رأى المبعوث الأمريكي السابق آموس هوكستين أن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، واتفاق وقف العمليات العدائية، يظهران أن التوصل لاتفاق لترسيم الحدود البرية في المتناول.

وفي حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، أكد أنه جرى "إحراز تقدم كبير" في المفاوضات غير المباشرة، مشيرا إلى وجود "حلول خلاقة" مثبتة في "سجلات وبروتوكولات"، شرط توفر "الإرادة السياسية".

وأشار هوكستين إلى أن "حزب الله" ليس سوى "ذراع لإيران"، معتبرا أن طهران "تحاول فرض إرادتها السياسية على لبنان، وأن اجتماع الرئيس دونالد ترامب مع الرئيس السوري أحمد الشرع "تطور إيجابي" قد يعود بالنفع على لبنان.


وأوضح هوكستين أن اتفاق الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل كان "فريدا"، لأنه نتج عن أكثر من عشر سنوات من العمل الدبلوماسي، وقال: "أدركنا أن الجهد الدبلوماسي وحده لن يكون كافيًا، وكان لا بد من التوصل إلى اتفاق أكثر تعقيدا وشمولا. ولو لم ننجح، لربما كنا الآن في قلب صراع ساخن، أو حتى حرب على الموارد".

ولفت إلى أن الاتفاق البحري تضمن بندا يدعو إلى بدء مفاوضات حول الحدود البرية بهدف التوصل إلى اتفاق سريع، مؤكدًا أن "الخلافات القائمة قابلة للحل، وقد تتطلب بعض التعديلات والتنازلات، لكنها ليست مستعصية، والاختلافات ضئيلة جدًا".

وأشار هوكستين، الذي شغل ملف لبنان في عدة إدارات أميركية، إلى أن التعامل مع "حزب الله" كان "أكثر تعقيدًا"، لأنه لم يكن هناك محاور واحد، بل كانت هناك حاجة إلى دبلوماسية مكوكية داخل لبنان نفسه، ثم إلى دبلوماسية مماثلة في إسرائيل.

وأضاف أن واقع الأمور في عام 2022 كان مختلفا تماما عما هو عليه اليوم، فقد كان لـ "حزب الله" آنذاك سيطرة واسعة على النظام السياسي، وهي لم تعد قائمة اليوم، ما جعل التفاوض حينها أكثر تعقيدًا.

واعتبر هوكستين أن اتفاق الحدود البحرية أثبت صلابته، إذ نجا من الحرب، ولم تسجل أي مواجهات بحرية تذكر، ولم تطلق صواريخ تذكر في عرض البحر. وقال إن هذا يمكن أن يكون نموذجًا يحتذى به لحل النزاع الحدودي البري.

وشدد على أن تفاهم وقف إطلاق النار الأخير يشترط انسحابا إسرائيليا كاملا من الأراضي اللبنانية، وأن تتولى القوات المسلحة اللبنانية، إلى جانب الأجهزة الأمنية، السيطرة الكاملة على منطقة جنوب الليطاني وصولا إلى الحدود، كما يتطلب نزع سلاح "حزب الله" وانسحابه إلى شمال الليطاني، وليس فقط إلى خطه.

وأكد هوكستين أن نجاح وقف إطلاق النار يتوقف على تحقيق هذين الشرطين. وبين أن هذا هو السبب في إنشاء آلية تتيح للجيش الأميركي وجودًا كبيرًا على الأرض، لتقديم الدعم للقوات المسلحة اللبنانية في ما يتعلق بالانتشار والتدريب والمعدات والبنية التحتية، بهدف تعزيز قدرتها على ترسيخ سيطرتها في المنطقة.

ورفض هوكستين التعليق على نهج إدارة ترامب تجاه لبنان، لكنه رأى أن لبنان يقف أمام "فرصة لإعادة صياغة مستقبله"، معتبرًا أن هذه الفرصة لا يمكن أن تتحقق من خلال إصلاحات تدريجية، بل عبر تغيير جذري في النهج المتبع.

وأكد أن في لبنان إمكانات اقتصادية كبيرة، وإذا تمكن من تنفيذ إصلاحات اقتصادية وقانونية جدية، واستعادة فرص العمل، فقد يكون مستقبله مشرقا. وأضاف: "حزب الله لم يعد قادرا على الهيمنة على السياسة. فهو مجرد ذراع لإيران، وهي دولة أجنبية تحاول فرض إرادتها السياسية على لبنان".

وشدد على أنه "لا ينبغي لإسرائيل أو سوريا أو أي جهة أخرى أن تفرض إرادتها العسكرية. هذه لحظة لبنان ليقرر مصيره بنفسه".

وعن العلاقات الدولية للبنان، أكد هوكستين أن "لبنان لا يحتاج إلى صدقات، بل إلى استثمار حقيقي".

وأضاف: "لبنان يمتلك رأسمال بشريا عالمي المستوى، وإذا تمكن من إصلاح مشكلاته في الحوكمة، فبوسعه استعادة مكانته كدولة نابضة بالحياة. وهو لا يزال الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يستطيع جميع أتباع الديانات العيش فيها بحقوق متساوية، وهذا أمر يستحق النضال من أجله

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: بروتوكول الشرق الأوسط وقف العمل بحرية تعديل دبلوماسي ترسيم هوکستین أن على لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

جنوب لبنان تحت النار مجدداً.. غارة إسرائيلية تقتل مدنياً وتصعيد يهدد المنطقة

قُتل شخص، اليوم الأربعاء، جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة في بلدة عين بعال بقضاء صور، جنوبي لبنان، وفق ما أكدته وزارة الصحة اللبنانية عبر مركز عمليات طوارئ الصحة العامة في بيان نُشر صباحاً على منصة “إكس”.

ويأتي هذا الهجوم بعد سلسلة من التصعيدات الميدانية، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، مقتل أحد عناصر قوة “الرضوان” التابعة لـ”حزب الله” في بلدة حولا الجنوبية، كما أصيب جندي لبناني، الأحد الماضي، نتيجة استهدافه من قبل القوات الإسرائيلية عند حاجز بيت ياحون – بنت جبيل.

وتشهد الحدود اللبنانية الجنوبية توتراً مستمراً منذ اندلاع المواجهات بين “حزب الله” وإسرائيل في أكتوبر 2023، رغم سريان وقف إطلاق النار غير المعلن، وتواصل إسرائيل شن غارات متفرقة على ما تصفها بأهداف تابعة لـ”حزب الله”، بينما يرد الأخير بهجمات صاروخية تطال مواقع عسكرية ومستوطنات شمال فلسطين المحتلة.

ورغم الالتزامات الدولية بوقف التصعيد، أبقى الجيش الإسرائيلي قواته في “منطقة عازلة” داخل الأراضي اللبنانية، تشمل خمس نقاط مراقبة على امتداد الحدود، بزعم حماية مستوطنات الشمال، متراجعاً بذلك عن الانسحاب الكامل الذي كان من المفترض أن يتم وفق ما أُعلن عقب المواجهات.

ووفق إحصاءات غير رسمية، أسفرت الغارات الإسرائيلية منذ بدء التصعيد عن مقتل أكثر من 300 عنصر من حزب الله، إلى جانب ما لا يقل عن 70 مدنياً لبنانياً، بينهم نساء وأطفال، كما سقط عدد من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين نتيجة القصف من الجانب اللبناني، وسط تحذيرات دولية متزايدة من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة أوسع في حال استمرار التصعيد.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الايراني: ملف المفاوضات غير المباشرة لا يزال مفتوحا
  • نزع سلاح حزب الله يعود إلى الواجهة.. وأورتاغوس تحذّر
  • هوكستين: ترسيم الحدود البريّة بين لبنان وإسرائيل في متناول اليد
  • ملك الأردن والشرع يؤكدان أهمية تعزيز الأمن على الحدود
  • جنوب لبنان تحت النار مجدداً.. غارة إسرائيلية تقتل مدنياً وتصعيد يهدد المنطقة
  • لقاء بين جعجع ونيكول الجميّل.. اتحاد البلديات ثالثهما
  • طهران: لن نتخلى عن حقنا في تخصيب اليورانيوم سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا
  • الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المغرب بلغت حتى شهر مارس أكثر من 9.15 مليارات درهم
  • زيارة عباس إلى بيروت.. السلاح الفلسطيني على طاولة المفاوضات وسط تحذيرات لبنانية