إخناتون ونفرتيتي.. حقيقة منحوتة لأشهر قصص الحب الفرعونية
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صورة يدّعي ناشروها أنّها لمنحوتة صنعها المصريّون القدماء تمثّل "حبّ الملك إخناتون لزوجته نفرتيتي". إلا أنّ هذا الادعاء لا صحّة له. فالمنحوتة حديثة الصنع، ونفّذها فنان روسي بواسطة الرمال، وعرضت في متحف الرمال في اليابان.
ويضمّ المنشور صورة لما يبدو أنه تمثال متقن الصنع يظهر إخناتون ممسكاً بيد نفرتيتي وطفلين في أحضانهما.
وجاء في التعليق المرافق "حب الملك إخناتون لزوجته نفرتيتي... حب خلّدته جدران معابد المصريين القدماء"، في إشارة إلى أنّ هذه المنحوتة ترجع إلى حقبة مصر القديمة.
وحققت الصورة آلاف التفاعلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ بدء انتشارها بهذه الصيغة في مارس 2024.
إلا أنّ هذا التمثال لا يعود إلى حقبة المصريين القدماء.
صحيح أن قصة حب الملك إخناتون لزوجته نفرتيتي واحدة من أشهر قصص الحب فى التاريخ المصري القديم. إلا أن الصورة المنتشرة لا تظهر تمثالًا يعود إلى تلك الحقبة.
كما أن هذا الرسم لم يظهر على جدران المعابد المصرية، بحسب ما أكده علي عبد الحليم وهو خبير في الآثار المصرية القديمة ومدير عام المتحف المصري في وسط القاهرة، لوكالة فرانس برس.
ويشرح عبد الحليم قائلاً إنّ "أسلوب النحت يختلف تماماً عما كان يصنعه المصريون القدماء في تلك الحقبة".
وتابع الخبير مفصّلاً أن "التاريخ المصري القديم يضمّ العديد من التماثيل والجداريات التي توثق قصص حبّ شهدتها تلك الحضارة، على غرار قصة حب الملك أمنحتب الثالث لزوجته الملكة تي التي كانت في الأصل سيدة عادية من عامة الشعب".
أما "قصة حب إخناتون ونفرتيتي فكانت مميزة" بحسب عبد الحليم. إذ اشتهرت نفرتيتي بجمالها، وكان لها دور مهم في فترة حكم زوجها إخناتون، كما أنها شاركت في الجوانب الإدارية والاجتماعية وحتى الدينية.
وهناك صور وجداريات عديدة لإخناتون ونفرتيتي وحياتهما معاً، على غرار لوحة الحجر الجيري التي تصوّرهما وهما يتعبدان للإله آتون بجانب أولادهما.
أما صورة المنحوتة الظاهرة في المنشورات المتداولة فلا شأن لها بمصر القديمة لا من قريب ولا من بعيد.
تمثال حديث من الرمالويظهر البحث العكسي عن الصورة أنها منشورة على موقع متحف الرمال الياباني الذي يتخذ من مدينة توتوري اليابانية مقراً له.
والمنحوتة صنعت بالرمال وشكلت واحدة من مجموعة منحوتات رمليّة عرضت في المتحف ضمن معرض فني عن الحضارة المصرية في الفترة بين يوليو 2022 وحتى يناير 2024.
ويقول الموقع الرسمي للمتحف إنه يعرض منحوتات مصنوعة من الرمال لفترة مؤقتة. وتكون المنحوتات فريدة من نوعها لا تتكرّر. وبعد انتهاء العرض تُعاد الرمال إلى حالتها الطبيعية.
أمّا الفنان الذي نحت هذه التحفة بالرمال فهو الروسي دميتري كليمينكو.
وقد يكون الفنان الروسي استوحى عمله من نقش أثري حقيقي يصور إخناتون ونفرتيتي وبناتهما الثلاث.
وسبق أن ظهرت في السنوات الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي تقارير ومزاعم كثيرة غير صحيحة عن الحضارة المصريّة القديمة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: حب الملک
إقرأ أيضاً:
هل بناها الفضائيون؟.. رد حاسم على جدل بناء الأهرامات في مصر
#سواليف
رد عالم المصريات الشهير ووزير الآثار المصري الأسبق زاهي حواس على ما يثار بين حين وآخر عن #فرضيات حول #بناء #الأهرامات، والتي تجددت بمزاعم أن #كائنات_فضائية شيدتها.
وأكد وزير الآثار المصري الأسبق أن العديد من الروايات المتداولة حول الأهرامات والمذكورة في بعض الكتب المزعومة لا أساس لها من الصحة، مؤكدا أن أي مزاعم عن “الإليانز” أو تدخل كائنات فضائية في بناء الأهرامات لا تمت للواقع بصلة.
وأشار عالم المصريات الشهير إلى أن ما يروج عن استخدام الأهرامات لتوليد الكهرباء أو الاعتماد على “جرانيت” داخل البناء غير صحيح، مؤكدا أن الحجر الجيري هو المادة الأساسية لبناء الأهرامات باستثناء بعض الحجرات الخمس العلوية التي تحتوى على الجرانيت.
مقالات ذات صلة طقس العرب يحذر .. أمطار غزيرة وبرودة كبيرة ومخاوف من كارثة انسانية جديدة في غزة 2025/12/13وشدد حواس في تصريحات لقناة مصرية محلية، على أن المصريين القدماء استخدموا مهاراتهم الهندسية لاستغلال الحجر الجيري وجرانيت هضبة الجيزة في البناء بدقة مذهلة.
وأوضح حواس أن استخدام تقنيات المسح ثلاثي الأبعاد كشف عن أسماء فرق العمال الذين شاركوا في رفع الحجارة، مشددا على أن هذه الاكتشافات التاريخية تنفى تماما أي ادعاءات غير علمية حول تدخل كائنات فضائية أو قوى خارقة.
وشدد حواس على ضرورة التحقق من المصادر العلمية الموثقة قبل تصديق أي كتب أو مزاعم حول الأهرامات، مؤكدا أن ما ينشر أحيانا باسم باحثين أو كتاب لا يمت للحقيقة بصلة، وأن المصريين القدماء وحدهم هم من نفذوا هذه المعجزات الهندسية الباهرة.
وتجدد الجدل حول بناء الأهرامات حيث رجح الباحث في علم المصريات وسيم السيسي إمكانية تدخل كائنات فضائية أو قوى خارقة في عملية بناء الأهرامات، مستندا إلى برديات مزعومة محفوظة في الفاتيكان، بينما نفى حواس ذلك بشدة، معتبرا هذه المزاعم “كلام فارغ” و”تهيؤات” تفتقر إلى أدلة علمية.
وأكد حواس أن بعض الأشخاص يبتكرون برديات وهمية لدعم نظريات المؤامرة، وأن لا وجود لأي دليل يدعم تدخل “الإليانز” في بناء الأهرامات، مشددا على أن المصريين القدماء هم بناة تلك المعجزات بمهاراتهم الهندسية فقط.
وبنيت الأهرامات الثلاثة الكبرى في الجيزة خوفو، خفرع، منقرع خلال الأسرة الرابعة حوالي 2600-2500 ق.م، ويبلغ ارتفاع هرم خوفو وهو الأكبر 146 متراً، استخدم فيه 2.3 مليون كتلة حجرية تزن كل منها قرابة طنين.
وكانت اكتشفت بعثات أثرية بما فيها تحت إشراف حواس مقابر عمال الأهرامات قرب الجيزة، تحتوي على نقوش بأسماء فرق العمل مثل “أصدقاء خوفو”، وبردية وادي الجرف من عصر خوفو توثق نقل الحجارة عبر النيل.
وتعود نظريات “الكائنات الفضائية” إلى كتب مثل “عربات الآلهة” لإريك فون دانيكن (1968)، وانتشرت عبر الإنترنت وبرامج مثل Ancient Aliens، والتي رد حواس عليها مرات عديدة، بما في ذلك ضد إيلون ماسك (2020 و2024) وجو روجان (2025)، معتبرا إياها إهانة لعبقرية المصريين القدماء.