بعد اكتمال لوائح المرشحين.. فرنسا تبدأ الحملة الانتخابية غدا الاثنين
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
بعد أسبوع على قرار الرئيس إيمانويل ماكرون المفاجئ حل الجمعية الوطنية (البرلمان)، تبدأ فرنسا رسميا غدا الاثنين حملتها للانتخابات التشريعية المبكرة استنادا إلى اللوائح النهائية للمرشحين التي توصلت إليها الأحزاب والتحالفات التي تم تشكيلها على عجل.
وأتمت الأحزاب والتكتلات الفرنسية -مساء اليوم الأحد- تسجيل مرشحيها في 577 دائرة انتخابية، وتنطلق الحملة الانتخابية صباح غد للتنافس في الجولة الأولى التي ستجري يوم 30 يونيو/حزيران الجاري، في حين ستجري الجولة الثانية في السابع من يوليو/تموز المقبل.
وتقول نتائج الاستطلاعات الأولية التي أجريت في الأيام الأخيرة إن حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف هو الأوفر حظا للفوز في الجولة الأولى، وذلك بعد حصوله على 31.4% من أصوات الفرنسيين الذين شاركوا في انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت بين السادس والتاسع من يونيو/حزيران الجاري.
وأعلن زعيم حزب التجمع الوطني جوردان بارديلا (28 عاما) -الذي اعتبره الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي "عديم الخبرة" وقال إنه لا يصلح لتولي منصب رئيس الوزراء- أنه سيكون هناك "مرشح مشترك" مع اليمين "في 70 دائرة انتخابية".
كما أكد بارديلا -اليوم الأحد- رغبته في خصخصة قطاع الإعلام العام المرئي والمسموع "على المدى الطويل" في حال وصول حزبه إلى السلطة، في حين أعلنت ماري كارولين لوبان شقيقة زعيمة نواب التجمع الوطني مارين لوبان ترشحها لهذه الانتخابات.
استطلاعات الرأي
وحسب استطلاع أجراه الأحد معهد "إيلاب" لشبكة "بي إف إم تي في" التلفزيونية وصحيفة "لا تريبون"، فإن واحدا من كل 3 فرنسيين يرغب في فوز حزب التجمع الوطني، وواحدا من 4 يريد فوز تحالف اليسار وواحدا من 5 يأمل بفوز حزب النهضة، الذي يتزعمه ماكرون.
كما حافظ حزب التجمع الوطني على تقدمه، وفقا لاستطلاع آخر أجراه معهد "إيفوب" ونشرته اليوم الأحد صحيفة "لو جورنال دو ديمانش".
وحسب الاستطلاع -الذي أجري يومي 13 و14 يونيو/حزيران الجاري- حصل حزب التجمع الوطني على 35%، في حين حصلت الجبهة الشعبية اليسارية على 26% مقابل 25%، وحصل حزب النهضة على 19%.
وفاز الجمهوريون الذين ينتمون إلى تيار يمين الوسط بـ7%، في حين حاز حزب الاسترداد اليميني المتطرف 3%.
تحالف يساري غير متجانسوبالنسبة لأحزاب اليسار، فقد كان التوجه معروفا منذ تشكيل جبهة جديدة بينها على عجل سُميت الجبهة الشعبية، وهي تحالف يضم فيليب بوتو المناهض للرأسمالية ورئيس الجمهورية السابق فرانسوا هولاند، الذي تمكن خلال أيام قليلة من الاتفاق على برنامج وترشيحات.
ونال هذا التحالف دعم رئيس الوزراء الاشتراكي السابق ليونيل جوسبان (1997-2002) الذي رأى فيه "الحصن" الوحيد القادر على هزيمة اليمين المتطرف، لكنه تحالف لا يزال يعاني من عدم التجانس التام.
فالقوة المهيمنة في اليسار هي حزب "فرنسا الأبية" (يسار راديكالي) الذي رفض إعادة ترشيح نواب انتقدوا نهج رئيس الحزب جون لوك ميلانشون، والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية.
وقال ميلانشون -في حديث للقناة الثالثة في التلفزيون الفرنسي (فرانس 3)- إن "الترشيحات مدى الحياة غير موجودة"، وأضاف "إذا كنتم تعتقدون أنه يجب ألا أكون رئيسا للوزراء، فلن أكون".
معسكر ماكرونوفي معسكر الرئيس ماكرون، وبعد الهزيمة في الانتخابات الأوروبية التي شهدت تقدم حزب التجمع الوطني بفارق كبير، وبعد مفاجأة حل البرلمان، هناك محاولات لإعادة التعبئة بقيادة رئيس الوزراء غابرييل أتال.
وبشأن القدرة الشرائية، وهي الهم الأول للفرنسيين، وعد أتال -أمس السبت- بإجراءات عدة في حال الفوز، مثل تخفيض فواتير الكهرباء بنسبة 15% ابتداء من الشتاء المقبل، أو زيادة مبلغ المكافأة المعروفة باسم "ماكرون" الذي يمكن للشركات أن تدفعه لموظفيها.
ومن جهته، حذر وزير الاقتصاد برونو لومير الأحد من رفع الحد الأدنى الشهري للأجور إلى 1600 يورو حسبما يقترح اليسار، وقال إن ذلك سيؤدي إلى "بطالة بأعداد كبيرة".
وفي صفوف اليمين التقليدي، شهدت البلبلة التي تهز حزب الجمهوريين تقلبات جديدة مع إبطال محكمة باريس الجمعة قرار المكتب الوطني للحزب إقصاء رئيسه إريك سيوتي بعد دعوته لتشكيل تحالف مع التجمع الوطني، في وقت أكد فيه بارديلا أن حزبه سيقدم "مرشحا مشتركا" مع الحزب اليميني "في 70 دائرة".
مظاهرات ضد حزب لوبان
التخوف من وصول اليمين المتطرف إلى السلطة أخرج -أمس السبت- عشرات الآلاف في مظاهرات دعت إليها نقابات عمالية وجماعات طلابية وأخرى لحقوق الإنسان، وعمت أنحاء فرنسا.
وقالت السلطات إن نحو 250 ألف شخص خرجوا للتظاهر في العاصمة باريس ومدن أخرى، في حين قالت نقابة الكونفدرالية العامة للعمل إن عددهم كان نحو 640 ألفا.
ونشرت وزارة الداخلية الفرنسية نحو 21 ألف شرطي لتأمين ما لا يقل عن 150 مسيرة ومظاهرة خرجت في مدن، من بينها باريس ومرسيليا وتولوز وليون وليل، واعتقلت في أثنائها بعض المتظاهرين.
وأعرب المتظاهرون عن خوفهم من أن يفوز حزب التجمع الوطني في جولتي الانتخابات، فيصبح بارديلا رئيسا للوزراء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حزب التجمع الوطنی فی حین
إقرأ أيضاً:
التعليم العالي: أنشطة توعوية لبناء وعي طلاب الجامعات ومواجهة الفكر المتطرف
في إطار توجيهات الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، لتعزيز الوعي الوطني والفكري لدى طلاب الجامعات والمعاهد.
ونفذت الوزارة، خطة توعوية شاملة خلال النصف الأول من عام 2025، بالتعاون مع قطاع الأنشطة الطلابية ومعهد إعداد القادة، بهدف دعم الانتماء الوطني، وتعزيز التفكير النقدي، ومواجهة الأفكار المتطرفة والمفاهيم المغلوطة.
وأكد الدكتور أيمن عاشور أن الوزارة تضع ملف التوعية الطلابية ضمن أولوياتها، من منطلق دورها في دعم جهود الدولة لبناء شخصية الطالب المصري على أسس فكرية ووطنية متزنة، مشيرًا إلى أهمية الأنشطة التثقيفية في تنمية الوعي وتعزيز الانتماء.
وأوضح أن الجامعات ليست فقط مؤسسات تعليمية، بل شريكة في بناء الإنسان، وتسهم من خلال أنشطتها في حماية الشباب من الفكر المنغلق أو المتطرف.
وأشار الوزير ، إلى أن الخطة حرصت على تنويع الأنشطة بما يتلاءم مع اهتمامات الطلاب، مع التركيز على الحوار المباشر، والأنشطة التفاعلية، والمحتوى التوعوي الذي يدعم قيم المواطنة والاعتدال، ويساعد الطلاب على التمييز بين المعلومات الصحيحة والمغلوطة.
من جانبه، أكد الدكتور كريم همام، مستشار الوزير للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة، أن هذه الخطة مثلت نقلة نوعية في مضمون الأنشطة الجامعية، حيث تم العمل على تصميم برامج شاملة تستهدف الجوانب الفكرية والسلوكية، وتراعي التحديات التي تواجه الشباب، مثل الشائعات، والإدمان، والسلوكيات السلبية، والمخاطر الرقمية، والتأثيرات الإعلامية.
وأشار إلى أن معهد إعداد القادة نفذ سلسلة من الفعاليات في الجامعات والمعاهد، تضمنت ندوات ولقاءات حوارية، وورش عمل، وزيارات ميدانية لمؤسسات وطنية، إلى جانب برامج تدريبية تناولت موضوعات متنوعة في مجالات الأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي، وحروب الجيل الرابع، والهوية الوطنية، ومواجهة الانغلاق والتشدد.
كما شارك عدد من الرموز الفكرية والدينية في هذه اللقاءات، من بينهم فضيلة مفتي الجمهورية، حيث تم تناول قضايا الانتماء والاعتدال والتحديات المجتمعية من منظور ديني وفكري متوازن.
وفي إطار تشجيع الطلاب على التفكير النقدي والإبداع، نظم المعهد عددًا من البرامج النوعية، منها برنامج "قادة الابتكار الاجتماعي" الذي ركز على تعزيز روح المبادرة والمسؤولية لدى الشباب، بالإضافة إلى الملتقى القمي الثاني لاتحادات طلاب الجامعات والمعاهد تحت شعار "اتحاد طلاب الجمهورية"، والصالون الثقافي الذي ناقش قضايا الهوية الوطنية والأمن القومي، وخلق مساحات مفتوحة للنقاش مع المفكرين والخبراء.
وفي بُعد ثقافي متكامل، نظمت الوزارة، بالتنسيق مع معهد إعداد القادة، زيارات موسعة لطلاب الجامعات إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب، شارك فيها نحو 15 ألف طالب وطالبة، بهدف تعزيز التواصل الثقافي والانفتاح المعرفي لدى الطلاب، وتشجيعهم على التفاعل مع المشهد الفكري والأدبي.
كما أُطلقت مسابقة "معًا" لإنتاج أفلام قصيرة توعوية مدتها دقيقة واحدة، حول مواجهة الفكر المتطرف بأسلوب فني، واستُقبل أكثر من 200 عمل طلابي، تم عرضها على لجنة تحكيم متخصصة ضمت نخبة من الفنانين والمثقفين والأكاديميين.
وضمن محاور الخطة، وقّع معهد إعداد القادة عددًا من بروتوكولات التعاون مع جهات وطنية لتعزيز التكامل في العمل التوعوي، منها بروتوكول مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، وبروتوكول مع مدينة الثقافة والعلوم، إلى جانب التعاون مع الجامعة المصرية للتعلم الإلكتروني الأهلية، وجامعة أسوان، بما يُسهم في دعم مشاركة الطلاب في الأنشطة الثقافية والإرشادية.
وقد أظهرت هذه الجهود التوعوية تكامل أدوار الجامعات والمعاهد، ومعهد إعداد القادة، في دعم استراتيجية الدولة لبناء جيل شبابي واعٍ، يمتلك القدرة على التفاعل الإيجابي مع القضايا المجتمعية، والتصدي للمفاهيم المغلوطة، بما يُعزز من استقرار المجتمع ويحمي طلاب الجامعات من مظاهر الفكر المتطرف أو المنعزل.