعاهد المتخصصة، ومع صحفيين استخدموا أدوات الذكاء الاصطناعي في تغطياتهم، وآخرين يكتبون عنه لجمهور المؤسسات الإعلامية التي يعملون بها.
وفي الختام أذكر أن كتاب توني سلفيا هذا جهد من بين جهود كثيرة تسعى لفهم الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على صناعة الإعلام، إذ إن تاريخ وسائل الاتصال والإعلام علّم البشرية أن تعطي لكل وسيلة جديدة وقتها الكافي لكي تستفيد من إمكانياتها وإيجابياتها، وتتدارك سلبياتها.
إعلان————————————————————————————–
* عثمان كباشي: مشرف غرفة الأخبار بالجزيرة نت، ومدرب الصحافة الرقمية في معهد الجزيرة للأعلام.