عربي21:
2025-08-04@07:03:59 GMT

إنها نهاية الحقبة الصهيونية

تاريخ النشر: 4th, August 2025 GMT

لم يَعُد العالم يُصدِّق المُبرِّرات الكاذبة للكيان الصهيوني تجاه غزة وتجاه الشعب الفلسطيني.. شعوب وحكومات تَحوَّلوا، بعد قرابة السنتين من العدوان العسكري والإبادة الجماعية والتجويع المُتعمَّد، إلى نصرة الشعب الفلسطيني، إلى الاعتراف بحقه في الوجود والحياة وإقامة دولته المستقلة. إنها نهاية حقبة دامت منذ 1948، ما فتئ هذا الكيان يلبس خلالها لباس المظلومية، مُدَّعِيا وجوده ضمن محيط معاد من العرب والمسلمين يريدون القضاء عليه.



اليوم لم يعد هناك مَن يُصدِّق أن جيران الكيان أعداء له وقد أصبح لديهم مشروعَ سلام مُتَّفَق عليه، وقد دخلوا في تطبيع ثنائي من دون مقابل، بما في ذلك السلطة الفلسطينية التي قبلت “التنسيق الأمني” معه حتى ضد فصائل من شعبها.

واليوم أيضا تأكد للعالم أجمع أن هذا النظام الصهيوني الذي ما فتئ يَدَّعي الديمقراطية بات الأكثر ديكتاتورية ودموية ولا إنسانية في المنطقة بعد جريمة التجويع، ثم قتل الجوعى الباحثين عن الغذاء، ثم قتل المرضى من الجوع بِمَنع الدواء عنهم، ثم قتل الأطباء والممرضين والمسعِفين بتدمير المنشآت التي تأوي الجوعى والموتى من الجوع…

اليوم بات الكيان الصهيوني بلا قناع، رمزا للإجرام والظلم في نظر العالم أجمع بما في ذلك شرائح واسعة من الشعب الأمريكي بمن فيهم من معتنقي الديانة اليهودية غير المتصهينين، بل قُلْ بمن فيهم من يهود غير متصهينين داخل الكيان ذاته.. وهي نتيجة تكفي وحدها المقاومة لو أنها اكتفت بها.

لقد بات واضحا أن ما بعد “طوفان الأقصى” هو حقبة أخرى مختلفة تماما وغير إسرائيلية بالتأكيد رغم المحاولات اليائسة لرموز أقصى التطرف الصهيوني في العالم، الثلاثي (نتن ياهو- بن غفير- سموتريتش) إقناع أنفسهم بغير ذلك، وحديثهم المستمر عن وهم مشروع شرق أوسط جديد! متخلفين عن مرحلتهم بنحو نصف قرن من الزمن!

إيران على سبيل المثال في هذا الشرق الأوسط لم تعد بعد اليوم تخشى الضربة القاضية من سلاح الجو الصهيوني بعد أن تَمكَّنت من الرد بالصواريخ الباليستية الدقيقة والفوز بالنقاط بعد العدوان الأخير عليها. يكفي أن الصهاينة الذين بدأوا العدوان هم مَن طالبوا الأمريكان حليفهم الأول بوقف القتال وقد أوجعتهم الضربات الإيرانية وأصيبوا بالإحباط من قدرة إيران على الصمود…

كما أن سوريا التي عملوا على تحطيمها لعقود من الزمن، وبدت لهم بعد سقوط نظام الأسد أنها ستكون لقمة سائغة فإذا بها تتعامل مع اللعبة الدولية بطريقة غير متوقَّعة وتُبيِّن أنه ليس من السهل تمرير المشروع الصهيوني بها وإيصالها إلى حالة التقسيم..

واليمن كذلك، رغم الظروف التي يمرُّ بها، ورغم سنوات الحرب ضده، والعدوان الثلاثي الأخير عليه بمئات الطائرات العسكرية، لم يتم ردعه ولا منعه من مراقبة البحرين الأحمر والعربي ومنع السفن الصهيونية من المرور به فضلا عن منعه من القيام كل يومين بتسديد صواريخه نحو أهداف مُحدَّدة تُجبر ملايين الإسرائيليين للدخول إلى الملاجئ وتشلّ مطارهم الدولي الوحيد…

وكذلك حزب الله الذي تم ضربه في مقتل أكثر من مرة بات اليوم مُتعافيًّا في تنسيق تام مع حكومته لِردع العدو الصهيوني ومنعه من الاستفراد بهذا البلد الصامد.. أما المقاومة أخيرا فيكفي أنها اليوم هي مَن تُحدِّد مصير المفاوضات: إنْ حَضَرَتها تنعقد وإن غابت عنها تفشل.. وها هي اليوم تتَّخذ قرارا شجاعا برفض استئناف المفاوضات مع العدو ما لم يتم وقف حرب التجويع ضد الأبرياء من المدنيين في كافة القطاع، وستنجح في ذلك بإذن الله، وسيضطر الظالمون إلى الاعتراف في آخر المطاف بأن حقبتهم الذهبية قد ولّت إلى غير رجعة وستكون هذه هي آخر مراحل وجودهم في الشرق الأوسط بعد أن ظنُّوا أنهم امتلكوه وسيطروا عليه إلى الأبد.

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه غزة المقاومة غزة نتنياهو الاحتلال المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

يرقات من الريف

في لحظة الإشراق تستنير الحياة بوجهها المضيء في الكون البديع كحديقة سماوية فيها تغاريد الطيور تتمايل عذوبة وإنشاد.

وصوت السماء يهمس للأرض لتهطل الأمطار وتجري الأنهار كأنها تروي لنا أسرار الحياة لتلتقي الأرواح بالخيال ويمتزج الإبداع بالجمال فتنبض القلوب رقة وصفاء وتختلط المشاعر بالشعاع ويشرق الابتسام فرحا في الآفاق .

إنها ثورة تحدثها المشاعر والغريزة بهجة لترتشف من نهرها الحاني لتسقي الأرواح في الأبدان وتنبت بذور الأمل في الأمنيات وتخضر الصحاري المجدبة في النفوس من جفاف الأحزان حياة الأرياف نكهة تروي إبداعها في مذاق الطبيعة .

خرجت هايدي مع كلبها الصغير مثل طفلة تطير مع فراشات الأنهار مفعم ومليء بالسعادة مع هذا الإشراق تريد أن تنعم بمذاق خاص من فراولة الحقل فالحصاد قادم بعد أيام . لكن الصدفة كانت بمثابة مسرحية أحد أبطالها عازف برائعة بيتهوفن يشدو بها في هذا الصباح من ناي مزج العذوبة بقطر الندى دواء ترتشفه القلوب حساء لتبرؤا منه العلل والإنصات يصغي نحو الهوى حتى جاذبت الأنفس فطرة واختلطت المشاعر بالأنفاس في شهيقها لتحدث رجفة ترتج لها القلوب وتنتفض منها الأبدان ، إنه ذاك الشاب الوسيم كاتب قصاصته بحروف الإثارة والإعجاب في ليلة عيد الميلاد ، إنها أحاسيس دغدغت مشاعرها المرهفة لتزيد حروف أوراقه الملقاة يقينا أن هذا الماهر الماكر عزفا بقراءة نغماته وألحانه من هذا النأي النحيل المظلم في دواخله المستنير في عذوبة ألحانه ليطرب الأشجان عنوة لها وقع ، يضمد جراحًا لم تندمل في نفسها ، إنه عازف يعد النغم بأنامله لمن يرعاه الهوى في مراعي الإعجاب ليقع صيدا ثمينا في شباك الغريزة لينتشل حبها الغريق في بحار وليم الذي رممت الأرض عظامه ولن يعود ، كان كاري يتفنن في الغوص بعذوبة الشدو ليغوص في أعماقها لينتزع من أصدافها لآلئ عقدها المتدلي في هواء قلبها ليقبله ويضعه تاجا على رأسه ، إنها لحظات صدود وهمي تراجعت إلى الوراء قليلًا ، فالغرباء نكرة يجعلون الحياء يستتر خلف الأهداب ، التفت إليها وقد احمرت وجنتاها وفضح هذا الاحمرار تساقط شيء مثل ماء النبيذ من خديها إنها سخونة الشعور تتصبب عرقا عندما تبدي الإعجاب لمن يوافق هواك بخجل .

شدها الارتباك بعد أن أمعن نظراته في عيونها إلى الوراء مسكت ثوبها المتلألئ وشدته حول خصرها فتناثرت الأرداف صارخة تستجدي الهروب ، ورفعت ثوبها فبان غصن البان يشدو ليسابق الريح ، لقد وضعها عازف الناي في خبث هوائه المرهف حتى تناثرت أشلاء لا تحسن التصرف .

إلى ،،، يرقة أخرى في ريف الأعمى الذي يحلم أن يرى السماء .

ابتسم أيها الأنيق

مقالات مشابهة

  • مسيرات طلابية في ريمة تنديدا بجرائم الكيان الصهيوني بحق أطفال غزة
  • سقوط الأقنعة .. مناصرو القدس بالأمس شركاء الصهيونية اليوم
  • يرقات من الريف
  • مشروع مسام يعلن عن كمية الألغام التي انتزعها في اليمن منذ انطلاقته وحتى نهاية يوليو المنصرم
  • آخر تحديث لـ سعر الذهب نهاية تعاملات اليوم السبت 2 أغسطس 2025
  • وقفة طلابية في إب تنديدًا بجرائم الكيان الصهيوني في قطاع غزة
  • “الرشق”: ترمب يكرّر أكاذيب الكيان الصهيوني وتحقيق أمريكي يفنّد مزاعم سرقة المساعدات
  • سعر الذهب اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025 في نهاية التعاملات المسائية
  • اكتشاف مومياء يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام في بيرو