إخفاء العيوب قبل الزواج.. قنبلة موقوتة تهدد الأسرة
تاريخ النشر: 4th, August 2025 GMT
نعيش في زمن أصبحت فيه المظاهر تُقدَّم على الجوهر، وبات كثيرٌ من المقبلين على الزَّواج يخفون عيوبهم، أو يُجمِّلونها؛ خوفًا من الرفض، وطمعًا في القبول، متناسين أنَّ الزَّواج ليس لحظة عابرة، بل علاقة طويلة الأمد، تقوم على الصدق والوضوح، ولا يمكن أنْ تقوم على الإخفاء والتزييف، لذلك تنشأ زيجات هشَّة تُبنَى على معلومات ناقصة، لا تلبث أنْ تظهر مع أوَّل صدمة، فتتحوَّل الحياة الزَّوجيَّة من حلم ورديٍّ إلى واقع مأساويٍّ.
تؤكد الدكتورة إيمان سليم الكلبانية، ناشطة اجتماعيَّة، ومدرِّبة، ومرشدة أسريَّة، واختصاصيَّة في تعديل سلوك الأطفال، أنَّ الزَّواج رباط مقدس، وليس مسرحًا للخداع، كما أنَّ إخفاء العيوب الجسديَّة، أو النفسيَّة، أو السلوكيَّة من طرفي العلاقة قبل الزَّواج، يُعدُّ خطأً فادحًا، وجُرمًا أخلاقيًّا ودينيًّا يهدد كيان الأسرة واستقرارها، وهو أشبه بقنبلة موقوتة، قد تنفجر في أي لحظة، لتدمر أساس الحياة الزوجيَّة.لا لإخفاء العيوبمن جهته، يقول الدكتور عبدالله بن صالح البوحنية، عضو هيئة التدريس بقسم التربية وعلم النفس، كلية التربية، جامعة الملك فيصل: في رحلة الحياة الزوجيَّة، يُفترض أنْ يكون الصدق هو الجسر الذي يعبر عليه الزَّوجان نحو التفاهم والتماسك والاستقرار.
ويتساءل: لكن ماذا لو بُنيت العلاقة على إخفاء عيبٍ صحيٍّ أو وراثيٍّ جوهريٍّ، كالعقم، أو أمراض الدم الوراثيَّة، أو حتى مرض مزمن، بدعوى الخوف من الرفض، أو أملًا بأنَّ «الزَّواج قد يُصلح الأمور»؟، في هذه الحالة، لا يكون الزَّواج بدايةً جديدةً، بل قنبلة موقوتة قد تنفجر في لحظة صدق متأخِّرة، وتخلِّف وراءها آثارًا نفسيَّة واجتماعيَّة مؤلمة.ويشير «بن صالح» إلى أنَّ إخفاء العيوب الصحيَّة قبل الزواج ليس مجرَّد تقصير، بل هو إخلال مباشر بالثقة وحق الطرف الآخر في الاختيار.المكاشفة في الخطوبة
ويؤكِّد سليمان بن يوسف العمري، المحامي والمستشار القانوني، أنَّ عقد الزَّواج بما له من مكانة عظيمة، يتطلَّب المصارحة والشفافيَّة منذ الخطوبة، وضرورة أنْ يُظهر كل طرف للطرف الآخر ما يحب وما يكره، حتى لا تُبنى العلاقة على أوهام أو مظاهر خادعة.
ويحذِّر من إخفاء العيوب خاصَّةً الصحيَّة أو النفسيَّة، لما لها من أثر قانونيٍّ وأخلاقيٍّ ودينيٍّ، مؤكِّدًا أنَّ عدم المكاشفة قد يقود في نهاية المطاف إلى الطلاق أو الخُلع، وهما وإنْ كانا مباحين شرعًا، إلَّا أنَّهما أبغض الحلال عند الله.
الشفافية ضرورة
من جانبه، يشدِّد الدكتور عزت عبدالعظيم، استشاري الطب النفسيِّ بمستشفيات الحمادي بالرياض، على أنَّ الشفافيَّة والصَّراحة ليست خيارًا ثانويًّا في الحياة الزوجيَّة، بل هي ضرورة لا غنى عنها؛ لأنَّها تمس مستقبل أسرة بأكملها.
ويرى «عبدالعظيم»، أنَّ إخفاء الاضطرابات النفسيَّة، أو التجارب الصَّعبة من أحد الطرفين، يسبِّب صدمة للطرف الآخر بعد الزواج، قد تؤدِّي إلى خلافات حادَّة، وربما انهيار العلاقة.
كما يشير «عبدالعظيم» إلى أنَّ الصراحة في هذه المرحلة، وإنْ أدَّت إلى رفض الارتباط، فهي أفضل بمراحل من زواج ينتهي بالانفصال بعد إنجاب الأطفال، وما يرافق ذلك من آثار نفسيَّة واجتماعيَّة عميقة.وتعترف الحقوقيَّة والمستشارة في الشأن الأسري، أنوار داود الخفاجي، أنَّه في مجتمعاتنا العربيَّة، لا يزال الزَّواج يُنظر إليه كخطوة مصيريَّة ومفصليَّة في حياة كل فرد، تبدأ غالبًا بمظاهر مثاليَّة وتوقُّعات عالية، وتُحيط بها أجواء من الفرح والأمل، لكن خلف هذه الصورة الجميلة، غالبًا ما تختبئ حقائق غير معلنة، وعيوب خفيَّة يظنُّ أصحابها أنَّ إخفاءها هو الحل، دون إدراك أنَّ ما يُخفى في البدايات قد يتحوَّل لاحقًا إلى شرخ كبير في جدار العلاقة الزوجيَّة.
زهير بن جمعة الغزال – الأحساء
جريدة المدينة
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
ما العلاقة بين ضغط الدم والسكري: لماذا يرتفع كلاهما معا؟
انضم إلى قناتنا على واتساب
شمسان بوست / متابعات:
رغم الاختلاف بين ارتفاع ضغط الدم وارتفاع سكر الدم، فإنهما يرتبطان ارتباطاً وثيقاً، وغالباً ما يتشاركان عوامل خطر متشابهة (تزيد فرص الإصابة)؛ مثل: السمنة، وسوء التغذية، وقلة النشاط، والتاريخ العائلي. ووفق ما ذكره موقع “فيري ويل هيلث”، فقد تزيد الإصابة بأحدهما من خطر الإصابة بالمرض الآخر، لذا من المهم مراقبة كليهما إذا كنت معرضاً للخطر.
مقارنة بين ضغط وسكر الدم
أولاً: ضغط الدم:
ما هو؟ قوة دفع الدم ضد جدران الأوعية الدموية في أثناء ضخ القلب له.
أسباب ارتفاع الضغط: تدفق الدم عبر الشرايين عند ضغوط أعلى من المعدل الطبيعي.
المخاطر الصحية: أمراض القلب، والسكتة الدماغية، ومشكلات القلب الأخرى.
عوامل التقلب: الإجهاد، والنشاط البدني، والأدوية، والحالات الصحية الكامنة.
ثانياً: سكر الدم:
ما هو؟ المصدر الأساسي للطاقة في الجسم، والناتج من عملية التمثيل الغذائي للطعام.
أسباب ارتفاع السكر: نقص الإنسولين أو مقاومته.
المخاطر الصحية: مرض السكري، وتلف الأعصاب، ومشكلات الكُلى، وغيرها من الحالات.
عوامل التقلب: النظام الغذائي، والأدوية، ونمط الحياة، والحالات الأخرى.
كيف يؤثر ارتفاع ضغط الدم في سكر الدم؟
مقاومة الإنسولين سبب شائع لارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم. يحدث ذلك عندما لا يستجيب الجسم بفاعلية للإنسولين المُنتَج، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر (الجلوكوز) في الدم بشكل مفرط، ويمكن أن تؤدي مقاومة الإنسولين إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
ووفقاً للدراسات، غالباً ما تظهر على المصابين بارتفاع ضغط الدم علامات مقاومة الإنسولين، وهم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري مقارنةً بمن يتمتعون بضغط دم طبيعي.
هل يُسبب ارتفاع سكر الدم ارتفاع ضغط الدم؟
يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري إلى تلف الأوعية الدموية، مما يجعلها أضيق وأكثر صلابة، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. كما يمكن أن يؤدي إلى تلف الكلى، التي تلعب دوراً مهماً في تنظيم ضغط الدم، وقد يُسهم في ارتفاع ضغط الدم. ويُصاب مرضى السكري بارتفاع ضغط الدم بمعدل ضعفَيْن مقارنةً بغير المصابين به.
عوامل الخطر الشائعة
يشترك ارتفاع ضغط الدم وارتفاع سكر الدم في بعض عوامل الخطر، بما في ذلك: السمنة، والالتهاب، ونمط الحياة الخامل، والتوتر، والنظام الغذائي، وعادات الأكل، والتدخين، وتناول الكحوليات، وتاريخ العائلة المرضي.
طرق الوقاية
من الضروري تقليل عوامل الخطر بتغيير نمط حياتك والعادات الأخرى التي قد تُسهم في ارتفاع ضغط الدم أو سكره. ويشمل ذلك: الإقلاع عن التدخين، واتباع نظام غذائي متوازن، والحفاظ على وزن صحي، وممارسة الرياضة بانتظام.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط